التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

لؤلؤة قسنطينة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 أفريل 2013
المشاركات
14,618
نقاط التفاعل
54,535
النقاط
1,756
العمر
31
محل الإقامة
قسنطينة
الجنس
أنثى
do.php



تذآكِرُ مِن سينمآ الحيـــآة


do.php


do.php



التذكرة الأولى
فيلم { خلف قُضبــان الندّم }

do.php
[FONT=&quot]{السجن ليس للرجال كما يقال .. بل هو مكانٌ للمجرمين .. الخَونة .. وكل من ليس له أخلاق .. }، هذا ما كان يدور في ذهن شابٍ يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة، وفجأة قُطعت حبال أفكاره بسبب ضغطة قوية من أحد الممرضين على جرحه جعلته يتألم بصوت مسموع، نظر إليه الممرض بنظرة غضب ثم قام من مكانه وهو يتمتم بين شفتيه {يقومون بارتكاب أبشع الجرائم دون ان يرف لهم جفن .. والآن يدّعون الألم بسبب جرح بسيط .. حقاً منافقون}، سكت ذلك الشاب دون أن يضيف حرفاً واحداً وقد ظهر حُزنٌ شديد على وجهه.[/FONT]

اقترب منه فجأة الطبيب وابتسامة ودودة على وجهه وهو يقول { لا تهتم بما قاله لك ذلك الممرض فهو دائما هكذا .. سأواصل تضميد جرحك بدلاً منه }، بقي الشاب محافظا على سكوته وهدوئه ولكن بداخله كان هناك حوار قاسٍ يدور بينه وبين نفسه ، { جراحُك بليغة .. ولكنها ستشفى بسرعة شرط أن لا تبذل جهداً كبيراً } استيقظ الشاب من شروده بسبب كلام الطبيب المفاجئ ثم حرّك رأسه موافقاً دون إضافة كلمة، ابتعد الطبيب بعدما انتهى من تضميد جراح الشاب وأخذ يرتب أدواته الطبية بهدوء ثم قال { كم من الوقت ستظلّ هنا ؟ أقصد في السجن }، بقي الشاب ساكتا لبعض الوقت ثم أجاب بسخرية وهو يبتسم { ربما إلى الأبد } ، أجاب الطبيب بسرعة وهو مستغرب {إلى الأبد؟؟ .. هل حكموا عليك بالمؤبد ؟؟ .. هل قتلت أحدهم؟ } ، أنزل الشاب رأسه وهو يفكر ثم أجاب { لقد ضربت أحدهم ضرباً مبرحاً ولا أدري إن كان حياًّ أو ميتاً ... ولكن بما أنهم لم يقوموا بمحاكمتي بعد فهذا يعني أنه لا يزال على قيد الحياة} ، ارسل الطبيب نظرات حيرة وفضول وهو يحدق بذل الشاب ثم قال{ هل من ضربته صديقك؟؟ } ، { لا .. لم يسبق لي رؤيته } أجاب الشاب وهو يحرك رأسه يمينا ويساراً ، فقال الطبيب{ لا تعرفه ؟؟ .. إذن هل يمكن أنك كنت ثملاً ؟ } أجاب الشاب{ بل كنت في كامل قواي العقلية }، ازدادت حيرة الطبيب بعد ما سمعه من ذلك الشاب ثم قال{ إذن لماذا ضربته ؟}، سكت الشاب دون أن يجيب بكلمة مما جعل الطبيب يدرك أنه لا يريد مواصلة الحديث، فابتسم الطبيب وقال{ لا بأس إن احتفظت ببعض الأسرار فأنا لن أجبرك على مواصلة الحديث .. ولكن ما جعلني اصرّ على سؤالك هو هيأتك وتصرفاتك .. فهي لا توحي بأنّك مجرم خطير .. ولكن إن أردت يوماً الحديث معي فستجدني جاهزاً للاستماع إليك }، عاد الطبيب لترتيب أدواته بينما بقي ذلك الشاب يحدق به وهو يحاور نفسه قائلا {لقد مرّ شهران منذ دخولي السجن ولم يزرني أحد .. تركني أهلي .. أصدقائي .. وكل من أعرفهم .. وكيف لا وقد صرت مجرماً ورجل سجن؟ ..فلا أحد يرغب بمصاحبتي ولا حتى بسماع ما يختلج صدري .. هل محاورة هذا الطبيب لن تضرني؟؟ .. يبدو شخصاً طيباً } ، وبينما كان الطبيب يرتب أغراض خزانته حتى صدر صوت من ذلك الشاب{ لقد ضربته لأنه كان يحاول الاعتداء على زميلة لي في العمل} ، استدار الطبيب متفاجئاً ثم ترك ما بيده واقترب من الشاب بسرعة وهو يسحب كرسياً ليجلس عليه وقال{أعد ما قلته}، أجاب الشاب { بالرغم من أنني لا أعرف ذلك الشاب إلاّ أنني ضربته ضرباً مبرحاً .. وذلك لأنه كان يحاول الاعتداء على زميلة لي في العمل} ، انعقد لسان الطبيب من دهشته ثم قال{ هل اخبرتهم بهذا الأمر عند الاستجواب؟ }، فأجاب الشاب{ لا .. ولا يمكنني فعل ذلك }، ازداد استغراب الطبيب بعد ما سمعه وقبل أن يطرح سؤاله أجابه الشاب{ أنت مستغرب لأنني أرفض الإفصاح عن هذا الأمر أليس كذلك ؟ ولكنني مضطر لذلك .. فالشاب الذي ضربته يكون صديقاً سابقاً لزميلتي في العمل .. ولأنها هجرته وقررت الارتباط بغيره أراد الانتقام منها .. واذا اخبرت الشرطة انني كنت انقذ شابة من الاعتداء فسيقومون بالبحث عن هذه الشابة والتحقيق معها .. عندها سيسبب ذلك ضرراً لها وقد تنفصل عن خطيبها بسببي } سكت الشاب قليلا ثم ابتسم وقال { لقد سبق وأن مثلت دور البطل وحميت شرفها .. فهل تريدني ان استسلم واخسر المعركة بسبب اعتراف صغير؟؟ } ، بقي الطبيب ساكتا يتأمل الشاب جيداً ّ{ شابٌ في مقتبل العمر .. دخل السجن بسبب شهامته ورجولته .. ولكن هل يوجد في هذا الوقت من يقدر مثل هذه التضحية ؟ .. قصته غريبة جداًّ ولا أكاد اصدقها } هذا ما كان يحاور به الطبيب نفسه ثم تنهد وقال{ لو كنت مكانك لما تدخلت وانقذت هذه الفتاة ولكن ... لا تقلق ستفرج عن قريب .. أما الآن عليك الإسراع فالحارس ينتظرك أمام الباب } ، ابتسم الشاب وشكر الطبيب لأنه استمع إليه بعد شهرين من الكتمان وبينما كان متجها نحو الباب قال{ أرجو أن يبقى حديثنا سراً بيننا } فحرك الطبيب رأسه موافقا ، فابتسم الشاب وخرج من الغرفة تاركاً الطبيب غارقاً في بحر من التفكير.

سحب الحارس الشاب من ذراعه بقوّة وقال له باستهزاء { اسرع فغرفتك تنتظرك }، وبعدما أوصله لزنزانته الانفرادية دفعه بقوّة للداخل وأغلق الباب.
{ غرفة ؟؟ .. وهل يحقّ لهذا المكان الموحش أن يلقّب بغرفة ؟؟ .. أوجه التشابه بينه وبين الغرفة هو وجود باب وحيطان وسقف فقط } هذا ماقاله الشاب فور دخوله، ثم جلس بهدوء في أحد زوايا ذلك المكان البارد ورفع رأسه باتجاه تلك النافذة الصغيرة التي تعانقها القضبان الحديدية فلمح القمر مضيئاً بأنواره الفضية وقال:{لقد حل الظّلام إذاً ؟ }، ثم أخذ يمرّر ناظريه على زوايا تلك الزنزانة الموحشة والخالية من أي أثاث .. كلّ ما يميزها هو ذلك الباب الحديدي الكبير وتلك النافذة التي ترسل أشعة الشمس الدافئة كل صباح وضوء القمر الهادئ كل ليلة .. ولكن .. لا مشاعر ولا صديق ولا أهل .. سوى حيطان باردة قاسية مظلمة، تنهد الشاب بيأس وأسند رأسه المثقل بالهموم على الحائط وشرد بفكره لبعض الوقت مما جعله يرسل ابتسامة هادئة، فقد كان يحاور نفسه قائلاً { في هذا الوقت .. يجلس والدي عند التلفاز ليشاهد آخر أخبار العالم .. أخي الصغير يراجع دروسه بهدوء وهو يقلب قلمه يمينا ويساراً مفكراً في حلّ لتلك المسائل المبهمة .. أختاي الصغيرتان تجلسان بجانب المدفأة تلعبان وتتشاجران على تلك الدمية صاحبة الشعر الأشقر والفستان الأحمر .. و أمي .. ترتب الطعام على الطاولة ثم تنادي بصوتها الحنون " هيا إلى الأكل" .. ضحكاتهم تملأ زوايا ذلك البيت الصغير .. ودفئ مشاعرهم يعبّق حيطانه .. اشتقت حقا لذلك البيت }، اختفت الابتسامة فجأة من وجه ذلك الشاب وظهرت مكانها دموع حزن حارقة .. لم يستطع الشاب التحكم فيها بعدما مرّ على ذاكرته سربٌ من الذكريات الجميلة .. ولكنه في النهاية مسح دموعه واستسلم لواقعه المؤلم، وفجأة صدر صوت من الباب .. التفت الشاب ليلمح صحن الطعام ينسحب من تحت الباب يتبعه صوت الحارس " لقد حان وقت الأكل" ، حدّق الشاب بالصحن طويلا ثم قال{ نفس الطعام مجددا .. ذلك الخبز البالي المتحجر وذلك الحساء المصنوع من بقايا الخضار المعفنة .. سأعدّل جملتي .. "السجن ليس للرجال كما يقال .. بل هو مكانٌ للمجرمين .. الخَونة .. ومكان لأسوء الطباخين "} ، ابتسم الشاب للحظة وقد ادرك أنه لا داعي للحزن .. فلا مكان لليأس مادام يتنفس فربما قد يحمل له الغد من الخير ما لا يعلمه، عندها نزع سترته واستلقى على تلك الأرضية المتجمدة .. واستخدم تلك السترة كغطاء دافئ .. ووضع يده تحت خده مستخدما إياها كوسادة .. ثم أغمض عينيه آملاً في غدٍ جديد ومشرق.

يتبع ...



بقلمي لؤلؤة قسنطينة
ملاحظة: انتظر ردودكم مهما كانت، فانتقاداتكم تهمني



 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أين كنت تخبئين هذآ لؤلؤتي ؟ ! أبهرتني . . . الله يبارك عليك

متابعة لك بالتأكيد

وآصلي

 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

قصة جميلة مريم وشوقة
سانتظر بفارغ الصبر كيف سيتعامل ذاك الشاب المسجون لشهامته ورجولته
مع ظلمات السجن والمعانات التي تثير رهبته واشواقه لاهله الذين خذلوه
كيف ستكون النهاية ياترى ؟ تصورت عدة نهايات

ساكون في المتابعة وبانتظار التتمة​
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أين كنت تخبئين هذآ لؤلؤتي ؟ ! أبهرتني . . . الله يبارك عليك

متابعة لك بالتأكيد

وآصلي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا حبيبتي الغالية نورتيني بكلماتكِ العذبة
غدا بإذن سأكمل القصة لأنها جاهزة ^^
تسرني متابعتكِ لي غاليتي
تحياتي العطرة لكِ :regards01:



قصة جميلة مريم وشوقة
سانتظر بفارغ الصبر كيف سيتعامل ذاك الشاب المسجون لشهامته ورجولته
مع ظلمات السجن والمعانات التي تثير رهبته واشواقه لاهله الذين خذلوه
كيف ستكون النهاية ياترى ؟ تصورت عدة نهايات

ساكون في المتابعة وبانتظار التتمة​

اهلا حبيبتي كارلا نورتيني بمرورك العطر
غداً بإذن الله سأواصل سرد تفاصيل هذه القصة
وان شاء الله تنال اعجابكم حتى يكون لنا موعد مع تذكرة اخرى بإذن الله
تسرني متابعتك لي غاليتي
تحياتي العطرة لكِ :regards01:
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

الله يبارك عليك يا لؤلؤة تساقطي

متابعة لك بالتأكيد اختي

وآصلي موفقة وما اجملك​
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام عليكم غاليتي
طرح راقي
قصة رائعة ومشوقة بأحداثها
في انتظار التكملة على أحر من جمر
دام نشاطك وتميزك
ورد الجوري لقلبك
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

صباح جمعة مبارك وربيعي لكنك استطعت بقصتك هاته ان تجعلي فيه
محاجر الدمع تنفجر
ربي يبارك فيك وفي القصة ان شااء الله ساكون من المتابعين بالتوفيق .
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

وضعت ختم التميز ولي عودة للقراءة بمتعّن أكثر

بارك الله فيكِ لؤلؤة ^^
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

الله يبارك عليك يا لؤلؤة تساقطي

متابعة لك بالتأكيد اختي

وآصلي موفقة وما اجملك​

اهلا بالغالية عفاف، نورتيني حبيبتي بمروركِ العطر
يسرني ان القصة عجبتك ومتابعتك اكيد تشرفني
كوني بالقرب دائما غاليتي
تحياتي العطرة لكِ :regards01:


السلام عليكم غاليتي
طرح راقي
قصة رائعة ومشوقة بأحداثها
في انتظار التكملة على أحر من جمر
دام نشاطك وتميزك
ورد الجوري لقلبك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بزهرتي الحمراء
سرني مروركِ غاليتي
وشرف لي ان تتباعي قصتي المتواضعة
ان شاء الله تعجبكم
تحياتي العطرة لكِ :regards01:

 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

صباح جمعة مبارك وربيعي لكنك استطعت بقصتك هاته ان تجعلي فيه
محاجر الدمع تنفجر
ربي يبارك فيك وفي القصة ان شااء الله ساكون من المتابعين بالتوفيق .
صباح النور خويا حكيم وأسعد الله اوقاتك
يسرني ويشرفني متابعتك لقصتي المتواضعة، نتمنى تنال اعجابكم
وتنال باقي التذاكر اعجابكم
وراني نشوف أمهر اقلام اللمة راهي هنا تابع قصتي ^^
ان شاء الله تكون في المستوى
بارك الله فيك اخي
وتحياتي العطرة لك :regards01:

وضعت ختم التميز ولي عودة للقراءة بمتعّن أكثر

بارك الله فيكِ لؤلؤة ^^

اهلا بالغالية أم ياسمين نورتي موضوعي ^^
صراحة مروركم فقط يعتبر ختم تميز
فبارك الله فيك على اضافة الختم بالرغم من كتاباتي المتواضعة
ربي يحفظك، وراني نستنا رجعتك وانتقاداتك القيمة
تحياتي العطرة لكِ :regards01:
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام عليكم
جمعة مباركة
ماشاء الله غاليتي اسلوب بسيط وجميل
شوقتيني لبقية القصة
في المتابعة ،،
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام عليكم
جمعة مباركة
ماشاء الله غاليتي اسلوب بسيط وجميل
شوقتيني لبقية القصة
في المتابعة ،،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جمعة مباركة حبيبتي اميرة
نورتيني غاليتي بمرورك العطر
ويشرفني تواجدك في موضوعي المتواضع
ولعيونكم رايحة نوضع البقية من القصة
كوني بالقرب غاليتي
تحياتي العطرة لكِ :regards01:
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

الجزء الثــاني
do.php


أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد ولكنّ اشعتها لم تتسلل بعد لتلك الزنزانة المظلمة مما جعل نسيم الصباح البارد يتغلغل داخل جسد ذلك الشاب النائم، فتح الشاب عينيه بهدوء وقد سرقت منه تلك النسمة الباردة نومه .. قام متثاقلا من مكانه وهو لا يزال يحتضن سترته الدافئة ثم اسند رأسه بهدوء على الحائط وهو يراقب السماء منتظراً اقتراب اشعة الشمس الدافئة لعلها تبعد عنه برد الليل القاسي، ثم فجأة اصدرت أمعاؤه الخاوية صوتاً يدّل على حاجتها للطعام، استدار يمينا فوجد صحن الطعام لا يزال مكانه .. انسحب بهدوء وأحضر صحن الطعام وأخذ يتناوله بشراهة بالرغم من أن طعمه سيء .. ثم تسللّت اشعة الشمس الدافئة بهدوء لتتربع على جسده الهزيل المتجمد علّها تعيد الحياة لتلك العظام الباردة .. ولكنها للأسف لا تطيل المكوث .. فسرعان ما تختفي خلف تلك البنايات الشامخة، وبعد مدة من الزمن وبعدما أرسل الصباح نوره معلناُ بداية الجدّ والعمل.. فُتح باب الزنزانة ليدخل الحارس للداخل قائلا { هيا اخرج لقد حان وقت الاستراحة } .

{ وقت الاستراحة؟ .. الأفضل ان يسمى وقت المعركة الدامية } هذا ما كان يتمتم به الشاب وهو يلج ساحة السجن الواسعة .. فقد كان أفراد تلك العصابة ينتظرون قدومه، تنهد الشاب طويلا وهو يحاور نفسه قائلا{ كما توقعت إنهم ينتظرونني .. ألا تكفي تلك الجروح التي تسببوا لي بها البارحة؟ .. أم أنهم يريدون قتلي؟ .. كل هذا لأنني رفضت البقاء تحت سيطرتهم }، ابتعد الشاب قليلا عن تجمعات المساجين وجلس في زاوية منفردة حيث أشعة الشمس لم تغادر بعد فعلّه ينعم ببعض الدفء .. ولكن راحته لم تدم طويلا فقد لحقه افراد تلك العصابة واقتربوا منه حتى شكلوا حاجزاً يمنع وصول اشعة الشمس لجسده ، {ابتعدوا عن وجهي فأنتم تمنعون وصول اشعة الشمس } قال الشاب بتذمر ، انزعج احد افراد العصابة من وقاحة الشاب فسحبه من قميصه بقوة وقال{ ضرباتنا المرة الماضية كانت إنذارا صغيراً لك .. ولكن يبدو أنك لم تتعلم الدرس بعد .. وأمثالك يا صغيري لا يستحق فرصة أخرى لتعلم الدرس فقد فات الأوان .. صحيح .. هل تذمرت قبل قليل من أشعة الشمس التي لم تصل لجسدك الهزيل ؟ .. ما رأيك أن تصلك هدية أجمل من أشعة الشمس بألف مرة؟ }، ثم أخرج سكيناً حادّاً من سترته وقربه بهدوء لعنق الشاب وهو يقول{ودع أحلامك البريئة} ، أحس ذلك الشاب أنها دقائقه الأخيرة فحتى ولو قام بمناداة الحرس فلن يتمكنوا من إنقاذه .. ترى هل سيرحل عن هذه الحياة بهذه السهولة؟ .. أخذت دقات قلبه تتسارع والعرق يتصبب من جبينه .. أغمض عينيه بقوة وهو ينتظر أن يقطع ذلك السكين عنقه، وفجأة سمع أحداً ينادي باسمه، فتح عينيه فوجد الحارس يبعد أولئك المجرمين عنه ويهددهم بعقوبة قاسية إن قاموا بأذية الشاب ولكن تهديداته أكيد لن تنفع، ثم اقترب من الشاب وأخبره أن الطبيب يريده ليفحص جروحه، استغرب الشاب من ذلك ولكن كل ما كان يهمه في تلك اللحظة هو أنه لا يزال على قيد الحياة.
دخل الشاب بهدوء عند الطبيب وجسده لا يزال يرتعش من هول الصدمة .. وما أن رآه الطبيب حتى ابتسم وقال{ مرحبا يا بني .. اجلس بسرعة فلدي أخبار هامة لك} ، جلس الشاب وهو مستغرب فاقترب منه الطبيب وجلس بجانبه وعلامات الفرح ظاهرة على وجهه ثم قال{ اسمعني جيدا .. لدي اخبار مفرحة لك .. الشاب الذي قمت بضربه لا يزال على قيد الحياة ولم يمت بعد } نظر إليه الشاب نظرة باردة لا تدل على استغرابه فقد كان يدرك ذلك منذ وقت طويل، فواصل الطبيب حديثه{ بصراحة بعدما استفسرت عن تفاصيل قضيتك البارحة ذهبت اليوم وفي الصباح الباكر للمستشفى.. وبما أنني طبيب سجن سمحوا لي بالدخول للغرفة التي ينام فيها ذلك الشاب .. قمت بإجراء بعض الفحوصات السريعة عليه ثم سألت الأطباء المشرفين على حالته فأخبروني أنه في غيبوبة منذ شهرين تقريبا .. والأهم من ذلك أنه سيستيقظ عما قريب } اندهش الشاب مما سمعه مما جعله يفقد الكلام، أمسكه الطبيب من ذراعه بقوة وقال{ ما بك تجلس شاردا؟؟ .. لقد اخبرتك أن الشاب سيستيقظ عما قريب .. شاهدك الوحيد لا يزال على قيد الحياة وسيستيقظ عما قريب وقد تخرج من السجن } استفاق الشاب من دهشته و قال بلسان متلعثم {كـ ..كيف عرفت ذلك ؟ .. وكيف سيساعد هذا الشاب في قضيتي؟} ، فأجابه الطبيب قائلا{ لقد أخبرني الأطباء أنه قبل أسبوع تقريبا بدأ بتحريك اصاعبه وبإرسال إشارات تبشر بعودته للحياة من جديد .. وإذا استيقظ الشاب قد يخبرهم بتفاصيل الحادثة وربما قد يساعدك بشيء ما .. اسمعني جيدا ضع شهامتك جانباً وفكر في نفسك قليلا .. لقد حاولت حماية الشابة لمرتين متتاليتين ولكن ان اعترف الشاب فهذا ليس ذنبك .. فأنت مظلوم ومكانك ليس هنا } أنزل الشاب راسه دون أن يقول كلمة فكثير من الأفكار كانت تدور في رأسه ولكنه في النهاية لم يستطع أن يكتم فرحته بهذا الخبر .. فربما قد يتغير كل شيء ويعود لبيته ولأهله ويخرج من هذا المكان الموحش، ابتسم الطبيب وقال {عليك الصبر لبعض الوقت حتى يستيقظ ثم ستحل الكثير من الأمور بإذن الله} ، تنهد الشاب وقال{ بعض الوقت ؟؟ .. لا أظن أنني سأظل حياً حتى ذلك الوقت .. فأفراد العصابة قد تهجموا علي اليوم أيضا وكانوا يريدون قتلي .. لو لم تنادني لكنت الآن في عداد الموتى}، أخذ الطبيب يفكر لبعض الوقت ثم اقترب من مكتبه وأخرج ورقة وقلم وأخذ يخط عليها بعض الحروف وهو يقول{ سأكتب لك شهادة طبية واقدمها للحارس .. وسأكتب فيها أنك مريض ولا يجب عليك الخروج من زنزانتك .. على الأقل لنتخلص من أولئك المجرمين لبعض الوقت .. هل تستطيع البقاء في زنزانتك لوقت أطول؟}، تنهد الشاب ثم قال{ لا خيار آخر لدي .. ولكنه أفضل من البقاء مع أولئك المجرمين}، وبعدما أنهى الطبيب إعداد تلك الشهادة الطبية قدمها للحارس وطلب منه أن يحمل الشاب مباشرة لزنزانته وألا يقوم بإخراجه حتى يخبره هو بذلك.
يتبع ...
بقلمي: لؤلؤة قسنطينة
 
آخر تعديل:
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

الجزء الثالث والأخير
do.php



عاد الشاب لزنزانته الموحشة حيث لا توجد أشعة شمس دافئة ولا أسِرّة مريحة .. تأمّل المكان جيدا ثم جلس في زاويته المعتادة وهو يسند رأسه على الحائط الذي اصبح كالوسادة الحانية بالنسبة له ،{ قبل أيام قليلة كنت أتمنى الموت بسبب المعاناة التي أتلقاها في هذا المكان .. ولكن اليوم بالذات ازداد أملي في الحياة وأدركت أنه علي أن أعيش أكثر .. فمن يدري؟ قد يعترف الشاب بما حدث تلك الليلة و قد أخرج من هنا .. وقد أعود لأهلي .. لعملي .. لأصدقائي .. عليّ أن اصبر لبعض الوقت .. حتى ولو كان المكان بارداً وموحشاً ومظلما سأصبر .. وسأقاوم كي أعيش} هذا ما كان الشاب يحاور به نفسه فبعد كلام الطبيب أدرك أنه ربما لديه أمل ليعود لحياته الطبيعية.

مرّت ثلاثة أيامٍ على بقاء الشاب في زنزانته، يجلس طول اليوم في تلك الزاوية فوق تلك الأرضية المتجمدة يراقب السماء من خلال نافذته .. يتناول بقايا الطعام المتعفنة .. وينتظر اشعة الشمس الدافئة التي تزوره لدقائق قليلة كل صباح ثم تختفي لتحل محلها نسمات المساء والليل الباردة، بدأ جسده يضعف وبدأت أعراض الزكام تظهر عليه بسبب البرد الذي يتسلل لجسده كل يوم .. فأصبح يستسلم للنوم علّه يريح جسده المتعب وينسى البرد الذي يفتك به كل ثانية.
وفي اليوم الرابع.. وبينما كان الشاب مستلقيا حتى فُتح باب زنزانته .. رفع عينيه بصعوبة فلمح الطبيب يدخل من الباب، استغرب رؤية الطبيب هنا فقام من مكانه متثاقلا وعلامات الحيرة ظاهرة على وجهه، اقترب منه الطبيب بسرعة وقال بصوت منخفض { كيف حالك يا بني؟.. هل أنت بخير؟}، فحرك الشاب رأسه مما يدل على أنه بخير، ابتسم الطبيب ثم قال { الحمد لله.. على كل حال لن أطيل البقاء هنا .. أتيت فقط لأخبرك أن ذلك الشاب قد استيقظ .. ربما ليس في كامل وعيه .. ولكن بعد أيام قليلة سيكون قادراً على الحديث}، تفاجأ الشاب مما قاله الطبيب وأحس بسعادة تغمر قلبه اليائس ولكن جسده المتعب منعه من التعبير عن فرحته فأكتفى برفع عينيه للسماء وقول {الحمد لله}، تأمل الطبيب وجه الشاب جيداً ثم قال{هل أنت حقاً بخير؟؟ .. تبدو متعبا .. كما أنك تجد صعوبة في الكلام} ، حرك الشاب رأسه يمينا ويساراً ثم ابتسم وقال{ أنا بخير لا تقلق علي .. وخاصة بعدما سمعت هذا الخبر}، وبعدما تأكد الطبيب من أن الشاب بخير وعده بأنه سيُعلمه بكل جديد .. ثم غادر الزنزانة تاركاً الشاب بمفرده.
ومع حلول المساء ازدادت حالة الشاب سوءاً .. جبينه يتصبب عرقاً بسبب الحرارة المرتفعة .. وجسده يرتعش من شدة البرد، كان مستلقياً على الأرض وهو يمسك بسترته بقوة من شدة البرد الذي كان يحطم عظامه .. معدته خاوية ونسمات الليل المتجمدة تحيط به من كل ناحية .
فتح عينيه بصعوبة وهو يتأمل المكان جيداً ثم قال في نفسه { اين أنتِ يا أمي؟ .. أين يدكِ الدافئة التي تلامس جبيني بحنان؟ .. أين هو عصير الأعشاب الساخن الذي تقدمينه لي؟ .. وأين حساء الخضار اللذيذ الذي تصنعينه من أجلي؟ .. أين سهركِ؟ ووقوفكِ بجانبي؟ .. البرد يتسلل لجسدي دون استئذان .. والأرض باردة كأنها قطعة جليد .. حتى سترتي التي أحبها ولم تعد تنفعني .. أنا بحاجتكِ يا أمي .. فأنا اشعر بالتعب} ثم ختم الشاب حديثه بدمعة حزن واشتياق تحرق القلب قبل العين .. ثم فقد الوعي بعدها.

أحس الشاب بدفء غريب لم يشعر به منذ مدة طويلة، فتح عينيه بهدوء وبدأ يستعيد وعيه {ستائر بيضاء؟ .. نوافذ زجاجية؟ .. اين أنا؟} هذا ماقاله الشاب في نفسه بعدما ألقى نظرة على المكان وفجأة اقترب منه الطبيب مبتسما وهو يقول {هل استيقظت؟ .. كيف تشعر الآن؟} أجاب الشاب بصعوبة { أنا بخير .. ولكن من أحضرني إلى هنا؟}، فأجاب الطبيب {أنا من فعلت ذلك .. فبعد زيارتي الأخيرة لك أدركت أنك لست بخير فعدت لأتأكد من ذلك .. وبالفعل وجدتك فاقدا للوعي وحرارتك مرتفعة .. فأمرت بإحضارك إلى هنا حتى تتحسن صحتك }، شكر الشاب الطبيب على ما قام به ثم أخذ يتأمل نفسه مستغربا .. فهو ينام على سرير مريح ومغطاً بغطاءٍ دافئ ووسط غرفة دافئة .. هل هو في حلم؟ .. نظر الشاب للطبيب مرة أخرى ثم قال له{ هل يمكنني أن أبقى لبعض الوقت هنا؟} فابتسم الطبيب وقال {أجل .. يمكنك ذلك حتى تتحسن صحتك} ابتسم الشاب وشكر الطبيب ثم احتضن الغطاء بقوة وأغمض عينيه وغط في نوم عميق.

حل الصباح واجتمعت العصافير عند نافذة العيادة تنشد ألحانها الشجية، فتح الشاب عينيه بهدوء وبقي يتأمل المكان للحظة فقد ظن أن ما حدث معه كان حلما، ثم رفع رأسه عن الوسادة متثاقلا وأخذ يقلب عينيه يمينا وشمالا باحثا عن الطبيب ولكن يبدو أنه غير موجود .. ثم التفت إلى النافذة وأخذ يتأمل لون السماء الأزرق الجميل وهو يقول { غريب .. تبدو السماء جميلة من هذه النافذة .. حتى العصافير ولم أعتد سماع ألحانها بالقرب من نافذة زنزانتي .. أتمنى لو أستطيع البقاء في العيادة لوقت طويل .. ولكن لا بأس ربما تفصلني أيام قليلة عن العودة للبيت } تنهد الشاب ثم استلقى مجددا وفجأة فتُح باب العيادة ودخل الحارس مناديا بإسمه ، رفع الشاب راسه عن الوسادة متثاقلا وقد أدرك أن الحارس قد أتى لإعادته لزنزانته ولكنه تفاجأ بقول الحارس { لديك زيارة }، استغرب الشاب مما سمعه فقام من مكانه مسرعاً .. فمنذ دخوله السجن لم يأتي أحد لزيارته .. بقي يتأمل الحارس جيدا ثم قال{هل أنت متأكد؟؟}، سحبه الحارس من ذراعه بقوة وقال{اسرع وكفاك أسئلة} ، تبع الشاب الحارس وهو ينتظر رؤية الزائر .. دخل غرفة الزيارة فلمح كرسيا فارغاً ليجلس عليه و يقابله كرسي آخر ليجلس عليه الزائر ويفصل بينهما حائط زجاجي، رفع عينيه بهدوء ليلمح وجه الزائر فوجد فتاة تنتظره .. تأمل وجهها جيدا وبعد مدة توقف مكانه مستغربا فالزائرة كانت زميلته في العمل .. تلك التي قام بإنقاذها قبل شهرين والتي دخل السجن بسببها .. ولكن ما الذي تفعله هنا؟ .. كثير من الأفكار كانت تدور في رأسه .. ثم أخذ يجر قدميه وهو يقترب شيئاً فشيئا منها .. وما أن رأته حتى ابتسمت ودعته للجلوس.

جلس الشاب يتأمل الفتاة مستغرباً .. فبعد أن تركه أهله واصدقاؤه وامتنعوا عن زيارته ما الذي تفعله هذه هنا، {أنت مستغرب لرؤيتي هنا أليس كذلك؟ .. على كل حال كيف حالك؟ } استفاق الشاب من شروده بسبب ما قالته الفتاة ولكنه لم يجب بكلمة، واصلت الفتاة حديثها قائلة {معك حق بأن تبقى صامتاً فوجودك في هذا المكان كان بسببي .. ولكن صدقني فأنا لم أنس ما حدث تلك الليلة وكيف أنقذتني من ذلك الشاب .. أقصد صديقي السابق .. صحيح .. هل علمت أنه استيقظ من غيبوبته؟}، بقي الشاب ساكتا لبعض الوقت ثم قال { أهذا ما أتيت من أجله؟ .. إن كان مجيئكِ لتخبريني بما حدث مع ذلك الشاب فأنا أعلم بذلك مسبقا}، استغربت الفتاة من معرفة الشاب بهذا الخبر عندها حافظت على سكوتها لبعض الوقت ثم قالت { إذن أنت تعلم بذلك؟ .. وكيف لا؟ وكلمة منه قد تخرجك من هذا السجن } استغرب الشاب من كلام الفتاة وقال{ ما الذي تريدينه بالضبط ؟}، تنهدت الفتاة ثم قالت{ لقد أتيت لأشكرك .. لو لم تنقذني ذلك اليوم لكانت حياتي الآن أظلم من الليل نفسه .. ولما تمكنت من كسب ثقة خطيبي ولا الزواج منه بعد شهر من تلك الحادثة .. فكتمانك لما حدث تلك الليلة جعلني أعيش السعادة التي كادت أن تفلت من بين أصابعي في لحظة .. أعلم أنّك تدفع ثمن كتمانك لذلك السر كل يوم ببقائك في هذا المكان الموحش .. وأعلم أنّ استيقاظ صديقي السابق كالصفقة الرابحة بالنسبة لك .. وقد يغير شيئاً من قضيتك المبهمة ولكن .... } توقفت الشابة عن الحديث وأنزلت رأسها وقد ظهر الارتباك على وجهها مما اثار فضول الشاب فقال { ولكن ماذا؟؟ .. إن كان قدومكِ لكي تشكريني بعد هذه المدة فأنا لا احتاج شكراً .. وإن كنتِ ستطلبين مني السكوت لوقت أطول فأنا لن أخبر أحداً بما حدث تلك الليلة .. ولكن إن اعترف صديقك فأنا لن أنكر ذلك }، رفعت الفتاة راسها بهدوء ونظرت للشاب وقالت{ معك حق .. بصراحة .. شكرا مجددا لكل ما فعلته من أجلي .. وأنا أعلم أنه إن اعترف صديقي السابق بما حدث فستتحطم حياتي .. وسأفقد زوجي وبالمقابل قد تخرج أنت من السجن .. لذلك .. أنا اعتذر منك .. لكي أحمي بيتي وأحمي سعادتي .. لقد .. لقد قتلتُ آخر شاهد لديك .. لقد قتلت صديقي السابق قبل أن يعترف .. لقد قمت باستغلال ضعفه وقتلته .. فأنا لن أسمح بأحد بأن يأخذ سعادتي مني .. على كل حال هذا ما اردت اخبارك به .. أتمنى ان تسامحني .. علي الذهاب الآن .. اعتني بنفسك جيدا .. إلى اللقاء} ثم قامت الفتاة من مكانها مسرعة تاركة الشاب كصخرة متصلبة .. تكاد أنفاسه لا تعود لجسده من شدّة الصدمة .. لا يمكنه تصديق أن آخر أمل اضاء طريقه قد أطفأته هذه الفتاة .. الفتاة التي تحمّل البقاء في السجن لكي يحافظ على شرفها قتلت آخر شاهد لديه .. بدأت تفاصيل تلك الليلة تتكرر معه .. لماذا تدخّل؟ .. لماذا انقذها؟ .. لماذا هو الآن في السجن؟ .. لماذا ترك بيته؟ .. وما الذي سيحدث معه؟ .. سيقتله برد تلك الغرفة المتجمدة أم سكاكين تلك العصابة الحادة؟ .. هل ذهب حلمُ عودته للبيت؟ .. لن يرى أمّه وعائلته مجددا؟ .. اختلطت الأفكار في رأس الشاب وختمها بدمعة ندم حارقة .. سقط على ركبتيه و أخذ يضرب الأرض بكل قوة ودموع حزنه تبلّل وجهه .. اقترب الحارس منه ليساعده على النهوض ليسمعه يتمتم قائلا { السجن ليس للرجال كما يقال .. بل هو مكانٌ للمجرمين .. الخَونة .. وأيضا للأغبياء }

لا ندري ما قد يحدث مع هذا الشاب في المستقبل وهل سيتمكن من الخروج من السجن أم لا، ولكن العبرة تكمن في أن الطيبة لا يحملها إلا الأنقياء ولكن حذار من أن تُقدّم لمن لا يستحقُّها فتصبح ضربا من الغباء حينها وفقط سنُحبس خلف قضبان الندم.

do.php


بقلمي: لؤلؤة قسنطينة
أنتظر رأيكم النهائي في القصة، واقتراحاتكم وانتقاداتكم البناءة
فلا تبخلوا علي بردودكم ^^
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

عودة من جديد
تمنيت لو طالت القصة اكثر وتمنيت معرفة ما سيحدث للشاب مستقبلا
وتمنيت لو انتهت القصة بعودة الشاب الى اهله بعد اعتراف ذلك الخائن

قصة تعلم الكثير والكثير خاصة في هدا الزمن
اصبح لا احد يرحم الاخر
واصبحت الطيبة ضرب من الغباوة احيانا

بورك فيك غاليتي
في انتظار الفيلم الثاني
(خلي نتفرج الفلم الثاني ومن بعد نخلصك في تذكرتين درك راني مشومرة ههه)
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

آخر ما كنت أتوقعه هذه النهآية . . . !

بطيبته و أنانيتها تدمّر . . . لكن الأكيد أن شَمسَ الحقّ سَتَسطع من جديد لتنير حياته . . .

مشكورة على القصة . . شوقتني لقرآءة مآ تجود به محبرتك غآليتي

مُتَآبٍعَةُُ لَكٍـ
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام اولا:
على روحك النقة وعلى هاذا الكم الهائل من العبرات التي سببتها هاته القصة في نفسي
حقيقة لم اكن اتوقع هاته النهاية بهذا الشكل لكني كنت اعلم انها ستكون نهاية حزينة وكيف لا تكون؟

وانا قد قرات موضوعك الاول واحسست ان في قصتك نهاية حزينة لكن كما قلتي هناك امل قريب .
نأتي الى النقد الادبي:

في الحقيقة لم اجد الشيء الكثير لانتقده فزوايا رؤيتك للاحداث وخيالك الواسع واعطائك الوصف
الشامل لكل ناحية من نواحي شخصيات القصة جعلتني اغوص في تخيلها
اما الاخطاء الاملائية تكاد تخلو هي والاخطاء النحوية

بارك الله فيك على هاته العبر الجميلة
حقيقة الطيبة لها مكانها المناسب ووقتها المناسب واشخاصها المناسبون علمتني درسا لن انساه ابدا بالتوفيق
لديك امكانيات روعة ارجو ان تنميها بالمطالعة لاني اعلم انك لاتهوينها كثيرا خاصة المطالعة الادبية
ربي يهنيك ان شااء الله ..
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

ونهاية غير متوقعة ...
استمتعت جدا بقراءة هذه القصة ذات المغزى العميق

بانتظار التذاكر الاخرى مبدعتنا

تحياتي​
 
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

عودة من جديد
تمنيت لو طالت القصة اكثر وتمنيت معرفة ما سيحدث للشاب مستقبلا
وتمنيت لو انتهت القصة بعودة الشاب الى اهله بعد اعتراف ذلك الخائن

قصة تعلم الكثير والكثير خاصة في هدا الزمن
اصبح لا احد يرحم الاخر
واصبحت الطيبة ضرب من الغباوة احيانا

بورك فيك غاليتي
في انتظار الفيلم الثاني
(خلي نتفرج الفلم الثاني ومن بعد نخلصك في تذكرتين درك راني مشومرة ههه)

أهلا أمورتي وبعودتكِ الأنيقة :love01:
نتمنى تكون عجبتك القصة :$
وصراحة مادبيا تكون القصة أطول لأنو عندي بزاف تفاصيل نقدر نضيفها ولكن بما أنو
هادي عبارة عن سلسلة فضلت كل قصة تكون متوسطة الحجم
بالإضافة إلى أن النهاية السعيدة هي أسهل النهايات وعندي العديد من الطرق
لي توصل لنهاية سعيدة ولكن النهاية الحزينة يكون عندها اثر على النفس أكثر وتكون أكثر واقعية
هادا واش فكرت فيه، لكن عجبني تدخلك وعجبني ردك، خاطر ردك وانتقادك يهموني
والقصة الثانية جزءها الأول واجد حبيت نكمل شوي برك باه نخلق توازن ونوضعها بإذن الله
كوني بالقرب حبيبتي
ومعليش ما تخلصيش ههههههه ليكم نتوما الدخلة باطل:d
ربي يحفظك غاليتي على مرورك الجميل
تحياتي القلبية لكِ


السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

آخر ما كنت أتوقعه هذه النهآية . . . !

بطيبته و أنانيتها تدمّر . . . لكن الأكيد أن شَمسَ الحقّ سَتَسطع من جديد لتنير حياته . . .

مشكورة على القصة . . شوقتني لقرآءة مآ تجود به محبرتك غآليتي

مُتَآبٍعَةُُ لَكٍـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا هدهودة وبمرورها الجميل :love01:
عرفت بلي نهاية القصة رايحة تشوكيكم هههه
لكن تعمدت تكون هكا باه نديو منها عبرة، راني قادرة نكملها بنهاية سعيدة
ولكن لي يقرا هاد الكلمات رايح يحط نفسو في هاد الوضع ويعرف بلي من بعد
ماش رايح ينفع الندم وحتى ولو الشاب هادا خرج من السجن ربما رايح يخرج حاقد بسبب واش لقى
في السجن، بصراحة هكا كانت افكاري
ونشكرك بزاف على ردك وإضافتك القيمة لي اكيد تهمني
كوني بالقرب حبيبتي، خاطر القصة الثانية راهي في الطريق هههه
نكمل منها شوي ونوضع الجزء الأول ان شاء الله
تسرني متابعتك غاليتي
تحياتي القلبية لكِ :regards01:

 
آخر تعديل:
رد: التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }

السلام اولا:
على روحك النقة وعلى هاذا الكم الهائل من العبرات التي سببتها هاته القصة في نفسي
حقيقة لم اكن اتوقع هاته النهاية بهذا الشكل لكني كنت اعلم انها ستكون نهاية حزينة وكيف لا تكون؟

وانا قد قرات موضوعك الاول واحسست ان في قصتك نهاية حزينة لكن كما قلتي هناك امل قريب .
نأتي الى النقد الادبي:

في الحقيقة لم اجد الشيء الكثير لانتقده فزوايا رؤيتك للاحداث وخيالك الواسع واعطائك الوصف
الشامل لكل ناحية من نواحي شخصيات القصة جعلتني اغوص في تخيلها
اما الاخطاء الاملائية تكاد تخلو هي والاخطاء النحوية

بارك الله فيك على هاته العبر الجميلة
حقيقة الطيبة لها مكانها المناسب ووقتها المناسب واشخاصها المناسبون علمتني درسا لن انساه ابدا بالتوفيق
لديك امكانيات روعة ارجو ان تنميها بالمطالعة لاني اعلم انك لاتهوينها كثيرا خاصة المطالعة الادبية
ربي يهنيك ان شااء الله ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بصاحب القلم الذهبي ^^ نورتني بمرورك أخي حكيم
ويسرني أن القصة عجبتكم
والنهاية غير متوقعة كما قال الجميع، وقد تعمدت ان تكون النهاية حزينة
باه تكون اكثر واقعية، مثلا لو وضعتلها نهاية سعيدة رايح الجميع يفكر
في هاديك النهاية، وثانيا باه نخليو عبرة في نفس الانسان، وكمعلومة
القصص رايحة نحاول نخليها كاملة نهايتها حزينة باه نتعلمو منها
أما فيما يخص الانتقاد صراحة عجبتني، مادابيك المرة الجاية تدقق أكثر وتخرج الأخطاء
ولو ماكانش ههههه، خاطر هدفي الأول والاخير لي خلاني نكتب هو نتعلمو وناخذو عبرة
وثانيا نحسن من مستواي ونتعلم من اخطائي، يعني اي رد قاسي أو صارم رايح يفيدني بزاف
وبالنسبة للمطالعة والله حسيت اني ناقصة مطالعة وبديت زعما شوي نطالع وكي جاو الامتحانات
حبست، ورايحة نرجعلها بإذن الله الآن ، بارك الله فيك على النصائح
وكن دائما بالقرب باه نستفادو من انتقاداتك في باقي القصص
ربي يحفظك خويا وربي يوفقك في امتحاناتك
تحياتي العطرة لك :regards01:


ونهاية غير متوقعة ...
استمتعت جدا بقراءة هذه القصة ذات المغزى العميق

بانتظار التذاكر الاخرى مبدعتنا

تحياتي​

وكالعادة نهاية غير متوقعة ^^
اهلا حبيبتي كارلا باينة النهاية خلعتك ههه
ربي يحفظك حبيبتي على مرورك العطر والجميل
كوني دائما بالقرب خاطر ردودك تهمني وتخليني نحسن من مستواي
مالا ماتبخليش عليا برايك القيم
ربي يوفقك غاليتي
وتحياتي القلبية لكِ :regards01:
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top