استراتيجية اسرائيل ما بعد الاتفاق.. صراخ باتجاه ابتزاز واشنطن

الحق سلاحي

:: عضوية محظورة ::
أحباب اللمة
إنضم
22 جوان 2011
المشاركات
2,636
نقاط التفاعل
1,829
النقاط
191
الحق سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / إستخدام ألفاظ نابيه وخادشة للحياء.
لم تكن ردة الفعل الاسرائيلية الرسمية الجامعة والرافضة، مفاجئة جداً في اعقاب الاعلان عن ابرام الاتفاق النووي بين إيران والدول الست في فيينا. "الخطأ التاريخي" و"الرضوخ لايران" و"الاذعان للشروط الايرانية" و"استسلام الغرب"، كلها عبارات قيلت في السابق، وكانت متوقعة أن تتكرر في اعقاب التوقيع على الاتفاق.
ولم تكن "تل ابيب" تتوهم وتمني النفس بأنها قادرة على عرقلة الاتفاق، فالعجلة سبقت مخططاتها، وربما ايضاً قدراتها على العرقلة. ومن اللحظة التي اعلن المتفاوضون عن الاتفاق المؤقت في مدينة لوزان السويسرية في آذار الماضي، أيقنت "اسرائيل" ان الاتفاق النهائي واقع لا محالة. ومن تاريخه، وربما ايضاً قبل ذلك، تعكف "تل ابيب" على وضع استراتيجيا العمل لمرحلة ما بعد الاتفاق، وما "الجلبة" واندفاعة التصريحات والمواقف الشاجبة و"المولولة"، الا خطوة ضمن خطوات ستعمد اليها "تل أبيب" للمرحلة المقبلة، سواء قدرت انها ستكون ناجحة، ام لم تقدر ذلك.
لكن ما هي الاستراتيجيا "الاسرائيلية" للمرحلة المقبلة؟ وما هي الخيارات المتاحة امامها فعلياً لإفشال او صد او تعديل اتفاق نووي بات منجزاً، مع الاشارة الى أن كل التقديرات تشير الى انه سيسلك طريقه للتنفيذ، بل مع اقرار "اسرائيلي" شبه جامع بأن الرهان على معارضة الكونغرس للاتفاق، وهو الرهان الاخير المتوفر لدى "تل ابيب"، غير مجدٍ؟

الواضح ان الاستراتيجيا "الاسرائيلية" تركز على ثلاثة اتجاهات: اتجاه الداخل الاميركي، واتجاه الدول العربية "المعتدلة"، واتجاه مسألة الثمن والتعويض في مرحلة لاحقة، بعد فشل الكونغرس في صد الاتفاق.

واذا كانت هذه هي اتجاهات الاستراتيجيا المعلنة، والتي جرى التعبير عنها طويلاً في الايام والاسابيع الماضية، الا ان أهم ما فيها (الاستراتيجيا)، ما لم يعلن، وتحديداً ما يتعلق بمكانة "اسرائيل" الاقليمية ونظريتها الامنية وانعكاس الاتفاق النووي على اعدائها ايجاباً، الامر الذي يستلزم من صانع القرار في "تل ابيب" دراسة خياراته وامكاناته، للحد من التداعيات السلبية المرتقبة في المرحلة المقبلة، بما يعني ويؤثر سلباً على "الامن القومي الاسرائيلي".
وقبل ايام من الاعلان عن ابرام الاتفاق النووي في فيينا، بدأت "اسرائيل" المرحلة الاولى من المقاربة المقررة لديها. فإضافة الى المواقف والتصريحات الشاجبة والتي تستحضر كل العبارات المنددة بالاتفاق و"مساوئه"، يتوقع لـ"اسرائيل" أن تباشر سريعاً في تفنيد الاتفاق وعرض ثغراته كما تراها، كما ستركز على الفوائد التي جنتها ايران جراء الاتفاق، والإمكانات الهائلة التي باتت في متناول اليد الايرانية، وتحديداً الاموال المجمّدة في الخارج اضافة الى عائدات النفط والغاز التي سيجري التداول بها حول العالم بلا عوائق، الامر الذي يعني من ناحية "اسرائيل"، مزيداً من المكانة والمنعة والاندفاعة، ليس لايران وحسب، بل وايضاً لكل اعداء "اسرائيل" في المنطقة.

ومن المقدر، من الآن وصاعداً، أن نسمع الكثير من المواقف والتصريحات والتحليلات، اضافة الى الدراسات والمؤتمرات التي ستنظمها المراكز البحثية في "تل ابيب"، باتجاه التركيز الكامل على الخطر والتهديد المحدقين بـ"اسرائيل" ومكانتها، بل وايضاً بوجودها، جراء الاتفاق النووي مع ايران، وستقدم "اسرائيل" نفسها من خلال هذه المقاربة "ضحية" ايران والخطأ التاريخي والاستراتيجي الذي اقترفته الدول الكبرى وتحديداً الولايات المتحدة، من خلال توقيعها على الاتفاق معها.

وفي هذا المجال، لن تألو "تل ابيب" جهداً في محاولة إدخال صورة "الضحية" في أذهان الداخل الاميركي، من وسائل اعلامية وشخصيات وازنة ومراكز بحثية، باتجاه التأثير على الرأي العام الاميركي واعضاء الكونغرس، في محاولة منها لدفعهم الى عرقلة الاتفاق خلال دراسته، بموجب الاتفاق المبرم بين الادارة الاميركية والكونغرس في وقت سابق.

مع ذلك، لا يقدر أحد في "اسرائيل" ان الكونغرس الاميركي قادر على عرقلة الاتفاق النووي. صحيح ان الرهان كبير، وهو احد الاستهدافات الاساسية في المقاربة "الاسرائيلية" للمرحلة المقبلة، الا أن نجاحه بحسب تقدير "تل ابيب" متعذر. وهنا يبرز التساؤل، ما الذي يدفع "اسرائيل" الى التركيز والرهان على الكونغرس طالما ان نجاحه متعذر؟.

الواقع، ان رفض "اسرائيل" للاتفاق مطلوب لذاته، اذ لا يمكن لـ"تل ابيب" أن ترضى بما يفيد ايران، بل يؤدي الى تعزيز مكانتها في المنطقة على حساب المصلحة "الاسرائيلية" ومصلحة حلفائها. وفي نفس الوقت، فإن رفع الصوت عالياً، لدى الكونغرس ولدى الاعلام والرأي العام الاميركيين، يفيد "اسرائيل" في مرحلة ما بعد المصادقة عليه في الولايات المتحدة، باتجاه توسيع دائرة التعويض الاميركية المتوقعة لاحقاً، المادية والعسكرية والامنية.

ومن المعروف أن واشنطن طلبت من "تل ابيب" إجراء حوار لمرحلة ما بعد الاتفاق والتفاهم معها حول حزمة المساعدات في ضوء المستجد الايراني المرتقب، الا ان "اسرائيل" رفضت العرض، وفضّلت أن يصار الى بدء الحوار في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مع ايران، والمقدر ايضاً أن تطول فترة الانتظار الى ما بعد التصويت عليه في الكونغرس.

اذاً، المرحلة الاولى من الاستراتيجيا "الاسرائيلية" تركز على رفع الصوت عالياً ضد الاتفاق، باعتباره مسعىً مطلوبا لذاته، وايضاً باتجاه الكونغرس لتعزيز قدرة الابتزاز اللاحقة، بما يتعلق بحزمة "المساعدات" العسكرية، التي تريد "تل ابيب" أن تكون نوعية وغير اعتيادية، وقادرة على جبر الهوة بعد تعزيز مكانة ايران في المنطقة وإمكاناتها، بموجب الاتفاق النووي.

وفي موازاة المساعي والجهود الموجهة الى الداخل الاميركي، ستسعى "تل ابيب" الى محاولة قطف ثمار القلق "العربي المعتدل" من اتفاق الدول الست مع ايران، وإعادة العمل اكثر باستراتيجيا تثمير "الهواجس المشتركة" من التهديد الايراني، باتجاه حلف لـ"المعتدلين" ولـ"اسرائيل"، تأمل "اسرائيل" أن تغير كل المشهد الاقليمي. وبعبارة اخرى، تأمل "تل ابيب" أن تخرج الحلف الموجود بالقوة مع الدول العربية "المعتدلة" الى حيز الفعل، وبشكل معلن.
صحيح ان "اسرائيل" تعمل على "حلف المعتدلين" في المنطقة في مواجهة "التهديد" الايراني، حتى ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي، الا انها تأمل بأن يتسبب الاتفاق بتسريع اعلانه. وليس صعباً التقدير بأن المواقف والتصريحات والتحليلات "الاسرائيلية" ستركز على هذا المسعى في المرحلة المقبلة، كما انه ليس من الصعب، بحسب الرؤية والتقدير "الاسرائيليين"، بأن تبادر دول "الاعتدال" في المنطقة، وعلى رأسها الدول الخليجية الى الانسياق وراء المصلحة "الاسرائيلية"، طالما ان الامر يتعلق بمواجهة ايران ويصب في خانة العداء الاعمى لهذه الانظمة تجاه الجمهورية الاسلامية في ايران.
الاتجاه الثالث في الاستراتيجيا "الاسرائيلية" للمرحلة المقبلة، وربما الاهم من ناحية "تل ابيب"، يتعلق بالتداعيات الامنية والعسكرية وتعزيز مكانة اعدائها ما بعد الاتفاق النووي مع ايران. وبحسب تعبير مصدر عسكري رفيع جداً في الجيش "الاسرائيلي"، وفي موقف لا يتساوق كثيراً مع الموقف المعلن من قبل المؤسسة السياسية في "تل ابيب"، فإن "الاتفاق يُبعد في المدى القريب التهديد المباشر غير التقليدي عن "اسرائيل"، لكن في الوقت نفسه يتيح لايران تطوير قدرة نووية عسكرية في غضون عام"، وقال في تصريحه اللافت جداً: "الآن يتعين على إسرائيل ان تدرس كيف يمكنها تقليص التهديد القادم من ايران، على خلفية الاتفاق النووي".

ضابط رفيع آخر، قال لصحيفة "معاريف" إنه في أعقاب التوقيع على الاتفاق، ستعمد المؤسسة الامنية بكل فروعها واجهزتها الى تقدير وضع أمني واسع جداً، في تعزيز لاتجاه موجود اساساً لدى الجيش منذ اشهر، حيال مناقشة هذه المسألة تحديداً، اذ إن ما حصل في فيينا هو تطور لا يمكننا تجاهله، وسيطلب منا مناقشة المسألة بعمق".

وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" كشفت عن هذا الاتجاه في تقرير نشرته قبل يومين، قالت إن "نتنياهو يخفيه عن الجمهور"، وهو انه منذ عدة أشهر ينشغل مجلس الامن القومي ووزارة الامن ورئاسة اركان الجيش "الاسرائيلي"، في البحث باليوم الذي يلي الاتفاق النووي، مشيرة الى ان الاسئلة الموجودة على طاولة البحث كثيرة، الا أن ابرزها هو السؤال عن المكانة الاستراتيجية لـ"اسرائيل" ومدى تضررها جراء الاتفاق، وايضاً إن كان من الضروري العمل على تغيير النظرية الامنية لـ"اسرائيل"، وهل من المجدي أن تستمر الاجهزة الامنية في استثمار قدرات عسكرية لمواجهة التهديد الايراني.
عن موقع "العهد"
المصدر
 
رد: استراتيجية اسرائيل ما بعد الاتفاق.. صراخ باتجاه ابتزاز واشنطن

ضاقت الحلول حتى اصبحنا نرتجي رحمة اليهود !
امريكا تعادى إسرائيل؟
بدعت
اظن سوف يصير لها مثلما فعل الاسكندر المقدوني
حينما تمردة عليه المقطعات المجاورة فمسح بهم الأرض
وهكدا يتضح ان اللاعب رقم 9 بدأ الهجوم أولاً ^^
شكراً قلمى سلاحى 10/10 عليك .
 
رد: استراتيجية اسرائيل ما بعد الاتفاق.. صراخ باتجاه ابتزاز واشنطن

البروبليم انهم يلعبو بخطة هجوم وينسوا قوة الدفاع ...
يبتزوا واشنطن !! اسخف هجوم سمعتوا بحياتي ..
جيش يخسر امام احزاب ويتحدى عظمة ايران
غريب امر كيان اليهود !!
 
رد: استراتيجية اسرائيل ما بعد الاتفاق.. صراخ باتجاه ابتزاز واشنطن

السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي
على الطرح القيم
والله ينصرنا على اليهود
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top