السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أتمنى أنكم بخير وعافية يا أهلي الرابع
كنت أطالع بإحدى الكتب فوجدت ما كنت ألوح بنية إلى طرحه هنا
وهو الحال الذي لحق بأغلب العائلات ، ومع مواكبة هذا العصر بما فيه من انترنت و تعدد شاشات التفازبالمنزل الواحد فنلمح الابن يسهو بين لعب او مشاهدة فلم او تواصل عبر النت والبنت كذلك وكل فرد أضحى لهاته الوسائل نصيب وافر من وقت كل منهم ونتيجته انه صار الجسد حاضرا بالمنزل والعقل لا ندري أين محِله واذا اجتمعوا عم الصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليكم هاته القصة من كتاب :
الجنة في بيوتنا
أتمنى أنكم بخير وعافية يا أهلي الرابع
كنت أطالع بإحدى الكتب فوجدت ما كنت ألوح بنية إلى طرحه هنا
وهو الحال الذي لحق بأغلب العائلات ، ومع مواكبة هذا العصر بما فيه من انترنت و تعدد شاشات التفازبالمنزل الواحد فنلمح الابن يسهو بين لعب او مشاهدة فلم او تواصل عبر النت والبنت كذلك وكل فرد أضحى لهاته الوسائل نصيب وافر من وقت كل منهم ونتيجته انه صار الجسد حاضرا بالمنزل والعقل لا ندري أين محِله واذا اجتمعوا عم الصمت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليكم هاته القصة من كتاب :
الجنة في بيوتنا
عمرو خالد.
في باب : تذكر نعمة الأسرة كي تظل محافظا عليها
عنوان القصة :
الجزر المنعزلة - قصة أسطورية خيالية :
عنوان القصة :
الجزر المنعزلة - قصة أسطورية خيالية :
سوف نتناول هنا مشكلة التفكك الأسري ، وأبدأ بقصة خيالية أسطورية : كان يا مكان في قديم الزمان ، كانت هناك جزيرة جميلة ، يحب سكانها جزيرتهم ويحب بعضهم بعضا ً .
كانوا عائلة كبيرة ، بينهم كبير العائلة وبينهم آباء وأمهات وأحفاد وشباب وبنات متحابون تحدثون معاً ، يفهم بعضهم البعض من نظرة العين ، يسهرون معاً ، يأكلون معاً ولا فرطون في اجتماعهم على المائدة أبداً ، يجتمعون كلهم تحت مظلة العائلة فيرى الشباب البنات ، وهكذا يتزوجون . لو أحببت أن تجمع كل ما فس الجزة بكلمة واحدة لقلت : الأمان .
كانوا عائلة كبيرة ، بينهم كبير العائلة وبينهم آباء وأمهات وأحفاد وشباب وبنات متحابون تحدثون معاً ، يفهم بعضهم البعض من نظرة العين ، يسهرون معاً ، يأكلون معاً ولا فرطون في اجتماعهم على المائدة أبداً ، يجتمعون كلهم تحت مظلة العائلة فيرى الشباب البنات ، وهكذا يتزوجون . لو أحببت أن تجمع كل ما فس الجزة بكلمة واحدة لقلت : الأمان .
لكن الدنيا تتغر ، والله تعالى يقول : {... ونبلوكم بالشر والخير فتنة ...}
الأنبياء :الآية : 35
هي قصة أسطورية ، ولكنها واقعية وحصلت في بيوتنا وفي أسرنا . صارت غرفة كلّ منا جزيرة منعزلة ، لم يمت أحد ولكنهم بانعزالهم صاروا كالأموات . ونحن هنا لا نتكلم عن الطلاق ، أو الخلافات الزوجية ، أو العنف الأسري أبداً بل نتكلم عن التفكك والتباعد ، وانعدام اللغة ، والاهتمامات المشتركة ، وبرود العلاقات وتجمدها ، فصار البيت كالفندق : هذا يسلم المفتاح لذاك وهذا ينظف الغرف حتى صرنا كالقوقعة تظن أن بداخلها كنزاً ، لكنك تتفاجأ حين تفتح القوقعة بأنها خالية ، حتى إن البعض يتكلم بالأوراق التي يلصقها على بابا الثلاجة ، والبعض يتكلم بالإم لدرجة أن أحدهم أرسل إلى خطيبته *ايميل* أبلغها فيه أنه فسخ الخطوبة !
سأصف لكم الحال في بيت أحد الأثرياء : أب يشاهد قناة * الجزيرة * بعض الأولاد يتابع mbc2 أحد الأولاد يشاهد فيلم فيديو ،الابن الأصغر يلعــب لساعات طويلة في ال play station الذي اشتراه له والده ليشغله عن مناداته قدر الإمكان دون الالتفات لتأثير ذلك على الولد ، البنت تحادث صديقتها عبر الشات ، الابن الاكبر يغلق غرفته ويحدث صديقته بالهاتف ، والأم تقف في المطبخ لتلبية الطلبات المتتالية ، فإن اجتمعوا لمشاهدة أحد البرامج معاً شاهدوه بصمت ثم تفرقوا بمجرد انتهائه . فما الذي يمنعهم من تقييم ما تمتم مشاهدته معاً؟ ولتكن هذه لغة الحوار بينهم .
هناك تفكك سيؤدي للأنهيار ، أمتنا عظيمة لكنها لم تعد تملك الكثير لتتوكأ عليه ، فإن ضاعت الأسرة ضاع الأمل لمائتي سنة أخرى.
في القصة الأسطورية ، حدث زلزال ، وتشققت الأرض ، وانقسمت الجزيرة الواحدة لعدة جزر ، حتى انقسم السرير الواحد وعليه الزوجان فبات كل منهما في جزيرة وحيداً ، أب وابنه كانت أيديهما متشبثتين ببعضهما البعض ، انقسمت الأرض من تحتهما وتباعدت الجزيرتان حتى أفلتت الأيدي . في البداية ، بكى الجميع وأخذوا ينظرون ويلوحون لبعضهم البعض ن لكن فيما بعد ، توقف البكاء واعتاد الجميع على هذا الوضع الجديد ؛ فأدار كبير العائلة في جزيرته ظهره للجميع وانشغل بزرع أرضه ولم يعد ينظر إلى العائلة ، وصار الأجداد في جزيرة وحدهم ، والأولاد في جزيرتهم فرحين بالحرية بعيداً عن العائلة ، والأب والأم في جزيرة ، وصار بعض الآباء والأمهات كلٌّ في جزيرة وحده .
لكن بعد مدة قالت أم لزوجها : ألا نعبر إلى أولادنا في الجزيرة الأخرى ؟ فقال : بل هم من عليهم العبور إلينا فنحن الكبار ، وقال أخ لأخيه : أنا لست سعيداً هنا ، فأنا أمتلك الحرية لكني لا أمتلك الأمان ، ألا نعبر أبينا وأمنا ؟ فأجابه : دعنا نبقى هنا فالحرية أحلى .
هي قصة أسطورية ، ولكنها واقعية وحصلت في بيوتنا وفي أسرنا . صارت غرفة كلّ منا جزيرة منعزلة ، لم يمت أحد ولكنهم بانعزالهم صاروا كالأموات . ونحن هنا لا نتكلم عن الطلاق ، أو الخلافات الزوجية ، أو العنف الأسري أبداً بل نتكلم عن التفكك والتباعد ، وانعدام اللغة ، والاهتمامات المشتركة ، وبرود العلاقات وتجمدها ، فصار البيت كالفندق : هذا يسلم المفتاح لذاك وهذا ينظف الغرف حتى صرنا كالقوقعة تظن أن بداخلها كنزاً ، لكنك تتفاجأ حين تفتح القوقعة بأنها خالية ، حتى إن البعض يتكلم بالأوراق التي يلصقها على بابا الثلاجة ، والبعض يتكلم بالإم لدرجة أن أحدهم أرسل إلى خطيبته *ايميل* أبلغها فيه أنه فسخ الخطوبة !
سأصف لكم الحال في بيت أحد الأثرياء : أب يشاهد قناة * الجزيرة * بعض الأولاد يتابع mbc2 أحد الأولاد يشاهد فيلم فيديو ،الابن الأصغر يلعــب لساعات طويلة في ال play station الذي اشتراه له والده ليشغله عن مناداته قدر الإمكان دون الالتفات لتأثير ذلك على الولد ، البنت تحادث صديقتها عبر الشات ، الابن الاكبر يغلق غرفته ويحدث صديقته بالهاتف ، والأم تقف في المطبخ لتلبية الطلبات المتتالية ، فإن اجتمعوا لمشاهدة أحد البرامج معاً شاهدوه بصمت ثم تفرقوا بمجرد انتهائه . فما الذي يمنعهم من تقييم ما تمتم مشاهدته معاً؟ ولتكن هذه لغة الحوار بينهم .
هناك تفكك سيؤدي للأنهيار ، أمتنا عظيمة لكنها لم تعد تملك الكثير لتتوكأ عليه ، فإن ضاعت الأسرة ضاع الأمل لمائتي سنة أخرى.