العقل و الجسد يؤثر كل منهما على الآخر
طلب دكتور هربرت سبنسر من أحد الطلبة أن يقف أمام الجميع و يتنفس بعمق ثم يغمض عينيه . و فعل الطالب . ثم بدأ دكتور سبنسر يتكلم بصوت هادىء و بطىء و يعطى تأكيدات للطالب قائلاً : " تخيل أن معك فى يدك اليسرى ليمونة و فى يدك اليمنى سكينة حادة و أن أمامك طاولة " و هز الطالب رأسه مؤكداً أنه فعل ذلك فعلاً فى داخله و أنه وضع الليمونة فى يده اليسرى و السكينة فى يده اليمنى . ثم طلب منه دكتور سبنسر أن يتخيل أنه يضع الليمونة على الطاولة و يمسكها بيده اليسرى و باليمنى يمسك السكين و يقطع الليمونة نصفين . و فعل الطالب و أكد ذلك بهزه رأسه . ثم طلب منه دكتور سبنسر أن يترك السكينة على الطاولة و يأخذ نصف اليمونة المقطوعة و يقربها من فمه و يشم رائحتها و هو يقول له " الآن قرب الليمونة من أنفك و شمها بعمق و اشعر برائحتها فى جسمك و قربها من فمك و ضعها فى فمك و اقطعها بأسنانك و إشعر بطعمها اللاذع يملأ فمك و عصيرها يتساقط منك و ينزل على شفتيك و يملأ حلقك و يجعلك تشعر و كأنك ستتقيأ .."
و إستمر دكتور سبنسر فى التأكيدات و الإيحاءات التى جعلت جسم الطالب يقشعر و تعبيرات وجهه جامدة و مشمئزة حتى تقيأ فعلا .
و هنا طلب منه دكتور سبنسر أن يفتح عينيه و أن يأخذ نفساً عميقاً ليخرج من هذه الحالة .
كل ما تفكر فيه و تقوله لنفسك يأخذه المخ و يفتح الملف الخاص به بما فى ذلك تحركات الجسم و تعبيرات الوجه الخاصة بهذا الملف فيشعر الإنسان بجسده يتأثر بسبب الفكرة .
فى خلال الحرب العالمية الثانية أراد هتلر أن يعاقب ثلاثة من جنوده لأنهم خالفوا الأوامر .
فطلب من المختصين أن يستخدموا عقاباً نفسياً لا ينسوه أبداً ..
فوضعوا كل شخص من الثلاثة بمفرده فى غرفة صغيرة جداً و تركوا المياه تتساقط نقطة نقطة ببطء شديد و أخبروا كل منهم على حدة أنه تنفس صنفاً من أصناف الغازات السامة و التى ستقضى عليه فى ستة ساعات فقط ثم أغلقوا الباب عليهم و تركوهم فى هذه الحالة بمفردهم لمدة ثلاث ساعات .
بعدها فتحوا الأبواب على كل واحد منهم ... فكانت المفاجأة الكبرى .....
و هى أن إثنين من الجنود الثلاثة قد ماتوا بالفعل . و الجندى الثالث كان فى حالة خطيرة جداً و على وشك الموت
لقد أخذ الجنود الثلاثة المعلومات بإعتقاد تام أنهم قد تنفسوا سماَ بالفعل . فكان التركيز كله على ذلك . فأرسل المخ الملفات الخاصة بذلك الى الجسم و الأعضاء الداخلية . فزادت ضربات القلب و زادت حدة التنفس و زاد ضغط الدم و تصبب العرق بغزارة و ارتعش الجسم بشدة و إمتلأ العقل بفكرة الموت المؤكد تذهب الى الجسم فتزيد من تشنجاته الداخلية و الخارجية ثم تعود الرسالة الى المخ فتزداد الفكرة قوة و تستمر هذه الدورة ما بين الجسم و المخ الى أن وصلوا الى هذه الحالة .
فى المستشفى الرئيسى بسان فرانسيسكوا بالولايات المتحدة الأمريكية يعالجون المرضى بالضحك و الأخبار الإيجابية و كانت نتيجة هذه الطريقة من العلاج هو إرتفاع نسبة الشفاء بدرجة تخطت 35% فعندما يفكر المريض أفكاراً إيجابية و يبتسم و يتفاءل و يضحك ترتفع نسبة الأندورفين فى جسمه مما يساعده على الشفاء ...
و الأمثلة كثيرة جداً من حولنا فنجد أن أغلب المهمومين و الثقيلى الأحزان مرضى بأمراض جسدية كثيرة فيما يُعرف بالأمراض السيكوسوماتية أى الأمراض النفس جسمية
فى تدوينة اخرى إن شاء الله سوف أتكلم معكم عن هذا النوع من الأمراض ..