فرق بين العلماء و من تشبه بهم

أبو عبد السميع

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
20 ديسمبر 2014
المشاركات
515
نقاط التفاعل
653
النقاط
31
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريق بين العلماء ،و من تشبه بهم و هو ليس منهم ، إن هذا الأصل غفل عنه كثير من الناس ، و أصبح الكثير من أدعياء العلم ، و الجهال ينعتون بما ليس فيهم ، في زمن كثر فيه المتفيهقين ، و غابت فيه عقول الناس ، فصاروا لا يفرقون بين العلماء ، و أشباههم ، فعندهم كل من تكلم في القنوات شيخ ، و مفتيا يرجع إليه ، و هل سألوا عنه ، و عن علمه ،و عن مشايخه ؟ طبع لا ، إلا من رحم الله ،و هم قليل ، قال شيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : بيان العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم و ليس منهم، وقد بين الله هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)1 إلى قوله : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِين)2 .
ويزيده وضوحًا ما صرحت به السنة في هذا الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد، ثم صار هذا أغرب الأشياء، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات، وخيار ما عندهم لبس الحق بالباطل، وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق ومدحه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون، وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم‏.3‏

و كثير من خلق الله اتخذوا رؤوس جهالا أفتوهم بغير علم فأضلهم ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّو)4 ، و منهم من يتبع العادات و التقليد ، و الآباء و الأجداد ، و لم يتعلم ما ينفعه فأصبح لا يفرق بين السنة و البدعة ، لذلك تجده يستمع لكل من يوافق هواه من مشايخ الضلالة . و هناك من يعرض عن العلم فلا يتعلم ، و لا يبحث عن الحق بدليله .
فعلينا يا معشر المسلمين ، الإخلاص لله سبحانه و تعالى ، و دعاء و تضرع إلى الله و الإنابة و رجوع إلى الله سبحانه و تعالى فه الذي بيده هداية الخلق ، و متابعة سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حرص على ذلك ،و من أتاه دليل يجب أن يعمل به ،و لا يغتر بقول فلان ،و فلان ، بل الدليل أولى أن يتبع ، مع رجوع إلى العلماء الربانين ، مع الحرص على إتباع الحق ، و سؤال عمن نأخذ العلم ، فلا نأخذ العلم عمن نجهل حاله بل لا بد من تزكية من يأخذ عنه العلم من العلماء الربانين المعروفين بالعلم و الفقه في الدين ، و يجدب علينا أن نعلم أنه من أصول أهل السنة إتباع كتاب و السنة بفهم سلف الأمة ، فلا بد من فهم السلف رضي الله عنهم ، فلا نفهم السنة بأهوالنا ، بل نرجع إلا فهمهم فهم أعلم منا لأنهم أخذ السنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأهل أهواء كلهم يدعي تقيد بالكتاب و السنة ، و لكن لا يجرأ أن يقول كتاب و السنة بفهم سلف الأمة ، فهذه الكلمة هي الفيصل بين أهل السنة و المبتدعة .
و الحمد لله رب العالمين
1 الآية 40 من سورة البقرة
2 الآية 47 من سورة البقرة
3 الأصل الرابع من الأصول الستة شيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
4 رواه إمام البخاري
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top