سلسلة التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق متجدد-الطفل الكفيف-

أم لينة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
18 سبتمبر 2012
المشاركات
2,192
نقاط التفاعل
5,221
النقاط
111
العمر
39
do.php



ارتايت ان افتح هذه السلسة التي تهتم بمشاكل التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق و سأبدأ الحديث عن الطفل الكفيف .

do.php




نال مجال الإعاقة والمعوقين اهتماما بالغا في السنوات الأخيرة ، ويرجع هذا الاهتمام إلى الاقتناع المتزايد في المجتمعات المختلفة بأن المعوقين كغيرهم من أفراد المجتمع لهم الحق في الحياة ، وفي النمو بأقصى ما تمكنهم منه قدراتهم وطاقاتهم ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن اهتمام المجتمعات بفئات المعوقين يرتبط بتغيير النظرة المجتمعية إلى هؤلاء الأفراد ، والتحول من اعتبارهم عاله اقتصادية على مجتمعاتهم إلى النظر إليهم كجزء من الثروة البشرية مما يحتم تنمية هذه الثروة والاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن .

أولاً : المشكلات المتعلقة بالطفل الكفيف :

وبما إن الإنسان يعتمد على حواسه الخمس : السمع ، والبصر ، واللمس ، والشم ، والذوق ، في الحصول على المعلومات والتعرف على البيئة المحيطة به ، وأي اختلال أو فقدان لواحدة أو أكثر من تلك الحواس يعني اعتمادا أكبر على الحواس الأخرى المتبقية ، وحيث أن حاسة الإبصار تلعب دوراً مهما جداً في عملية التفاعل التي تتم بين الإنسان وبيئته ، علاوة على إن الجزء الأكبر من التعليم يتم عن طريق حاسة الإبصار ، فإن تلك الحاسة هي التي تتولى عملية تنسيق وتنظيم الإنطباعات التي يتم استقبالها عن طريق الحواس الأخرى .
والتعريف التربوي يشير إلى إن الطفل الكفيف ، هو ذلك الطفل الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة برايلBraille Method ، أما ضعاف البصر فهم الأفراد الذين يستطيعون قراءة المادة المطبوعة على الرغم مما قد تتطلبه هذه المادة أحيانا من بعض أشكال التعديل (على سبيل المثال ، تكبير حجم المادة ذاتها أو استخدام عدسات مكبرة)
وبذلك فالمعاق بصرياً يعيش عالماً ضيقاً محدوداً نتيجة لعجزه ، ويود لو استطاع التخلص منه والخروج إلى عالم المبصرين ، فهو لديه حاجات نفسيه لا يستطيع إشباعها ، واتجاهات اجتماعية تحاول عزله عن مجتمع المبصرين ، ويواجه مواقف فيها أنواع من الصراع والقلق . كل هذا يؤدي بالمعاق بصرياً إلى أن يحيا حياة نفسيه غير سليمة ، قد تؤدي به إلى سوء التكيف مع البيئة المحيطة به .

ومن هنا تنبع الحاجة إلى الخدمات الأسرية للمعوقين بصريا مثل غيرهم العاديين ، وذلك لمساعدتهم على إشباع حاجاتهم النفسية ، ومواجهة مشكلاتهم الخاصة ، والتغلب على الآثار النفسية المترتبة على إعاقتهم مثل الصراع والقلق والإحباط والانطواء ، وتعديل ردود الفعل للاتجاهات الاجتماعية السلبية التي تحاول عزلهم عن الأفراد العاديين ، وتقديم خدمات الإرشاد الأسري والتربوي والمهني المناسبة لهم .


والأطفال المعاقون بصرياً رغم إعاقتهم البصرية إلا أن لديهم قدرات وطاقات لا تقل عن غيرهم من الأفراد العاديين ، ولعل بعضهم لديه من المواهب والقدرات ما يفوق على كثير من العاديين .

المشكلات الشائعة التى توجد لدى الأطفال النعاقين بصرياً :

ثمة مشكلات شائعة توجد لدى الأطفال المعاقين بصرياً ، وهنا سوف نلقي الضوء على مشكلاتهم ( النفسية ، والاجتماعية ، والأسرية ، والتربوية ) ، ودور المرشد في تقديم الخدمات الإرشادية المناسبة لهم .

أ‌- المشكلات النفسية التى تواجه الطفل المعاق بصريأ :

إن مجرد الشعور بالأختلاف عن العاديين يسبب للطفل قلق نفسي ، فحركة الطفل المعاق بصرياً تبدو مضطربة بطيئة ، وتخلو من عنصر أساسي هو عنصر الثقة ، فهو يتلمس طريقه تلمساً يتجلى فيه الخوف من أن يصطدم بشيء أو يتعثر أو يقع . وخوفه هذا المستمر يجعله أميل إلى عدم الخوض في مغامرات استطلاعيه قد تعرضه لألوان من الأذى ، ولذلك يكبت المعاق بصرياً دافعاً إنسانيا أصيلاً هو حب المعرفة واستجلاء أسرار ما حوله ، وإذا استجاب الطفل المعاق بصرياً مره لدافع حب الاستطلاع فانه قد يتعرض لتجربه قاسية تجعله يكبت هذا الدافع فيما بعد إذا ما قام صراع بينه وبين الدافع إلى الأمن .


وينتاب الطفل المعاق بصرياً نتيجة هذه الصراعات ونتيجة المواقف التي يقررها أنواع من القلق : فهو يخشى أن يرفض ممن حوله بسبب عجزه ، ويخشى أن يستهجن الناس سلوكه ويستنكرون أفعاله ، وهو في خشية دائمة من أن يفقد حب الأشخاص الذين يعتمد أمنه على وجودهم واستمرار حبهم له .


ومن الصعوبات التي يواجهها مرشدو الأطفال المعاقين بصرياً :

الإعتمادية (الافتقار إلى المشاركة والأفتقار إلى الدافعية من قبلهم) ، فالطفل المعاق بصرياً بطبيعة عاهته يعتمد على غيرة في بعض الأحوال ، ويعتبر هذا عادياً ، ولكن إذا كان الاعتماد على الغير تاماً ، وفي كل الأحوال فإن هذا يجعل منه شخصية أتكالية إلى حد كبير، وقد تأخذ هذه الأتكالية في التزايد ـ كوسيلة هروبية ـ ؛ لأن الاستقلال والاعتماد على النفس ، ولو أحياناً ، يؤدي إلى تقدير الذات ، إنه يشعر دائماً أن هناك من يعتني به ، هناك من يطعمه ، هناك من يقوده ويحركه من مكان لآخر ، ولكنه في محاولته تلك لبناء ذاته المستقلة يشعر أيضاً بالملل والتمرد لتبعيته للآخرين ، ولذلك فإن تربية الطفل المعاق بصرياً يجب أن تشمل أيضاً إعطاؤه الحرية والفرصة للأعتماد على النفس ، بتدريبه على الحركة في الحدود الآمنة ، وقضاء بعض حوائجه مهما لاقى في ذلك من صعوبات كالأغتسال ، وترتيب سريره ، وارتداء ملابسه ، وإطعام نفسه ، ثم إعطاؤه الفرصة للحركة داخل المنزل وخارجه ، وهكذا تتاح له الفرصة لنمو الشخصية المستقلة المعتمدة على نفسها .

كذلك يخطئ بعض الوالدين ويتبعون أسلوب الحماية الزائدة لأولادهم المعاقين بصرياً ، وكثيراً ما يرفض هؤلاء الأولاد هذه الحماية الزائدة ، ويشعرون بأنهم ليسوا عجزة إلى هذا الحد الذي سيتصوره ذويهم ، ويناضلون للتخلص من ذلك ولتحقيق الاستقلال .

إن الحماية الزائدة قد تكون عقبة في نمو الطفل ، وتؤثر في شخصيته من حيث العلاقات الاجتماعية والشعور بالأمن .


ب‌- المشكلات الاجتماعية التى تواجه الطفل المعاق بصريأ :



إن الأطفال المعوقين بصرياً يواجهون بعض الصعوبات في عملية التفاعل الاجتماعي ، ويعود السبب في ذلك إلى غياب أو نقص المعلومات البصرية التي تلعب دورا رئيسا في تكوين السلوك الاجتماعي لدى الأطفال ، فعملية التفاعل بين الطفل في مهده وبين أمه تتأثر بغياب البصر ، ذلك أن الطفل المعاق بصرياً قد لا يستجيب لأمه بنفس الحيوية والنشاط اللذين يستجيب بهما الطفل المبصر ، مما ينعكس سلبيا على الطريقة التي تستجيب بها الأم ، كما إن عملية التقليد والمحاكاة التي تلعب دورا مهما في عملية النمو الاجتماعي تتأثر هي الأخرى بغياب البصر ، فالطفل المبصر ينظر إلى من حوله فيرى كيف يلعبون ، وكيف يمشون ، وكيف يجلسون ، وكيف يأكلون ، وكيف يلبسون فيفعل مثلهم ، أما الطفل المعاق بصرياً فإنه لا يستفيد من عملية التعلم العرضي تلك ، مما يؤثر في سلوكه الاجتماعي كطفل ، وربما في قدرته على التكيف الشخصي كشاب .


ومن المشكلات الموجودة عند كثير من المعاقين بصرياً ما يسمى باللزمات Blindisms ، فإذا لاحظنا المعاقين بصرياً بدقة نجد أن كثيراً منهم يقومون بحركات عصبية تعتبر من الخصائص المميزة لهم مثل وضع الإصبع في العين ، هز اليدين ، هز الرأس .
وأغلب الأطفال المعاقين بصرياً يمرون بمثل هذه المرحلة من اللزمات في خلال نموهم العادي ، ويرى كثير من الباحثين أن مثل هذه اللزمات هي نتيجة ضعف أو بطئ الاستثارة ، سواء منها اللمسية أو السمعية من أحد الوالدين ، لذا فإن الطفل يترك نفسه للمثيرات الداخلية مما يلجأ معه إلى تلك اللزمات . وفي المراحل الأولى من العمر فإن هذه اللزمات لا تثير الاهتمام في حد ذاتها إلا أنها قد تؤدي إلى تعطيل أو اضطراب بعض العمليات الهامة في حياة المعاق بصرياً مثل القراءة أو الحركة . كذلك إذا استمرت هذه اللزمات فترة من الزمن فإنها تصبح عادات حركية من الصعب تغييرها ، وهي قد تدل أيضاً على اتجاهات سلبية في حياة المعاق بصرياً ، وسبيلاً للتخفيف من القلق ، فكلما احتاج للاستثارة ، أو كلما واجهته مشكلة ، أو موقف ما لجأ إلى تلك الحركات ، هذا إلى أنها تؤدي إلى مظهر اجتماعي غير مناسب عن المعاق بصرياً .

**************


do.php

 
رد: سلسلة التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق متجدد-الطفل الكفيف-

إن هذه الفئة ، فئة ذوي الحاجات تحتاج إلى عناية فائقة و اهتمام كبير ومد يد المساعدة لهم وتهيئة كل جديد نافع نابع عن الطب او الاكتشاف في خضم التكنولوجية الحديثة حتى نذلل لهم كل الصعوبات و نأخذ بأيديهم إلى بر الأمان و السلام النفسي و الإطمئنان وراحة البال وتكن لهم بصماتهم في معترك الحياة.
شكرا لك اختي الكريمة على ما تفضلت به من طرح هو بالاهمية و الحساسية بمكان.
ودمت في رعاية الرحمان.
 
رد: سلسلة التنشئة الاجتماعية للطفل المعاق متجدد-الطفل الكفيف-

و الشكر موصول لك ايضا فمرورك دائما مميز في مواضيعي و ردك راقي و مدروس شكرا جزيلا لا تحرمنا من طلاتك و ردودك.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top