الشعار المفقود

seifellah

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جانفي 2009
المشاركات
5,964
نقاط التفاعل
7,169
النقاط
351
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. وبعد.


فالسَّلام شعار الأمة المسلمة الموحّدة، من حين قال الله – سبحانه وتعالى – إلى أبينا آدم - [FONT=&quot]عليه السلام -: «... اذهب فسلِّم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريَّتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله».[/FONT]


إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، بل هي أيضًا تحية أهل الجنة [FONT=&quot]}وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ[FONT=&quot]{[/FONT] [يونس: 10].[/FONT]


وفي هذا الزمان: يكاد شعار الأمة يُفْقَد، فترى أحسنهم حالاً لا يُلقى السلام إلى على مَن يعرف فقط، حتى لو أن أحدًا سلَّم عليك وأنت في سيارتك وبجوارك أخ لك، لبادرك بالسؤال: أتعرفه؟


وهذه مصيبة كبرى قد حلَّت بنا لعدم اتباع الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومخالفة أمره في إفشاء السلام، الذي هو شعارنا المفقود في هذا الزمان، والذي اسأل الله العظيم أن تكون هذه الأسطر تذكيرًا وعونًا للأمة في العودة إلى شعارها المفقود.


معنى السلام:


قال ابن الأثير في «النهاية»: «والسلام في الأصل السلامة». يُقال: سلم يسلم سلامة وسلامًا، ومنه قيل للجنَّة «دار السلام» «لأنها دار السلامة من الآفات» [النهاية في غريب الحديث (2/392)].


والسلام يطلق على عدة معانٍ، منها: أنه اسم من أسماء الله تعالى. ومنها: التحية، ومنها: التسليم، ومنها: السلامة والبراءة من العيوب، ومنها: الأمان، ومنها: الصلح.


أمَّا المعنى المقصود من سلام المؤمن على أخيه المؤمن فهو: الأمان، أو معناه: عليك عناية الله وحفظه. (النهاية في غريب الحديث (2/392)].


والسلام تحية أبينا آدم:


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «... فلمَّا خلقه – أي آدم عليه السلام[FONT=&quot] - قال: اذهب فسلِّم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريَّتك. فقال: السلام عليكم! فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله» [صحيح البخاري (6227)].[/FONT]


حكم السلام:


قال البغوي في «شرح السنة»: «ابتداء السلام سُنَّة، وردُّه واجب، فإذا كان المُسَلِّمُ جماعة فيكون سُنَّة كفاية في حقهم، فمن سلم منهم حصلت سنة السلام، وإذا كان المسلم عليه أكثر من واحد كان الرد عليهم فرض كفاية، فإذا رد واحد عنهم سقط الرد عن لآخرين». [شرح السنة (12/255/256)].
 
رد: الشعار المفقود

فضل السلام



* السلام سبب في حصول الخير والفضل ومغفرة الله تعالى:

فعن أبي أمامة أنه قال: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: «أولاهما بالله» [الترمذي (2694) وحسنه].



وعند أبي داود: «إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام» [أبو داود (5179)]. ومعنى أولاهما بالله: أي أحق الناس بمغفرة الله ورحمته.



* السلام أقصر الطرق لامتلاك القلوب بالمحبة:



فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [البخاري (54)].



* السلام سبب في حصول البركة بين أهل البيت:



عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بُني، إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك» [الترمذي (5/95)].



* السلام سبب في إغاظة اليهود:



عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» [ابن ماجه (856)].



* الخير فيمن يبدأ بالسلام:



عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [متفق عليه].



* السلام مع المصافحة من أسباب مغفرة الذنوب:



فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يفترقا» [الترمذي (2727)].
 
رد: الشعار المفقود

الأمر بإفشاء السلام



قال تعالى: [FONT=&quot]}يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا[FONT=&quot]{[/FONT] [النور: 27].[/FONT]



وقال تعالى: [FONT=&quot]}فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً[FONT=&quot]{[/FONT] [النور: 61].[/FONT]



وقال تعالى: [FONT=&quot]}وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا[FONT=&quot]{[/FONT] [النساء: 86].[/FONT]



وقال تعالى: [FONT=&quot]}هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ[FONT=&quot]{[/FONT] [الذاريات: 24، 25].[/FONT]



وقد جعله الإسلام من حقوق المسلم على أخيه.



فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رجلاً سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرفت ومَن لم تعرف» [متفق عليه].




وعن أبي عمارة البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال: «أَمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم» [متفق عليه].



وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح].




وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» [البخاري، كتاب السلام].



وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام بينكم».



وقد كان عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – يخرج إلى السوق لتطبيق هذه السُّنَّة النبوية فقط، وهي السلام على الناس، فعن الطفيل بن أُبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق قال: «فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على سقَّاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلَّم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يومًا، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: وما تصنع في السوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ فاجلس بنا ههنا نتحدث. قال: فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بطن! – وكان الطفيل ذا بطن – إنَّما نغدو من أجل السلام، نسلم على مَن لقينا» [موطأ مالك (2/961-962)].
 
رد: الشعار المفقود

السلام من حق الطريق



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس في الطرقات» فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: «فإذا أبيتم إلَّا المجلس، فأعطوا الطريق حقه». قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [متفق عليه].
 
رد: الشعار المفقود

كيفية السلام



يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» فيأتي بضمير الجمع، وإن كان المسلم عليه واحدـ ويقول المجيب: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» فيأتي بواو العطف في قوله: «وعليكم» وقد بيَّنت السُّنَّة النبوية صيغ السلام وما لكل صيغة من ثواب:



فعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم! قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشر»، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرون». ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثون» [أبو داود (5195)، والترمذي (2690) وإسناده قوي].



قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: «انتهى السلام إلى: وبركاته». [فتح الباري (11/6)].



وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: «كنت جالسًا عند عبد الله بن عباس، فدخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئًا في ذلك، قال ابن عباس – وهو يومئذٍ قد ذهب بصره – مَن هذا؟ قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك، فعرَّفوه إياه. قال: فقال ابن عباس – رضي الله عنهما -: إن السلام انتهى إلى البركة» [موطأ مالك (2/259)].



النهي عن صيغة و«عليك السلام»:



وعن جابر بن سليم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: عليك السلام يا رسول الله! قال: «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى» [أبو داود (5209) والترمذي (2772)].



وهو إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما جرت العادة به في تحية الأموات بتقديم الاسم على الدعاء.



وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا جبريل يقرأ عليك السلام» قالت: قلت: «وعليه السلام ورحمة الله وبركاته». [متفق عليه].



وبهذه الكيفية يتضح الخطأ الحاصل من بعض المسلمين حينما يرد السلام بألفاظ غير مشروعة وليست كافية في رد السلام كمن يرد السلام بلفظ «هلا»، أو «هلا هلا»، أو «مرحبا»، أو «حياك الله». وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن رد السلام بلفظ «عليك» - وإن أجزأه ذلك – إلا أن هذا غرر بالمسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «لا غرار في صلاة ولا تسليم» [أبو داود (298)].



والغرار هو النقص في التسليم، فكيف بما يرد بتلك الألفاظ السابقة، وقد قال تعالى: [FONT=&quot]}وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا[FONT=&quot]{[/FONT] [النساء: 86]. وقد أشار بعض أهل العلم ألى أن مَن يرد بصيغة غير صيغة السلام المشروعة يكون آثمًا لأمرين:[/FONT]



الأمر الأول: لأنه لم يرد بالجواب المشروع الذي شرعه الإسلام.

الأمر الثاني: لأنه ابتدع قولاً لم يعد في السنة النبوية. [«السلام وأهميته في السُّنَّة» د. عبد العزيز بن أحمد الجاسم].
 
رد: الشعار المفقود

آداب السلام



* الأدب الأول: الرد بأحسن منها أو مثلها:



لقوله تعالى: [FONT=&quot]}وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا[FONT=&quot]{[/FONT] [النساء: 86].[/FONT]



* الأدب الثاني: يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير.



فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» [متفق عليه]. وفي رواية للبخاري: «والصغير على الكبير».



* الأدب الثالث: السلام عند دخول المجلس وعند الخروج منه:



فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بداله أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» [أبو داود (5208)، والترمذي (2706)].



* الأدب الرابع: عند الاستئذان بالسلام يستحب أن يكون ثلاثًا:



فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا سلَّمَ سلَّمَ ثلاثًا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا» [البخاري (94، 95)].



* الأدب الخامس: كراهة السلام على المشتغل بقضاء الحاجة ببول أو غائط:

فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - «أن رجلاً مرَّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم، فلم يرد عليه السلام» [صحيح مسلم (115)].



قال الإمام النووي: «إن المسلم في هذا الحال لا يستحق جوابًا، وهذا متفق عليه».



* الأدب السادس: مشروعية رد السلام بالتحية في الصلاة:



قال صهيب رضي الله عنه: «مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فرد إليَّ إشارة» [الترمذي (367)].



وقال ابن عمر: قلت لبلال: «كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده» [الترمذي (368)].



وجاء في بعض الآثار أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد السلام في الصلاة لا بإشارة ولا بغيرها، وقال: «إن في الصلاة شغلاً» [صحيح البخاري (1199)].



قال في الفتح: «ويجمع بين هذه الروايات بأنه صلى الله عليه وسلم مرة أشار بيده، ومرة لم يفعل، فالمصلي مخيَّر بين الأمرين» [فتح الباري (11/19)].



* الأدب السابع: النهي عن تقليد اليهود وغيرهم في السلام:



فعن جابر بن عبد الله مرفوعًا: «لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف» [فتح الباري (11/19) وعزاه للنسائي].



قال في الفتح: «أما مَن كان بعيدًا ولا يسمع السلام فلا مانع من أن يشير بيده متلفظًا بالسلام» [فتح الباري (11/19)].



* الأدب الثامن: مشروعية إرسال السلام إلى الغائب:



فعن أنس رضي الله عنه أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله، إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به. قال: «ائت فلانًا فإنه قد تجهز فمرض» فأتاه فقال: إن رسول الله يقرئك السلام، ويقول: «اعطني الذي تجهزت به»... الحديث [صحيح مسلم (33)].



* الأدب التاسع: وجوب رد السلام إذا وصل من شخص غائب أو مكتوب في رسالة أو غيرها:



فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب» [صحيح البخاري (3820)]. قالت: «إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته».



قال الحافظ: «يُستفاد منه رد السلام على مَن أرسل السلام وعلى مَن بلَّغه» [فتح الباري (7/139)].



* الأدب العاشر: السلام علي مَن تعرف ومَن لم تعرف:



فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: «أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرفت ومَن لم تعرف» [متفق عليه].



وفي ذلك تنبيه لكثير من المسلمين حول ظاهرة السلام المخصص بالصحبة والمعرفة، وبيان أن ذلك من الأخطاء الشائعة وخصوصًا إذا كان المسلم عليه ممن لا يؤبه له في المجتمع إما لمكانته وإما لفقره، والسلام للمعرفة، والذي انتشر في زماننا هذا من علامات الساعة.



فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل، لا يسلم عليه إلا للمعرفة» [مسند أحمد (1/405)].
 
رد: الشعار المفقود

«أفشوا السلام بينكم».




بـــــــارك الله فــــيك ♥
 
رد: الشعار المفقود

السلام على الصبيان



في السلام على الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة، وفيه طرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب. [فتح الباري (11/33)].



فعن أنس رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على غلمان فسلَّم عليهم» [صحيح مسلم (4/1708)].



وقد مرَّ أنس رضي الله عنه على صبيان فسلَّم عليهم وقال: «كان
النبي صلى الله عليه وسلم يفعله
»
[البخاري (6247)].




وعن ثابت بن أسلم عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح على رؤوسهم ويدعو لهم» [تحفة الأشراف (280)].



فما أحوج الدعاة والمربين إلى هذا السلوك القويم مع الأبناء لغرس روح المحبة والتواضع والثقة في نفوسهم.
 
رد: الشعار المفقود

سلام الرجل على المرأة

من محارمه وغيرها إذا أمنت الفتنة



* عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «كانت فينا امرأة – وفي رواية: كانت لنا عجوز – تأخذ من أصول السِّلق فتطرحه في القدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة، وانصرفنا، نسلم عليها، فتقدمه إلينا» [البخاري (11/28، 29)].



* وعن أم هانئ (فاختة بنت أبي طالب) – رضي الله عنها – قالت: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو يغتسل، وفاطمة تستره بثوب، فسلمتُ.. [مسلم (82)].



* وعن أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها – قالت: «مرَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلَّم علينا» [أبو داود (5204)].



وعند الترمذي: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ في المسجد يومًا، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم» [الترمذي (2698)].
 
رد: الشعار المفقود

النهي عن ابتداء الكافر بالسلام



* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» [مسلم (2167)].



والمراد: «لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكرامًا لهم واحترامًا، وليس المعنى: إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم؛ لأن ذلك أذى لهم، وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب» [فتح الباري (11/40)].



وقد أجاز بعض أهل العلم ابتداءهم بالسلام لحق الجوار والصحبة وغيره، فقد أخرج الطبري بسند صحيح عن علقمة قال: «كنت ردفًا لابن مسعود، فصحبنا دهقان، فلما انشعبت له الطريق أخذ فيها، فأتبعه عبد الله بصره فقال: السلام عليكم، فقلت: ألست تكره أن يبدؤوا بالسلام؟ قال: نعم، ولكن حق الصحبة» [فتح الباري (11/41)].



* وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» [متفق عليه].



* وعن أسامة رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين – عبده الأوثان واليهود – فسلَّم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم» [متفق عليه].
 
رد: الشعار المفقود

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك خويا على الموضوع

في ميزان حسناتك

تحياتي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top