بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

ملكة الكبرياء

:: عضو مُتميز ::
إنضم
22 سبتمبر 2009
المشاركات
904
نقاط التفاعل
418
النقاط
43
العمر
31
بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي
=====================
وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.
كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.

لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!"، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة #####‫#‏ه‬، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي.

وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.

لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.
ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد ...

اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي" ... وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في "ستار أكاديمي"، وأُواسَى نيابة عنها .... هذا عندما لا يخالني البعض مغربية، ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا.
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول "ستالين" وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي".
وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.

وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من "الجماهير" التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم "ستار أكاديمي" محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق في "ستار أكاديمي"، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً .. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب "الزعيم" الذي أطلقه زملاؤه عليه!

ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات "ستار أكاديمي"، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه.. ثمّ أواه..
مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى "دي دي واه".
 
رد: بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

يا الله
من أجمل ما قرأت يوما
صدقت والله الكاتبة الكبيرة أحلام ، فقد أصبحنا في زمن يعرف بلدك بفانينه لا بشهدائه وأبطاله
يا حصرااااا
شكرا لك على الانتقاء الرائع
تنقل للقسم المناسب
 
رد: بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

et oui malheureusement
 
رد: بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

يقال ان الشعراااااء والكتاب القدماء لم يتركوووووووووووو لنا ما نقول من حكم .............وانت الان احذت قلم القدماء والمحدثين
ونسجت نسيج العبااااااسين في قوتهم وتاريخهم لك منا كل الاحترااااااااااااااااااااااااااام وبركت ليوم الدين مع ابداعك الخارق...
 
رد: بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

السلام عليكم

رغم انني لا احبها الا ان ماكتبته في هذا المقال كان عين الصواب و الحق و قد وضعت قلمها على الجرح ......... للاسف الشديد نحن في زمن تقريبا اندثرت معه مقومات الوطنية الحقة .... اليس عيب ان نجد شبابنا يعرفون كل مغنيي و لاعبي العالم ولا يستطيعون تسمية 10 فقط من الشهداء او الصحابة الكرام ؟؟؟؟ ................ يا ترى لو اعاد الزمن نفسه و انقلبت الاحوال في الجزائر هل سنجد من يدافع عنها ؟؟؟ ... لا ادري لكن الواقع يقول العكس و ربما يكون الحال كما سوريا حاليا الهجرة بالملايين

ربي يستر

شكرا على الموضوع القيم

تحياتي
 
رد: بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

والله قمة ما قرأتْ وكلشيْ صحيح هذهِ حالُ الدنيآ الآن حسبنآ الله ونعم الوكيل
مشكورة أختي على الطرح...تقبلي مروري
 
رد: بقلم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي

**** ذاكرة الحسد****

الغيرة والحسد القاسم المشترك بين بني البشر .... مثقف الراس او مشقف الراس""كي حمو كي دقيش""
حلوووووومه مستغانمي غارت من نجوميه الشاب الخالد وكيف انه رجل بسيط فقط بكلمه " الدي دي" استطاع
ويسطع نجمه ويستقبلوه .."" ماعجهاش الحال"" يا اختي "" العاطي ربي"" انا لااسمع غناء الشاب خالد
لكن الفرق بينه وبينك ايتها االكاتبه انه رجل متواضع وقلبه ابيض وبسيط وبار ّ لوالديه ...
اما انت عندما الاحظك التكبر و التعالي .... ثم انك تسخري من الشاب خالد .. انت ماذا قدمت بقصصك الخرافي
للدين ؟؟؟؟ايتها المسلمه امرأه عجوز من بلد مسلم لاتضع حتى خمار على رأسها انت للك عيوب فلا يحق ان
تنتبهي الى عيوب الاخرون وتغفلي عن عيوبك الاولى ان تدققي فيها واصلاحها ...
انا لا اقرأ للك ابدا فقط شاهدت فيلم ذاكرة الجسد لم تعجبني القصه التي نصفها خرطي وحتى ممثلتها بو شوشه
ولقاطتها الماجنه مع الممثلون .... الله يهديك يا احلام مستغانمي و الله يهديك يا الشلب خالد
تنبيه: الحاجه ألي ماتعجبنيش في الجزائريون يطيحوا بعضهم بعض... شفتها في السياسه وشفتها في الرياضه
و.... الله يهديكم .
هل شفتم مصري عالم مثل الباز وكاتب مثل نجيب محفوظ الحامل لجائزه نوبل ينتقد شعبوله الذي غنائه انبثق
من المقاهي الشعبيه ليصل الى العالم ... ابدا ألا نحن ناكلوا في بعضنا والمصيبه ينشروا غسيل بعضهم بعض في الجرائد وفي الكتب وفي القنوات الاجنيبه مثل الجزيرة وغيرها ...والله عيب عليكم وعار عليكم

راكم تحشموا راكم تحشموا يالجزائرين بهذا العقليه
 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top