فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

فرق ومذاهب وأديان .. تهدف الدراسة إلى بيان السرد التاريخي والعقائدي لظهور الفرق التي انشقت عن جماعة المسلمين، والمذاهب التي تشعبت فحادت عن الطريق المستقيم، فأدى إلى ضعف الخلافة وسقوطها.

القاديانية وموقفهم من المسجد الأقصى

تاريخ فرقة القاديانية في فلسطين:
كانت بداية القاديانية التي تلقب نفسها بـ (الجماعة الإسلامية الأحمدية) في فلسطين حين وصل بعض أتباعهم إليها عن طريق حيفا، وكان في مقدمتهم ابن مؤسس الفرقة القاديانية وخليفته بشير الدين محمود أحمد عام 1924م، وحضر معه القادياني جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في قرية الكبابير على قمة جبل الكرمل في حيفا, وقد تبع ذلك بناء أول معبد للجماعة هناك عام 1934م، وكان ذلك برعاية حكومة الانتداب البريطاني المحتلة لأرض فلسطين آنذاك, وتم إعادة بناء ذلك المعبد في عام 1979م ويعرف تدليسًا بمسمى (مسجد سيدنا محمود) وتضم قرية الكبابير الآن قرابة 3000 نسمة معظم سكانها من أتباع القاديانية.
وقد عاشت الجماعة في شبه عزلة عقائدية حيث لم تنتشر القاديانية بين العرب المسلمين المقيمين في أراضي عام 1948م بدليل أنهم من خارج قرية "الكبابير" لا يتجاوزون العشرات بمن فيهم متبعو القاديانية من سكان الضفة الغربية. وقبل خمس سنوات تقريبًا كان لي نقاش مع أحد الفلسطينيين الذين اعتنقوا العقيدة القاديانية الباطلة, واستفزتني مقولة لذلك الضال "من أنهم سيعملون جاهدين لجعل كل أهل فلسطين قاديانيين", فقلت له: وهذا ما يسعى له اليهود كذلك !! ولكن أنى لكم ذلك والمسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين والشام هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين, والأرض التي إليها محشر العباد, ومنها يكون المنشر, وفيها مقتل الدجال وأتباعه, وفيها يشهد نطق الحجر والشجر حين يقول: "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله"، والتي ستعود فيها الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة, فهي الأرض التي باركها الله للعالمين, ولن تكون مقامًا للمجرمين.
عقيدة القاديانية الأحمدية:
تعتقد القاديانية أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم، بل هي جارية والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعًا، ويعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحي إليه, وأن إلهاماته كالقرآن. ويعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل أفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم، وقد نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن. وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية, كما أن من زوج أو تزوج من غير القاديانيين فهو كافر.
ولم يقف ادعاء النبوة عند غلام أحمد القادياني, بل ادعى النبوة عدد من أتباع القادياني كمحمد صادق القادياني وغلام محمد القادياني وغيرهما, والمصيبة العظمى أن يزعم الغلام أن باب النبوة لا يزال مفتوحًا ويقرر ذلك ولده محمود أحمد الخليفة الثاني للقاديانيين في ص288 من كتاب (حقيقة النبوة) إذ يقول: "ومما هو واضح كالشمس في رابعة النهار أن باب النبوة لا يزال مفتوحًا".
وادعى خليفة "غلام أحمد" أنه أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول في كتاب (حقيقة النبوة) ص257 لميرزا بشير أحمد الخليفة الثاني "إن غلام أحمد أفضل من بعض أولي العزم من الرسل". وفي صحيفة (الفضل) المجلد الرابع عشر (29 أبريل سنة 1927م): "أنه كان أفضل من كثير من الأنبياء ويمكن أن يكون أفضل من جميع الأنبياء". وفي صحيفة (الفضل) المجلد الخامس عدد 92 يوم 28 مايو 1918م: "لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ ميرزا غلام أحمد إلا أن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية".
عقيدتهم في المسجد الأقصى:
هم يعتقدون قدسية "قاديان" في الهند, ويعتقدون بأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس. جاء في صحيفة (الفضل) القاديانية عدد 3 سبتمبر سنة 1935م:"لقد قدّس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته". وفي عدد 23: "إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان". وهدفهم من ذلك واضح ليقولوا كاذبين بأن القدس لا مكانة لها ولا رابط دينيا بينها وبين الإسلام, والمسجد الأقصى هو مسجد آخر غير الموجود بالقدس، هو مسجد في "قاديان"!!
ومن المعلومات الخاطئة التي تُشاع عنهم أنهم يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل أفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم، بينما المعلومة الصحيحة في معتقدهم هي: أنها قبلة القاديانيين وحجهم إلى مكة المكرمة، لكنهم يعتقدون قدسية قاديان أيضًا وأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس.
وحول هذا كتب أمجد السقلاوي في مجلة (الراصد) العدد الرابع والثمانين -وكان في فترة من الفترات قد تأثر بالقاديانية ثم رجع إلى الإسلام وأصبح يكتب عنهم وهو أعلم بخفاياهم- أن فكر الدين الأحمدي القادياني كله فكر خياني يسلب من المسلمين كل مقدساتهم، ومن تلك المقدسات:
المسجد الأقصى المبارك:
فالقادياني لا يعترف بالمسجد الأقصى الذي في القدس، بل الأقصى عنده هو مسجده الذي بناه في منطقة قاديان بالهند!! وهذا صريح في كتابه (خطبة إلهامية) ص25، حيث يقول ميرزا: "والمسجد الأقصى المسجد الذي بناه المسيح الموعود في القاديان"، وأكد هذا القول الناشر لـ (خطبة إلهامية) نقلا عن كتاب (أصحاب أحمد)، ضياء الدين القاضيكوتي (ص119-121).
وجاء في صحيفة (الفضل) القاديانية (عدد 3، سبتمبر سنة 1935م): "لقد قدس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته". وفي العدد (23): "إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان".
ويقول (Abur Rahim Dard) وهو من القاديانيين المنظرين للدين القادياني في كتابه المنشور على الإنترنت في موقع (الإسلام أون لاين ستور) ما نصه: "المسجد الأقصى تمّ بناؤه على يد ميرزا غلام مرتضى، أما الأرض التي بني عليها المسجد فكانت مملوكة للسيخ لكنه اشتراها منهم".
ويضيف السقلاوي تأكيدًا لذلك: "فعلى سبيل المثال منظر القاديانية الفلسطيني هاني طاهر لا يرى ضيرا في إعطاء اليهود المحتلين جزءا من المسجد الأقصى المبارك حين كتب مقالا بعنوان (الحل النهائي والمسجد الأقصى)، قال فيه: "الناس في بلدي قلقون بشأن الأوضاع السياسية؛ فالحواجز تخنقنا، والمساعدات لا تكاد تصلنا، والعدو يسيطر على كل برّنا وجوّنا، والجدار يضيق علينا، ولا حلّ في الأفق. ليس لنا أن نهمل حقوق الذين هُجّروا من أراضيهم في فلسطين كلها، لكن لا غضاضة من تعديل الحدود وتشذيبها إذا كانت لا تضيع أي جزء من الأرض. أما موضوع المسجد الأقصى، فلا أرى ضيرًا من أن يُعطى اليهود تحته معبدًا يعبدون الله فيه، بحيث يكون مدخله من الجهة الغربية. أما الخشية من هدم المسجد الأقصى، فيمكن تجنبها من خلال وضع مراقبين دوليين في المعبد .. وما الكارثة في بناء عدة طوابق تضم الجميع؟". انظر: مدونة هانى طاهر.
ومن أجل تلك الغاية الخبيثة الضالة أوّلوا القرآن الكريم وفق الإلهامات الشيطانية الباطلة لأنفسهم المريضة, يقول القاديانى خليفة مسيلمة الكذاب: إن الآية {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] تعنى المسجد الذي أُسس في "قاديان" ويُضيف: إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1] هو المسجد المؤسس في قاديان. انظر: براهين أحمدية.
جوابهم على سؤال أين المسجد الأقصى؟
في الموقع الرسمي للقاديانية (الأحمدية) على الشبكة العالمية الإنترنت -باللغة العربية- وفي مدخل أسئلة وأجوبة جاء السؤال التالي: هل صحيح إنكم تعتبرون أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم هو مسجد الميرزا غلام أحمد الموجود في قاديان؟
فأجاب هاني طاهر بالآتي: "نقول إن الإسراء إلى المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء هو كشف روحاني يشير إلى عدة أحداث، أولها: الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. وثانيها: امتلاك المسلمين بيت المقدس وما حوله، وهذا حدث زمن الخلفاء الراشدين، وثالثها: ظهور الإمام المهدي وهو حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام، باعتبار بعثته بعثة أخرى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه خادم له ولدينه وخير مدافع عنهما. وهذا مشار إليه في قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3]، أي أن الله تعالى سيبعث سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم مرة ثانية في الآخرين، وحيث إن من توفاه الله لا يعود إلى الدنيا، فالمقصود من بعثته الثانية بعثة رجل من أمته خادما له ولدينه، وقد فسر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله: "لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل أو رجال من آل فارس". البخاري، كتاب التفسير. وبهذا يمكن أن نُطلق اسم المسجد الأقصى على المسجد الذي بناه حضرته عليه السلام. وليس هناك تعارض بين أن يكون مسجدٌ أقصى في القدس ومسجدٌ أقصى في قاديان، ولا تنسَ أنه لم يكن للمسجد الأقصى الموجود حاليا في القدس أي وجود في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما بناه الخليفة الأموي. ولا تنسَ أن هنالك العديد من المساجد في العالم التي سماها المسلمون: المسجد الأقصى, وللتفصيل نرجو أن تعود إلى تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] في التفسير الكبير في الموقع. هاني طاهر.
وفي نفس الموقع وتحت مدخل (سيرة خلفاء الإمام المهدي): "والتعريف بإنجازات الخليفة الأول نور الدين البنجابي والذي ولد في قرية (بهيرا) في (البنجاب) عام 1841م؛ ويطلقون عليه تدليسًا مسمى: نور الدين القرشي؛ لأنه مكث في أرض الحجاز أربع سنين, كتبوا نصًا: قام حضرة الخليفة الأول بالعديد من الإنجازات الهامة في الجماعة الإسلامية الأحمدية منها: تم في عهده توسيع المسجد الأقصى والمدرسة العليا لتعليم الإسلام ومساكن الجماعة الإسلامية الأحمدية, وافتتح مشفى النور ومسجد النور في قاديان".
علاقتهم مع الكيان الصهيوني:
ولا يخفى أن للقاديانية علاقات وطيدة مع الكيان اليهودي, فقد فُتحت لهم المراكز والمدارس ومُكِّنوا من إصدار مجلة تنطق باسمهم, ولهم مطلق الحرية والدعم في طباعة كتبهم وضلالاتهم وتوزيعها في العالم, وانتقالهم الحر بين فلسطين ودول العالم.
يقول الميرزا مبارك أحمد القادياني في كتابه (بعثاتنا الخارجية): "ويمكن للقارئين أن يعرفوا مكانتنا في إسرائيل بأمر بسيط، بأن مبلغنا جوهدري محمد شريف حينما أراد الرجوع من إسرائيل إلى باكستان سنة 1956م، أرسل إليه رئيس دولة إسرائيل بأن يزوره قبل مغادرته البلاد، فاغتنم المبشر هذه الفرصة وقدم إليه القرآن المترجم إلى الألمانية الذي قبله الرئيس بكل سرور". انظر الموقع الرسمي للقاديانية على الشبكة العالمية باللغة العربية.
وقبل ذلك كان ولاؤهم عظيمًا لبريطانيا فقد أوجب الميرزا طاعة الملكة فكتوريا -رئيسة الكنيسة الأنجليكانية- وطاعة حفدتها، فيقول في ختام كتابه (حقيقة المهدي) ما نصه: "ولولا خوف سيف الدولة البريطانية لقتلوني بالسيوف والأسنة، ولكن الله منعهم بتوسط هذه الدولة المحسنة، فنشكر الله ونشكر هذه الدولة التي جعلها الله سببا لنجاتنا من أيدي الظالمين، إنها حفظت أعراضنا ونفوسنا وأموالنا من الناهبين، وكيف لا نشكر وإنا نعيش تحت هذه السلطنة بالأمن وفراغ البال، ونجينا من أنواع النكال، وصار نزولها لنا نزول العز والبركة، ونلنا غاية رجائنا من الدنيا والعافية، فوجبت إطاعتها أو سلامتها بصدق النية، بل جعل قلوبنا أسارى بأيادي المنة والنعمة، فوجب شكرها أو شكر ميرتها، ووجب طاعتها وطاعة حفدتها، اللهم اجز عنا هذه الملكة المعظمة واحفظها بدولتها وعزتها يا أرحم الرحمين، آمين". الراقم المرزا غلام أحمد القادياني 21 فروري سنة 1899.
وللقاديانيين قناة فضائية (التلفزيون الإسلامي الأحمدي) ومواقع على الشبكة العالمية "الإنترنت" ويطلقون على أنفسهم مسمى (الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية), والمتصفح لمواقعهم باللغة العربية يجدهم قد هذبوها من أغلب ما يثير المسلمين عليهم, حيث تقرأ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أعلى الصفحة الرئيسية للموقع وصورة الكعبة في مكة المكرمة؛ حتى يدلسوا على المتصفح لذلك الموقع بأنهم لا يخالفون عقيدة المسلمين, وأكثروا فيه من مدح العرب وخدمات قادتهم وخطاباتهم ومواقفهم من القضايا العربية, ليدفعوا التهم بعلاقتهم بالاستعمار.
وكتب عنهم أمجد سقلاوي مقالًا في مجلة (الراصد) في العدد الرابع والثمانين بعنوان: (من خيانات القاديانيين الهند: موطن المسجد الأقصى)!! جاء فيه: "لقد سعى اليهود لزرع جماعات وفرق ذات طابع ديني إسلامي تكون كجواسيس لهم تستطلع الأخبار وتنشر بعض الأفكار التي تخدم إسرائيل، ومن تلك الجماعات: القاديانية، التي تلقب نفسها بالجماعة الإسلامية الأحمدية لتخدع البسطاء من المسلمين بهذا الاسم الرنان، وهي طائفة أجمع العلماء على كفرها وردتها، ظاهرها الإسلام وباطنها الولاء المطلق للإنجليز واليهود وأعوانهم, وأتباع هذا الدين يؤمنون برجل هندي اسمه الميرزا غلام أحمد القادياني، والأخير قد ادعى المهدوية ومن ثم أنه المسيح المنتظر، بل زاد وبالغ أنه هو الظهور الأكمل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!!".
هدف اليهود من رعاية الفرق الباطنية:
ولليهود في ذلك مقاصد وأهداف واضحة جلية, أولها شق صف المسلمين في فلسطين بزرع الفرق الباطنية وتسهيل مهامهم, لهدف أساس وهو كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله, وشحن المسلمين بسيل من الشبهات والشهوات, وبث السموم لتوهين الثوابت في نفوس المسلمين.
والهدف الأهم كذلك هو إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه وظهوره وتميزه؛ بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التبديل، في مرتبة الأديان المحرفة, وإظهار الخلاف العقدي بين المسلمين.
من لهؤلاء الضُلّال؟!
إن مسؤولية المسلمين قادة ودعاة وعلماء وموجهين تتعاظم أمام شبهات الفرق الباطنية والدعوات المنحرفة؛ لكشف زيفهم وضلالهم حتى لا ينطلي باطلهم على الناس, ولا يكون كشف ذلك الضلال إلا بدراستهم ومعرفة واقعهم وقادتهم, وأماكن تواجدهم, وكيف ينشرون ضلالهم ؟ وما هي الأساليب التي يستخدمونها؟ وحجم الدعم الذي يتلقونه؟ وما هي الشخصيات التي يستغلون نفوذها؟
ولا بد من الحذر الشديد من استفادة الفرق الباطنية وبالأخص القاديانية من تقصير الإعلام الإسلامي والعربي بشأنها, حيث إنه شنع على هذه الطائفة وحذر منها, إلا أنه في أغلب الأحيان ارتكب أخطاء جسيمة عندما لم يلتزم الدقة وبالغ في بعض الأحيان فيما يتعلق بأفكار وتاريخ هذه الطائفة, التي استغلت هذه الأخطاء لتوهم أفرادها والمتأثرين ببعض آرائها بأن هناك حملة شعواء حول هذه الجماعة تهدف إلى تشويهها، وبأن كل التهم التي يكيلها الإعلام لها إنما هي افتراءات بل كذب محض بدليل وجود أدلة قوية على كذب بعض تلك الاتهامات، بل إن بعض قادة هذه الطائفة والمنظرين لها تمادوا أكثر فادعوا بأنه ليست لجماعتهم أي صلة بما يطلق عليه الناس اسم (الطائفة القاديانية)، وأن هذه الطائفة هي جماعة وهمية من اختراع الناس وإعلامهم الكاذب!!
ولو أنك بحثت مثلًا في الإنترنت عن هذه (القاديانية) لوجدت آلاف المواضيع المنسوخة عن بعضها في الغالب، لكن القليل من تلك المواضيع هو الذي يوضح حقيقة هذه الطائفة, وطرق دعوتهم الحديثة الباطلة.
فلا يصلح لمحاربة القاديانية إلا شخص يعرف الحق بداية, ولديه ذكاء وعقل, وحسن تصرف ولباقة في الحديث؛ وذلك أن الدين القادياني قائم على الكذب والخداع ونشر الشبهات, فلن يصلح رجل يحسن الظن بكل ما يقال أو يقرأ. وأيضًا القادياني لا يروج عقيدته إلا بشبهات شيطانية يصطادها خبثاء من بطون الكتب غالبًا ما تكون مكذوبة أو محرفة أو من قبيل المنسوخ أو المقيد والخاص فيجعلونه عامًا مطلقًا.
ولهذا يجب توعية المؤثرين في المجتمع وهم العلماء والدعاة والخطباء وأئمة المساجد ومدرسو الجامعات والمدارس وقادة العمل الإسلامي والمسؤولون المحليون، من خلال تعريفهم بحقيقة عقيدة الطائفة القاديانية اليوم بنص أقوال قادتهم المعاصرين, وكذلك بحقيقة المواقف السياسية الطائفية التي ينتهجها أتباع القاديانية, والرعاية والدعاية التي تخدم انتشارهم.
وفي الختام لا خير فينا إن لم ننشر عقيدتنا الإسلامية الصافية, ونبين صفة الفرقة الناجية التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي المتمسكة بكتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيثما كانت, امتثالًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153], وقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32], ولوصية الرسول صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة".
وأوجز ذلك كله ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون} [الأنعام: 159]، فقال: "إن هذه الآية عامة في كل من فارق دين الله, وكان مخالفًا له؛ فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله, وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق, فمن اختلف فيه {وَكَانُوا شِيَعًا} أي: فرقًا كأهل الملل والنحل, والأهواء والضلالات, فإن الله تعالى برأ رسوله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه".

:regards01::regards01::regards01:
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

المذاهب والفرق في بلاد المغرب
قصة الإسلام

تساقطت إلى منطقة المغرب والأندلسبعض من آراء الفرق والمذاهب العقدية، وورد عليها بعض من الأشخاص الذين يحملونها، ولكننا لا نجد منها من استطاع أن يتأصل فيها ويمد جذوره ليستقطب مجموعة عريضة من الناس.
الشيعة في بلاد المغرب
ولعل أكثر النحل تساقطا إلى المغرب هي الشيعة، وقد استطاعت هذه الفرقة تكوين دولة بإفريقية هي الدولة العبيدية، ولعل دنو موقعها هو الذي سهل قيام الشيعة البجلية بالسوس في القرن الثالث الهجري، بما كان من إفشائها للفكر الشيعي والتمهيد له في كامل منطقة المغر.، وقد كان الزوال النهائي لهذه الدولة من إفريقية في القرن الخامس مؤذنا بانقشاع كل وجود شيعي ذي بال بالمغرب.
الخوارج في بلاد المغرب
أما الخوارج فعلى الرغم من أنهم تمكنوا من تكوين دولتين بالمغرب هما: دولة بني مدرار التي أقامها الصفرية بسجلماسة سنة 140هـ / 755م والرستمية التي أقامها الإباضية بتاهرت سنة 161هـ / 777م، فإنه يبدو أنها لم يبق لها في القرن الخامس أثر مهم وخاصة بالمغرب الأقصى.
المعتزلة في بلاد المغرب
وتذكر المصادر بعض الأخبار عن حضور المذهب الاعتزالي بالمغرب، لعل أهم مظاهره ما عرف بالواصلية، فقد ذكر ابن حوقل أنه: "من البربر زناتة ومزابة قبيلتان عظيمتان الغالب عليهم الاعتزال من أصحاب واصل بن عطاء".
ولعل ذلك من أثر تلك البعثة التي أرسلها واصل بن عطاء الغزال (ت131هـ / 748م) مؤسس المعتزلة، فقد "أنفذ إلى المغرب عبد الله بن الحارث، فأجابه الخلق، وهناك بلد تدعى البيضاء يقال إن فيها مائة ألف يحملون السلاح، ويعرف أهله بالواصلية".
ويشير صاحب الاستبصار إلى أنه نشأ تعاون بين هذه الفرقة وبين الأدارسة حيث "كان إسحاق بن محمد الأوربي معتزلي المذهب، فوافقه إدريس على مذهبه، وأقام عنده، وأمر إسحاق قبيلته بطاعته وتعظيمه".
ولكن هذا الحضور المكثف للمعتزلة الذي وصفه البلخي والذي كان ناشئا عن تشجيع دولة الأدارسة لم يعمر طويلا، ولا نعثر في الفترات التالية إلا على أخبار تتعلق بأفراد رجعوا من المشرق وقد استهوتهم آراء المعتزلة فاعتنقوها وحاولوا الدعوة إليها، ولكنها بقيت تكتسي الصبغة الفردية دون أن تؤول إلى تيار عام.
ومن هؤلاء الأفراد رجل اسمه عبد الأعلى أبو وهب بن عبد الرحمن، وكان يطالع كتب المعتزلة، الأمر الذي جلب له النكير والطعن من يحيى بن يحيى الليثي (234هـ / 849م) وابن حبيب (238هـ / 790م). ومنهم إبراهيم بن عبد الله بن حصن بن حزم الغافقي (ت 404هـ / 1013م) الذي قيل عنه إنه المالكي الوحيد الذي يذهب إلى الاعتزال، وكأنه لم يجد بالمغرب مناخا مناسبا له فارتحل إلى المشرق وتوفي بدمشق.
فرقة برغواطة وديانة غمارة
ولم يعدم المغرب والأندلس فرقا أخرى غريبة في طبيعتها، متشعبة في آرائها، مثل فرقة برغواطة، التي أنشاها صالح بن طريف، والتي كان مذهبها مزيجا من عادات وثنية قديمة، وآراء تمت بصلة إلى التشيع كما يظهر في قولها بالمهدية على الطريقة الشيعية. ومثل ديانة غمارة التي أنشأها حاميم أبو محمد، ولم تكن بعيدة في بنيتها العامة عن ديانة برغواطة. وقد كان عبد الله بن مسرة (ت 319هـ / 931م) أشاع في الأندلس مذهبا خليطا، يستمد أكثر آرائه من الفلسفة الشرقية في أمشاج من الأفلاطونية المحدثة والتصوف الغالي.
إلا أن هذه الفرق والمذاهب لم تبلغ في عمومها من القوة والعمق ما تستطيع به أن تكوِّن تيارا ذا شأن، يستطيع أن يقارع التيار الغالب على أهل المغرب المتمثل في سلفيتهم القائمة على العقيدة في ثوبها المأثور عن الصحابةوالتابعين، وعلى الفقه في ثوبه المالكي، وهو ما يفسر خلو المغرب من حركة حوارية تتناظر فيها الملل والنحل كما هو الشأن بالمشرق.
________________________________________
المصدر:
الدكتور: عبد المجيد النجار: المهدي بن تومرت حياته وآراؤه وثورته الفكرية والاجتماعية وأثره بالمغرب، ط: دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1983م، ص: 48 - 50.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

قادة وعلماء تم اغتيالهم بيد الشيعة الباطنية

تاريخ الشيعة الباطنية
هذا ثبت بأسماء القادة والعلماء الذين اغتيلوا بيد الباطنية الشيعة في التاريخ الإسلامي خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، وخاصة أثناء فترة الحروب الصليبية، وسيتبين لنا ضخامة الدور البشع لتلك الحركات في القضاء على فاعلية الأمة وحيويتها، في الصراع الدائر بين المسلمين والغُزاة الصليبيين.
ويتضح لنا من سلسلة الاغتيالات وتوقيتها، ونوع شخصياتها ملاحظات في غاية الأهمية منها:
1 - أن الذين قتلوا على يد الباطنيين، كانوا يمثلون مراكز القيادة والتوجيه في ميادين السياسة والفكر والجهاد في سبيل الله.
2 - أن تصفية هؤلاء، كان خدمة متعمدة لخدمة الصليبيين من جهة ولقيادة المذهب الإلحادي الخبيث من جهة أخرى.
3 - أن كثيرًا من ضحايا الاغتيال قتل وهو صائم، أو في وقت تأدية صلاة الجمعة أو خلال مجلس للوعظ الديني والإفتاء في بيوت الله [1].
وسنذكر هنا اسم المغتال والسنة التي اغتيل فيها وكيفية وقوع حادث الاغتيال.
[1] الخليفة المسترشد بالله العباسي، وذلك سنة 529هـ، هجم عليه بضعة عشر من الباطنية وطعنوه بالخناجر، ثم مثلوا به.
[2] الخليفة الراشد العباسي وذلك سنة 532هـ، اغتيل غدراً في أصبهان.
[3] الوزير نظام الملك السلجوقي، وذلك سنة 485 هـ، تقدم إليه باطني في صورة مستغيث، ولما اقترب منه طعنه بسكين وقتله.
[4] الوزير نظام الملك (أبو نصر)، وذلك سنة 503هـ، وثب عليه جماعة من الباطنية وهو يؤدي الصلاة في الجامع وجرحوه عدة جراحات.
[5] الوزير أبو المحاسن عبد الجليل الدهستاني، وذلك سنة. 495هـ، عدا عليه شاب باطني وجرحه عدة جراحات مات بعدها.
[6] الوزير الكمال أبو طالب السميرمي، وذلك سنة 516هـ، وثب عليه الباطنية وهو سائر في طريق ضيق وقتلوه.
[7] الوزير معين الملك (أبو نصر)، وذلك سنة 521هـ، وثب عليه باطني وهو غافل مطمئن فقتله، وكان هذا الباطني يعمل سائساً لخيل معين الملك ليصل إلى هدفه.
[8] الوزير عضد الدين أبو الفرج بن رئيس الرؤساء، وذلك سنة 573هـ، تقدم إليه جماعة من الباطنية في صورة فقراء ومعهم رقاع وهو في طريقه إلى الحج، فتقدم إليه أحدهم وضربه بسكين وتبعه ثان وثالث حتى قتلوه.
[9] الوزير نظام الملك مسعود بن علي، وذلك 596هـ، قتله الباطنية غدراً.
[10] الوزير فخر الملك أبو المظفر علي ابن نظام الملك، وذلك سنة 500 هـ، تقدم إليه شاب من الباطنية وهو يتظلم وفي يده رقعة، وبينما كان يقرؤها الوزير وثب عليه ذلك الشاب بخنجر كان معه وقتله.
[11] الأمير بلكابك سرمز، وذلك سنة 493 هـ، طعنه الباطنية بسكاكينهم غدراً فقتلوه.
[12] الأمير مودود، وذلك سنة 507 هـ، وثب عليه الباطنية بعد فراغه من أداء صلاة الجمعة في جامع دمشق وقتلوه.
[13] الأمير أحمد بن إبراهيم الروادي، وذلك سنة 510هـ، تقدم إليه رجل من الباطنية وهو يتظلم ويبكي ومد إليه رقعة سأله أن يوصلها له إلى السلطان، فلما أخذها منه وثب عليه ذلك الرجل على الفور بسكينه وقتله.
[14] الأمير قسيم الدولة آق سنقر البرسقي، وذلك سنة 520 هـ، هجم عليه بضعة عشر نفراً من الباطنية في الجامع وهو يؤدي صلاة الجمعة فقتلوه.
[15] الأمير تاج الملوك بوري بن طغتكين، وذلك سنة 525 هـ، هجم عليه اثنان من الباطنية وحاولا قتله، لكنه برئ من جراحه فيما بعد, ولكنه توفي في السنة التي بعدها متأثراً بأحد تلك الجراح.
[16] الأمير آق سنقر الأحمديلي، وذلك سنة 527هـ، قتله الباطنية غدراً.
[17] الأمير أغلمش، وذلك سنة 614هـ، قتله الباطنية غدراً.
[18] الأمير شهاب الدين الغوري، وذلك سنة 602هـ، قتله الباطنية غدراً وخوفاً منه ومن بطشه.
[19] أمير من أمراء جلال الدين بن خوارزم شاه، وذلك سنة 624 هـ، قتله الباطنية غدراً.
[20] الأمير جناح الدولة حسين، وذلك سنة 495هـ، وثب عليه ثلاثة من الباطنية في الجامع بعد فراغه من أداء صلاة الجمعة وقتلوه.
[21] الأمير خلف بن ملاعب، وذلك سنة 499هـ، قتله الباطنية غدراً.
[22] الأمير شمس الملوك إسماعيل بن بوري، وذلك سنة 529هـ، قتله الباطنية غدراً.
[23] الأمير برسق الكبير، سنة 490هـ، قتله الباطنية غدراً.
[24] الأمير سيف الدين أخو علاء الدين الغوري، سنة 547هـ، قتله الباطنية غدراً.
[25] السلطان داود بن السلطان محمود، سنة 538هـ، قتله الباطنية غدراً.
[26] السلطان بكتمر، سنة 589هـ، تقدم إليه وفد من الباطنية في زي الصوفية، وقدم إليه أحدهم قصة فأخذها وضربه بسكين على الفور وقتله.
[27] السلطان صلاح الدين الأيوبي، وذلك سنة 570هـ،.فقد حاولوا قتله داخل معسكر جيشه لكنهم فشلوا.
[28] السلطان صلاح الدين الأيوبي، سنة 571هـ، حيث حاولوا قتله وهو محاصر لحلب لكنهم فشلوا.
[29] النائب نصر خان بن أرسلان خان محمد، سنة 524هـ، قتله الباطنية غدراً.
[30] المقرب جوهر، سنة 547هـ، تعرض إليه جماعة من الباطنية في زي نساء واستغثن به، فوقف يسمع كلامهم، فوثبوا عليه وقتلوه.
[31] أبو صالح بن العجمي، سنة 573هـ، وثب عليه جماعة من الباطنية في الجامع وقتلوه.
[32] أخو الأمير قتادة أمير مكة، سنة 608هـ، وثبوا عليه بمنى أيام الحج وقتلوه.
[33] أبو القاسم ابن إمام الحرمين، سنة 492هـ، قتله الباطنية غدراً.
[34] الفقيه أحمد بن الحسين البلخي، وذلك سنة 494هـ، قتله الباطنية غدراً.
[35] الفقيه عبد اللطيف بن الخجندي، وذلك سنة 523هـ، قتله الباطنية غدراً.
[36] الفقيه أبو المحاسن الروياني، سنة 502هـ، قتله الباطنية غدراً.
[37]القاضي أبو العلاء مساعد النيسابوري، سنة 499هـ، قتله الباطنية بجامع أصبهان.
[38] القاضي عبيد الله بن علي الخطيبي، سنة 502هـ، قتله الباطنية بالجامع وهو يؤدي صلاة الجمعة.
[39] القاضي صاعد بن عبد الرحمن أبو العلاء، سنة 502هـ، قتله الباطنية يوم عيد الفطر بنيسابور.
[40] القاضي أبو سعد محمد بن نصر الهروي، سنة 518هـ، هجم عليه قوم من الباطنية في جامع همذان وقتلوه.
[41] الواعظ أبو جعفر ابن المشاط، سنة 498هـ، كان يدرس للناس في الجامع ولما نزل من على كرسيه وثب عليه باطني وقتله.
[42] الواعظ أبو المظفر الخجندي، سنة 496هـ، وكان يدرس للناس في الجامع ولما نزل من على كرسيه وثب عليه باطني وقتله.
________________________________________
[1] محمد حامد الناصر: الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري، مكتبة الكوثر الرياض، ط1، 1998م. ص 146- 150. نقلا عن كتاب الدكتور علي الصلابي: دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي، الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006م، ص 590 – 594.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

نجمة داود

الواقع أن اختيار الصهاينة للنجمة السداسية كان اختيارا ذكيا، يعبر عن غموض موقف الصهيونية من اليهودية.
التعريف
غالبًا ما تُعرف النجمة السداسيَّة بنجْمة داود، وهي ترجمة لعبارة "ماجن ديفيد"، وهي عبارة عبريَّة معناها الحرْفي: "درع داود"، ونجْمة داود عبارة عن شَكلٍ مُكوَّن من مُثَلَّثين، كلٌّ منهما "متساوي أضلاع"، ولهما مركزٌ واحد، رأْس أحدهما إلى أعلى، ورأْس الآخر إلى أسفل، ويشكِّل المثلثان المتداخلان نَجمة سداسيَّة ذات ستة رؤوس، تلمسها جميعًا مُحيط دائرة افتراضيَّة.
وكلمة Hex تعني: السِّحْر، أو التعويذة، أو curse اللَّعْنة، والـHexagram يحتوي على 6 زوايا، و6 أضلاع، و6 رؤوس؛ أي: 6،6،6.
وهنالك إجماع على أنَّ الجذور العميقة لرمز النجمة السداسيَّة تعود إلى قرون من الزمن، سبقتْ بداية تبنِّي هذا الرمز من قِبَل الشعب اليهودي.
الجذور التاريخيَّة للنجمة السداسيَّة:
تعتبرُ من أهمِّ وأقوى الرموز في السِّحْر والشعْوَذة لدى ديانات مختلفة، ولا يزال حتى الآن يُستخدم في السِّحْر والعلوم الشيطانيَّة؛ لاستدعاء الجان والأرواح الشِّرِّيرة.
• ففي الديانات المصريَّة القديمة كانت النجمة السداسيَّة رمزًا هيروغليفيًّا لأرض الأرواح، وحسب المعتَقَد المصري القديم فإنَّ النجمة السداسيَّة كانتَّ رمزًا للإله "حُورس"، ويعتقدُ البعض أنَّ بني إسرائيل استعملوا هذا الرمز مع العِجْل الذهبي عندما طالتْ غَيبة موسى عليهم في جبل سيناء، أثناء تسلُّم موسى الوصايا العشْر، فقامَ مجموعة من بني إسرائيلالوثنيَّة التي كانتْ شائعة في مصر آنذاك، وقد يكونُ مَنْشأ هذه النظريَّة - بخصوص علاقة النجمة السداسيَّة بفكرة أرض الأرواح وحورس - تَشَابَه إلى حَدٍّ ما بين اسم حورس بالهيروغليفيَّة، والنجمة السداسيَّة. بالعودة للرموز.
• في الديانة الهندوسيَّة تُستعمل النجمة السداسيَّة كرمزٍ لاتِّحاد القوى المتضادة، مثل: الماء والنار، الذَّكَر والأنْثى؛ فالذَّكَر يُمَثَّل بشكل مُثلث رأسُه للأعلى كرمزٍ للعضو الذَّكَري، والأنثى مُثلث مُتَّجه للأسفل، وباجتماع الرمْزين ينتج "الهيكساغرام" أو النجمة السداسيَّة، ويمثِّل أيضًا التجانُس الكوني بين (شيفا) الخالق حسب أحد فروع الهندوسيَّة، (وشاكتي) تجسِّد الخالق في صورة الإله الأنثوي، وأيضًا ترمز النجمة السداسيَّة إلى حالة التوازُن بين الإنسان والخالق، التي يُمكن الوصولُ إليه عن طريق (الموشكا) حالة التيقُّظ، التي تخمُد معها نيرانُ العوامل التي تسبِّب الآلام، مثل: الشهوة، الحقْد، والجهْل، ومن الجدير بالذِّكْر أنَّ هذا الرمز يُستعمل في الهندوسيَّة لأكثر من 10000 سنة.
• وهي من طقوس عبادة "نمرود وسميراميس، وعشتار وبعل، وأفروديت فينوس وباخوس"، وترمز للآلهة "مولوك، ورمفان"، والإله الأكبر عند الكلدانيين.
• وفي الديانة الزرادشتيَّة كانت النجمة السداسيَّة من الرموز الفَلَكيَّة المهمِّة في عِلْم الفلك والتنجيم، ورمْزًا لكوكب "زُحَل"، ولا يزال "الهيكساغرام" حاضرًا ضمْنَ مراسم وطقوس "الدرودز" Druids، وليس الدروز.
• وفي طقوس الماسونيَّة، ورموز النورانيين والفَلَكيين، وجماعة "الويكا"، ولا يزال الماسونيُّون يسعون لإعادة بناء هَيْكل "سليمان"، ولكنْ ليس لعبادة الله، وإنَّما لإعادة أمجاد المعبد القديم بالعبادات الوثنيَّة، ويحملُ أفراد المحافل الماسونيَّة بطاقات عضويَّة عليها النجمة السداسيَّة[1].
فرضيَّات حول دَلالة النجمة السداسيَّة لدى اليهود:
• أهميَّة الرقْم 6 في اليهوديَّة، الأيام الستَّة لخَلْق الكون، والأيام الستة التي يُسْمح بها للعمل، والتقاسيم الستة للتعاليم الشفهيَّة في اليهوديَّة.
• النجمة السداسيَّة تمثِّل الحرف الأول والأخير من اسم داود بالعبرية "דָּוִד"؛ حيث يُكْتب حرف الدال بالعبريَّ ةلمثلث منقوص الضِّلع. بصورة مُشابهة
• من خلال مراقبة الشمس والقمر، والنجوم والمذنبات كجزءٍ من التنجيم، يُعْتقد أنَّها تمثِّل ميلادَ النبي داود - عليه السَّلام - أو زمان اعتلائه العَرش.
• في القبَّالاه 'Kabbalah هناك 10 صفات للخالق الأعظم، وقد جَرَت العادة على تجسيد تلك الصفات على شكْل هرمٍ شبيه بنجمة داود.
• استنادًا إلى روايات غير موثَّقة؛ فإنَّ الدرع الذي استعمله النبيُّ داود - عليه السلام - في المعارك، كان دِرْعًا قديمًا، وقامَ بلفِّه بشرائط من الجِلْد على هيْئَة نجمة سداسيَّة.
• إشارة إلى يهوه، الذي يُعَد من أقدم أسماء الخالق الأعظم في اليهوديَّة، ويُكتب بالعِبريَّة "הוה"، ويُمكن تشكيل نجمة سداسيَّة من الحَرْف الأول والأخير.
• رمز لتحرير اليهوديَّة من العبوديَّة بعد أربعمائة سنة قضوها في مصرللهرم يدلُّ على التصوير الشامل للسُّلْطة، أمَّا الهرم الآخر المقلوب، فيعني: الخروج عن هذه السُّلْطة.‏،‏ فالشكل المثلث
النجمة السداسيَّة في دولة الهيْكل الثالث:
كان بن جوريون - رئيس وزراء الدولة الصِّهْيَونيَّة سابقًا - يفضِّل أنْ يُطلقَ على تلك الدولة الناشئة اسم: "دولة الهيكل الثالث"، واتَّخذتْ تلك الدولة في عهْده الشارات والشعارات والرموز، التي تتخذها الدول عادة للدلالة على هُويتها وغايتها، فاخْتير شعارُ نجمة داود لكي يُوضَعَ على العَلَم "الإسرائيلي".
وهذه النجمة يُراد بها لدى الصَّهاينة عِدَّة معانٍ، والتي ترمي في النهاية إلى أنَّ تلك الدولة هي دولة كدولة داود، الجامعة بين سلطان الدِّين وسلطان الدنيا؛ كما كانتْ دولة داود الأولى، فهناك أسطورة "دافيد وجوليات"[2] التي تُريد إظهار إسرائيل بمظْهر "دافيد" صغير مسكين أمام "جوليات" العملاق العربي[3]، هذا ما يَنسبه البعض "لعقدة العماليق"؛ نسبة للعمالقة الفلسطينيين الذين سَكَنوا الأرض أيَّام محاولة اليهود الدخول لفلسطين، وقَاتَلهم يوشع بن نون، ففي مدخل الكنيسِت لافتة: "تذكر ما فعَلَ بك العماليق"، والمتعارَف بينهم أنَّ أولئك شعبٌ كان ينبغي إبادته[4].
وتلك النجمة ترمزُ إلى ما كان يُسَمَّى بخيمة الاجتماع، وهي الخيمة التي كان يتعبَّدُ فيها موسى - عليه السَّلام - في سيناء أثناء محاولة الدخول لفلسطين، فلمَّا فُتحتْ بعد عصر التِّيه بقيادة داود - عليه السَّلام - نقَلَ تلك الخيمة ووضعَها في القدس، ثم شرَعَ في بناء مكان كبيرٍ للعبادة فوقها، وهو ما يُسمَّى عند أهْل الكتاب بالهيكل[5].
وقد اعْتُمِدَ عَلَمُ إسرائيل الحالي بالرغم من المعارضة الشديدة من زعماء اليهود، الذين كانوا يريدون وضْعَ الـMenorah، وهو الشمعدان اليهودي كشعار للدولة اليهوديَّة.
أمَّا عن ربْط النجمة أو شعار "الهيكساغرام" مع الملك داود، فهو غير محدَّد التاريخ، ولكنْ يُعْتَقدُ أنَّه بدأ في القرن الثامن والتاسع عشر عند التحضير لإنشاء المنظَّمة الصِّهْيَونيَّة.
وليس لهذا الشعار أيُّ علاقة بالملك داود، ومهما كان الأمر فإنَّ الدولة الصِّهْيونيَّة اتَّخذتْ شمعدان "المينوراه" شعارًا لها، ولم تَعُد النجمة تظهرُ إلا على العَلَم.
ويَستخدم الإسرائيليون نجمة داود حمراء مقابلاً للصليب الأحمر، أو الهلال الأحمر.
تاريخها لدى اليهود[6]:
أولاً: النجمة السداسيَّة بوصْفها شكْلاً هندسيًّا زُخْرفيًّا:
استخدام النجمة السداسيَّة بوصفها شكْلاً هندسيًّا ليس ذا مضمون يهودي أو غير يهودي؛ فقد وُجِدت النجمة السداسيَّة في النقوش المصريَّة القديمة، والهندوكيَّة، والصينيَّة، وفي نقوش حضارات أمريكا الجنوبيَّة، وكانتْ أيضًا رمزَ خصبٍ كنعانيًّا.
كما وُجِدتْ هذه النجمة على ختْم عبراني يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وعلى قبر عبراني في القرن الثالث، وعلى مَعْبد يهودي في الجليل في القرن نفسه، وفي مقابر اليهود بالقُرْب من روما، وعلى حوائط القُدْس، وفي أحْجِبة عربيَّة من القرن التاسع.
ووجِدت في نصوص سحريَّة بيزنطيَّة، وفي كُتب سِحْر من العصور الوسطى الغربيَّة، وفي الفلكلور الألماني، وفي آثار فرسان المعْبَد، وهي إحدى شارات الماسونيين الأحرار.
ووُجِدت على مَبْنَى المدينة القديمة في "فيينَّا"، وعلى كثيرٍ من الكنائس في ألمانيا، والحانات في جنوبي ألمانيا، إذ يُقال: إنَّ أتْباع "فيثاغورث" كانوا يستخدمون هذه النجمة السداسيَّة حين يستولون؛ لينبِّهوا رفاقهم إلى أنَّهم وجدوا في هذا المكان أهْلَ سخاءٍ وكَرَمٍ، ولا يزال الشكْل يظهر في زَخْرفة بعض المباني، وإنْ كان هذا نادرًا الآن؛ لأن الشكْلَ الهندسي المجرَّد فَقَد براءته الزُّخْرفيَّة، واكتسبَ مضمونًا دنيويًّا أو دينيًّا مُحدَّدًا.
ثانيًا: النجمة السداسيَّة بوصفها علامةً دنيويَّة:
النجمة السداسيَّة لم تكنْ رمزًا يهوديًّا، بل كانتْ شكْلاً هندسيًّا وحَسْب، وحينما ظهرتْ على بعض المباني اليهوديَّة، لم تكنْ لها دَلالة رمْزيَّة، وإنما كان الغرضُ منها أداءَ وظيفة زُخْرفية، وفي القرن الرابع عشر سَمَحَ "تشارلز الرابع""براغ" بأنْ يكون لها عَلَمُها الخاص، فصُوِّرتْ عليه النجمةُ السداسيَّة، ومِن ثَمَّ أصبحت النجمة رمْزًا رسميًّا دنيويًّا لليهود، واتَّخذها بعضُ طابعي الكُتب اليهود في "براغ" علامة لهم، ثم انتشرتْ منها إلى إيطاليا وهولندا، وحتى ذلك الوقت كانتْ مجرَّد علامة، لا رمزًا دينيًّا أو قوميًّا، ثم انتشرَ اسْتخدامُها إلى الجماعات اليهوديَّة الأخرى في "فيينَّا" سنة 1655م، وحينما طُردوا منها حملوها إلى "مورافيا"، ووصلتْ منها إلى "أمستردام"، ولم تنتشرْ في شرقي أوربا إلا مع بدايات القرن الثامن عشر، وتحوَّلتْ إلى شارة لليهود. للجماعة اليهوديَّة في
• في أوائل القرن التاسع عشر، بدأتْ تظهر هذه النجمة في أدبيَّات مُعاداة اليهود رمزًا دَالاًّ عليهم، وتبنَّى النازيون أيضًا نجمة داود رمزًا لليهود، وكان على اليهود ارتداؤها رمزًا "للفولك" أو الشعب اليهودي العضوي، ولتمييزهم عن "الفولك الألماني العضوي".
ولهذا أصبحت النجمة مُرتبطة في الوجدان اليهودي بالإبادة، ويري بعضُ اليهود أنَّ العلامة التي ارتبطتْ في الأذهان بِذُلِّ اليهود وإبادتهم، لم تَعُدْ تَصْلُح لأنْ تكونَ رمزًا لهم، في حين يرى البعض الآخر أنها لذلك أصبحتْ رمْزًا لتاريخ الشعب.
روتشليد والنجمة السداسيَّة:
كان المدعو ayer Amschel Bauer في القرن الثامن عشر، وهو من يهود "الخَزَر"، ومن عُبَّاد[7]Lucifer ، ومن أتْباع ديانة السِّحْر الأسود - يضع لافتة على منزله فيها شعار أحمر، وهذا الشعار هو "الهيكساغرام"، أو النجمة السداسيَّة، غيَّر هذا الألماني اسمَ عائلته إلى Rotschild، والتي تَعني بالألمانيَّة: العلامة الحمراء، وفي عام 1822 تبنَّت عائلة "روتشيلد" في النمسا هذه النجمة رمْزًا لها، بعد أنْ رُفِع بعضُ أعضائها إلى مَرْتبة النبلاء، كما استخدمها "هايني" الشاعر الألماني المتنصِّر للتوقيع على خطاباته.
ولم تحمل النجمة بالنسبة إلى كلِّ هؤلاء أيَّة دَلالة دينيَّة أو قوميَّة أو إثنيَّة؛ فليس لها امتدادات في تواريخ الجماعات اليهوديَّة، ومن ثَمَّ يُمكن اعتبارُها علامة ازدادت ارتباطًا ببعض الجماعات اليهوديَّة في الغرب، وكانَ اختيار عائلة "روتشيلد" لها هو الذي منَحَها مكانة وشرعيَّة، وأصبحتْ سلالتُه هي المسيطرة على أضْخَم بنوك ومؤسَّسات أوروبا الماليَّة، وهي التي مَوَّلَت الحروب، وانضمَّتْ لأخَوِيَّة النورانيين، ولكن المهمَّ أن عائلة روتشيلد - وبتخطيط مشترك مع جماعة النورانيين - كانتْ قد صمَّمتْ على إنشاء منظَّمة صِهْيَونيَّة[8]، وإنشاء دولة مستقِلة لها، هي بمثابة دولة لروتشيلد، وفي العام 1895 قام "أدموند روتشيلد" بزيارة فلسطين، وفي العام 1897 أحدَثَ روتشيلد المؤتمر اليهودي، وكان مَقرَّرًا عقدُه في "ميونخ" بألمانيا، ولكن لأسباب المعارضة المحليَّة تَمَّ عقْدُ المؤتمر بمدينة "بال" بسويسرا في 29 آب.
ترأَّس المجلس "تيودور هرتزل" الذي انتُخِب زعيمًا للصِّهْيونيَّة، واتَّخذ شعار روتشيلد النجمة السداسيَّة كشعار لهذه المنظَّمة الصِّهْيَونيَّة، والذي بعد 51 سنة اتُّخِذ كعلمٍ لدولة إسرائيل.
في العام 1948 أعطتْ مؤسَّسة روتشيلد 2 مليون دولار للرئيس "ترومان" الماسوني بشكل دعْمٍ لحملته الانتخابيَّة، بشرط أن يعترفَ بدولة إسرائيل عند قيامها، وعند إعلان قيام دولة إسرائيل اعترفَ الرئيس "ترومان" - رئيس الولايات المتحدة - بها بعد نصف ساعة فقط من قيامها.
ثالثًا: النجمة السداسيَّة باعتبارها رمزًا دينيًّا:
يبدو أنَّ عبارة "درع داود" لا تُستخدَم للإشارة إلى النجمة السداسية إلا في المصادر اليهوديَّة؛ إذ تَستخدم المصادر غير اليهوديَّة عبارة "خاتم سليمان"، والتسمية الأخيرة من أصلٍ عربي إسلامي؛ حيث كان يُشار إلى النجمة الخماسيَّة - وهي المنافس الأكبر للنجمة السداسيَّة - باعتبارها أيضًا "خاتم سليمان".
كانت النجمة تُذكَر في الكتابات السِّحْريَّة اليهوديَّة - في الأحْجِبة والتعاويذ - جنبًا إلى جنبٍ مع أسماء الملائكة، بالتدريج أُسقطت الأسماء، وبَقِيت النجمة دِرْعًا ضدَّ الشرور.
واكتسبت النجمة السداسية هذه الصفة الرمزيَّة كدرعٍ ابتداءً من القرن الثالث عشر، ومع هذا استمرَّ استخدام عبارتَي: "درع داود"، و"خاتم سليمان"؛ للإشارة إليها في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر، كما كانت تُستخدَم عبارة: "درع داود"؛ للإشارة إلى "شمعدان المينوراه"، لكنْ بمرور الوقت اقتصَرَ استخدام هذه العبارة على الإشارة إلى النجمة السداسية وحدَها، وكانت النجمة تُستخدَم في تميمة الباب (ميزوزاه)، فكانتْ تُكتَبُ عليها أسماءُ سبعة ملائكة، ويصحب اسم كلِّ ملاك النجمة السداسيَّة.
وتتحدَّثُ "القبَّالاه" عن العالم العُلوي والسُّفلي المتقابلين، وهكذا يصبح المثلَّثان ورأْس أحدهما إلى أعلى ورأس الآخر إلى أسفل - رمزًا لهذا التقابُل ولحركة الصعود والهبوط، ومعادلاً رمزيًّا لعلاقة عالم الظاهر بعالم الباطن.
وأصبحت النجمة كذلك رمزًا للتجليَّات النورانيَّة العشرة (سفيروت)، حينما تأخذ هيئة شجرة الحياة، وهي ترمز أيضًا إلى ظهور العالم الأصغر الميكروكوزم (الإنسان)، من العالم الأكبر الماكروكوزم (الكون).
وكانت النجمة ترمز أيضًا إلى ظهور "الماشيَّح" من صدر إبراهيم؛ ولذا كان يُشار أحيانًا إلى النجمة السداسية باعتبارها دِرْع داود، وإبراهيم.
وكانتْ أطرافُها الستة ترمز إلى أيام الأسبوع الستة، أما المركز فهو السبت.
وكانت النجمة أيضًا رمزًا مشيحانيًّا يمثِّل بُرج الحوت - 21 فبراير - 20 مارس، وهو الوقت الذي كان يُفترَض أنْ يظهرَ فيه الماشيَّح، وأصبح دِرْع داود رمزَ درعِ ابن داود؛ أي: الماشيَّح، واستخْدَمَه أتْباع "شبتاي تسفي"، وأصبحَ رمْزًا سِرِّيًّا للخَلاص، وكانت النجمة السداسية مرسومة على الحجاب الشهير الذي كتَبَه "يوناثان إيبيشويتس"، والذي أثارَ ضجَّة بين يهود شرقي أوربا فيما يُسمَّى: "المناظرة الشبتانيَّة الكبرى"، وكُتبَتْ عليه الأحرف الأولى لعبارة "درع ابن داود".
ولعلَّ اكتسابَ الرمز لبعض الإيحاءات الدينيَّة كانَ سببًا لانتشاره في زخارف المعابد اليهوديَّة مع بداية القرن السادس عشر، في الوقت نفسه الذي بدأ فيه انتشار القبَّالاه اللوريانيَّة.
ولكن النجمة السداسية لم تتحوَّل إلى رمزٍ دينيٍّ يهودي إلا بتأثير النصرانيَّة وتقليدًا لها، وهذه ظاهرة عامَّة عند كلٍّ من اليهود ومُعظم الأقليَّات، أنهم يكتسبون هُويَّتهم من خلال الحضارة التي يوجدون فيها، وتبنِّي نجمة داود مِثَالٌ جيِّدٌ على ذلك.
فاليهوديَّة باعتبارها نَسَقًا دينيًّا - على الأقلِّ في إحدى طبقاتها الجيولوجيَّة المهمَّة والرئيسة - مُعادية للأيقونات وللرموز تمامًا مثل الإسلام.
ولكنَّ "يهود عصر الإعتاق" أخذوا يبحثون عن رمزٍ لليهوديَّة يكون مُقَابِلاً لرمز النصرانيَّة (الصليب)، الذي كانوا يجدونه في كل مكان، وحينما بدأتْ حركة بناء المعابد اليهوديَّة على أُسسٍ مِعمارية حديثة، اتَّبع المهندسون - وغالبهم نصارى - ذات الطُّرز المعماريَّة المتَّبَعة في بناء الكنائس؛ ولذا كان لا بُدَّ من العثور على رمزٍ ما، ومن هنا كان تبنِّي النجمة السداسيَّة، ثم بدأتْ تظهرُ النجمة على الأواني التي تُستخدَم في الاحتفالات الدينيَّة، مثل: كؤوس عيد الفصح، ولأن النجمة السداسية كانت شائعة في الأحْجِبة والتعاويذ السِّحْرية، لم يعارض الأرثوذكس استخدامَ الرمز.
ومِن ثَمَّ يُمكن أنْ نقول: إنَّ انتشارَ الرمز في القرن التاسع عشر كان دليلاً على أنَّ اليهوديَّة الحاخاميَّة بدأتْ تَضعُف وتفقدُ تماسُكَها الداخلي؛ ولذا فإنَّها كانتْ تبحث عن رمزٍ؛ حتى يمكنها أنْ تعيدَ صياغة نفسِها على أُسسٍ نصرانيَّة.
هنا ظهرت الصِّهْيَونيَّة بوصفها أهمَّ تعبيرٍ عن أزمة اليهوديَّة الحاخاميَّة، وحاولتْ هذه العقيدة السياسيَّة أن تطرحَ نفسَها كبديلٍ للعقيدة الدينيَّة، فتبنَّت النجمة السداسية رمزًا لها، ذلك الرمز الذي ظهَر على العدد الأول من مجلة "ديفيلت" التي أصْدَرَها "هرتزل" في 4 يونيه 1897، ثم اخْتير رمزًا للمؤتمر الصِّهْيَوني الأول ولعَلَم المنظَّمة الصِّهْيونيَّة.
والواقع أن اختيار الصهاينة للنجمة السداسية كان اختيارًا ذكيًّا، يُعبِّر عن غموض موقف الصِّهْيَونيَّة من اليهودية.
فالصِّهْيَونيَّة ترفضُ العقيدة اليهودية؛ ولكنَّها تريدُ في الوقت نفسه أن تحلَّ محلَّها، وتستولي على جماهيرها، ولإنجاز هذا الهدف احتفظت الصِّهْيَونيَّة بالخطاب الديني والرموز الدينيَّة، بعد أن أعطتْها مضمونًا دنيويًّا قوميًّا، وقد احتفظت الصهيونية بفكرة القَدَاسةِ الدينيَّة، ولكنَّها خلعتْها على الدولة والشعب، وعلى تاريخ الأُمَّة؛ أي إنَّ ثَمَّةَ تداخُلاً كاملاً بين الدنيوي والمقدَّس.
والنجمة السداسية تتَّسم أيضًا بهذا التداخُل؛ فهي رمزٌ شائعٌ بين اليهود وعلامة عليهم؛ أي إنَّها رمزٌ قومي، ولكنَّ هذا الرمزَ اكتسب إيحاءاتٍ دينيَّة لا تَرْقَى إلى مستوى المضمون الديني المُحدَّد، فهو يحمل قَدَاسة ما، ولكنَّها قدَاسة مُرتبطة بالرمز الدنيوي، وقد يكون غموض مصدر القَدَاسة عيبًا من المنظور الديني، ولكنَّه من منظور صِهْيوني يشكِّل مصدرَ قوَّة؛ إذ كان الصهاينة يبحثون عن رمزٍ يجسِّد فكرة قَدَاسة اليهود لا قَدَاسة اليهوديَّة، وهذا ما أنجزتْه لهم نجمة داود.
المصدر: شبكة الألوكة
________________________________________
[1] جريدة النهار، بتاريخ 13، ص11، 1983م.
[2] داود، وجالوت.
[3] محاكمة الصِّهْيَونيَّة الإسرائيليَّة؛ روجيه غارودي، ص (114).
[4] العماليق؛ عزرييلكارلباخ، جريدة المعاريف، 5 تشرين الأول 1951، ص3.
[5] "دولة الهيكل"، ص 1.
[6] موسوعة اليهود واليهودية والصِّهْيَونيَّة؛ عبدالوهَّاب المسيري، ج 7، ص (132 -138).
[7] لوسيفر؛ أي: حامل النور، ويُراد به الشيطان، وهم طائفة النورانيين أقوى مرتبة في المنظَّمة الماسونية؛ راجع مقال: النورانيَّة فصيل الماسونيَّة.
[8] لاحِظْ أن الماسونيَّة هي التي أنشأت الصِّهْيونية، والماسونية صناعة بريطانية أول الأمر؛ راجع مقال: ماهيَّة العلاقة بين الماسونية والصِّهْيَونيَّة.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

التحولات الزيدية وعوامل ظهور الحوثية

شاع بين كثير من المسلمين أن الزيدية هم أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة، تأسيسًا على تبجيلهم للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، واعتبار خلافتهما شرعية، على الرغم من أن الزيدية يفضلون علي بن أبي طالب رضي الله عنه عليهما، فهم يجيزون إمام المفضول ولو في وجود الفاضل. وعامة القائلين بهذه الفكرة العامة يجهلون أمرين مهمين يجب الوقوف عندهما قبل إطلاق أحكام جزافية، أولهما: أن اعتقاد الزيدية في توحيد الأسماء والصفات متأثر إلى درجة الاندماج بضلالات المعتزلة، والآخر أن الزيدية لم تظل -كما كانت في عهد زيد بن علي بن الحسين رحمه الله- زيدية واحدة، فقد توزعت إلى أشتات متنافرة يُفَسّق بعضها بعضًا، وبعضها شديد الانحراف كالجارودية حتى إنه يقول بأكثر ضلالات الرافضة.
ولعل بعض الناس لا يعرفون أن بني بويه الذين اعتدوا على دار الخلافة العباسية وتسلطوا عليها، كانوا من الزيدية وبعد هيمنتهم تحولوا إلى التشيع الرافضي! لذلك يجدر بالذين يجهلون حقيقة القوم، وبخاصة تبدلاتهم المتأخرة على يد الحوثي الهالك وأبنائه، يجدر بهم مطالعة هذا الكتاب الثمين (التحولات الزيدية وعوامل ظهور الحوثية)، من تأليف أبي صالح عبد الله بن نوح الحَجَري، ويقع في 420 صفحة.
منذ توطئته للكتاب عقب مقدمته يطلق المؤلف نيران الحق على الزبد الباطل، فينشر رسالة من بدر الدين الحوثي في عام 1425هـ إلى جواد الشهرستاني مسئول مؤسسة آل البيت في قم، يعترف فيها بولائه المطلق والأعمى لدولة آيات الشياطين الصفوية الجديدة، ويقدم تقريرًا على غرار المخبرين الصغار، يبين فيه (إنجازاته) في نشر سموم الرفض المجوسي في اليمن.
وهو يطمئن سادته في طهران على استعداد أتباعه عسكريًّا بالتدرب على أيدي الحرس الثوري الصفوي في إيران، وكذلك على تغلغله وأذنابه في نخاع نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على مستوى الوزراء والمحافظين والجيش وأجهزة الاستخبارات؛ فضلاً عن الإعلام الخاص بهم ودس عملائهم في وسائل إعلام النظام نفسه!
في الباب الأول من الكتاب نتابع رحلة تاريخية وعلمية توثق نشأة الزيدية، وعلاقتها بالتشيع والرفض، ثم انشطارها فِرَقًا متناحرة متصارعة، مثل: الجارودية، السليمانية الجريرية، البترية الصالحية، المطرفية، الحسينية؛ يلي ذلك رصد لأبرز التغيرات في مسيرة الزيدية وهي التي أسهمت بالدرجة الأولى في ظهور الحوثية المنحرفة إلى غلاة الرافضة بشراسة لا يخفونها.
في الباب الثاني يدرس المؤلف العوامل الإقليمية والدولية التي عززت من فرصة الحوثية للظهور بالغلو، الذي أصبح ملازمًا لها بغطرسة وسفاهة في الكلام إزاء الصحابة الكرام، ويلاحظ الباحث خبث الدولة الصفوية الجديدة؛ إذ استطاعت التغلب على التكفير المتبادل بينها وبين كل الفرق غير الإمامية الاثني عشرية، بل إن موقف الرافضة التقليدي نحو الزيدية يجعلها في نظره مثل أهل السنة النواصب بزعم الأفاكين.
وعلى رأس الظروف المحلية التي ساعدت في انتشار ضلالات الحوثي: تفشي الجهل، واجترار الماضي الكهنوتي، وشيوع الرؤى الفاسدة الكاذبة، وانتشار الصوفية الغالية والتعلق بالأضرحة، وقيام نظام خميني وسعيه المنظم للتغلغل في ديار الإسلام بعامة، وفي اليمن بخاصة، وتمويله نشاطات ضخمة تغري الشباب وتغويهم، وتقديمه بعثات تعليمية لإفساد العقائد نهائيًّا.. يُضاف إلى ذلك فساد النظام الحاكم في اليمن وضعفه، وهشاشة الموقف السني من الهجمة الصفوية، ولا سيما في ظل التضييق الاستخباراتي عليهم وحدهم دون سواهم!
الكتاب يستحق القراءة العميقة لمعرفة الواقع وكيف تغلب الخبث المجوسي على اليمن، حتى إنه جعل من أدواته الحوثيين شوكة في خاصرة المنطقة كلها.
فهل نتعظ؟!
المصدر: موقع المسلم.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

أسرار الديانة النصيرية

لا بد للمسلم الذي لا يعرف شيئاً عن الشعوذات الباطنية من أن يستغرب وجود أسرار في ديانة ما، فليس في الإسلام أسرار ولا كهنوت، وكل ما فيه متاح للجميع وبإمكان غير المسلمين معرفة مبادئ الإسلام وأحكامه،من خلال قراءة نصوص الوحيين المطبوعة والمسموعة وكذلك سائر مؤلفات علماء الإسلام قديماً وحديثاً.
فللنصيرية أسرار بل إنها كلها أسرار حتى على الحمقى المنتسبين إليها،إذ لا يجوز إطلاعهم عليها إلا بعد بلوغ الواحد عمراً معيناً-فوق الثامنة عشرة في الأقل-،وهو ما تسرب من خفايا هذا الدين الكفري القائم على خلط جملة من وثنيات وشركيات شتى.وهذا ما فضحه نصيري اسمه سليمان أفندي الأذني، الذي نشر أسرار النصيرية في كتاب مشهور عنوانه:الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية، وذلك بعد انخلاعه من تلك الملة وتنصره على يد أحد المنصرين ثم فراره إلى بيروت وتأليفه كتابه الصاعق المذكور.وعنوان الكتاب يوحي بأن الرجل كان يخطط لفضح المزيد من صفحات النصيرية السود، لكن حقد النصيريين قطع عليه برنامجه،إذ استدرجوه بعد منحه أماناً خداعاً، ثم خنقوه وأحرقوا جثته.
وُلِد مؤلف الباكورة في أنطاكية سنة 1250 للهجرة،ثم انتقل منها لما بلغ السنة السابعة من عمره إلى أذنة-ويلفظها الناس في وقتنا الحاضر:أضنة-وفي سن الثامنة عشرة بدأ كهنة النصيرية في تلقينه أسرار دينه بالتدريج، وفي طقوس شيطانية تشبه طقوس الدخول في المحافل الماوسنية، فهي تمتلئ بشرب الخمر، وبترهيبه من البوح بهذه الأسرار،حيث يكفله اثنا عشر شخصاً،ويكفل هؤلاء الاثني عشر شخصان، والكفالة صريحة بأن هؤلاء يأتون به إذا فضح خبايا النصيرية من أي مكان، ليتم تقطيع بدنه جزءاً جزءاً،لكي يكون جزاؤه الوحشي رادعاً لغيره!!
يثبت الكتاب ما دأب النصيرية على نفيه،من تأليههم لـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه،حيث ينقل سليمان عن السورة الأولى من كتابهم السري،وهذا بعض ما فيها من كفر صريح : (قد أفلح من أصبح، بولاية الأجلح استفتح، بأني عبد استفتحت بأول إجابتي، بحب قدس معنويتي أمير النحل علي بن أبي طالب المكنى بحيدرة أبي تراب فيه استفتحت، وفيه استنجحت، وبذكره أفوز، وفيه أنجو، وإليه ألج، وفيه تباركت، وفيه استعنت، وفيه بدأت، وفيه ختمت، بصحة الدين، وإثبات اليقين.
قال السيد أبو شعيب محمد بن نصير ليحيى بن معين السامري: يا يحيى إذا نزلتْ بك نزلة بالحياة، ودهت بك دهية بالممات، فادع دعوة عالية، خالصة مخلصة تقية، نقية بيضاء علوية، طاهرة زكية، مشعشعة نورانية، تخلصك من هذه القمصان البشرية)!!
ويلحظ القارئ الكريم من إشارة النص السابق إلى القمصان البشرية إيمان هؤلاء الخائبين بالتقمص وهي خرافة تزعم انتقال الإنسان بعد موته إلى قميص آخر قد يكون بهيمةً أعزكم الله لمن خان الديانة...
وأبو شعيب المشار إليه هو: محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍) هو مؤسس هذه الفرقة ( عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة الاثني عشرية وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) ومحمد المهدي (الموهوم) السردابي(الثاني عشر). زعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارثُ علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة المهدي المزعوم.!!
ادعى ابن نصير أنه نبي ورسول ، وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية. فلم يقبل به الإثنا عشرية مما أدى إلى انفصاله وفرقته عن الاثني عشرية وتأسيس الفرقة النصيرية المنسوبة إليه،ويقول باحث سوري علق على الباكورة السليمانية عن ابن نصير هذا: ولقد أصبح مذهبه فيما بعد من أشد المذاهب في الوثنية والغلو في البشر. قال عنه عبد الحسين العسكري: (وقال ابن نصير بربوبية أبي الحسن العسكري، وزعم أنه نبي ورسول بعثه أبو الحسن.) ونسبة هذه الطائفة إلى زعيمهم محمد بن نصير النميري، وأصله من فارس أباح نكاح المحارم ونكاح الرجال بعضهم، فقد نقل زكريا يحي بن ابن عبد الرحمن بن خاقان انه رأى عيانا محمد بن نصير وغلام له على ظهره فعاتبه بذلك فقال: إن هذا من اللذات وهو من التواضع وترك التجبر، ورد ذلك في كتاب (المقالات والفرق) لسعد بن عبد الله القمي ص 100 ـ 101.
لكن النصيرية في زمن الاحتلال الفرنسي لسوريا طلبوا من سادتهم المحتلين تغيير تسميتهم التاريخية "النصيريين" لأنها باتت شتيمة لهم، واختاروا تسمية "العلويين" للتمويه والتخفي وراء اسم رابع الخلفاء الراشدين زوراً وكذباً،وقد كافأهم المستعمرون الفرنسيون على خدماتهم المديدة للاستعمار الفرنسي،وذلك بفرض التسمية المفتراة على الشعب السوري طيلة مدة احتلالهم لسوريا حتى شاع الاسم المكذوب وطغى على التسمية الأصلية لهم !!
________________________________________
المصدر: موقع المسلم
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الصهيونية

الصهيونية فرق ومذاهب
تعريف الصهيونية
الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله. واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) في القدس حيث ابتنى داود قصره بعد انتقاله من حبرون (الخليل) إلى بيت المقدس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وهذا الاسم يرمز إلى مملكة داود وإعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها.
وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والمعاصرة الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم.
التأسيس وأبرز الشخصيات الصهيونية
• للصهيونية العالمية جذور تاريخية فكرية وسياسية تجعل من الواجب الوقوف عند الأدوار التالية:
ـ وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما تعرض للملك داود الذي أسس مملكته 1000ـ 960 ق.م.
ـ حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي 586 ـ 538م قبل الميلاد، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
ـ حركة باركوخيا 118ـ 138م وقد أثار هذا اليهودي الحماسة في نفوس اليهود وحثهم على التجمع في فلسطينوتأسيس دولة يهودية فيها.
ـ حركة موزس الكريتي وكانت شبيهة بحركة باركوخيا.
ـ مرحلة الركود في النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم. ومع ذلك فقد ظل الشعور القومي عند اليهود عنيفاً لم يضعف.
ـ حركة دافيد روبين وتلميذه سولومون مولوخ 1501ـ 1532م وقد حث اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل في فلسطين.
ـ حركة منشه بن إسرائيل 1604ـ 1657م وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا في تحقيق أهداف الصهيونية.
ـ حركة سبتاي زيفي 1626ـ 1676م الذي ادعى أنه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود في ظله يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات.
ـ حركة رجال المال التي تزعمها روتشيلد وموسى مونتفيوري وكانت تهدف إلى إنشاء مستعمرات يهودية في فلسطين كخطوة لامتلاك الأرض ثم إقامة دولة اليهود.
ـ الحركة الفكرية الاستعمارية التي دعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين في بداية القرن التاسع عشر.
ـ الحركة الصهيونية العنيفة التي قامت إثر مذابح اليهود في روسيا سنة 1882م، وفي هذه الفترة ألف هيكلر الجرماني كتاب بعنوان إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء.
ـ ظهور مصطلح الصهيونية Zionism لأول مرة على يد الكاتب الألماني ناثان برنباوم سنة 1893م.
ـ في عام 1882م ظهرت في روسيا لأول مرة حركة عرفت باسم (حب صهيون) وكان أنصارها يتجمعون في حلقات اسمها (أحباء صهيون)، وقد تم الاعتراف بهذه الجماعات في عام 1890م تحت اسم "جمعية مساعدة الصناع والمزارعين اليهود في سوريا وفلسطين"، وترأسها ليون بنسكر واستهدفت الجماعة تشجيع الهجرة إلى فلسطينوإحياء اللغة العبرية.
ـ الصهيونية الحديثة: وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفي اليهودي المجري، ولد في بودابست في 2/5/1860م حصل على شهادة الحقوق من جامعة فينا 1878م، وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم في فلسطين. وقد فاوض السلطان عبد الحميد الثاني بهذا الخصوص في محاولتين، لكنه أخفق، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإسلامية.
ـ وقد أقام هرتزل أول مؤتمر صهيوني عالمي سنة 1897م، مستغلاً محاكمة الضابط اليهودي الفرنسي دريفوس الذي اتهم بالخيانة 1894م لنقله أسراراً عسكرية من فرنسا إلى ألمانيا، لكن ثبتت براءته فيما بعد، ونجح هرتزل من تصوير المأساة اليهودية في زعمه من خلال هذه الواقعة الفردية وأصدر كتابه الشهير الدولة اليهودية الذي أكسبه أنصاراً لا بأس بعددهم مما شجعه على إقامة أول مؤتمر صهيوني في بال بسويسرا 29ـ 31/8/1897م، وقد علق عليه بقوله: " لو طلب إليّ تلخيص أعمال المؤتمر فإني أقول بل أنادي على مسمع من الجميع إنني قد أسست الدولة اليهودية "، ونجح في تجميع يهود العالم حوله كما نجح في جمع دهاة اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات في تاريخ العالم وهي بروتوكولات حكماء صهيون المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التي يقدسونها، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التي أصبحت نتائجها واضحة للعيان في زماننا هذا.
الأفكار والمعتقدات الصهيونية
• تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التي حرفها اليهود، وقد صاغت الصهيونية فكرها في بروتوكولات حكماء صهيون.
• تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإسرائيلية.
• تهدف الصهيونية إلى السيطرة اليهودية على العالم كما وعدهم إلههم يهوه، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
• يعتقدون أن اليهود هم العنصر الممتاز الذي يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم.
• يرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف.
• يدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير ويقولون: يجب أن نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذي يوقعهم في شباكنا.
• يقولون: لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين، والسلطة اليوم للذهب وحده فلابد من تجميعه في قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العالم.
• يرون أن السياسة نقيض للأخلاق ولا بد فيها من المكر والرياء أما الفضائل والصدق فهي رذائل في عرف السياسة.
• يقولون: لا بد من إغراق الأمميين في الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيئهم لذلك من أساتذة وخدم وحاضنات ونساء الملاهي.
• يقولون: يجب أن نستخدم الرشوة والخديعة والخيانة دون تردد ما دامت تحقق مآربنا.
• يقولون: يجب أن نعمل على بث الفزع الذي يضمن لنا الطاعة العمياء ويكفي أن يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد ليذوب كل تمرد وعصيان.
• يقولون: تنادي بشعارات الحرية والمساواة والإخاء لينخدع بها الناس ويهتفوا وينساقوا وراء ما نريد لهم.
• يقولون: لا بد من تشييد أرستقراطية تقوم على المال الذي هو في يدنا والعلم الذي اختص به علماؤنا.
• يقولون: سنعمل على دفع الزعماء إلى قبضتنا وسيكون تعيينهم في أيدينا واختيارهم يكون حسب وفرة أنصبتهم من الأخلاق الدنيئة وحب الزعامة وقلة الخبرة.
• يقولون: سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التي توجه العالم نحو ما نريد.
• يقولون: لا بد من توسيع الشقة بين الحكام والشعوب وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذي فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه.
• يقولون: لا بد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفاً مقدساً تتنافس كل القوى للوصول إليه، ولابد من إشعال نار الحرب بين الدول بل داخل كل دولة عند ذلك تضمحل القوى وتسقط الحكومات وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها.
• يقولون: سنتقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة في زي محرريها ومنقذيها من الظلم وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين وبسبب الجوع سنتحكم في الجماهير ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سيبلنا.
• يقولون: لا بد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذي احتكرناه.
• يقولون: إننا الآن بفضل وسائلنا الخفية في وضع منيع بحيث إذا هاجمتنا دولة نهضت أخرى للدفاع عنا.
• يقولون: إن كلمة الحرية تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته فلنشغلها هي وأمثالها إلى أن تصبح السلطة في أيدينا.
• يقولون:لنا قوة خفية لا يستطيع أحد تدميرها تعمل في صمت وخفاء وجبروت ويتغير أعضاؤها على الدوام وهي الكفيلة بتوجيه حكام الأمميين كما نريد.
• يقولون: لا بد أن نهدم دولة الإيمان في قلوب الشعوب وننزع من عقولهم فكرة وجود الله ونحل محلها قوانين رياضية مادية لأن الشعب يحيا سعيداً هانئاً تحت رعاية دولة الإيمان. ولكي لا ندع للناس فرصة المراجعة يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل وبذلك لا يفطنوا لعدوهم العام في الصراع العالمي.
• يقولون: لا بد أن نتبع كل الوسائل التي تتولى نقل أموال الأمميين من خزائنهم إلى صناديقنا.
• يقولون: سنعمل على إنشاء مجتمعات مجردة من الإنسانية والأخلاق، متحجرة المشاعر، ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة، ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعون تحت أيدينا صاغرين.
• يقولون: سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى ونسيطر على جميع الوظائف وتكون السياسة بأيدي رعايانا وبذلك نستطيع في كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين.
• يقولون: لقد بثثنا بذور الشقاق في كل مكان بحيث لا يمكن اجتثاثه، وأوجدنا التنافر بين مصالح الأمميين المادية والقومية وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية في مجتمعاتهم ولم ننفك عن بذل جهودنا في إشعالها منذ 20 قرناً ولذلك من المستحيل على أي حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضربنا وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلاً دون موافقتنا لأن محرك الدول في قبضتنا.
• يقولون: لقد هيأنا الله لحكم العالم وزودنا بخصائص ومميزات لا توجد عند الأمميين ولو كان في صفوفهم عباقرة لاستطاعوا مقاومتنا.
• يقولون: لا بد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها ولا بد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها.
• يقولون: سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة فلا بد أن نكوّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التي تغدق الوعود ولا بد أن نبث في الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة وخير لهم أن يدعوها لأهلها.
• يقولون: سنكثر من إشاعة المتناقضات ونلهب الشهوات ونؤجج العواطف.
• يقولون: سننشئ " إدارة الحكومة العليا " ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض والتي يخضع لها كل الحكام.
• يقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ والترف والانحلال ونعمل على رفع الأجور وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا.
• يقولون: في الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادي بالحريات ونندد بالطغيان.
• يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم ونجعلهم يجرون وراء الشهوة والمتعة.
• يقولون: الحكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم فيكونوا طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا.
• يقولون: سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان.
• يقولون: نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم.
• يقولون: سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية في كل فرد ليتمرد ونحول دون وصول ذوي الامتياز إلى الرتب العالية.
• يقولون: لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير. كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها.
• يقولون: سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك.
• يقولون: لقد أنشأنا قوانا الخفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الأمميين يجهلون أسرارها فوثقوا بها وانتسبوا إلى محافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لخدمتنا.
• يقولون: إن تشتيت شعب الله المختار نعمة وليست ضعفاً وهو الذي أفضى بنا إلى السيادة العالمية.
• يقولون: ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون.
• يقولون: ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ وكلها تخدم أهدافنا.
• يقولون: لا بد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي والألعاب والمنتديات العامة والفنون والجنس والمخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا أو التعرض لمخططاتنا.
• يقولون: سنمحو كل ما هو جماعي وسنبدأ المرحلة بتغيير الجامعات وسنعيد تأسيسها حسب خططنا الخاصة.
• يقولون: سنتصرف مع كل من يقف في طريقنا بكل عنف وقسوة.
• يقولون: سنكثر من المحافل الماسونية وننشرها في كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا.
• يقولون: عندما تصبح السلطة في أيدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الأرض.
الجذور الفكرية والعقائدية لـ الصهيونية
• الصهيونية قديمة قدم التوراة نفسها، وهي التي أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى. وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية القديمة.
• تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود. ولكن لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية.
• تعتبر أكثرية من اليهود ما يعرف بالتلمود دستوراً دينيًّا لهم، وهو مؤلف من بحوث أحبار اليهود وفقهائهم، وقد رسموا فيه الحدود لكل جوانب الحياة الخاصة والعامة وقد دون فيه من الأحكام والتعليمات ما يبرر وضعهم الاجتماعي والسياسي وما يغرس في نفوسهم ونفوس أجيالهم اللاحقة احتقار المجتمع البشري وحب الانتقام منه وأكل أموال الناس بالباطل والسطو على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم واستنـزاف دماء غير اليهود لاستعمالها في بعض المناسبات الدينية حيث يستعمل الدم البشري بوضع نقط منه على فطير الفصح أو غيره.
الانتشار ومواقع النفوذ الصهيونية
• الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية، وهي كما وصفها اليهود أنفسهم: (مثل الإله الهندي فشنو الذي له مائة يد)، فهي لها في جل الأجهزة الحكومية في العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها.
• هي التي تقود الكيان الوصهيوني وتخطط له.
• الماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه.
• للصهيونية مئات الجمعيات في أوروبا وأمريكا في مختلف المجالات التي تبدو متناقضة في الظاهر لكنها كلها في الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية.
• هناك من يبالغ في قوتها مبالغة كبيرة جداً، وهناك من يهون من شأنها، والرأيان فيهما خطأ، على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية.
يتضح مما سبق
أن الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي لحكم العالم كله من خلال دولة اليهود في فلسطين، واسمها مشتق من اسم جبل صهيون في فلسطين، وقد قامت على تحريف تعاليم التوراة والتلمود التي تدعو إلى احتقار المجتمع البشري وتحض على الانتقام من غير اليهود. وقد قنن اليهود مبادئهم الهدامة فيما عرف ببروتوكولات حكماء صهيون التي تحوي بحق أخطر مقررات في تاريخ العالم.
________________________________________
مراجع للتوسع
ـ جذور البلاء، عبد الله التل، وله أيضاً: الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام ـ خطر اليهودية العالمية.
ـ المخططات التلمودية الصهيونية اليهودية في غزو العالم الإسلامي، أنور الجندي.
ـ بروتوكولات حكماء صهيون، ترجمة أحمد عبد الغفور عطار. عجاج نويهض، شوقي عبد الناصر، محمد خليفة التونسي، حسين الطنطاوي.
ـ القوى الخفية، ل. فراي.
ـ مؤامرة الصهيونية على العالم، أحمد عبد الغفور عطار.
ـ الصهيونية وربيبتها إسرائيل، عمر رشدي.
ـ الصهيونية العالمية، عباس محمود العقاد.
ـ اليهودي العالمي، هنري فورد.
ـ هذه هي الصهيونية، إسرائيل كوهين.
ـ إسرائيل الزائفة، فريد عبد الله جورجي.
ـ أحجار على رقعة الشطرنج، وليم غاي كار.
ـ الصهيونية بين تاريخين، عبد الله النجار ـ كمال الحاج.
ـ موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، عبد الوهاب المسيري.
ـ سياسة الاستعمار الصهيوني تجاه فلسطين، حسن صبري الخولي.
ـ الموسوعة النقدية للفلسفة اليهودية، عبد المنعم الحفني.
ـ إسرائيليات، أحمد بهاء الدين.
ـ الأيديولوجية الصهيونية، عبد الوهاب المسيري.
ـ الصهيونية، زينب عصمت وآخرون.
ـ خطر اليهودية العالمية، عبد الله التل.
ـ اليهودية دين لا قومية، المر برجر.
ـ الصهيونية بين الدين والسياسة، عبد السميع الهراوي.
ـ أصول الصهيونية في الدين اليهودي، إسماعيل راجي الفاروقي.
ـ الملل المعاصرة في الدين اليهودي، إسماعيل راجي الفاروقي.
ـ الفكر الديني الإسرائيلي أطواره ومذاهبه، حسن ظاظا.
ـ الصهيونية العالمية وإسرائيل، حسن ظاظا وآخرون.
ـ من يجرؤ على الكلام، بول فندلي.
ـ مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني، محمد حرب عبد الحميد.
ـ حكومة العالم الخفية، شيريب سيريد وفيتش.
ـ السلطان عبد الحميد الثاني وفلسطين، رقيق شاكر النتشة.
ـ تاريخ الحركة الصهيونية الحديثة، محمد عبد الرؤوف سليم.
ـ الصهيونية والعنف، حسين الطنطاوي.
ـ الصهيونية العالمية والرد على الفكر الصهيوني المعاصر، محمود دياب.
ـ أمريكا مستعمرة صهيونية، صلاح دسوقي.
ـ الصهيونية العالمية وأرض الميعاد، علي إمام عطية.
ـ لهذا أكره إسرائيل، أمين سامي الغمراوي.
ـ أساليب الغزو الفكري، علي جريشة ـ محمد شريف.
ـ الإسلام والمستعمرات الصهيونية، جمال الدين اليرماوي.
ـ حقائق عن قضية فلسطين، محمد أمين الحسيني.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الكونفوشيوسية


تعريف الكونفوشيوسية:
الكونفوشيوسية ديانة أهل الصين، وهي ترجع إلى الفيلسوف كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد داعيًا إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مضيفًا إليها جانبًا من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم. وهي تقوم على عبادة إله السماء أو الإله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد.
تأسيس الكونفوشيوسية وأبرز شخصياتها:
• كونفوشيوس:
- يعتبر كونفوشيوس المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية.
- ولد سنة 551 ق.م في مدينة تسو Tsou وهي إحدى مدن مقاطعة لو Lu.
- اسمه كونج Kung وهو اسم القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس Futze معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها.
- ينتسب إلى أسرة عريقة، فجدّه كان واليًا على تلك الولاية، ووالده كان ضابطًا حربيًّا ممتازًا، وكان هو ثمرة لزواج غير شرعي، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات.
- عاش يتيمًا، فعمل في الرعي، وتزوج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس والمشرب.
- تلقى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس Laotse صاحب النِحلة الطاوية، حيث كان يدعو إلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعيًا إلى مقابلة السيئة بمثلها وذلك إحقاقًا للعدل.
- عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصًا عليهم أمارات.
- تنقل في عدد من الوظائف فقد عمل مستشارًا للأمراء والولاة، وعيّن قاضيًا وحاكمًا، ووزيرًا للعمل، ووزيرًا للعدل ورئيسًا للوزراء في سنة 496 ق.م حيث أقدم حينها على إعدام بعض الوزراء السابقين وعددًا من رجال السياسة وأصحاب الشغب حتى صارت مقاطعة لو نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها.
- رحل بعد ذلك وتنقل بين كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث بينهم تعاليمه حاثًّا لهم على الأخلاق القويمة.
- أخيرًا عاد إلى مقاطعة لو فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه منكبًّا على كتب الأقدمين يلخّصها، ويرتبها، ويضمنها بعض أفكاره، وحدث أن مات وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه المحبّب إليه هووي فبكى عليه بكاءً مرًّا.
- مات في سنة 479 ق.م بعد أن ترك مذهبًا رسميًّا وشعبيًّا استمرّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي.
• صفاته الشخصية:
- دمث، مرح، مؤدّب، يحبّ النكتة، يتأثر لبكاء الآخرين، يبدو قاسيًا وغليظًا في بعض الأحيان، طويل، دقيق في المأكل والملبس والمشرب، مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم والمعرفة والآداب.
- مغرم بالبحث عن منصب سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخلاقية لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها.
- خطيب بارع، ومتكلّم مفوّه، لا يميل إلى الثرثرة، وعباراته موجزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم البليغة.
- لديه شعور ديني، يحترم الآلهة التي كانت معبودة في زمانه، ويداوم على تأدية الشعائر الدينية، يتوجه في عباداته إلى الإِله الأعظم أو إله السماء، يصلي صامتًا، ويكره أن يرجو الإله النعمة أو الغفران إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفراد، والدّين -في نظره- أداة لتحقيق التآلف بين الناس.
- كان يغني، وينشد، ويعزف الموسيقى، وقد ترك كتاب الأغاني Book of Songs كما أنه كان مغرمًا بالحفلات والطقوس، إلى جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة الحساب ودراسة التاريخ.
• انقسمت الكونفوشيوسية إلى اتجاهين:
- مذهب متشدد حرفي ويمثله منسيوس إذ يدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل دقة، ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس إذ إنه لم يتلق علومه مباشرة عنه بل إنه أخذها عن حفيدة وهو Tsesze الذي قام بتأليف كتاب الانسجام المركزي Central Harmony.
- والمذهب التحليلي، ويمثله هزنتسي Hsuntse ويانجتسي Yangtse، إذ يقوم مذهبهما على أساس تحليل وتفسير آراء المعلم واستنباط الأفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي.
• أما أبرز الشخصيات إضافة إلى ما سبق فهم:
- تسي كنج Tsekung ولد سنة 520م وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي الصيني.
- تسي هسيا Tsehsia ولد سنة 507م وأصبح من كبار المتفقهين في الدين الكونفوشيوسي.
- تسينكتنز Tsengtse كان أستاذًا لحفيد كونفوشيوس، ويأتي ترتيبه الثاني بعد منسيوس من حيث الأهمية.
- تشي هزيوان Chi- Husan عاش في عصر أسرة هان 127 –200 ميلادية.
- تشو هزي Cho-Hsi 1130 – 1200 ميلادية قام بنشر الكتب الأربعة التي كانت تدرس في المدارس الأولية والابتدائية في الصين، ويعد الحجة الوحيدة.
- الفيلسوف موتزي Motze 470 – 381 ق.م أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله (*) السماء بشخص عظيم يشبه الآدميين.
التور التاريخي للكونفوشيوسية:
• في سنة 422م أقيم معبد لكونفوشيوس في Chufu حيث قبره.
• في سنة 505 م أقيم معبد آخر في العاصمة، وأصبحت كتبه تدرس في المدارس على أنها كتب مقدسة.
• في سنة 630م أمر أحد الأباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الإمبراطورية، كما أمر بإنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزًا للوحدتين السياسية والدينية.
• في سنة 735م منح كونفوشيوس لقب ملك، وفي سنة 1013م منح لقب القديس الأعظم، وفي سنة 1330م منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة النبلاء، وفي سنة 1530م بدّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشيوسية بالوثنية.
• في سنة 1905م بدأ نجم الكونفوشيوسية بالأفول، حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضروريًا للتعيين في الوظائف، وفي سنة 1910م ظهر شهاب هالي Halley في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة على أسرة مانتشو التي بلغ الفساد في عهدها قمته مما أدى إلى ثورة شعبية انتهت بتنازل الإمبراطور عن العرش سنة 1912م وتحول الصين إلى النظام الجمهوري مما أدى إلى اختفاء الكونفوشيوسية من الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق والتقاليد الصينية.
• في سنة 1928م صدر قرار بتحريم تقديم القرابين لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية له، وعندما استولى اليابانيون على منشوريا عادت الصين إلى استنهاض الهمم بالعودة إلى الكونفوشيوسية وعاد الناس في عام 1930 - 1934م إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس الكونفوشيوسية في كل مكان لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم الأكبر، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك، وقد استمرت هذه الحركة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
• في عام 1949م سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئًا فشيئًا بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد السوفيتي بالظهور مما أوجد تباينًا بين كل منهما، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي الشهير ماو تسي تونج بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين، وبدأت رياح الغرب تهب عليها.
• يعتقد الباحثون بأن الروح الكونفوشيوسية ستعمل على تغيير معالم الشيوعية مما يجعلها أبعد ما تكون عن الشيوعية الروسية التي انهارت، لما للكونفوشيوسية من سيطرة روحية على الشعب الصيني.
• الأفكار والمعتقدات:
الكتب:
هناك مجموعتان أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشيوسي فضلاً عن كثير من الشروح والتعليقات والتلخيصات، المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب الأربعة.
الكتب الخمسة: وهي الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي:
1- كتاب الأغاني أو الشعر: فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة الموسيقى.
2- كتاب التاريخ: فيه وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق.
3- كتاب التغييرات: فيه فلسفة تطور الحوادث الإنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة السلوك الإنساني.
4- كتاب الربيع والخريف: كتاب تاريخي يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 – 481 ق.م.
5- كتاب الطقوس: فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة تشو تلك الأسرة التي لعبت دورًا هامًا في التاريخ الصيني البعيد.
الكتب الأربعة: وهي الكتب التي ألفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع التفسير تارة والتعليق أخرى، إنها تمثل فلسفة كونفوشيوس ذاته وهي:
1- كتاب الأخلاق والسياسة.
2- كتاب الانسجام المركزي.Central Harmony
3- كتاب المنتجات Analects ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس.
4- كتاب منسيوس: وهو يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه.
• المعتقدات الأساسية:
تتمثل المعتقدات الأساسية لديهم في الإله أو إله السماء، والملائكة، وأرواح الأجداد.
1- الإله:
يعتقدون بالإله الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه مخصوصة بالملك، أو بأمراء المقاطعات، للأرض إله، وهو إله الأرض، ويعبده عامة الصينيين، والشمس والقمر، والكواكب، والسحاب، والجبال.. لكل منها إله وعبادتها وتقديم القرابين إليها مخصوصة بالأمراء.
2- الملائكة: إنهم يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين.
3- أرواح الأجداد: يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل.
• معتقدات وأفكار أخرى:
لم يكن كونفوشيوس نبيًّا، ولم يدّع هو ذلك، بل يعتقدون أنه من الذين وهبوا تفويض السماء لهم ليقوموا بإرشاد الناس وهدايتهم، فقد كان مداومًا على إقامة الشعائر والطقوس الدينية، وكان يعبد الإله الأعظم والآلهة الأخرى على غير معرفة بهم ودون تثبُّت من حقيقة الآراء الدينية تلك.
كان كونفوشيوس مغرمًا بالسعي لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها وهي مدينة مثالية لكنها تختلف عن مدينة أرسطو الفاضلة، إذ إنّ مدينة كونفوشيوس مثالية في حدود واقعٍ ممكن التحقيق والتطبيق، بينما مدينة أرسطو تجنح إلى مثالية خيالية بعيدة عن مستوى التطبيق البشري القاصر. وكلا الفيلسوفين متعاصران.
الجنة والنار: لا يعتقدون بهما، ولا يعتقدون بالبعث أصلاً، إذ إنّ همَّهم منصبّ على إصلاح الحياة الدنيا، ولا يسألون عن مصير الأرواح بعد خروجها من الأجساد. وقد سأل تلميذٌ أستاذه كونفوشيوس عن الموت، فقال: "إننا لم ندرس الحياة بعد، فكيف نستطيع أن ندرس الموت".
الجزاء والثواب: إنما يكونان في الدنيا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
القضاء والقدر: يعتقدون بذلك، فإن تكاثرت الآثام والذنوب كان عقاب السماء لهم بالزلازل والبراكين.
الحاكم ابن للسماء: فإذا ما قسا وظلم وجانب العدل فإن السماء تسلّط عليه من رعيته من يخلعه ليحلّ محلّه شخص آخر عادل.
الأخلاق: هي الأمر الأساسي الذي تدعو إليه الكونفوشيوسية، وهي محور الفلسفة(*) وأساس الدين، وهي تسعى إليه بتربية الوازع الداخلي لدى الفرد ليشعر بالانسجام الذي يسيطر على حياته النفسية مما يخضعها للقوانين الاجتماعية بشكل تلقائي.
تظهر الأخلاق في:
1- طاعة الوالد والخضوع له.
2- طاعة الأخ الأصغر لأخيه الأكبر.
3- طاعة الحاكم والانقياد إليه.
4- إخلاص الصديق لأصدقائه.
5- عدم جرح الآخرين بالكلام أثناء محادثتهم.
6- أن تكون الأقوال على قدر الأفعال، وكراهية ظهور الشخص بمظهر لا يتفق مع مركزه وحاله.
7- البعد عن المحسوبية في الوساطة أو المحاباة.
وتظهر أخلاق الحاكم في:
1- احترام الأفراد الجديرين باحترامه.
2- التودّد إلى من تربطهم به صلة قربى وقيامه بالتزاماته حيالهم.
3- معاملة وزرائه وموظفيه بالحسنى.
4- اهتمامه بالصالح العام، مع تشجيعه للفنون النافعة والنهوض بها.
5- العطف على رعايا الدول الأخرى المقيمين في دولته.
6- تحقيق الرفاهية لأمراء الإمبراطورية ولعامة أفرادها.
تحترم الكونفوشيوسية العادات والتقاليد الموروثة، فهم محافظون إلى أبعد الحدود، فيقدّسون العلم والأمانة، ويحترمون المعاملة اللينة من غير خضوع ولا استجداء لجبروت.
يقوم المجتمع الكونفوشيوسي على أساس احترام الملكية الفردية مع ضرورة رسم برنامج إصلاحي يؤدي إلى تنمية روح المحبّة بين الأغنياء والفقراء.
يعترفون بالفوارق بين الطبقات، ويظهر هذا جليًّا حين تأدية الطقوس الدينية وفي الأعياد الرسمية وعند تقديم القرابين.
النظام الطبقي لديهم نظام مفتوح، إذ بإمكان أي شخص أن ينتقل من طبقته إلى أية طبق اجتماعية أخرى إذا كانت لديه إمكاناته تؤهله لذلك.
ليس الإنسان إلا نتيجة لتزاوج القوى السماوية مع القوى الأرضية أي لتقمص الأرواح السماوية في جواهر العناصر الأرضية الخمسة. ومن هنا وجب على الإنسان أن يتمتع بكل شيء في حدود الأخلاق الإنسانية القويمة.
يبنون تفكيرهم على فكرة "العناصر الخمسة":
1- فتركيب الأشياء: معدن – خشب – ماء – نار – تراب.
2- الأضاحي والقرابين خمسة.
3- الموسيقى لها خمسة مفاتيح، والألوان الأساسية خمسة.
4- الجهات خمس: شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط.
5- درجات القرابة خمس: أبوّة – أمومة – زوجية – بنوّة – أخوّة.
تلعب الموسيقى دورًا هامًا في حياة الناس الاجتماعية، وتسهم في تنظيم سلوك الأفراد وتعمل على تعويدهم الطاعة والنظام، وتؤدي إلى الانسجام والألفة والإيثار.
الرجل الفاضل هو الذي يقف موقفًا وسطًا بين ذاته المركزية وبين انفعالاته ليصل إلى درجة الاستقرار الكامل.
• الجذور الفكرية والعقائدية:
ترجع الكونفوشيوسية إلى معتقدات الصينيين القدماء، تلك المعتقدات التي ترجع إلى 2600 سنة قبل الميلاد، وقد قبلها كونفوشيوس أولاً، والكونفوشيوسيون ثانيًا، دون مناقشة أو جدال أو تمحيص.
في القرن الرابع قبل الميلاد حدثت إضافة جديدة وهي عبادة النجمة القطبية لاعتقادهم بأنها المحور الذي تدور السماء حوله، ويعتقد الباحثون بأن هذه النزعة قد وفدت إليهم من ديانة بعض سكان حوض البحر المتوسط.
تغلبت الكونفوشيوسية على النزعة الشيوعية والنزعة الاشتراكية اللتان طرأتا عليها في القرنين السابقين للميلاد وانتصرت عليهما. كما أنها استطاعت أن تصهر البوذية بالقالب الكونفوشيوسي الصيني وتنتج بوذية صينية خاصة متميزة عن البوذية الهندية الأصلية.
لا تزال المعتقدات الكونفوشيوسية موجودة في عقيدة أكثر الصينيين المعاصرين على الرغم من السيطرة السياسية للشيوعيين.
الانتشار ومواقع النفوذ:
انتشرت الكونفوشيوسية في الصين، ومنذ عام 1949م أبعدت الكونفوشيوسية عن المسرحين السياسي والديني لكنها ما تزال كامنة في روح الشعب الصيني الأمر الذي يؤمل أن يؤدي إلى تغيير ملامح الشيوعية الماركسية في الصين، وما تزال الكونفوشيوسية ماثلة في النظم الاجتماعية في فرموزا أو (الصين الوطنية).
انتشرت كذلك في كوريا وفي اليابان حيث درست في الجامعات اليابانية، وهي من الأسس الرئيسية التي تشكل الأخلاق في معظم دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي في العصرين الوسيط والحديث.
وحظيت الكونفوشيوسية بتقدير بعض الفلاسفة الغربيين كالفيلسوف ليبنتز (1646 – 1716م) وبيتر نويل الذي نشر كتاب كلاسيكيات كونفوشيوس سنة 1711م كما ترجمت كتب الكونفوشيوسية إلى معظم اللغات الأوروبية.
ويتضح مما سبق :
أن الكونفوشيوسية ليست دينًا سماويًا معروفًا. وقد تتضمن بعض تعاليمها دعوة إلى خلق حميد أو رأي سليم أو سلوك قويم، ولكنها ليست مما يتقرب إلى الله به: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وهي تماثل البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان الباطلة.
وعمومًا فقد جبَّ الإسلام ما قبله من الأديان {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]. وللحق فليس هناك ما ينفي أو يثبت ابتعاث رسول معين إلى الشعوب الأخرى ودعوى ذلك لا تخلو من الحدس والتخمين والقرآن الكريم يقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} [غافر: 78].
وقد كان المزج المحكم بين الفلسفة الخلقية والتعاليم الدينية على أتم وضوح في الكونفوشيوسية وصاحبها كونفوشيوس الذي لم يكن رسولاً مبعوثًا ولا مدعيًا لرسالة.

المصدر: موقع صيد الفوائد.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

البوذية.. فلسفة أصبحت دينا

التعريف:
هي فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد. وكانت في البداية تناهض الهندوسية وتتجه إلى العناية بالإنسان، كما أنّ فيها دعوة إلى التصوف والخشونة ونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير. وبعد موت مؤسسها تحولت إلى معتقدات باطلة، ذات طابع وثني، ولقد غالى أتباعها في مؤسسها حتى ألَّهوه.
وهي تعتبر نظامًا أخلاقيًّا ومذهبًا فكريًّا مبنيًّا على نظريات فلسفية، وتعاليمها ليست وحيًا، وإنما هي آراء وعقائد في إطار ديني. وتختلف البوذية القديمة عن البوذية الجديدة في أن الأولى صبغته أخلاقية، في حين أن البوذية الجديدة هي تعاليم بوذا مختلطة بآراء فلسفية وقياسات عقلية عن الكون والحياة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
أسسها سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا 560 – 480 ق.م، وبوذا تعني العالم ويلقب أيضًا بسكيا موني ومعناه المعتكف. وقد نشأ بوذا في بلدة على حدود نيبال، وكان أميرًا فشبَّ مترفًا في النعيم وتزوّج في التاسعة عشرة من عمره ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته منصرفًا إلى الزهد والتقشُّف والخشونة في المعيشة والتأمل في الكون ورياضة النفس وعزم على أن يعمل على تخليص الإنسان من آلامه التي منبعها الشهوات ثم دعا إلى تبني وجهة نظره حيث تبعه أناس كثيرون.
اجتمع أتباع بوذا بعد وفاته في مؤتمر كبير في قرية راجاجراها عام 483 ق.م لإزالة الخلاف بين أتباع المذهب ولتدوين تعاليم بوذا خشية ضياع أصولها وعهدوا بذلك إلى ثلاثة رهبان هم:
1- كاشيابا وقد اهتم بالمسائل العقلية.
2- أويالي وقد اهتم بقواعد تطهير النفس.
3- أناندا وقد دون جميع الأمثال والمحاورات.
الأفكار والمعتقدات:
يعتقد البوذيون أن بوذا هو ابن الله، وهو المخلّص للبشرية من مآسيها وآلامها وأنه يتحمل عنهم جميع خطاياهم، ويعتقدون أن تجسد بوذا قد تم بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا، ويقولون إنه قد دل على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء ويدعونه نجم بوذا، ويقولون أيضًا إنه لما ولد بوذا فرحت جنود السماء ورتلت الملائكة أناشيد المحبة للمولود المبارك.
وقد قالوا: لقد عرف الحكماء بوذا وأدركوا أسرار لاهوته. ولم يمض يوم واحد على ولادته حتى حيَّاهُ الناس، وقد قال بوذا لأمّه وهو طفل إنه أعظم الناس جميعًا، وقالوا: دخل بوذا مرة أحد الهياكل فسجدت له الأصنام. وقد حاول الشيطان إغواءه فلم يفلح.
ويعتقد البوذيون أن هيئة بوذا قد تغيَّرت في أخر أيامه، وقد نزل عليه نور أحاط برأسه، وأضاء من جسده نور عظيم فقال الذين رأوه: ما هذا بشرًا إن هو إلا إله عظيم، يصلي البوذيون لبوذا ويعتقدون أنه سيدخلهم الجنة، والصلاة عندهم تؤدى في اجتماعات يحضرها عدد كبر من الأتباع.
لما مات بوذا قال أتباعه: صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض، ويؤمنون برجعة بوذا ثانية إلى الأرض ليعيد السلام والبركة إليها، ويعتقدون أن بوذا هو الكائن العظيم الواحد الأزلي وهو عندهم ذاتٌ من نور غير طبيعية، وأنه سيحاسب الأموات على أعمالهم، ويعتقدون أن بوذا ترك فرائض ملزمة للبشر إلى يوم القيامة، ويقولون إن بوذا أسس مملكة دينية على الأرض، وقال بعض الباحثين إن بوذا أنكر الألوهية والنفس الإنسانية وأنه كان يقول بالتناسخ.
الجانب الأخلاقي في الديانة البوذية:
في تعاليم بوذا دعوة إلى المحبة والتسامح، والتعامل بالحسنى، والتصدق على الفقراء، وترك الغنى والترف، وحمل النفس على التقشف والخشونة، وفيها تحذير من النساء والمال، وترغيب في البعد عن الزواج، ويجب على البوذيِّ التقيد بثمانية أمور حتى يتمكن من الانتصار على نفسه وشهواته:
1- الاتجاه الصحيح المستقيم الخالي من سلطان الشهوة واللذة وذلك عند الإقدام على أي عمل.
2- التفكير الصحيح المستقيم الذي لا يتأثر بالأهواء.
3- الإشراق الصحيح المستقيم.
4- الاعتقاد المستقيم الذي يصحبه ارتياح واطمئنان إلى ما يقوم به.
5- مطابقة اللسان لما في القلب.
6- مطابقة السلوك للقلب واللسان.
7- الحياة الصحيحة التي يكون قوامها هجر اللذات.
8- الجهد الصحيح المتجه نحو استقامة الحياة على العلم والحق وترك الملاذ.
وفي تعاليم بوذا أن الرذائل ترجع إلى أصول ثلاثة:
1- الاستسلام للملاذ والشهوات.
2- سوء النية في طلب الأشياء.
3- الغباء وعدم إدراك الأمور على وجهها الصحيح.
ومن وصايا بوذا: لا تقض على حياة حي، لا تسرق ولا تغتصب، لا تكذب، لا تتناول مسكرًا، لا تزن، لا تأكل طعامًا نضج في غير أوانه، لا ترقص ولا تحضر مرقصًا ولا حفل غناء، لا تتخذ طبيبًا، لا تقتن فراشًا وثيرًا، لا تأخذ ذهبًا ولا فضة، والناس في نظر بوذا سواسية لا فضل لأحد إلا بالمعرفة والسيطرة على الشهوات.
أقسام البوذية ومذاهبها:
ينقسم البوذيون إلى قسمين:
1- البوذيون المتدينون: وهؤلاء يأخذون بكل تعاليم بوذا وتوصياته.
2- البوذيون المدنيون: هؤلاء يقتصرون على بعض التعاليم والوصايا فقط.
وقد احتفظت البوذية ببعض صورها الأولى في منطقة جنوب آسيا وخاصة في سيلان وبورما، أما في الشمال وعلى الأخص في الصين واليابان فقد ازدادت تعقيدًا وانقسمت إلى مذهبين هما:
1- مذهب ماهايانا (مذهب الشمال) ويدعو إلى تأليه بوذا وعبادته وترسُّم خطاه.
2- مذهب هنايانا (مذهب الجنوب) وقد حافظ على تعاليم بوذا، ويعتبر أتباع هذا المذهب أن بوذا هو المعلم الأخلاقي العظيم الذي بلغ أعلى درجة من الصفاء الروحي.
وقد عبروا عن بلوغ النفس الكمال الأسمى والسعادة القصوى وانطلاقها من أسر المادة وانعتاقها من ضرورة التناسخ بالنيرفانا وتعني الخلاص من أسر المعاناة والرغبة، واكتساب صفاء الدين والروح، والتحرر من أسر العبودية واللذة، وانبثاق نور المعرفة عن طريق تعذيب النفس ومقاومة النزعات، مع بذل الجهد والتأمل والتركيز الفكري والروحي، وهو هدف البوذية الأسمى.
العلاقة بالمسلمين
علاقتهم بالمسلمين الآن لا تحمل طابع العداء العنيف ويمكن أن يكونوا مجالاً خصبًا للدّعوة الإسلامية.
كتب البوذية:
كتبهم ليست منزلة ولا هم يدّعون ذلك بل هي عباراتٌ منسوبة إلى بوذا أو حكاية لأفعاله سجلها بعض أتباعه، ونصوص تلك الكتب تختلف بسبب انقسام البوذيين، فبوذيو الشمال اشتملت كتبهم على أوهام كثيرة تتعلق ببوذا أما كتب الجنوب فهي أبعد قليلاً عن الخرافات.
تنقسم كتبهم إلى ثلاثة أقسام:
1- مجموعة قوانين البوذية ومسالكها.
2- مجموعة الخطب التي ألقاها بوذا.
3- الكتاب الذي يحوي أصل المذهب والفكرة التي نبع منها.
وتعتمد جميع كتبهم على الآراء الفلسفية ومخاطبة الخيال وتختلف في الصين عنها في الهند لأنها تخضع لتغيرات الفلاسفة.
شعار البوذية:
شعار البوذية عبارة عن قوس نصف دائري وفي وسطه قائم ثالث على رأسه ما يشبه الوردة وأمام هذا التمثال صورة مجسمة لجرة الماء وبجوارها فيل يتربع عليه بوذا في لباسه التقليدي.
الجذور الفكرية والعقائدية:
ليس هناك ما يثبت أن للبوذية جذورًا فكرية أو عقائدية إلا أن الناظر في الديانات الوضعية التي سبقتها أو عاصرتها يجد بينها وبين البوذية شبهًا من بعض الجوانب مثل:
الهندوسية: في القول بالتناسخ والاتجاه نحو التصوف.
الكونفوشيوسية: في الاتجاه إلى الاعتناء بالإنسان وتخليصه من آلامه.
ينبغي أن يلاحظ التشابه الكبير بينها وبين النصرانية وبخاصة فيما يتعلق بظروف ولادة المسيح وحياته والظروف التي مرّ بها بوذا مما يؤكد تأثر النصرانية بها في كثير من معتقدات هذه الأخيرة.
الانتشار ومواقع النفوذ:
الديانة البوذية منتشرة بين عدد كبير من الشعوب الآسيوية؛ حيث يدين بها أكثر من ستمائة مليون نسمة، ولهم معبد ضخم في كاتمندو بالنيبال، وهو عبارة عن مبنى دائري الشكل وتتوسطه قبة كبيرة وعالية وبها رسم لعينين مفتوحتين وجزء من الوجه، ويبلغ قطر المبنى 40 مترًا، أما الارتفاع فيزيد عن خمسة أدوار مقارنة بالمباني ذات الأدوار، والبوذية مذهبان كما تقدم:
المذهب الشمالي: وكتبه المقدسة مدونة باللغة السنسكريتية، وهو سائد في الصين واليابان والتبت ونيبال وسومطره.
المذهب الجنوبي: وكتبه المقدسة مدونة باللغة البالية، وهو سائد في بورما وسيلان وسيام.
مراحل انتشار البوذية:
يمكن تقسيم انتشار البوذية إلى خمس مراحل:
1- من مطلع البوذية حتى القرن الأول الميلادي وقد دفع الملك آسوكا البوذية خارج حدود الهند وسيلان.
2- من القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي وفيها أخذت البوذية في الانتشار نحو الشرق إلى البنغال، ونحو الجنوب الشرقي إلى كمبوديا وفيتنام، ونحو الشمال الغربي إلى كشمير، وفي القرن الثالث اتخذت طريقها إلى الصين وأواسط آسيا ومن الصين إلى كوريا.
3- من القرن السادس حتى القرن العاشر الميلادي وفيه انتشرت في اليابان ونيبال والتبت وتعد من أزهى مراحل انتشار البوذية.
4- من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر وفيها ضعفت البوذية واختفى كثير من آثارها لعودة النشاط الهندوسي وظهور الإسلام في الهند فاتجهت البوذية إلى لاوس ومنغوليا وبورما وسيام.
5- من القرن السادس عشر حتى الآن وفيه تواجه البوذية الفكر الغربي بعد انتشار الاستعمار الأوروبي وقد اصطدمت البوذية في هذه الفترة بالمسيحية ثم بالشيوعية بعد أن صار الحكم في أيدي الحكومات الشيوعية.
ويتضح مما سبق:
أن البوذية فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية، وقامت على أساس أن بوذا هو ابن الله ومخلص البشرية من مآسيها، وقد قال لأمه وهو طفل إنه أعظم الناس جميعًا، ولما مات بوذا قال أتباعه: إنه صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض وإنه سيرجع ثانية إلى الأرض ليعيد السلام والبركة إليها، ويقول البعض: إن بوذا أنكر الألوهية والنفس الإنسانية وأنه كان يقول بالتناسخ، وتعتمد جميع كتب البوذيين على الآراء الفلسفية ومخاطبة الخيال وتختلف البوذية في الصين عنها في الهند بحسب نظرة الفلاسفة.

المصدر: موقع صيد الفوائد.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الزيدية


التعريف:
الزيدية إحدى فرق الشيعة، نسبتها ترجع إلى مؤسسها زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعية في السياسة والحكم، وقد جاهد من أجلها وقُتل في سبيلها، وكان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعًا، ولم يقل أحد منهم بتكفير أحد من الصحابة ومن مذهبهم جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
- ترجع الزيدية إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهما (80 - 122هـ/ 698 - 740م)، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنّه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضى عنهما، فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122هـ.
- تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثًا عن العلم أولاً وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانيًا، فقد كان تقيًّا ورعًا عالمًا فاضلاً مخلصًا شجاعًا وسيمًا مهيبًا مُلمًّا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- تلقى العلم والرواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يعد أحد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية.
- اتصل بواصل بن عطاء رأس المعتزلة، وتدارس معه العلوم، فتأثر به وبأفكاره التي نقل بعضها إلى الفكر الزيدي، وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ، وهناك من يؤكد وقوع الاتصال دون التأثر.
- يُنسب إليه كتاب المجموع في الحديث، وكتاب المجموع في الفقه، وهما كتاب واحد اسمه المجموع الكبير، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي الذي مات في الربع الثالث من القرن الثاني للهجرة.
- أما ابنه يحيى بن زيد فقد خاض المعارك مع والده، لكنه تمكن من الفرار إلى خراسان حيث لاحقته سيوف الأمويين فقتل هناك سنة 125هـ.
- فُوِّض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم.
- خرج محمد بن عبد الله الحسن بن علي (المعروف بالنفس الزكية) بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان.
- وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور.
- أحمد بن عيسى بن زيد -حفيد مؤسس الزيدية- أقام بالعراق، وأخذ عن تلاميذ أبي حنيفة فكان ممن أثرى هذا المذهب وعمل على تطويره.
- من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم الرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما (170ـ242هـ) تشكلت له طائفة زيدية عرفت باسم القاسمية.
- جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245 - 298هـ) الذي عقدت له الإمامة باليمن فكان ممن حارب القرامطة فيها، كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت باسم الهادوية منتشرة في اليمن والحجاز وما والاها.
- ظهر للزيدية في بلاد الديلم وجيلان إمام حسيني هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي رضي الله عنهما والملقب بالناصر الكبير (230 - 304هـ)، وعرف باسم الأطروش، فقد هاجر هذا الإمام إلى هناك داعيًا إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيدي فدخل فيه خلق كثير صاروا زيديين ابتداء.
- ومنهم الداعي الآخر صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهما، الذي تكونت له دولة زيدية جنوب بحر الخزر سنة 250هـ.
- وقد عرف من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا، الذي بعث بدعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة، ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر، ومنهم أبو الفضل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه.
- استطاعت الزيدية في اليمن استرداد السلطة من الأتراك، إذ قاد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك عام 1322هـ، وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر عام 1962م؛ حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود، ولكن لا زال اليمن معقل الزيود ومركز ثقلهم.
- خرجت عن الزيدية ثلاث فرق طعن بعضها في الشيخين، كما مال بعضها عن القول بإمامة المفضول، وهذه الفرق هي:
* الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد.
* الصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي.
* البترية: أصحاب كثير النوى الأبتر.
* الفرقتان الصالحية والبترية متفقتان ومتماثلتان في الآراء .
الأفكار والمعتقدات:
- يُجيزون الإمامة في كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين -رضي الله عنهما-.
- الإمامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها.
- يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين.
- تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل إذ لا يُشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعًا، بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يدلي برأيه فيها.
- معظم الزيدية المعاصرين يُقرُّون خلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة، بل يترضون عنهما، إلا أن الرفض بدأ يغزوهم -بواسطة الدعم الإيراني- ويحاول جعلهم غلاة مثله.
- يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والاختيار في الأعمال، ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منـزلة بين المنـزلتين كما تقول المعتزلة.
- يرفضون التصوف رفضًا قاطعًا.
- يخالفون الشيعة في زواج المتعة ويستنكرونه.
- يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر.
- هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع مثل:
* قولهم "حي على خير العمل" في الأذان على الطريقة الشيعية.
* صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات.
* يرسلون أيديهم في الصلاة.
* صلاة العيد تصح فرادى وجماعة.
* يعدون صلاة التروايح جماعة بدعة.
* يرفضون الصلاة خلف الفاجر.
* فروض الوضوء عشرة بدلاً من أربعة عند أهل السنة.
- باب الاجتهاد مفتوح لكل من يريد الاجتهاد، ومن عجز عن ذلك قلّد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم.
- يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم الجائر ولا تجب طاعته.
- لا يقولون بعصمة الأئمة عن الخطأ، كما لا يغالون في رفع أئمتهم على غرار ما تفعله معظم فرق الشيعة الأخرى.
- لكن بعض المنتسبين للزيدية قرروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين -رضي الله عنهم جميعًا-.
- لا يوجد عندهم مهدي منتظر.
- يستنكرون نظرية البداء التي قال بها المختار الثقفي، حيث إن الزيدية تقرر أنّ علم الله أزلي قديم غير متغير وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ.
- قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حرًّا مختارًا في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الأئمة.
- مصادر الاستدلال عندهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله، ثم القياس، ومنه الاستحسان، والمصالح المرسلة، ثم يجيء بعد ذلك العقل، فما يقر العقل صحته وحسنه يكون مطلوبًا وما يقر قبحه يكون منهيًا عنه.
وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة، سلَفِيُو المنهج والعقيدة أمثال: ابن الوزير وابن الأمير الشوكاني.
الجذور الفكرية والعقائدية:
- يتمسكون بالعديد من القضايا التي يتمسك بها الشيعة كأحقية أهل البيت في الخلافة، وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وتقليدهم، وزكاة الخمس، فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة.
- تأثر الزيدية بالمعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جليًّا في تقديرهم للعقل، وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال، إذ يجعلون له نصيبًا وافرًا في فهم العقائد وفي تطبيق أحكام الشريعة وفي الحكم بحسن الأشياء وقبحها، فضلاً عن تحليلاتهم للجبر، والاختيار، ومرتكب الكبيرة، والخلود في النار.
- أخذ أبو حنيفة عن زيد، كما أن حفيدًا لزيد وهو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حنيفة في العراق، وقد تلاقي المذهبان الحنفي السُّني والزيدي الشيعي في العراق أولاً، وفي بلاد ما وراء النهر ثانيًا مما جعل التأثر والتأثير متبادلاً بين الطرفين.
الانتشار ومواقع النفوذ:
- قامت دولة للزيدية أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الديلم وطبرستان.
- كما أن الهادي إلى الحق أقام دولة ثانية لها في اليمن في القرن الثالث الهجري.
- انتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقًا، وامتدت إلى الحجاز ومصر غربًا وتركزت في أرض اليمن.
ويتضح مما سبق:
أن الزيدية إحدى فرق الشيعة، ولصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من أفكارهم ومعتقداتهم إلا أن المذهب الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه، ومواطن الاختلاف بين الزيدية والسنة في مسائل الفروع لا تكاد تذكر.

المصدر: موقع صيد الفوائد
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

يهود الدونمة

التعريف
هم جماعة من اليهود أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية للكيد للمسلمين، سكنوا منطقة الغرب من آسيا الصغرى وأسهموا في تقويض الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة عن طريق انقلاب جماعة الاتحاد والترقي.. ولا يزالون إلى الآن يكيدوا للإسلام، لهم براعة في مجالات الاقتصاد والثقافة والإعلام؛ لأنها هي وسائل السيطرة على المجتمعات.
التأسيس وأبرز الشخصيات
• أسس يهود الدونمة سباتاي زيفي [1626م ـ 1675م]: وهو يهودي أسباني الأصل، تركي المولد والنشأة، وكان ذلك سنة 1648م حين أعلن أنه مسيح بني إسرائيل ومخلصهم الموعود واسمه الحقيقي موردخاي زيفي وعرف بين الأتراك باسم قرامنتشته.
ـ استفحل خطر سباتاي فاعتقلته السلطات العثمانية وناقشه العلماء في ادعاءاته، ولما عرف أنه تقرر قتله أظهر رغبته في الإسلام، وتسمى باسم محمد أفندي.
ـ واصل دعوته الهدامة من موقعه الجديد كمسلم وكرئيس للحجاب وأمر أتباعه بأن يظهروا الإسلام ويبقوا على يهوديتهم في الباطن.
ـ طلب من الدولة السماح له بالدعوة في صفوف اليهود فسمحت له بذلك فعمل بكل خبث واستفاد من هذه الفرصة العظيمة للنيل من الإسلام.
ـ اتضح للحكومة بعد أكثر من 10 سنوات أن إسلام سباتاي كان خدعة فنفته إلى ألبانيا ومات بها.
• أطلق الأتراك على أتباع هذا المذهب الدونمة وهي مشتقة من المصدر التركي دونمك بمعنى العودة والرجوع.
• إبراهام نطحان: يهودي، وقد أصبح رسول سباتاي إلى الناس.
• جوزيف بيلوسوف: وهو خليفة سباتاي ووالد زوجته الثانية، كان يتحرك باسم عبد الغفور أفندي.
• مصطفى جلبي رئيس فرقة قاش وهي من ضمن ثلاث فرق تفرعت عن الدونمة وهم اليعاقبة والقاقاشية والقاباتجية.
• ليس لهم مؤلفات مطبوعة ومتداولة ولكن لهم نشرات سرية كثيرة يتداولولنها فيما بينهم.
الأفكار والمعتقدات
• يعتقدون أن سباتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود.
• يقولون إن الجسم القديم لسباتاي صعد إلى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب والعمامة ليكمل رسالته.
• يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على المسلمين.
• لا يصومون ولا يصلون ولا يغتسلون من الجنابة، وقد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً وخداعاً، ومراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم ومحافظة على مظاهرهم كمسلمين.
• يحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج.
• لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة.
• لهم زي خاص بهم فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء.
• يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم.
• يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها.
الجذور الفكرية والعقائدية
• عقيدتهم يهودية صرفة وبالتالي فهم يتحلّون بالخصال الأساسية لليهود، كالخبث والمراوغة والدهاء والكذب والجبن والغدر، وتظاهرهم بالإسلام إنما هو وسيلة لضرب الإسلام من داخله.
• لهم علاقة وطيدة بالماسونية، وكان كبار الدونمة من كبار الماسونيين.
• يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية.
• يمتلكون ويديرون أكثر الجرائد التركية انتشاراً مثل جريدة حريت ومجلة حياة ومجلة التاريخ وجريدة مليت وجريدة جمهوريت وكلها تحمل اتجاهات يسارية ولها تأثير واضح على الرأي العام التركي.
الانتشار ومواقع النفوذ
• غالبيتهم العظمى توجد الآن في تركيا.
ـ ما يزالون إلى الآن يملكون في تركيا وسائل السيطرة على الإعلام والاقتصاد، ولهم مناصب حساسة جدًّا في الحكومة.
ـ كانوا وراء تكوين جماعة الاتحاد والترقي التي كانت جل أعضائها منهم، وكما ساهموا من موقعهم هذا في علمنة تركيا المسلمة، وسخروا كثيرًا من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية.
الخلاصة
أن الدونمة طائفة من اليهود ادعت الإسلام ولا علاقة لهم به قدر ذرة، وكانوا يتحينون الفرص للانتقام من الإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية الإسلامية والهجوم على شعائر الإسلام. ويكفي أنهم أداروا الجزء الأعظم من انقلاب تركيا الفتاة الذي أسقط السلطان عبد الحميد الثاني.

المصدر: موقع صيد الفوائد.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

بابك الخرمي – رائد الإباحية

مزدك الإباحي
تتصف البلاد الفارسية من قديم الزمان بكثرة المذاهب والاعتقادات الدينية سواءاً في ذلك ما كان قبل البعثة المحمدية أو بعدها وكان أهل فارس من قديم الأزل يميلون لتقديس الأشخاص وتأليههم والاعتقاد في قادتهم وملوكهم ، ومن أشهر تلك المذاهب والفرقالتي وجدت أرضية خصبة في البلاد الفارسية هو المذهب الإباحي الذي يقوم على إباحة كل المحرمات وشيوع الأموال والأعراض بين الناس دون ضابط ويعتبر مؤسس هذا المذهب هو 'مزدك' الفارسي والذي ظهر مذهبه وانتشر في عهد 'كسرى قباذ' الفارسي حتى أصبح المذهب الرسمي للدولة الساسانية خلفاً لمذهب زرادشت الفلسفي والذي كان يحكم الفرس من قبل ذلك ولكن مذهب مزدك الإباحي سرعان ما تم القضاء عليه عندما تولى أمر فارس 'أنوشروان بن قباذ' فقضى على مزدك وأتباعه وأعاد مذهب زرادشت للحكم.
بابك الخرمي
هكذا كان حال الإباحيين الأولين أما الصنف الثاني منهم فقد ظهر في أيام الإسلام وبالتحديد سنة 201هـ في خلافة المأمون العباسي وذلك على يد رجل اسمه بابك الخرمي وقصة ظهور هذا الرجل كالآتي:
نشأ بابك بن بهرام بقرية اسمها بلال أباد في أذربيجان وكان ذا همة ونشاط وتأثير على الجماهير فتوسم فيه رئيس الإباحيين في منطقة جبال البذ 'على حدود أذربيجان وإيران' القدرة على خلافته فأوصى له بالأمر من بعده فما تولى بابك الأمر أحدث في مذهب الإباحية أموراً لم تكن موجودة من قبل بل تمثل إنقلاباً على مذهب الإباحية فأحدث الحركة والدعوة للمذهب والقتل والحرب والاغتصاب والمثلة والتوسع.
البابكية
البابكية ينسبون أصل دينهم إلى أمير كان قبل الإسلام اسمه شروين ويزعمون أن أباه كان من الزنج وأمه من بنات ملوك الفرس ويزعمون أن شروين هذا أفضل من كل الأنبياء وقد بنوا في مدينتهم مساجد للمسلمين يؤذن فيها المسلمون وهم يعلمون أولادهم القرآن ولكنهم لا يصلون ولا يصومون في شهر رمضان ولا يرون جهاد الكفرة.
فتنة بابك الخرمي
بدأ بابك الخرمي في التحرك والحركة ابتداءاً من سنة 201هـ عندما أخذ في السلب والنهب وإضافة السبل فالتفت له الخليفة المأمون بعد ما فرغ من أمر الخلف مع أخيه الأمين وما تلي ذلك من الخلافات بسبب بيعة الرضا من آل محمد فأرسل له المأمون القائد بالجيوش تلو الآخر وهم لا يقدرون عليه لمكانه الحصين في جبال البذ، واستفحل أمر بابك جداً ودخل في مذهبه الكثير من أهل الجبال من همذان وأصبهان وماسبذان لذلك كان من وصية المأمون لأخيه المعتصم حين أدركته المنية والخرمية يعني الإباحية فأغزهم ذا جزامة وصرامة وجل وأكنفه بالأموال والسلاح والجنود والفرسان والرجالة.
لما تولى المعتصم الخلافة جعل أكبر همه أن يقضي على فتنة بابك حتى لا تمتد في بلاد ما وراء النهر وسائر البلاد الفارسية فعين المعتصم قائداً عاماً للجيوش المحاربة 'الأفشين' واسمه حيدر بن كابوس وأصله فارسي واستطاع الأفشين أن يوق ببابك أول هزيمة له سنة 220هـ وأفلت بابك في نفر قليل من أصحابه ودخل مدينته البذ وتحصن بها وقتل من قواده وجنوده الكثير فكان ذلك فاتحة خير وتغير في مسار الأحداث لصالح المسلمين .
أرسل المعتصم قادة آخرين لمساندة الأفشين في حربه ضد بابك فأرسل بغا الكبير وجعفر الخياط في جيوش كثيرة وأموال جزيلة ولكن حصانة مدينة بابك وسوء الأحوال الجوية حالت دون الهجوم الشامل عليه، واستطاع بابك الانتصار على جيوش بغا الكبير لتسرعه وإقدامه في القتال دون خطة مدروسة، استخدم الأفشين ذكاءه في التعامل مع بابك الذي كان يكثر من استخدام الجواسيس الذين ينقلون الأخبار له أولاً بأول فاستطاع الأفشين أن يأسر بعض هؤلاء الجواسيس ثم يغريهم بالعمل لصالحه فكسب بذلك أرضاً من بابك.
حدث تطور في سير القتال عندما قضى الأفشين على أقوى قادة بابك واستولى على مدينته وأصبحت الجيوش كلها تحاصر مدينة بابك من كل مكان واستخدم الأفشين المطاولة الشديدة مع بابك حتى أصاب كلا الفريقين الضجر والملل من طول فترة القتال حتى أجبرت فرقة المتطوعين الذين خرجوا حسبة لله في القتال مطلباً للشهادة الأفشين على الهجوم الشامل على المدينة وتم فتحها بإذن الله في 20 رمضان سنة 222هـ ولكن بابك استطاع أن يفر بأمواله ونسائه وعياله إلى منطقة أرمينية فكتب إليه الأفشين بالأمان ليأتي ولكنه يرفض ذلك، وواصل بابك هروبه في غابات أرمينية من غابة لأخرى، وجنود الأفشين تطارده من مكان لآخر حتى يبقى بابك بمفرده مع بعض خواصه بعد أن تم أسر باقي من معه.
القضاء على بابك الخرمي
استطاع أحد الرجال واسمه سهل بن سنباط أن يحتال على بابك ويخدعه حتى يأمن بابك جانبه ثم يرسل ابن سنباط للأفشين فتأتي الجنود ويتم أسر بابك. ويحمل إلى المعتصم في مدينة سامرا، وتم تشهيره في المدينة بإركابه على فيل ضخم القوائم وجمع الناس لرؤيته ثم أدخل دار المعتصم وأمر المعتصم سياف بابك نفسه بقطع أيدي وأرجل بابك ثم ذبحه ثم شق بطنه وقطع رأسه وتعليقها في خراسان وصلب جسده في سامرا.
وهكذا انتهت فتنة بابك الخرمي التي استمرت اثنين وعشرين عاماً قتل فيها 255000 مسلم، وقد حرر الأفشين من أسره من المسلمات 7600 مسلمة، وقد أنفق في قتاله ما يوازي عشرة مليون درهم كل سنة.

المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

اليزيدية

التعريف
اليزيدية فرقة منحرفة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية. كانت في بدايتها حركة سياسية لإعادة مجد بني أمية ولكن الظروف البيئية وعوامل الجهل انحرفت بها فأوصلتها إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون علية اسم (طاووس ملك) وعزازيل.
التأسيس وأبرز الشخصيات
• البداية: عندما انهارت الدولة الأموية في معركة الزابالكبرى شمال العراق سنة 132هـ هرب الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إلى شمال العراق وجمع فلول الأمويين داعياً إلى أحقية يزيد في الخلافة والولاية، وأنه السفياني المنتظر الذي سيعود إلى الأرض ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
ويرجع سبب اختيارهم لمنطقة الأكراد ملجأ لهم إلى أن أم مروان الثاني بن محمد ـ الذي سقطت في عهده الدولة الأموية ـ كانت من الأكراد.
عدي بن مسافر
كان في مقدمة الهاربين من الدولة العباسية، فقد رحل من لبنان إلى الحكارية من أعمال كردستان، وينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم، ولقبه شرف الدين أبو الفضائل . لقي الشيخ عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه التصوف، ولد سنة 1073 م أو 1078م وتوفي بعد حياة مدتها تسعون سنة ودفن في لالش في منطقة الشيخان في العراق.
صخر بن صخر بن مسافر
المعروف بالشيخ أبو البركات رافق عمه عدياً وكان خليفته ولما مات دفن بجانب قبر عمه في لالش.
عدي بن أبي البركات
الملقب بأبي المفاخر المشهور بالكردي، توفي سنة 615 هـ / 1217 م.
شمس الدين أبو محمد المعروف بالشيخ حسن
خلف أباه، ولد سنة 591هـ /1154م وعلى يديه انحرفت الطائفة اليزيدية من حب عدي ويزيد بن مسافر إلى تقديسهما والشيطان إبليس، وتوفي سنة 644هـ / 1246م بعد أن ألف كتاب الجلوة لأصحاب الخلوة وكتاب محك الإيمان وكتاب هداية الأصحاب وقد أدخل اسمه في الشهادة كما نجدها اليوم عند بعض اليزيدية. وخلفه أخوه الشيخ فخر الدين، الذي انحصرت في ذريته الرئاسة الدينية والفتوى.
شرف الدين محمد الشيخ فخر الدين
قتل عام 655هـ / 1257م وهو في طريقه إلى السلطان عز الدين السلجوقي.
زين الدين يوسف بن شرف الدين محمد
الذي سافر إلى مصر وانقطع إلى طلب العلم والتعبد فمات في التكية العدوية بالقاهرة سنة 725هـ.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح تاريخهم غامضاً بسبب المعارك بينهم وبين المغول والسلاجقة وبين الفاطميين.
الشيخ زين الدين أبو المحاسن
الذي يرتقي بنسبه إلى شقيق أبي البركات، عين أميراً لليزيدية على الشام ثم اعتقله الملك سيف الدولة قلاوون بعد أن أصبح خطراً لكثرة مؤيديه، ومات في سجنه.
الشيخ عز الدين
جاء بعد أبيه وكان مقره في الشام، ولقب بلقب أمير الأمراء، وأراد أن يقوم بثورة أموية فقبض عليه عام 731ه‍ ومات في سجنه أيضاً.
واستمرت دعوتهم في اضطهاد من الحكام وبقيت منطقة الشيخان في العراق محط أنظار اليزيديين، وكان كتمان السر من أهم ما تميزت به هذه الفرقة.
الأمير بايزيد الأموي
واستطاع أن يحصل على ترخيص بافتتاح مكتب للدعوة اليزيدية في بغداد سنة 1969م بشارع الرشيد بهدف إحياء عروبة الطائفة الأموية اليزيدية، ووسيلتهم إلى ذلك نشر الدعوة القومية مدعمة بالحقائق الروحية والزمنية وشعارهم عرب أموي القومية، يزيديي العقيدة.
الأمير تحسين بن سعد
وآخر رئيس للطائفة اليزيدية هو الأمير تحسين بن سعد أمير الشيخان.
مراحل هامة للطائفة اليزيدية
• ونستطيع أن نجمل القول بأن الحركة قد مرّت بعدة أدوار هي:
ـ الدور الأول:حركة أموية سياسية، تتبلور في حب يزيد بن معاوية.
ـ الدور الثاني: تحول الحركة إلى طريقة عدوية أيام الشيخ عدي بن مسافر الأموي.
ـ الدور الثالث: انقطاع الشيخ حسن ست سنوات، ثم خروجه بكتبه مخالفاً فيها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ـ الدور الرابع:خروجهم التام من الإسلام وتحريم القراءة والكتابة ودخول المعتقدات الفاسدة والباطلة في تعاليمهم.
الأفكار والمعتقدات
أولاً: مقدمة لفهم المعتقد اليزيدي
• حدثت معركة كربلاء في عهد يزيد بن معاوية وقتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنه وكثيرون من آل البيت ـ رضوان الله عنهم جميعاً.
• أخذ الشيعة يلعنون يزيداً و يتهمونه بالزندقة وشرب الخمر.
• بعد زوال الدولة الأموية بدأت اليزيدية على شكل حركة سياسية.
• أحب اليزيديون يزيد واستنكروا لعنه بخاصة.
• ثم استنكروا اللعن بعامة.
• وقفوا أمام مشكلة لعن إبليس في القرآن فاستنكروا ذلك أيضاً وعكفوا على كتاب الله يطمسون بالشمع كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان أو استعاذة بحجة أن ذلك لم يكن موجوداً في أصل القرآن وأن ذلك زيادة من صنع المسلمين.
• ثم أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن، وترجع فلسفة هذا التقديس لديهم إلى أمور هي:
ـ لأنه لم يسجد لآدم فإنه بذلك ـ في نظرهم ـ يعتبر الموحد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعدم السجود لغيره في حين نسيها الملائكة فسجدوا، إن أمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين، وقد كافأه الله على ذلك بأن جعله طاووس الملائكة، ورئيساً عليهم!!.
ـ ويقدسونه كذلك خوفاً منه لأنه قوي إلى درجة أنه تصدى للإله وتجرأ على رفض أوامره !!.
ـ ويقدسونه كذلك تمجيداً لبطولته في العصيان والتمرد!!.
• أغوى إبليس آدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة فانتفخت بطنه فأخرجه الله من الجنة.
• إن إبليس لم يطرد من الجنة، بل إنه نزل من أجل رعاية الطائفة اليزيدية على وجه الأرض!!.
ثانياً: معتقداتهم
• جرَّهم اعتبار إبليس طاووس الملائكة إلى تقديس تمثال طاووس من النحاس على شكل ديك بحجم الكفِّ المضمومة وهم يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال.
• وادي لالش في العراق: مكان مقدس يقع وسط جبال شاهقة تسمى بيت عذري، مكسوة بأشجار من البلوط والجوز.
• المرجة في وادي لالش: تعتبر بقعة مقدسة، واسمها مأخوذ من مرجة الشام، والجزء الشرقي منها فيه ـ على حد قولهم ـ جبل عرفات ونبع زمزم.
• لديهم مصحف رش (أي الكتاب الأسود) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتها.
• الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله.
• الصوم: يصومون ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول وهي تصادف عيد ميلاد يزيد بن معاوية.
• الزكاة: تجمع بواسطة الطاووس ويقوم بذلك القوالون وتجبى إلى رئاسة الطائفة.
• الحج: يقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات في المرجة النورانية في لالش بالعراق.
• الصلاة: يصلون في ليلة منتصف شعبان، يزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة.
• الحشر والنشر بعد الموت: سيكون في قرية باطط في جبل سنجار، حيث توضع الموازين بين يدي الشيخ عدي الذي سيحاسب الناس، وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة.
• يقسمون بأشياء باطلة ومن جملتها القسم بطوق سلطان يزيد وهو طرف الثوب.
• يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي والشيخ شمس الدين، والشيخ حسن وعبد القادر الجيلاني، ولكل مرقد خدم، وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها.
• يحرمون التزاوج بين الطبقات، ويجوز لليزيدي أن يعدد في الزواج إلى ست زوجات.
• الزواج يكون عن طريق خطف العروس أولاً من قبل العريس ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر.
• يحرمون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس.
• يحرمون أكل الخس والملفوف (الكرنب) والقرع والفاصوليا ولحوم الديكة وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم لأنه نظير لإبليس طاووس الملائكة في زعمهم، ولحوم الدجاج والسمك والغزلان ولحم الخنزير.
• يحرمون حلق الشارب، بل يرسلونه طويلاً وبشكل ملحوظ.
• إذا رسمت دائرة على الأرض حول اليزيدي فإنه لا يخرج من هذه الدائرة حتى تمحو قسماً منها، اعتقاداً منه بأن الشيطان هو الذي أمرك بذلك.
• يحرمون القراءة والكتابة تحريماً دينياً لأنهم يعتمدون على علم الصدر فأدى ذلك إلى انتشار الجهل والأمية بينهم مما زاد في انحرافهم ومغالاتهم بيزيد وعدي وإبليس.
• لديهم كتابان مقدسان هما: الجلوة الذي يتحدث عن صفات الإله ووصاياه، والآخر مصحف رش أو الكتاب الأسود الذي يتحدث عن خلق الكون والملائكة وتاريخ نشوء اليزيدية وعقيدتهم.
• يعتقدون أن الرجل الذي يحتضن ولد اليزيدي أثناء ختانه يصبح أخاً لأم هذا الصغير وعلى الزوج أن يحميه ويدافع عنه حتى الموت.
• اليزيدي يدعو متوجهاً نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها ثم يلثم الأرض ويعفر بها وجهه، وله دعاء قبل النوم.
• لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية وعيد القربان وعيد الجماعة وعيد يزيد وعيد خضر إلياس وعيد بلندة، ولهم ليلة تسمى الليلة السوداء (شفرشك) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور.
• يقولون في كتبهم: (أطيعوا وأصغوا إلى خدامي بما يلقنونكم به ولا تبيحوا به قدام الأجانب كاليهود والنصارى وأهل الإسلام لأنهم لا يدرون ماهيته، ولا تعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون).
الجذور الفكرية والعقائد
• اتصل عدي بن مسافر بالشيخ عبد القادر الجيلاني المتصوف، وقالوا بالحلول والتناسخ ووحدة الوجود، وقولهم في إبليس يشبه قول الحلاج الذي اعتبره إمام الموحدين.
• يحترمون الدين النصراني، حتى إنهم يقبلون أيدي القسس ويتناولون معهم العشاء الرباني، ويعتقدون بأن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي، وعند شربها لا يسمحون بسقوط قطرة واحدة منها على الأرض أو أن تمس لحية شاربها.
• أخذوا عن النصارى (التعميد) حيث يؤخذ الطفل إلى عين ماء تسمى (عين البيضاء) ليعمد فيها، وبعد أن يبلغ أسبوعاً يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي حيث زمزم فيوضع في الماء وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ومؤمناً (بطاووس ملك) أي إبليس.
• عندما دخل الإسلام منطقة كردستان كان معظم السكان يدينون بالزرادشتية فانتقلت بعض تعاليم هذه العقيدة إلى اليزيدية.
• داخلتهم عقائد المجوس والوثنية فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية، والتنظيم عندهم (الله ـ يزيد ـ عدي).
• (طاووس ملك) رمز وثني لإبليس يحتل تقديراً فائقاً لديهم.
• أخذوا عن الشيعة (البراءة) وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذة من زاوية الشيخ عدي يحملها كل يزيدي في جيبه للتبرك بها، وذلك على غرر التربة التي يحملها أفراد الشيعة الجعفرية. وإذا مات اليزيدي توضع في فمه هذه التربة وإلا مات كافراً.
• عموماً: إن المنطقة التي انتشروا بها تعج بالديانات المختلفة كالزرادشتية وعبدة الأوثان، وعبدة القوى الطبيعية، واليهودية، والنصرانية، وبعضهم مرتبط بآلهة آشور وبابل وسومر، والصوفية من أهل الخطوة، وقد أثرت هذه الديانات في عقيدة اليزيدية بدرجات متفاوتة وذلك بسبب جهلهم وأميتهم مما زاد في درجة انحرافهم عن الإسلام الصحيح.
الانتشار ومواقع النفوذ
• تنتشر هذه الطائفة التي تقدس الشيطان في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق ولهم جاليات قليلة العدد نسبياً في لبنان وألمانيا الغربية ـ سابقاً ـ وبلجيكا.
• ويبلغ تعدادهم حوالي 120 ألف نسمة، منهم سبعون ألفًا في العراق والباقي في الأقطار الأخرى، وهم مرتبطون جميعاً برئاسة البيت الأموي.
• هم من الأكراد، إلا أن بعضهم من أصل عربي.
• لغتهم هي اللغة الكردية وبها كتبهم وأدعيتهم وتواشيحهم الدينية.
• ولهم مكتب رسمي مصرح به وهو المكتب الأموي للدعوة العربية في شارع الرشيد ببغداد.
الخلاصة
أن اليزيدية[1] فرقة منحرفة ضالة ، قدست يزيد بن معاوية وإبليس وعزرائيل، ويترددون على المراقد والأضرحة ولهم عقيدة خاصة في كل ركن من أركان الإسلام، ولهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية، ويجيزون لليزيدي أن يعدد في الزوجات حتى ست إلى غير ذلك من الأقوال الكفرية.
المصدر: موقع صيد الفوائد.
________________________________________
[1]مراجع للتوسع:
ـ اليزيدية، تأليف سعيد الديوه جي.
ـ اليزيديون في حاضرهم وماضيهم، تأليف عبد الرزاق الحسني.
ـ اليزيدية، أحوالهم ومعتقداتهم، تأليف الدكتور سامي سعيد الأحمد.
ـ اليزيدية وأصل عقيدتهم، تأليف عباس الغزَّاوي.
ـ اليزيدية ومنشأ نحلتهم، تأليف أحمد تيمور.
ـ اليزيدية، تأليف صديق الدملوجي.
ـ اليزيديون، تأليف هاشم البناء.
ـ ما هي اليزيدية؟ ومن هم اليزيديون؟ تأليف محمود الجندي ـ مطبعة التضامن ط1 ـ بغداد 1976م.
ـ كرد وترك وعرب، تأليف ادموندز ـ ترجمة جرجس فتح الله.
ـ مباحث عراقية، تأليف يعقوب سركيس.
ـ الأكراد، تأليف باسيل نيكتن.
ـ مجموعة الرسائل والمسائل، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ رحلتي إلى العراق، تأليف جيمس بكنغهام ـ رجمة سليم طه التكريتي.
ـ جريدة التآخي العراقية، بغداد 16/9/1974م.
ـ العراق الشمالي، تأليف الدكتور شاكر خصباك.
ـ تاريخ الموصل، تأليف سليمان الصايغ.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الماسونية

تعريف الماسونية
الماسونية لغة معناها البناءون الأحرار.
وهي اصطلاحا منظمة يهودية سرية هدامة، إرهابية غامضة، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وتتستر تحت شعارات خداعة { حرية ـ إخاء ـ مساواة ـ إنسانية}.

جلُّ أعضاء الماسونية من الشخصيات المرموقة في العالم، من يوثقهم عهداً بحفظ الأسرار، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام، تمهيداً لتأسيس جمهورية ديمقراطية عالمية ـ كما يدعون ـ وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية.

تأسيس الماسونية وأبرز الشخصيات
الماسونية أسسها هيرودس أكريبا (ت 44م) ملك من ملوك الرومان بمساعدة مستشاريه اليهوديين:
ـ حيران أبيود: نائب الرئيس.
ـ موآب لامي: كاتم سر أول.
• ولقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإرهاب حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف وسموا محفلهم (هيكل أورشليم) للإيهام بأنه هيكل سليمان عليه السلام.
• قال الحاخام لاكويز: الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها.. يهودية من البداية إلى النهاية.

ظهور الماسونية
• اختلف في تاريخ ظهور الماسونية لتكتمها الشديد، والراجح أنها ظهرت سنة 43م.
• وسميت القوة الخفية وهدفها التنكيل بالنصارى واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من الانتشار.
• كانت تسمى في عهد التأسيس (القوة الخفية) ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسونية لتتخذ من نقابة البنائين الأحرار لافتة تعمل من خلالها ثم التصق بهم الاسم دون حقيقة.
• تلك هي المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية للماسونية فتبدأ سنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحي الألماني (ت 1830م) الذي ألحد واستقطبته الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسونية؛ بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م، ووضع أول محفل في هذه الفترة (المحفل النوراني) نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه.
• استطاعوا خداع ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرين وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشرق الأوسط، وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية، وأعلنوا شعارات براقة تخفي حقيقتهم فخدعوا كثيراً من المسلمين.

مشاهير الماسونية
ميرابو: كان أحد مشاهير قادة الثورة الفرنسية.
مازيني الإيطالي: أعاد الأمور إلى نصابها بعد موت وايزهاويت.
الجنرال الأمريكي البرت مايك: سرح من الجيش فصب حقده على الشعوب من خلال الماسونية، وهو واضع الخطط التدميرية منها موضع التنفيذ.
ليوم بلوم الفرنسي: المكلف بنشر الإباحية أصدر كتاباً بعنوان الزواج لم يعرف أفحش منه.
كودير لوس اليهودي: صاحب كتاب العلاقات الخطرة.
لاف أريدج: وهو الذي أعلن في مؤتمر الماسونية سنة 1865م في مدينة أليتش في جموع من الطلبة الألمان والأسبان والروس والإنجليز والفرنسيين قائلاً: " يجب أن يتغلب الإنسان على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السموات ويمزقها كالأوراق".
ومن شخصياتهم كذلك: ماتسيني جوزيبي (1805ـ 1872م)، جان جاك روسو، فولتير (في فرنسا)، جرجي زيدان (في مصر)، كارل ماركس وأنجلز (في روسيا) والأخيران كانا من ماسونيي الدرجة الحادية والثلاثون ومن منتسبي المحفل الإنجليزي ومن الذين أداروا الماسونية السرية وبتدبيرهما صدر البيان الشيوعي المشهور.

الأفكار الماسونية والمعتقدات
• يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات.
• يعملون على تقويض الأديان.
• العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها.
• إباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة.
• العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم.
• تسليح هذه الأطراف وتدبير حوادث لتشابكها.
• بث سموم النـزاع داخل البلد الواحد وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية.
• تهديم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضى ولانحلال والإرهاب والإلحاد.
• استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة ذوي المناصب الحساسة لضمهم لخدمة الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
• إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك من كل جانب لإحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون ولينفذ صاغراً كل أوامرهم.
• الشخص الذي يلبي رغبتهم في الانضمام إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلاقي أو وطني وأن يجعل ولاءه خالصاً للماسونية.
• إذا تململ الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل.
• كل شخص استفادوا منه ولم تعد لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة.
• العمل على السيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية.
• السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة.
• السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية.
• بث الأخبار المختلفة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم.
• دعوة الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم وإباحة الاتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الأسري.
• الدعوة إلى العقم الاختياري وتحديد النسل لدى المسلمين.
• السيطرة على المنظمات الدولية بترؤسها من قبل أحد الماسونيين كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ومنظمات الأرصاد الدولية، ومنظمات الطلبة والشباب والشابات في العالم.
• لهم درجات ثلاث:
ـ العُمْي الصغار: والمقصود بهم المبتدئون من الماسونيين.
ـ الماسونية الملوكية: وهذه لا ينالها إلا من تنكر كليًّا لدينه ووطنه وأمته وتجرد لليهودية ومنها يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلاثون كتشرشل وبلفور.
ـ الماسونية الكونية: وهي قمة الطبقات، وكل أفرادها يهود، وهم أحاد، وهم فوق الأباطرة والملوك والرؤساء لأنهم يتحكمون فيهم، وكل زعماء الصهيونية من الماسونية الكونية كهرتزل، وهم الذين يخططون للعالم لصالح اليهود.
• يتم قبول العضو الجديد في جو مرعب مخيف وغريب حيث يقاد إلى الرئيس معصوب العينين وما أن يؤدي يمين حفظ السر ويفتح عينيه حتى يفاجأ بسيوف مسلولة حول عنقه وبين يديه كتاب العهد القديم ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية وأدوات هندسية مصنوعة من خشب … وكل ذلك لبث المهابة في نفس العضو الجديد.
• هي كما قال بعض المؤرخين: " آلة صيد بيد اليهودية يصرعون بها الساسة ويخدعون عن طريقها الأمم والشعوب الجاهلة".
• والماسونية وراء عدد من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية ووراء جل الثورات التي وقعت في العالم: فكانوا وراء إلغاء الخلافة الإسلامية وعزل السلطان عبد الحميد، كما كانوا وراء الثورة الفرنسية و البلشفية والبريطانية.
• تشترط الماسونية على من يلتحق بها التخلي عن كل رابطة دينية أو وطنية أو عرقية ويسلم قياده لها وحدها.
• حقائق الماسونية لا تكشف لأتباعها إلا بالتدريج حين يرتقون من مرتبة إلى مرتبة وعدد المراتب ثلاث وثلاثون.
• يحمل كل ماسوني في العالم فرجاراً صغيراً وزاوية لأنهما شعار الماسونية منذ أن كانا الأداتين الأساسيتين اللتين بنى بهما سليمان الهيكل المقدس بالقدس.
• يردد الماسونيون كثيراً كلمة " المهندس الأعظم للكون " ويفهمها البعض على أنهم يشيرون بها إلى الله سبحانه وتعالى والحقيقة أنهم يعنون " حيراما " إذ هو مهندس الهيكل وهذا هو الكون في نظرهم.

الجذور الفكرية والعقائدية للماسونية
جذور الماسونية يهودية صرفة، من الناحية الفكرية ومن حيث الأهداف والوسائل وفلسفة التفكير. وهي بضاعة يهودية أولاً وأخراً، وقد اتضح أنهم وراء الحركات الهدامة للأديان والأخلاق. وقد نجحت الماسونية بواسطة جمعية الإتحاد والترقي في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية، وعن طريق المحافل الماسونية سعى اليهود في طلب أرض فلسطين من السلطان عبد الحميد الثاني، ولكنه رفض رحمه الله، وقد أغلقت محافل الماسونية في مصر سنة 1965م بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل.

انتشار الماسونية ومواقع النفوذ
• لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوي نفوذاً من الماسونية، وهي من شر مذاهب الهدم التي تفتق عنها الفكر اليهودي.
• ويرى بعض المحققين أن الضعف قد بدأ يتغلل في هيكل الماسونية وأن التجانس القديم في التفكير وفي طرق الانتساب قد تداعى.

الخلاصة
إن الماسونية تعادي الأديان جميعاً، وتسعى لتفكيك الروابط الدينية، وهز أركان المجتمعات الإنسانية، وتشجع على التفلت من كل الشرائع والنظم والقوانين. وقد أوجدها حكماء صهيون لتحقيق أغراض التلمود وبروتوكولاتهم ، وطابعها التلون والتخفي وراء الشعارات البراقة، ومن والاهم أو انتسب إليهم من المسلمين فهو ضال أو منحرف أو كافر، حسب درجة ركونه إليهم.

وقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر بياناً بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري جاء فيه:
"ويحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها وواجب المسلم ألا يكون إمعة يسير وراء كل داعٍ ونادٍ، بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا"[1].

وواجب المسلم أن يكون يقظاً لا يغرَّر به، وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، ولها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه والله أعلم".
رئيس الفتوى بالأزهر : عبد الله المنشد

كما أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوى أخرى جاء فيها:
ـ " وقد قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عن هذه المنظمة الخطيرة، وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد، وما نشر من وثقائها فيما كتبه ونشره أعضاؤها، وبعض أقطابها من مؤلفات، ومن مقالات في المجلات التي تنطق باسمها.

وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي:
1 ـ أن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة، بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها.

2 ـ أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء والإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب.

3 ـ أنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية، على أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر، في أي بقعة من بقاع الأرض، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان على أساس معاونته في الحق لا الباطل. وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال.

4 ـ إن الدخول فيه يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة.

5 ـ أن الأعضاء المغفلين يتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجيًّا في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة.

6 ـ أنها ذات أهداف سياسية ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية.

7 ـ أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ويهودية الإدارة العليا والعالمية السرية وصهيونية النشاط.

8 ـ أنها في أهدافها الحقيقة السرية ضد الأديان جميعهاً لتهديمها بصورة عامة وتهديم الإسلام بصفة خاصة.

9 ـ أنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم.

10 ـ أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز. إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كليًّا مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية.

وقد تبين للمجمع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية، وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثيرة من المسؤولين في البلاد العربية وغيرها، في موضوع قضية فلسطين، وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضية المصيرية العظمى، لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية.

لذلك ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتها الخبيثة وأهدافها الماكرة يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب أهله.

والله ولي التوفيق.
الرئيس: عبد الله بن حميد ـ رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية.
نائب الرئيس: محمد علي الحركان ـ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
الأعضاء: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، محمد محمود الصواف.

المصدر: صيد الفوائد.

[1]الترمذي: السنن (2007) قال الألباني: ضعيف.
[2]مراجع للتوسع:
ـ السر المصون في شيعة الفرمسون، ليوس شيخو ـ سنة 1912م.
ـ هيكل سليمان، يوسف الحاج ـ سنة 1934م.
ـ أسرار الماسونية، الجنرال رفعت أتلخان.
ـ تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة، عبد الله عنان.
ـ الماسونية، أحمد عبد الغفور عطار.
ـ تاريخ الماسونية العام، جرجي زيدان.
ـ حقيقة الماسونية، د. محمد علي الزغبي.
ـ أصل الماسونية، ترجمة عوض خوري.
ـ الدنيا لعبة إسرائيل، وليم كار.
ـ أحجار على رقعة الشطرنج، ترجمة سعيد (جزائري).
ـ اليهود يجب أن يعيشوا، صموئيل روث.
ـ القوة الخفية التي تحكم العالم، جان مينو.
ـ المذاهب المعاصرة، د. عبد الرحمن عميره.
ـ الماسونية في المنطقة 245 ـ أبو إسلام أحمد عبد الله.
ـ الماسونية سرطان الأمم ـ أبو إسلام أحمد عبد الله.
ـ الماسونية العالمية في ميزان الإسلام ـ د. عبد الله سمك.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الماتريدية

التعريف
الماتريدية فرقة كلامية بدعية، تُنسب إلى أبي منصور الماتريدي، قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاججة خصومها، من المعتزلة والجهمية وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية.

مرحلة التأسيس
مرت الماتريدية كفرقة كلامية بعدة مراحل، ولم تُعرف بهذا الاسم إلا بعد وفاة مؤسسها، كما لم تعرف الأشعرية وتنتشر إلا بعد وفاة أبي الحسن الأشعري، ولذلك فإنه يمكن إجمالها في أربع مراحل رئيسية كالتالي:
• مرحلة التأسيس [000ـ333هـ]، والتي اتسمت بشدة المناظرات مع المعتزلة وصاحب هذه المرحلة أبو منصور الماتريدي.
أبو منصور الماتريدي
هو محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي [ 000ـ333هـ]، نسبة إلى (ماتريد) وهي محلة قرب سمرقند فيما وراء النهر، ولد بها ولا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، بل لم يذكر من ترجم له كثيراً عن حياته، أو كيف نشأ وتعلم، أو بمن تأثر.
ولم يذكروا من شيوخه إلا العدد القليل مثل: نصير بن يحيى البلخي، وقيل نصر وتلقى عنه علوم الفقه الحنفي وعلوم الكلام.

أطلق عليه الماتريدية، ومن وافقهم عدة ألقاب تدل على قدره وعلو منزلته عندهم مثل: "إمام المهدى"، "إمام المتكلمين".

قال عبد الله المرائي: "كان أبو منصور قوي الحجة، فحما في الخصومة، دافع عن عقائد المسلمين، ورد شبهات الملحدين.."[1] ، وقال عنه الشيخ أبو الحسن الندوي "جهبذ من جهابذة الفكر الإنساني، امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية المختلفة"[2] بل كان يرجِّحه على أبي الحسن الأشعري[3].

ـ عاصر أبو منصور الماتريدي أبا الحسن الأشعري، وعاش الملحمة بين أهل الحديث وأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم، فكانت له جولاته ضد المعتزلة وغيرهم، ولكن بمنهاج غير منهاج الأشعري، وإن التقيا في كثير من النتائج غير أن المصادر التاريخية لا تثبت لهما لقاء أو مراسلات بينهما، أو إطلاع على كتب بعضها.

ـ توفي أبو منصور الماتريدي عام 333هـ ودفن بسمرقند، وله مؤلفات كثيرة: في أصول الفقه والتفسير. ومن أشهرها: تأويلات أهل السنة أو تأويلات القرآن وفيه تناول نصوص القرآن الكريم، ولا سيما آيات الصفات، فأوَّلها تأويلات جهمية. و من أشهر كتبه في علم الكلام كتاب التوحيد وفيه قرر نظرياته الكلامية، وبيَّن معتقده في أهم المسائل الاعتقادية، ويقصد بالتوحيد: توحيد الخالقية والربوبية، وشيء من توحيد الأسماء والصفات، ولكن على طريقة الجهمية بتعطيل كثير من الصفات بحجة التنزيه ونفي التشبيه مخالفاً طريقة السلف الصالح. كما ينسب إليه شرح كتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة، وله في الردود على المعتزلة رد الأصول الخمسة وأيضاً في الرد على الروافض رد كتاب الإمامة لبعض الروافض، وفي الرد على القرامطة الرد على فروع القرامطة.
مرحلة التكوين
• مرحلة التكوين [ 333ـ500هـ ]، وهي مرحلة تلامذة الماتريدي ومن تأثر به من بعده، وفيه أصبحت فرقة كلامية ظهرت أولاً في سمرقند، وعملت على نشر أفكار شيخهم وإمامهم، ودافعوا عنها، وصنفوا التصانيف متبعين مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع (الأحكام)، فراجت العقيدة الماتريدية في تلك البلاد أكثر من غيرها.
ومن أشهر أصحاب هذه المرحلة: أبو القاسم إسحاق بن محمد بن إسماعيل الحكيم السمرقندي (342هـ)، عرف بأبي القاسم الحكيم لكثرة حكمه ومواعظه، وأبو محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي (390هـ).

• ثم تلى ذلك مرحلة أخرى تُعتبر امتداداً للمرحلة السابقة. ومن أهم وأبرز شخصياتها:
ـ أبو اليسر البزدوي [421ـ493هـ]: هو محمد بن محمد بن الحسين ابن عبد الكريم، والبزدوي نسبة إلى بزدوة ويقال بزدة، ولقب بالقاضي الصدر، وهو شيخ الحنفية بعد أخيه الكبير علي البزودي، وأخذ عن الشيخ أبي اليسر البزدوي جمٌّ غفير من التلاميذ؛ ومن أشهرهم: ولده القاضي أبو المعاني أحمد، ونجم الدين عمر بن محمد النسفي صاحب العقائد النسفية، وغيرهما.

مرحلة التأليف والتأصيل
• وامتازت هذه المرحلة [500ـ700هـ] بكثرة التأليف وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية؛ ولذا فهي أكبر الأدوار السابقة في تأسيس العقيدة، ومن أهم أعيان هذه المرحلة:
أبو المعين النسفي
هو ميمون بن محمد بن معتمد النسفي المكحولي [438ـ508هـ]، والنسفي نسبة إلى نسف وهي مدينة كبيرة بين جيحون وسمرقند، والمكحولي نسبة إلى جده الأكبر، ولكن نسبته إلى بلده غلبت نسبته إلى جده، وله ألقاب عدة أشهرها: سيف الحق والدين.
ـ ويعد من أشهر علماء الماتريدية، إلا أن من ترجم له لم يذكر أحداً من شيوخه، أو كيفية تلقيه العلم، يقول الدكتور فتح الله خليف: "ويعتبر الإمام أبو المعين النسفي من أكبر من قام بنصرة مذهب الماتريدي، وهو بين الماتريدية كالباقلاني والغزالي بين الأشاعرة. ومن أهم كتبه تبصرة الأدلة، ويعد من أهم المراجع في معرفة عقيدة الماتريدية بعد كتاب التوحيد للماتريدي، بل هو أوسع مرجع في عقيدة الماتريدية على الإطلاق، وقد اختصره في كتابه التمهيد، وله أيضاً كتاب بحر الكلام، وهو من الكتب المختصرة التي تناول فيها أهم القضايا الكلامية". توفي الإمام أبو معين النسفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ثمانٍ وخمسمائة، وله سبعون سنة.
نجم الدين عمر النسفي
ـ نجم الدين عمر النسفي [462ـ537هـ]: هو أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد ابن أحمد بن إسماعيل … بن لقمان الحنفي النسفي السمرقندي، وله ألقاب عدة أشهرها: نجم الدين.
ـ كان من المكثرين من الشيوخ، فقد بلغ عدد شيوخه خمسمائة رجلاً ومن أشهرهم: أبو اليسر البزدوي، وعبد الله بن علي بن عيسى النسفي. وأخذ عنه خلقٌ كثير، وله مؤلفات بلغت المائة، منها: مجمع العلوم، التيسير في تفسير القرآن، النجاح في شرح كتاب أخبار الصحاح في شرح البخاري، وكتاب العقائد المشهورة بالعقائد النسفية، والذي يعد من أهم المتون في العقيدة الماتريدية وهو عبارة عن مختصر لتبصرة الأدلة لأبي المعين النسفي قال فيه السمعاني في ترجمة له: "كان إماماً فاضلاً متقناً، صنَّف في كل نوع من التفسير والحديث.. فلما وافيت سمرقند استعرت عدة كتب من تصانيفه، فرأيت فيها أوهاماً كثيرة خارجة عن الحد، فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث، ولم يرزق فهمه".
ـ توفي بسمرقند ليلة الخميس ثاني عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
مرحلة التوسع والانتشار
• وتعد من أهم مراحل الماتريدية [700ـ1300هـ]، حيث بلغت أوجَ توسعها وانتشارها في هذه المرحلة؛ وما ذلك إلا لمناصرة سلاطين الدولة العثمانية، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان الدولة العثمانية، فانتشرت في: شرق الأرض، وغربها، وبلاد العرب، والعجم، والهند، والترك، وفارس، والروم.

وبرز فيها أمثال: الكمال بن الهمام صاحب المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، والذي ما زال يدرَّس في بعض الجامعات الإسلامية. وفي هذا الدور كثرت فيها تأليف الكتب الكلامية من: المتون، والشروح، والشروح على الشروح، والحواشي على الشروح.
مدارس تدرِّس العقيدة الماتريدية
هناك مدراس مازالت تتبنى الدعوة للماتريدية وتدريس العقيدة الماتريدية في شبه القارة الهندية وتتمثل في:
مدرسة ديوبند و الندوية [1283هـ ـ …]
وفيها كثر الاهتمام بالتأليف في علم الحديث وشروحه، فالديوبندية أئمة في العلوم النقلية والعقلية؛ إلا أنهم متصوفة محضة، وعند كثير منهم بدعٌ قبورية، كما يشهد عليهم كتابهم المهنَّد على المفنَّد لـ الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمتهم، وهو من أهم كتب الديوبندية في العقيدة، ولا تختلف عنها المدرسة الندوية في كونها ماتريدية العقيدة.
مدرسة البريلوي [1272هـ ـ…]
نسبة إلى زعيمهم أحمد رضا خان الأفغاني الحنفي الماتريدي الصوفي الملقب بعبد المصطفي [1340هـ] وفي هذا الدور يظهر الإشراك الصريح، والدعوة إلى عبادة القبور، وشدة العداوة للديوبندية، وتكفيرهم فضلاً عن تكفير أهل السنة.
مدرسة الكوثري [ 1296هـ ـ …]
و تنسب إلى الشيخ محمد زاهد الكوثري الجركسي الحنفي الماتريدي (1371هـ) ويظهر فيها شدة الطعن في أئمة الإسلام ولعنهم، وجعلهم مجسمة ومشبهة، وجعل كتب السلف ككتب: التوحيد، الإبانة، الشريعة، والصفات، والعلو، وغيرها من كتب أئمة السنة، كتب وثنيةٍ وتجسيمٍ وتشبيهٍ، كما يظهر فيها أيضاً شدة الدعوة إلى البدع الشركية وللتصوف من تعظيم القبور والمقبورين تحت ستار التوسل[4].
أهم الأفكار والمعتقدات
مصدر التلقي
قسّم الماتريدية أصول الدين حسب التلقي إلى:
ـ الإلهيات [العقليات]: وهي ما يستقل العقل بإثباتها والنقل تابع له، وتشمل أبواب التوحيد والصفات.
ـ الشرعيات [السمعيات]: وهي الأمور التي يجزم العقل بإمكانها ثبوتاً ونفياً، ولا طريق للعقل إليها مثل: النبوات، و عذاب القبر، وأمور الآخرة، علماُ بأن بعضهم جعل النبوات من قبيل العقليات.
ولا يخفي ما في هذا من مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة حيث أن القرآن والسنة وإجماع الصحابة هم مصادر التلقي عندهم، فضلاُ عن مخالفتهم في بدعة تقسيم أصول الدين إلى: عقليات وسمعيات، والتي قامت على فكرة باطلة أصّلها الفلاسفة من: أن نصوص الدين متعارضة مع العقل، فعملوا على التوسط بين العقل والنقل، مما اضطرهم إلى إقحام العقل في غير مجالات بحثه؛ فخرجوا بأحكام باطلة تصطدم مع الشرع ألجأتهم إلى التأويل والتفويض، بينما لا منافاة عند أهل السنة والجماعة بين العقل والسليم الصريح والنقل الصحيح.
موقفهم من الأدلة النقلية في مسائل الإلهيات [العقليات]
بناءً على التقسيم السابق فإن موقفهم من الأدلة النقلية في مسائل الإلهيات [العقليات] كالتالي:
ـ إن كان من نصوص القرآن الكريم والسنة المتواترة مما هو قطعي الثبوت قطعي الدلالة عندهم، أي مقبولاً عقلاُ، خالياً من التعارض مع عقولهم؛ فإنهم يحتجون به في تقرير العقيدة. وأما إن كان قطعي الثبوت ظني الدلالة عندهم أي: مخالفاً لعقولهم، فإنه لا يفيد اليقين، ولذلك تُؤوَّل الأدلة النقلية بما يوافق الأدلة العقلية، أو تفويض معانيها إلى الله عز وجل. وهم في ذلك مضطربون، فليست عندهم قاعدة مستقيمة في التأويل والتفويض؛ فمنهم من رجّح التأويل على التفويض، ومنهم من رجّح التفويض، ومنهم من أجاز الأمرين، وبعضهم رأى أن التأويل لأهل النظر والاستدلال، والتفويض أليق للعوام.
والملاحظ أن القول بالتأويل لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحاب القرون المفضلة، وإنما هي بدعة دخلت على الجهمية والمعتزلة من اليهود والنصارى، وإلى التأويل يرجع جميع ما أُحدث في الإسلام من بدع فرَّقت شمل الأمة، وهو أشرُّ من التعطيل؛ حيث يستلزم التشبيه والتعطيل، واتهاماً للرسول صلى الله عليه وسلم بالجهل، أو كتمان بيان ما أنزل الله تعالى.
وأما القول بالتفويض فهو من أشر أقوال أهل البدع لمناقضته ومعارضته نصوص التدبر للقرآن، واستلزام تجهيل الأنبياء والمرسلين برب العالمين.
ـ وإن كان من أحاديث الآحاد فإنها عندهم تفيد الظن، ولا تفيد العلم اليقيني، ولا يعمل بها في الأحكام الشرعية مطلقاً، بل وفق قواعدهم وأصولهم التي قرروها، وأما في العقائد فإنه لا يحتج بها، ولا تثبت بها عقيدة، وإن اشتملت على جميع الشروط المذكورة في أصول الفقه، وإن وردت مخالفة للعقل ولا تحتمل التأويل رُدَّت بافتراء ناقله أو سهوه أو غلطة، وإن كانت ظاهرة فظاهرها غير مراد، وهذا موقف الماتريدية قديماً وحديثاً؛ حتى أن الكوثري ومن وافقه من الديوبندية طعنوا في كتب السنة بما فيها الصحيحين، وفي عقيدة أئمة السنة بما فيها الصحيحين، وفي عقيدة أئمة السنة مثل: حماد بن سلمة راوي أحاديث الصفات، والإمام الدارمي عثمان بن سعيد صاحب السنن. وهذا قول مبتدع محدث ابتدعته القدرية والمعتزلة؛ لأن الأحاديث حجة عليهم وهو مخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يبعث الرسل إلى الملوك والرؤساء فُرادَى يدعونهم إلى الإسلام. وكذلك فإن تقسيم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى متواتر وآحاد لم يكن معروفاً في عصر الصحابة والتابعين.
ـ كما رتبوا على ذلك وجوب معرفة الله تعالى بالعقل قبل ورود السمع، واعتبروه أول واجب على المكلف، ولا يعذر بتركه ذلك، بل يعاقب عليه ولو قبل بعثة الأنبياء والرسل. وبهذا وافقوا قول المعتزلة: وهو قول ظاهر البطلان، تعارضه الأدلة من الكتاب والسنة التي تبين أن معرفة الله تعالى يوجبها العقل، ويذم من يتركها، لكن العقاب على الترك لا يكون إلا بعد ورود الشرع، يقول الله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} [الإسراء: 15] وأن أول واجب على المكلف، وبه يكون مسلماً: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والبراءة من كل دين يخالف دين الإسلام على الإجمال، ولهذا لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن لم يأمره بغير ذلك. وكذلك الأنبياء لم يدعوا أقوامهم إلا بقول {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [الأعراف: 59].
ـ وقالوا أيضاً بالتحسين والتقبيح العقليين، حيث يدرك العقل حسن الأشياء وقبحها، إلا أنهم اختلفوا في حكم الله تعالى بمجرد إدراك العقل للحسن والقبح. فمنهم من قال: إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة ولو لم يبعث إليهم رسول ؛ كما سبق، ومنهم من قال بعكس ذلك.
ـ وذهبت كذلك الماتريدية كغيرها من الفرق الكلامية إلى أن المجاز واقع في اللغة والقرآن والحديث؛ ويقصدون بالمجاز بأنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، وهو قسيم الحقيقة عندهم. ولذلك اعتمدوا عليه في تأويل النصوص دفعاً ـ في ظنهم ـ لشبه التجسيم والتشبيه. وهو بهذا المعنى : قول مبتدع، محدث، لا أصل له في اللغة ولا في الشرع. ولم يتكلم فيه أئمة اللغة: كالخليل بن أحمد، وسيبويه فضلاً عن أئمة الفقهاء والأصوليين المتقدمين.
ـ مفهوم التوحيد عند الماتريدية هو: إثبات أن الله تعالى واحد في ذاته، لا قسيم له، ولا جزء له، واحد في صفاته، لا شبيه له، واحد في أفعاله، لا يشاركه أحد في إيجاد المصنوعات، ولذلك بذلوا غاية جهدهم في إثبات هذا النوع من التوحيد باعتبار أن الإله عندهم هو: القادر على الاختراع. مستخدمين في ذلك الأدلة والمقاييس العقلية والفلسفية التي أحدثها المعتزلة والجهمية، مثل دليل حدوث الجواهر والأعراض، وهي أدلة طعن فيها السلف والأئمة وأتباعهم وأساطين الكلام والفلسفة، وبينوا أن الطرق التي دل عليها القرآن أصح. بيّن ذلك أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر، وابن رشد الحفيد في مناهج الأدلة. وشيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل. وأيضاً خالفوا أهل السنة والجماعة بتسويتهم بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فالإله عند أهل السنة: المألوه المعبود الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له. وما أرسلت الرسل إلا لتقرير ذلك الأمر، ودعوة البشرية إلى توحيد الله تعالى في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
ـ أثبتوا لله تعالى أسماءه الحسنى، وقالوا: لا يسمَّى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، وجاء به الشرع. وفي ذلك وافقوا أهل السنة والجماعة في القول بالتوقيف في أسمائه تعالى إلا أنهم خالفوهم فيما أدخلوه في أسمائه تعالى: كالصانع، القديم،الذات … حيث لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله تعالى وباب التسمية.
ـ وقالوا بإثبات ثماني صفاتٍ لله تعالى فقط، على خلاف بينهم وهي: الحياة، القدرة، العلم، الإرادة، السمع، البصر، الكلام، التكوين. وعلى أن جميع الأفعال المتعدية ترجع إلى التكوين، أما ما عدا ذلك من الصفات التي دل عليها الكتاب والسنة [ الصفات الخبرية ] من صفات ذاتية، أو صفات فعلية، فإنها لا تدخل في نطاق العقل، ولذلك قالوا بنفيها جميعاً. أما أهل السنة والجماعة فهم كما يعتقدون في الأسماء يعتقدون في الصفات وأنها جميعاً توقيفية، ويؤمنون بها " بإثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل، مع تفويض الكيفية وإثبات المعنى اللائق بالله ـ تعالى ـ لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
ـ قولهم بأن القرآن الكريم ليس بكلام الله تعالى على الحقيقة، وإنما هو كلام الله تعالى النفسي، لا يسمع، وإنما يسمع ما هو عبارة عنه، ولذلك فإن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة ؛ وهو قول مبتدع محدث لم يدل عليه الكتاب ولا السنة، ولم يرد عن سلف الأمة. وأول من ابتدعه ابن كلاب. فالله تعالى يتكلم إذا شاء متى شاء بما شاء، ولا يزال يتكلم كما كلم موسى، ويكلم عباده يوم القيامة، والقرآن كلام الله تعالى على الحقيقة، غير مخلوق. وكذلك التوراة والإنجيل والزبور. وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة الصالح ومن تبعهم بإحسان.
ـ تقول الماتريدية في الإيمان أنه التصديق بالقلب فقط، وأضاف بعضهم الإقرار باللسان، ومنعوا زيادته ونقصانه، وقالوا بتحريم الاستثناء فيه، وأن الإسلام والإيمان مترادفان، لا فرق بينهما، فوافقوا المرجئة في ذلك، وخالفوا أهل السنة والجماعة، حيث إن الإيمان عندهم: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، و عمل بالأركان. يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. ويجوز الاستثناء فيه والمقصود عدم تزكية النفس والإيمان والإسلام متلازمان، إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.
الإيمان بالسمعيات
وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في الإيمان بالسمعيات مثل: أحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر، والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة، والجنة، والنار ؛ لأنهم جعلوا مصدر التلقي فيها السمع، لأنها من الأمور الممكنة التي أخبر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة.
ـ وبالتالي فإنهم أثبتوا رؤية الله تعالى في الآخرة ؛ ولكن مع نفي الجهة والمقابلة. وهذا قول متناقض حيث أثبتوا ما لا يمكن رؤيته، ولا يخفي مخالفته لما عليه أهل السنة والجماعة.
القول في الصحابة
وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطأ عن اجتهاد منهم ؛ ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة، أو فسق. كما يرون أن الخلافة في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل برٍ وفاجرٍ، ولا يجوز الخروج على الإمام الجائر.
القول بالقدر والقدرة والاستطاعة
وافقت الماتريدية أهل السنة والجماعة في القول بالقدر والقدرة، والاستطاعة، على أن كل ما يقع في الكون بمشيئة الله تعالى وإرادته، وأن أفعال العباد من خير وشر من خلق الله تعالى وأن للعباد أفعالاً اختيارية، يثابون عليها، ويعاقبون عليها، وأن العبد مختار في الأفعال التكليفية غير مجبور على فعلها.
وقالت الماتريدية بعدم جواز التكليف بما لا يُطاق موافقة المعتزلة في ذلك، والذي عليه أهل السنة والجماعة هو: التفضيل، وعدم إطلاق القول بالجواز أو بالمنع.
الجذور الفكرية والعقائدية
يتبين للباحث أن عقيدة الماتريدية فيها حق وباطل؛ فالحق أخذوه عن أهل السنة من الحنفية السلفية وغيرهم؛ لأن المستقرىء للتاريخ يجد أن الحنفية بعد الإمام أبي حنيفة رحمه الله تفرقوا فرقاً شتى في وقت مبكر، ولم يَسٍر على سيرة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه إلا من وفقه الله عز وجل. وقد كانت الغلبة في ذلك للأحناف المنتسبين للفرق المبتدعة من: جهمية، ومعتزلة. ولأن المصادر التاريخية لم تُشِر إلى كيفية تلقي أبي منصور الماتريدي العلم أو من تأثر بهم من العلماء، نستطيع ترجيح الآتي:
ـ تأثُّر أبو منصور الماتريدي مباشرة أو بواسطة شيوخه بعقائد الجهمية من الإرجاء والتعطيل؛ وكذلك المعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية ظناً منه أنها عقيدة أهل السنة.
ـ تأثر بابن كلاب ( 240هـ ) أول من ابتدع القول بالكلام النفسي لله عز وجل في بدعته هذه، وأن لم يثبت لهما لقاء، حيث توفي ابن كلاب قبل مولده، بل صرح شيخ الإسلام ابن تيمية أن أبا منصور الماتريدي تابع ابن كلاب في عدة مسائل: الصفات، وما يتعلق بها، كمسألة القرآن، هل سبحانه يتكلم بمشيئته وقدرته ؟ ومسألة الاستثناء في الإيمان[5].
الانتشار ومواقع النفوذ
انتشرت الماتريدية وكثر أتباعها في بلاد الهند وما جاورها من البلاد الشرقية: كالصين، وبنغلاديش، وباكستان، وأفغانستان. كما انتشرت في بلاد تركيا، والروم، وفارس، وبلاد ما وراء النهر، والمغرب حسب انتشار الحنفية وسلطانهم، وما زال لهم وجود قوي في هذه البلاد، وذلك لأسباب كثيرة منها:
1 ـ المناصرة والتأييد من الملوك والسلاطين لعلماء المذهب، وبخاصة سلاطين الدولة العثمانية.
2 ـ للمدارس الماتريدية دورٌ كبير في نشر العقيدة الماتريدية، وأوضح مثال على ذلك: المدارس الديوبندية بالهند وباكستان وغيرها؛ حيث لا زال يدرَّس فيها كتب الماتريدية في العقيدة على أنها عقيدة أهل السنة والجماعة.
3 ـ النشاط البالغ في ميدان التصنيف في علم الكلام، وردهم على الفرق المبتدعة الأخرى، مثل الجهمية الأولي، والمعتزلة، والروافض.
4 ـ انتسابهم للإمام أبي حنيفة ومذهبه في الفروع.
الخلاصة
أن الماتريدية[6] فرقة كلامية نشأت بسمرقند في القرن الرابع الهجري، وتنسب إلى أبي منصور الماتريدي، مستخدمة الأدلة والبراهين العقلية والفلسفية في مواجهة خصومها من المعتزلة، والجهمية وغيرهما من الفرق الباطنية، في محاولة لم يحالفها التوفيق للتوسط بين مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد ومذاهب المعتزلة والجهمية وأهل الكلام، فأعْلَوا شأن العقل مقابل النقل، وقالوا ببدعة تقسيم أصول الدين إلى عقليات وسمعيات مما اضطرهم إلى القول بالتأويل والتفويض، وكذا القول بالمجاز في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وعدم الأخذ بأحاديث الآحاد، وبالقول بخلق الكتب ومنها: القرآن الكريم؛ وعلى أن القرآن الكريم كلام الله تعالى النفسي. مما قربَّهم إلى المعتزلة والجهمية في هذا الباب، وإلى المرجئة في أبواب الإيمان، وأهل السنة والجماعة في مسائل: القدر، وأمور الآخرة وأحوال البرزخ، وفي القول في الإمامة، والصحابة رضي الله عنهم.
ولما كان مفهومهم للتوحيد أنه يقتصر على: توحيد الخالقية، والربوبية، مما مكن التصوف الفلسفي بالتغلغل في أوساطهم، فغلب على كبار منتسبيهم وقوي بقوة نفوذ وانتشار المذهب؛ لوجود أكثر من دولة تحميه وتؤيده مثل: الدولة العثمانية ؛ فضلاً عن وجود جامعات ومدارس مشهورة تعمل على نشره، وكان لانتسابهم لمذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع أثره البالغ في انتشار المذهب الماتريدي إلى اليوم. ومع هذا فإن للماتريدية خدمات في الرد على: المعتزلة والباطنية والفلاسفة الملحدين والروافض، ولهم جهود في خدمة كتب الحديث لا تخلو من ملحوظات .

المصدر: صيد الفوائد.

[1]عبد الله المرائي: الفتح المبين في طبقات الأصوليين 1/193، 194.

[2]أبو الحسن الندوي: رجال الفكر والدعوة ص139.

[3]أبو الحسن الندوي: تاريخ الدعوة والعزيمة 114/115.

[4]انظر تعليقات الكوثري على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وكتاب مقالات الكوثري.

[5] ابن تيمية: مجموع الفتاوى 7/433، منهاج السنة 2/362.

[6]مراجع للتوسع:

أ ـ كتب المذهب:
ـ كتاب التوحيد، أبو منصور الماتريدي.
ـ تأويلات أهل السنة، أبو منصور الماتريدي.
ـ تبصرة الأدلة، أبو المعين النسفي.
ـ بحر الكلام في علم التوحيد، أبو المعين النسفي.
ـ شرح العقائد النسفية، لنجم الدين عمر النسفي / التفنازاني.
ـ المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، ابن الهمام مع شرحه المسامرة لابن أبي شريف، شرح قاسم بن قطلويغا.
ـ رسالة التوحيد، الشيخ محمد عبده.
ـ رسالة في الخلافات بين الأشعرية والماتريدية والمعتزلة، مستحي زاده عبد الله بن عثمان.
ـ مقالات الكوثري ومعها مقدمة البنوري الديوبندي، لأحمد خيري.
ـ تاريخ الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، د. محيى الدين الألوائي.
ـ العلماء العُزاب، الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
ـ الأجوبة الفاضلة، للكنوي، تعليقات الشيخ عبد الفتاح أبي غدة.
ـ عقيدة الإسلام والإمام الماتريدي، د. أبو الخير محمد أيوب البنغلاديشي.
ـ الفتاوى الرشيدية، للشيخ رشيد أحمد الكنكوهي الديوبندي.

ب ـ كتب ومراجع لغير المذاهب:
ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، أبو القاسم هبة الله بن الحسن ابن منصور الطبري اللالكائي.
ـ الأسماء والصفات، البيهقي.
ـ الإيمان، [مجموع الفتاوى: 7/4 ـ 421] شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ الإكليل في المتشابه والتأويل [مجموع الفتاوى: 13/270 ـ 314] شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ درء تعارض العقل والنقل، شيخ الإسلام ابن تيمية ـ تحقيق د. رشاد محمد سالم.
ـ اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ابن قيم الجوزية، تحقيق د. عبد الله المعتق.
ـ ذم التأويل، ابن قدامة المقدسي.
ـ التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، عبد الرحمن بن يحيى اليماني المعلمي.
ـ البريلوية عقائد وتاريخ، إحسان إلهي ظهير.
ـ الماتريدية، رسالة ماجستير، أحمد بن عوض الله اللهيبي الحربي.
ـ الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات، رسالة ماجستير، لشمس الأفغاني السلفي.
ـ منهج الماتريدية في العقيدة، د. محمد بن عبد الرحمن الخميس.
ـ مناهج الأدلة في عقائد الملة، ابن رشد الحفيد [أبو الوليد الأصفر محمد ابن أحمد الفلسفي].
ـ براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة، د. أبو زيد بكر بن عبد الله أبو زيد.
ـ مقدمة شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ـ محمد ناصر الدين الألباني.
ـ الاستقامة، شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه ـ محمد آمان بن علي الجامي.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الأنصار

التعريف
فرقة باطنية عنصرية ظهرت بين السود في الولايات المتحدة الأمريكية في الستينات الميلادية وامتدت إلى كندا، وأمريكا الوسطى والجنوبية نظرًا لقوة أنشطتها، وهي تدَّعي الإسلام والانتساب إلى المهدية في السودان، غير أن عقائدها خليط من النصرانية واليهودية والبوذية والإسلام.

دوايت يورك Dwight York
عيسى عبد الله
ولد مؤسس هذه الفرقة دوايت يورك Dwight York سنة 1935م بمدينة نيويورك، وكان يتعاطى المخدرات، فقضى فترة من عمره في السجن. وهناك تعرف على مبادئ الإسلام ودرس النصرانية واليهودية وغيرها من الأديان والفرق. وبعد إطلاق سراحه في أوائل الستينات، أسلم في مسجد ستايت ستريت .Stat St بحي بروكلين Brooklyn بمدينة نيويورك، وانتحل لنفسه اسم عيسى عبد الله. وبما أن الوضع الاجتماعي في أمريكا كان مشحوناً بالشعور القومي آنذاك، فقد أخذ عيسى يدعو شباب السود في ضواحي نيويورك إلى الإسلام، بطابع قومي، معتمداً في ذلك على تأويل نصوص الإنجيل المتداول، والقرآن الكريم. واتخذ شعاراً لفرقته هلالاً بداخله نجمة داود، وبداخلها صليب فرعون، وقد أطلق على فرقته في بداية الأمر اسم (أنصار الصوفية الخالصة Ansar pure sufi) شعاراً للفرقة ثم غير اسم الفرقة إلى النوبيين Nobians انتساباً إلى قبائل النوبة بمصر والسودان، وإبرازاً للاتجاه القومي، ثم غيّر الاسم مرة أخرى إلى جمعية أنصار الله Ansaru Allah Community كما فرض على أتباعه في البداية التحلي بقطعة عظم صغيرة في الأذن اليسرى، وارتداء طرابيش سوداء وملابس من غرب أفريقيا ثم غيّر الزي إلى حلقة فضية في الأنف مع وضع العمامة على الرأس وارتداء الثوب السوداني.

النظام الاجتماعي والاقتصادي
ـ ألزم عيسى عبد الله أتباعه بالسكن الجماعي، حيث تتجمع النساء في وحدة خاصة منفصلة عن وحدة الرجال، ويتجمع الأطفال في وحدة أخرى منفصلة عنهما، وخصص غرفة واحدة في مهجع النساء للاتصال الجنسي بين المتزوجين بالتناوب، وسموا تلك الغرفة (الغرفة الخضراء). وكان عيسى الوحيد الذي يسمح له بحرية الاختلاط مع نساء الفرقة في سكنهن، فكثرت تقريرات العضوات اللاتي انسحبن مع الفرقة بسبب دخوله على نساء الغير وحمل عشرات النساء في آن واحد بأولاد له، كما اختار عيسى بعض النساء كملك يمين له، إضافة إلى زوجاته الأربع اللاتي يبدلهن من حين إلى آخر، وحدد عيسى للنساء ما عدا زوجاته وملك يمينه أعمالاً جماعية معينة مثل الطبخ والخياطة وغسل الثياب وجمع معلومات لتأليف كتب تطبع باسمه.

ـ فرض عيسى على المعتنقين الجدد تسليم جميع ما عندهم من الأموال والممتلكات وأجبر من كان يعمل منهم أو يدرس في الجامعات بترك العمل والدراسة كما دعاهم إلى مقاطعة أقربائهم ومفاصلتهم وقطع صلتهم بهم حتى لا يكون لهم أدنى درجة في الاستقلال المالي أو الفكري واقتبس عيسى نظام التسوُّل الجماعي من الفرقة الهندوكية (هاري كريشنا Hari Krishna) التي كانت منتشرة بين الشباب البيض حينئذٍ ففرضه على جميع أتباعه الذكور حيث ظهروا في زوايا شوارع أحياء نيويورك وممرات مطار كيندي وعربات القطارات يتسولون من طلوع الشمس إلى غروبها ويسلمون جميع ما يجمعون من التبرعات إلى عيسى فيتصرف فيها كما يشاء، ومن لم يجمع الحد الأدنى من التبرعات التي عينها عيسى (خمسين دولاراً) حرم آخر النهار من مباشرة زوجته.

الأفكار والمعتقدات
• زار عيسى عبد الله السودان في عام 1973م، وقابل أهل المهدي، والتقط عدة صور فوتوغرافية لنفسه مع أفراد عائلة المهدي، وعند عودته إلى أمريكا غيّر اسمه إلى عيسى عبد الله المهدي، وادعى أنه من أحفاد محمد أحمد المهدي، مستدلاً على ذلك بالصور، كما ادعى أنه حصل على شهادة الدكتوراه في علوم الشريعة خلال الشهور الأربعة التي قضاها هناك. وقد زاره في نيويورك الصادق المهدي وبعض إخوانه الآخرين فصوروا الصادق يعانقه، ويصافحه وأتباعه، ويخطب في معبده تأييداً لدعواه، وغيّر عيسى اسمه مرة أخرى إلى عيسى الهادي المهدي، وأضاف اسمه واسم أمه إلى شجرة نسب المهدي المزعوم.

• أعلن عيسى في أواخر السبعينات أنه مجدد القرن منافساً لابن اليجا محمد (المعروف بوارث دين محمد) الذي ادعاه آنذاك. وفي أوائل الثمانينات تطرق إلى الألوهية حيث صرح في كتبه أنه الإله المتجسد.

• يعتقد الأتباع أن الجنس الأبيض ليسوا بشراً على الحقيقة إذ لا أرواح لهم وإنما تلبست بأجسادهم الأرواح الشريرة فهم حسب اعتقاد الأتباع شياطين في صورة آدميين، أما الأنبياء فيعتقدون أنهم جميعاً كانوا من أصحاب البشرة السوداء.

• زعم عيسى أن جبريل جامع مريم البتول فأنجبت منه النبي عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو بدوره لم يرفعه الله إليه إنما توفاه الله في الأرض.

• ينكر أتباع عيسى نسخ التوراة والإنجيل ويقولون بعدم تحريفهما، وأوجب عيسى على أتباعه العمل بتعاليمها.
• زعم عيسى عبد الله أنه عثر على الصحف التي أنزلت على آدم وشيث وإبراهيم وإدريس كما ادعى أنه ترجم بعض نصوصها إلى اللغة الإنجليزية.

• زاد في الصلاة أشياء كثيرة، مثل أن يقول المصلي عند التشهد الأخير (اللهم صلى على محمد أحمد خليفة رسول الله ) ، ثم ألغى الصلاة على النبي مدعياً أنه شِرْكٌ وعبادة موجهة إلى الرسول من دون الله تعالى.

• يعتبر الأتباع يوم الجمعة يوم تمهيد للعيد الأسبوعي وهو يوم السبت فهم يؤدون في السبت بعض الطقوس المقتبسة من طقوس اليهود.

• يعتقد الأنصار أن نعيم الجنة نعيماً نفسيًّا وأن آلام النار آلاماً نفسية وليست حقيقية.

• يحرم الأنصار أكل لحوم الإبل والضب كما لا يجيزون العمل في يوم السبت. كما أنهم يحلون وطء المرأة في دبرها ويبيحون شرب الخمر لأداء الطقوس الدينية اليهودية.

• لهذه الفرقة صحف ومجلات وأكثر من مائتي كتاب، كلها تنسب إلى عيسى، وهي تتناول أفكار الفرقة واعتقاداتها ومن ضمنها ترجمة للأوراد الراتبة للمهدي السوداني المزعوم وترجمة وتفسير لبعض أجزاء القرآن.

الانتشار ومواقع النفوذ
يقع مركز الفرقة في مدينة نيويورك، ولها أحياء كبيرة أخرى في واشنطن وفيلاديلفيا في الولايات المتحدة، وفي مونتريال بكندا وسان وان بجزيرة ترينيداد بأمريكا الوسطى، ولها فروع متوسطة الحجم في جورج تاون وجمهورية غيانا بأمريكا الجنوبية، وجزيرة سانت فيسانت من جزر البحر الكاريبي.

الخلاصة
أن الأنصار[1] فرقة باطنية عنصرية ظهرت بين السود في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الستينات ومنها امتدت إلى دول مجاورة، وهي تدعي الإسلام والانتساب إلى المهدية في السودان، ويعتقد أتباع هذه الفرقة أن الجنس الأبيض لا أرواح لهم وأنهم ليسوا بشرًا، وقد زعم مؤسس هذه الفرقة أنه الإله المتجسد، وافترى على مريم بهتانًا عظيمًا فقال إن جبريل جامعها فأنجب منها عيسى ـ عليه السلام، وتنكر هذه الفرقة نسخ التوراة والإنجيل، وتحل وطء المرأة في دبرها، وغير ذلك من الأمور والعقائد الشاذة.

المصدر: صيد الفوائد.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الحشاشون - الحشاشين

التعريف
الحشاشون طائفة إسماعيلية فاطمية نزارية مشرقية، انشقت عن الفاطميينالدولة لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله. أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة.
وكلمة الحشاشين: Assassin دخلت بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدراً أو بمعنى القاتل المحترف المأجور.

الحسن الصباح
ولد الحسن بن الصباح أو الحسن الصباح بالري عام 430هـ ونشأ نشأة شيعية ثم اتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة، وفي عام 471هـ/1078م ذهب إلى إمامه المستنصر بالله حاجًّا، وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة في فارس، وقد احتل عدداً من القلاع أهمها قلعة آلموت 483هـ التي اتخذها عاصمة لدولته.
ـ في عهده مات الإمام المستنصر بالله 487هـ/1094م وقام الوزير بدر الجمالي بقتل ولي العهد والابن الأكبر "نزار" لينقل الإمامة إلى الابن الأصغر "المستعلي" الذي كان في الوقت نفسه ابن أخت الوزير. وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.
ـ أخذ الحسن بن الصباح يدعو إلى إمامة نزار، مدعيًّا أن الإمامة قد انتقلت إلى حفيدٍٍٍ لنزار أحضر سرًّا إلى آلموت وأنه طفل جرى تهريبه من مصر إلى فارس، أو أن محظية لنزار كانت حاملاً منه أُخذت إلى آلموت حيث وضعت حملها. وبقي أمر هذا الإمام الجديد طي الكتمان.
ـ توفي الحسن الصباح عام 518هـ/1124م من غير سليل لأنه كان قد أقدم على قتل ولديه أثناء حياته!!

أهم الشخصيات
• كيابزرك آميد
حكم من 518هـ/1124م إلى سنة 532هـ/1138م: كان أول أمره قائداً لقلعة الاماسار لمدة عشرين سنة، وخلال فترة حكمه دخل في عدة معارك مع جيرانه السلاجقة، كما أنه كان أكثر تسامحًا وسياسة من الحسن الصباح.
• محمد كيابزرك آميد
حكم من سنة 532هـ/1138م إلى سنة 557هـ/1162م: كان يهتم بالدعوة للإمام، كما كان يفرض الاحترام الخارجي للفرائض الإسلامية، فقد أقدم على قتل كثير من أتباعه ممن اعتقدوا بإمامة ابنه وطرد وعذب آخرين.
• الحسن الثاني بن محمد
حكم من 557هـ/1162م إلى سنة 561هـ/1166م: أعلن في شهر رمضان 559هـ قيام القيامة، وأنهى الشريعة، وأسقط التكاليف وأباح الإفطار، ثم أقدم بعد ذلك على خطوة أخطر وذلك بأن ادعى بأنه من الناحية الظاهرية حفيد لكيابزرك ولكنه في الحقيقة إمام العصر وابن الإمام السابق من نسل نزار.
• محمد الثاني بن الحسن الثاني
من 561هـ/ 1166م إلى 607هـ/1210م: طور نظرية القيامة ورسخها، وقد ساعده على ذلك انحلال هيمنة السلاجقة في عهده وضعفهم وظهور التركمان وبداية التوسع التركي.
• جلال الدين الحسن الثالث بن محمد الثاني
من 607هـ/1210م إلى 618هـ/ 1221م: رفض عقائد آبائه في القيامة، ولعنهم وكفَّرهم، وأحرق كتبهم وجاهر بإسلامه، وقام بوصل حباله مع العالم الإسلامي فقد أرسل إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله وإلى السلطان السلجوقي خوارزم شاه والملوك والأمراء يؤكد لهم صدق دعوته إلى التعاليم الإسلامية، ففرحت البلاد الإسلامية بذلك وصار أتباعه يعرفون بالمسلمين الجدد.
• محمد الثالث بن الحسن الثالث (وبعض الكتب تسميه علاء الدين محمود)
كان حكمه من سنة 1121م إلى سنة 1225م: خلف أباه وعمره 9 سنوات، وظل وزير أبيه حاكمًا لآلموت، وقد عاد الناس في عهده إلى المحرمات، وارتكاب الخطايا والإلحاد. حكم الصبي خمس أو ست سنوات ثم أصيب بلوثة عقلية، فانتشرت السرقة واللصوصية وقطع الطرق والاعتداءات.
• ركن الدين خورشاه
1255م/ 1258م: قاد هولاكو حملة سنة 1256م وكان هدفه قلاع الإسماعيلية، وما زال يتقدم حتى استسلم له ركن الدين وسلمه قلعة آلموت وأربعين قلعة وحصناً كلها سويت بالأرض، فاستقبله هولاكو بترحاب وزوجه فتاة مغولية، وفي عام 1258م انتهى منه بقتله غيلة، وبذلك انتهت دولة الحشاشين سياسيًّا في فارس.
• شمس الدين محمد بن ركن الدين
تقول روايات الإسماعيليين بأن ركن الدين قد أخفى ابنه شمس الدين محمد الذي هرب من بطش هولاكو متنكرًا إلى جهة ما بجنوب القوقاز، ثم استقرت في قرية أنجودا على الطريق بين أصفهان وهمدان. وبقي فيها إلى أن مات في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة وكان من عقبه سلسلة من الأئمة في القرن التاسع عشر، ومنهم ظهرت أسرة أغاخان.

انقسم الحشاشون بعد شمس الدين إلى قسمين:
ـ بعضهم نادى بإمامة محمد شاه واعترفوا به وبالأئمة من نسله حتى انقطعت سلسلتهم في منتصف القرن العاشر الهجري وكان آخرهم الإمام ظاهر شاه الثالث المعروف (بالدكنى) والذي هاجر إلى الهند وتوفي هناك حوالي سنة 950هـ وانقطع هذا الفرع على الرغم من وجود أتباع له إلى الآن في مصياف والقدموس بسوريا.
ـ وأصحاب الفرع الثاني اعتقدوا بإمامة قاسم شاه، وهؤلاء يشكلون العدد الأكبر من هذه الطائفة وقد هاجروا إلى أعالي نهر جيحون.

الحشاشون في بلاد الشام
ـ ظهر للحشاشين في بلاد الشام عدد من القادة مثل بهرام الاسترابادي، والداعي إسماعيل الفارسي، وقد استفادوا من استمالة رضوان بن تتش والي حلب إلى مذهبهم، فوفد إليها عدد كبير من إسماعيلية فارس مما قوى شوكتهم في بلاد الشام.

ـ أبرز شخصياتهم في الشام هو شيخ الجبل سنان بن سليمان بن محمود المعروف برشيد الدين الذي نشأ في البصرة، وتلقى علومه في قلعة آلموت، وكان زميلاً لولي العهد الحسن بن محمد الذي أمره بالرحيل إلى بلاد الشام عندما صار الأمر إليه.

ـ انتقل إلى بلاد الشام وجمع الإسماعيلية حوله وصار لهم نفوذ وسلطان، واعترف الناس بإمامته غير أنهم عادوا بعد موته إلى طاعة الأئمة بآلموت وقد كان شخصًا مخيفًا وهم يذكرونه على أنه أعظم شخصياتهم على الإطلاق.
ـ خلفه أمراء ضعاف مما سهل إنهاءهم والقضاء عليهم على يد الظاهر بيبرس.

ـ من قلاعهم في بلاد الشام: قلعة بانياس، حصن قدموس، حصن مصياف، الكهف، الخوابي، المنيقة، القليعة.

ـ امتلكوا عددًا من القلاع، وقاوموا الزنكيين، وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي عدة مرات.

الحشاشون وتعاونهم مع الصليبيين
ـ ومما يؤكد تعاونهم مع الصليبيين:
1 ـ عدم وقوع صليبي واحد من الغزاة أسيرًا في أيديهم أو مقتولاً بسلاح أحدهم.
2 ـ قاتلهم حاكم الموصل السلجوقي الذي حضر إلى دمشق لمساعدة إخوانه المسلمين في رد هجمات الصليبيين.
3 ـ قيامهم بتسليم قلعة بانياس ولجوء قائدها إسماعيل إلى الصليبيين حيث مات عندهم.
4 ـ اشتراك كتيبة من الإسماعيليين مع الصليبيين في أنطاكية بعد أن احتل نورالدين محمود حلب.

الأفكار والمعتقدات
• تلتقي معتقداتهم مع معتقدات الإسماعيلية عامة من حيث ضرورة وجود إمام معصوم ومنصوص عليه وبشرط أن يكون الابن الأكبر للإمام السابق.
• كل الذين ظهروا من قادة الحشاشين إنما يمثلون الحجة والداعية للإمام المستور باستثناء الحسن الثاني وابنه فقد ادعيا بأنهما إمامان من نسل نزار.
• إمام الحشاشين بالشام رشيد الدين سنان بن سليمان قال بفكرة التناسخ فضلاً عن عقائد الإسماعيلية التي يؤمنون بها، كما ادعى أنه يعلم الغيب.
• الحسن الثاني بن محمد: أعلن قيام القيامة، وألغى الشريعة، وأسقط التكاليف.
• الحج لديهم ظاهره إلى البيت الحرام وحقيقته إلى إمام الزمان ظاهراً أو مستورًا.
• كان شعارهم في بعض مراحلهم (لا حقيقة في الوجود وكل أمر مباح).
• كانت وسيلتهم الاغتيال المنظم، وذلك من طريق تدريب الأطفال على الطاعة العمياء والإيمان بكل ما يلقى إليهم، وعندما يشتد ساعدهم يدربونهم على الأسلحة المعروفة ولا سيما الخناجر، ويعلمونهم الاختفاء والسرية وأن يقتل الفدائي نفسه قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم. وبذلك أعدوا طائفة الفدائيين التي أفزعوا بها العالم الإسلامي آنذاك.
• كانوا يمتنعون في سلسلة من القلاع والحصون، فلم يتركوا في منطقتهم مكانًا مشرفًا إلا أقاموا عليه حصنًا، ولم يتركوا قلعة إلا ووضعوا نصب أعينهم احتلالها.
• يقول عنهم المؤرخ كمال الدين بن العديم: في عام 572هـ/1176م "انخرط سكان جبل السماق في الآثام والفسوق وأسموا أنفسهم المتطهرين، واختلط الرجال والنساء في حفلات الشراب ولم يمتنع رجل عن أخته أو ابنته، وارتدت النساء ملابس الرجال، وأعلن أحدهم بأن سناناً هو ربه" .

الجذور الفكرية والعقائدية
• أصولهم البعيدة شيعية ثم إسماعيلية.
• كان القتل والاغتيال وسيلة سياسية ودينية لترسيخ معتقداتهم ونشر الخوف في قلوب أعدائهم.
• فكرة التناسخ التي دعا إليها رشيد الدين سنان مأخوذة عن النصيرية.

الانتشار ومواقع النفوذ
• انطلقت دعوتهم من كرمان ويزد إلى أواسط إيران وأصفهان ثم خوزستان ثم هضبة الديلم واستقرت في قلعة آلموت، وشرقاً وصلوا ما زندران ثم قزوين واحتلوا منطقة رودبار ولاماسار وكوهستان.. واحتلوا كثيراً من القلاع وامتدوا إلى نهر جيحون.
• وصلت دعوتهم إلى سوريا، وامتلكوا القلاع والحصون على طول البلاد وعرضها ومن قلاعهم بانياس ومصياف والقدموس والكهف والخوابي وسلمية.
• كان زوالهم في إيران على يد هولاكو المغولي وفي سوريا على يد الظاهر بيبرس.
• لهم أتباع إلى الآن في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، ونجران، والهند، وفي أجزاء من أواسط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي في السابق.

الخلاصة
أن الحشاشين[1] جناح من الإسماعيلية النزارية اتخذوا القتل وسيلة لهم وقاموا بحركة اغتيالات واسعة، شملت كبار الشخصيات المناوئة للإسماعيليين من ملوك وقادة جيوش وكل من يظهر خصومة لهم، وقد أفتى العلماء باستباحة دمائهم ووجوب تنظيف الأرض من دنسهم وعدم جواز أكل ذبيحتهم أو عقد صداقات معهم.

المصدر: صيد الفوائد.

[1] مراجع للتوسع
ـ الإسماعيلية تاريخ وعقائد، إحسان إلهي ظهير.
ـ مشكاة الأنوار، يحيى بن حمزة العلوي.
ـ فضائح الباطنية، لأبي حامد الغزالي.
ـ الحشاشون، تأليف برنارد لويس وتعريب محمد العزب موسى، دار المشرق العربي الكبير، بيروت، طـ1، 1400هـ/1980م.
ـ طائفة الإسماعيلية: تاريخها، نظمها، عقائدها، د. محمد كامل حسين.
ـ إسلام بلا مذاهب، د. مصطفى الشكعة.
ـ أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية، برنارد لويس.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الشيعة الإمامية - الاثنا عشرية

تعريف الشيعة الإمامية
الشيعة الإمامية الاثنا عشرية هم تلك الفرقة من المسلمين الذين زعموا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الأحق في وراثة الخلافة دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين، وقد أطلق عليهم الإمامية لأنهم جعلوا من الإمامة القضية الأساسية التي تشغلهم، وسُمُّوا بالاثنى عشرية لأنهم قالوا باثني عشر إمامًا دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم. كما أنهم القسم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العالم الإسلامي.

الأئمة الاثنا عشر
• الاثنا عشر إمامًا الذين يتخذهم الإمامية أئمة لهم يتسلسلون على النحو التالي:

ـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يلقبونه بالمرتضى ـ رابع الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات غيلةً حينما أقدم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على قتله في مسجد الكوفة في 17 رمضان سنة 40 هـ.
ـ الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويلقبونه بالمجبتى (3 ـ 50هـ).
ـ الحسين بن علي رضي الله عنهما ويلقبونه بالشهيد (4 ـ 61هـ).
ـ علي زين العابدين بن الحسين (38 ـ 95 هـ) ويلقبونه بالسَّجَّاد.
ـ محمد الباقر بن علي زين العابدين (57 ـ 114هـ) ويلقبونه بالباقر.
ـ جعفر الصادق بن محمد الباقر (83 ـ 148هـ) ويلقبونه بالصادق.
ـ موسى الكاظم بن جعفر الصادق (128 ـ 183هـ) ويلقبونه بالكاظم.
ـ علي الرضا بن موسى الكاظم (148 ـ 203هـ) ويلقبونه بالرضى.
ـ محمد الجواد بن علي الرضا (195 ـ 220هـ) ويلقبونه بالتقي.
ـ علي الهادي بن محمد الجواد (212 ـ 254هـ) ويلقبونه بالنقي.
ـ الحسن العسكري بن علي عبد الهادي (232 ـ 260هـ) ويلقبونه بالزكي.
ـ محمد المهدي بن الحسن العسكري (256هـ ـ ...) ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر.

يزعمون بأن الإمام الثاني عشر قد دخل سردابًا في دار أبيه بِسُرَّ مَنْ رأى ولم يعد، وقد اختلفوا في سِنّه وقت اختفائه فقيل أربع سنوات وقيل ثماني سنوات، غير أن معظم الباحثين يذهبون إلى أنه غير موجود أصلاً وأنه من اختراعات الشيعة ويطلقون عليه لقب (المعدوم أو الموهوم).

أبرز شخصيات الشيعة الإمامية
عبد الله بن سبأ
من شخصياتهم البارزة تاريخيًّا عبد الله بن سبأ، وهو يهودي من اليمن. أظهر الإسلام ونقل ما وجده في الفكر اليهودي إلى التشيع كالقول بالرجعة، وعدم الموت، وملك الأرض، والقدرة على أشياء لا يقدر عليها أحد من الخلق، والعلم بما لا يعلمه أحد، وإثبات البداء والنسيان على الله عزّ وجلّ ـ تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. وقد كان يقول في يهوديته بأن يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام، فقال في الإسلام بأن عليًّا وصي محمد صلى الله عليه وسلم، تنقل من المدينة إلى مصر والكوفة والفسطاط والبصرة، وقال لعلي: "أنت أنت" أي أنت الله مما دفع عليًّا إلى أن يهم بقتله لكن عبد الله بن عباس نصحه بأن لا يفعل، فنفاه إلى المدائن.

منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي
منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي المتوفى سنة 588هـ صاحب كتاب الاحتجاج طبع في إيران سنة 1302هـ.

الكلَيني
الكُلَيني صاحب كتاب الكافي المطبوع في إيران سنة 1278هـ وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة ويزعمون بأن فيه 16199 حديثًا.

الحاج ميرزا حسين
الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ والمدفون في المشهد المرتضوي بالنجف، وهو صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رَبِّ الأرباب ؛ يزعم فيه بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. ومن ذلك ادعاؤهم في سورة الانشراح نقص عبارة (وجعلنا عليًّا صهرك)، معاذ الله أن يكون ادعاؤهم هذا صحيحًا. وقد طبع هذا الكتاب في إيران سنة 1289هـ.

آية الله المامقاني
آية الله المامقاني صاحب كتاب تنقيح المقال في أحوال الرجال وهو لديهم إمام الجرح والتعديل، وفيه يطلق على أبي بكر وعمر لقب الجبت والطاغوت، انظر 1/207 ـ طبع 1352 بالمطبعة المرتضوية بالنجف.

أبو جعفر الطوسي
أبو جعفر الطوسي صاحب كتاب تهذيب الأحكام، ومحمد بن مرتضى المدعو ملا محسن الكاشي صاحب كتاب الوافي ومحمد بن الحسن الحر العاملي صاحب كتاب وسائل الشيعة إلى أحاديث الشريعة ومحمد باقر بن الشيخ محمد تقي المعروف بالمجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار في أحاديث النبي والأئمة الأطهار وفتح الله الكاشاني صاحب كتاب منهج الصادقين وابن أبي الحديد صاحب شرح نهج البلاغة.

آية الله الخميني
آية الله الخميني: من رجالات الشيعة المعاصرين، قاد ثورة شيعية في إيران تسلمت زمام الحكم، وله كتاب كشف الأسرار وكتاب الحكومة الإسلامية. وقد قال بفكرة ولاية الفقيه. وبالرغم من أنه رفع شعارات إسلامية عامة في بداية الثورة، إلا أنه ما لبث أن كشف عن نزعة شيعية متعصبة ضيقة ورغبة في تصدير ثورته إلى بقية العالم الإسلامي فقد اتخذ إجراءات أدى بعضها مع أسباب أخرى إلى قيام حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق.

الأفكار والمعتقدات
الإمامة
وتكون بالنص، إذ يجب أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق بالعين لا بالوصف، وأن الإمامة من الأمور الهامة التي لا يجوز أن يفارق النبي صلى الله عليه وسلم الأمة ويتركها هملاً يرى كل واحد منهم رأيًّا. بل يجب أن يعين شخصًا هو المرجوع إليه والمعوَّل عليه.

ـ يستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على إمامة علي من بعده نصًًّا ظاهرًا يوم غدير خم، وهي حادثة لا يثبتها محدثو أهل السنة ولا مؤرخوهم.

ـ ويزعمون أن عليًّا قد نص على ولديه الحسن والحسين.. وهكذا.. فكل إمام يعين الإمام الذي يليه بوصية منه. ويسمونهم الأوصياء.

العصمة
كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقتراف الكبائر والصغائر.

العلم اللدني
كل إمام من الأئمة أُودع العلم من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم، بما يكمل الشريعة، وهو يملك علمًا لدنيًّا ولا يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم.

خوارق العادات
يجوز أن تجري هذه الخوارق على يد الإمام، ويسمون ذلك معجزة، وإذا لم يكن هناك نص على إمام من الإمام السابق عليه وجب أن يكون إثبات الإمامة في هذه الحالة بالخارقة.

الغيبة
يرون أن الزمان لا يخلو من حجة لله عقلاً وشرعًا، ويترتب على ذلك أن الإمام الثاني عشر قد غاب في سردابه، كما زعموا، وأن له غيبة صغرى وغيبة كبرى، وهذا من أساطيرهم.

الرجعة
يعتقدون أن الحسن العسكري سيعود في آخر الزمان عندما يأذن الله له بالخروج، وكان بعضهم يقف بعد صلاة المغرب بباب السرداب وقد قدموا مركبًا، فيهتفون باسمه، ويدعونه للخروج، حتى تشتبك النجوم، ثم ينصرفون ويرجئون الأمر إلى الليلة التالية. ويقولون بأنه حين عودته سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، وسيقتص من خصوم الشيعة على مدار التاريخ، ولقد قالت الإمامية قاطبة بالرجعة، وقالت بعض فرقهم الأخرى برجعة بعض الأموات.

التقية
وهم يعدونها أصلاً من أصول الدين، ومن تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة، وهي واجبة لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، كما يستدلون على ذلك بقوله تعالى: (إلا أن تتقوا منهم تقاة) وينسبون إلى أبي جعفر الإمام الخامس قوله: "التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له" وهم يتوسعون في مفهوم التقية إلى حد كبير.

المتعة
يرون بأن متعة النساء خير العادات وأفضل القربات مستدلين على ذلك بقوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) وقد حرم الإسلام هذا الزواج الذي تشترط فيه مدة محدودة ، فيما يشترط معظم أهل السنة وجوب استحضار نية التأبيد، ولزواج المتعة آثار سلبية كثيرة على المجتمع تبرر تحريمه.

مصحف فاطمة
يعتقدون بوجود مصحف لديهم اسمه مصحف فاطمة ، ويروي الكُليني في كتابه الكافي في صفحة 57 طبعة 1278هـ عن أبي بصير أي "جعفر الصادق": "وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه حرف واحد من قرآنكم".

البراءة
يزعمون ـ اغتصبوا الخلافة دون علي الذي هو أحق منهم بها، كما يبدؤون بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال، وهم ينالون كذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن النيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

المغالاة
بعضهم غالى في شخصية علي رضي الله عنه والمغالون من الشيعة رفعوه إلى مرتبة الألوهية كالسبئية، وبعضهم قالوا بأن جبريل قد أخطأ في الرسالة فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بدلاً من أن ينزل على علي لأن عليًّا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما يشبه الغرابُ الغرابَ ولذلك سموا بالغرابية.

عيد غدير خم
وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويفضلونه على عيدي الأضحى والفطر ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة، وهو اليوم الذي يدَّعون فيه بأن النبي قد أوصى فيه بالخلافة لعلي من بعده.

عيد النيروز
يعظمون عيد النيروز وهو من أعياد الفرس، وبعضهم يقول: غسل يوم النيروز سُنة.

احتفالهم بقتل أبي لؤلؤة المجوسي لعمربن الخطاب
لهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول، وهو عيد أبيهم (بابا شجاع الدين) وهو لقب لَقَّبوا به (أبا لؤلؤة المجوسي) الذي أقدم على قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

حفلات العزاء والنياحة
يقيمون حفلات العزاء والنياحة والجزع وتصوير الصور وضرب الصدور وكثير من الأفعال المحرمة التي تصدر عنهم في العشر الأول من شهر محرم معتقدين بأن ذلك قربة إلى الله تعالى وأن ذلك يكفر سيئاتهم وذنوبهم، ومن يزورهم في المشاهد المقدسة في كربلاء والنجف وقم.. فسيرَى من ذلك العجب العجاب.

الجذور الفكرية والعقائدية
• انعكست في التشيع معتقدات الفرس الذين يدينون لهم بالملك والوراثة وقد ساهم الفرس فيه لينتقموا من الإسلام ـ الذي كسر شوكتهم ـ باسم الإسلام ذاته.
• اختلط الفكر الشيعي بالفكر الوافد من العقائد الآسيوية كالبوذية والمانوية والبرهمية، وقالوا بالتناسخ وبالحلول.
• استمد التشيع أفكاره من اليهودية التي تحمل بصمات وثنية آشورية وبابلية.
• أقوالهم في علي بن أبي طالب وفي الأئمة من آل البيت تلتقي مع أقوال النصارى في عيسى عليه السلام ولقد شابهوهم في كثرة الأعياد وكثرة الصور واختلاق خوارق العادات وإسنادها إلى الأئمة.

الانتشار ومواقع النفوذ
تنتشر فرقة الاثنا عشرية من الإمامية الشيعية[1] الآن في إيران وتتركز فيها، ومنهم عدد كبير في العراق، ويمتد وجودهم إلى الباكستان كما أن لهم طائفة في لبنان. أما في سوريا فهناك طائفة قليلة منهم لكنهم على صلة وثيقة بالنُّصيْرية الذين هم من غلاة الشيعة.

الخلاصة
أن التشيع الأول بدأ كحزب يرى أحقية علي بن أبي طالب في الخلافة، ثم تطوَّر حتى أصبح فرقة عقائدية وسياسية انضوى تحت لوائها كل من أراد الكيد للإسلام والدولة المسلمة، حتى أن المتتبع للتاريخ الإسلامي لا يكاد يرى ثورة أو انفصالاً عن الدولة الأم أو مشكلة عقائدية إلا وكان الشيعة بفرقها المتعددة وراءها أو لهم ضلعٌ فيها. ولهذا اصطبغ التاريخ الإسلامي بكثير من الثورات والتمزق ، ونظرًا لوجود عناصر مندسَّةً بين المسلمين يهمها استمرار هذا الخلاف فإن المشكلة لم تنته، بل استمر الخلاف وكاد التشيع أن يكون دينًا مختلفًا عن الإسلام تمامًا، وقد استغلت الدوائر الغربية والمستشرقون هذا الخلاف لتصوير المسلمين شيعًا وأحزابًا متناحرة. بل يقارنونه بالمسيحية التي بلغت فرقها المئات.

المصدر: صيد الفوائد.

[1] مراجع للتوسع:
- أصول مذهب الشيعة الإمامية ؛ للدكتور ناصر القفاري .
ـ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة ـ المطبعة النموذجية بالقاهرة.
ـ مقالات الإسلاميين، أبو الحسن الأشعري ـ طـ 1 ـ 1379هـ/ 1969م.
ـ الشافعي، محمد أبو زهرة ـ دار الفكر العربي ـ مصر.
ـ تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة، د. عبد الله فياض ـ مطبعة أسعد ـ بغداد ـ 1970م.
ـ دراسات في الفِرَق، د. صابر طعيمة ـ مكتبة المعارف بالرياض ـ 1401هـ/1981م.
ـ مختصر التحفة الاثنا عشرية، تحقيق محب الدين الخطيب ـ القاهرة ـ المطبعة السلفية ـ 1373هـ.
ـ الملل والنحل، أبو الفتح الشهرستاني ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ ط 2 ـ 1395هـ/ 1975م.
ـ الشيعة والسنة، إحسان إلهي ظهير ـ إدارة ترجمان السنة ـ لاهور ـ الباكستان ـ ط 5 ـ 1397هـ/ 1977م.
ـ الشيعة والتشيع، إحسان إلهي ظهير ـ إدارة ترجمان السنة ـ لاهور ـ طـ 1 ـ 1404هـ/ 1984م.
ـ الشيعة وأهل البيت، إحسان إلهي ظهير ـ إدارة الترجمان السنة ـ ط 3 ـ 1403هـ/ 1983م.
ـ الفِصَل في الملل والأهواء والنحل، ابن حزم ـ جدة ـ طبعة 1402هـ/ 1982م.
ـ الخطوط العريضة، محب الدين الخطيب ـ ط 5 ـ القاهرة ـ المطبعة السلفية ـ 1388هـ.
ـ الصراع بين الشيعة والتشيع، الدكتور موسى الموسوي 1408هـ.
ـ عبد الله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في الإسلام، د. سليمان بن حمد العودة ـ ط 2 ـ الرياض ـ دار طيبة.
ـ التقريب بين السنة والشيعة. د. ناصر بن عبد الله القفاري ط 4 ـ الرياض ـ دار طيبة 1416هـ.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الخمينية

التعريف
جاء الخميني بآراء وأفكار خاصة فرضها على الحكومة الإيرانية والتزم بها الشيعة في إيران على الأقل، والبعض لم يلتزم بها خارج إيران، مما دعانا إلى إطلاق الخمينية على بدعته هذه، وقد يكون هذا العنوان مستغرباً ولكنه الواقع الذي فرض نفسه.

ولاية الفقيه
ولاية الفقيه من بين الأفكار التي جاء بها الخميني ولم يسبقه فيها أحد من أئمة المذهب الإمامي، فتعتبر من اجتهاده، وقد تضمنها الدستور الإيراني.

وتستند هذه الفكرة التي نادى بها الخميني على أساس الاعتقاد بأن الفقيه الذي اجتمعت له الكفاءة العلمية وصفة العدالة يتمتع بولاية عامة وسلطة مطلقة على شؤون العباد والبلاد، باعتباره الوصي على شؤونهم في غيبة الإمام المنتظر.

وهذه الفكرة لم يقل بها علماء المذهب المحدثين ولا القدماء، إذ أنهم خصوا الفقيه العادل الذي بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق بالولاية الخاصة. وقد استدلوا جميعاً بدليلين هما:
ـ الأول: عدم وجود دليل قطعي مستفاد من آثار الأئمة المعصومين ومروياتهم يدل على وجوب طاعة الفقيه طاعة مطلقة في دائرتي الأحكام الخاصة والعامة سواء بسواء.
ـ الثاني: إن إثبات الولاية العامة للفقيه ينتهي لا محالة إلى التسوية بينه وبين الإمام المعصوم، وهذا مالا تؤيده حجة من عقل أو نقل.
ـ فإن منح الفقيه حق الولاية العامة يؤدي منطقياً إلى رفع منزلته إلى مقام الإمام المعصوم ، وهو ما ادعاه الخميني لنفسه بدعوى (استمرارية الإمامة و القيادة) العامة في غيبة المهدي.

ومما يترتب على القول بولاية الفقيه:
الاستبداد واحتكار السلطة والتشريع والفقه وفهم الأحكام بحيث يصبح الحاكم معصوماً عن الخطأ، لا أحد من الأمة يخطئه في أمر من الأمور، ولا يعترض عليه ولو كان مجلساً للشورى.

ادعاء الخميني على الأنبياء والرسل
ادعى الخميني بأن الأنبياء والرسل لم يكملوا رسالات السماء، ولم ينجحوا في إرساء قواعد العدالة في العالم، وأن الشخص الذي سينجح في نشر العدل الكامل بين الناس هو المهدي المنتظر.

ـ وقد قال الخميني بهذا الادعاء في ذكرى مولد الإمام المهدي، وهو أحد أئمة الشيعة، في الخامس عشر من شعبان 1400هـ.

ـ ويعد قوله هذا منافياً لكل ما قررته العقيدة الإسلامية، وفيه إنكار لتعاليم الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو المصلح الأعظم للبشرية جمعاء حيث أرسل بأكمل الرسالات وأتمها كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينً} [المائدة: 3].

منزلة الأئمة عند الخميني
يقول الخميني في بيان منزلة الأئمة: "فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون".

ـ يقول: "والأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة".

ـ ويقول: "ومن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".

ـ "وأن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها وإتباعها".

وهو بهذا يرفع الأئمة إلى مقام فوق مقام البشر والعياذ بالله.

الولاء والبراء
الولاء والبراء عند الشيعة بشكل عام هو الولاء للأئمة والبراء من أعدائهم، وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضي الله عنهم، والخميني يجعل السجود موضع دعاء التولي والتبري وصيغته: " الإسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين.. (يعدهم لآخرهم) أئمتي، بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرى"، وهناك آراء وأفكار لدى الشيعة عامة قال بها الخميني، وأعاد صياغتها في الدستور الإيراني وفي كتبه التي نشرها.

مصادر التلقي عند الخميني
مصادر التلقي عند الخميني هي مصادر الشيعة عامة وأهمها الكتب الأربعة الآتية:
ـ كتاب الكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني الرازي، ويعد كصحيح البخاري عند أهل السنة.
ـ من لا يحضره الفقيه، لمحدثهم محمد بن علي بن بابويه الرازي.
ـ تهذيب الأحكام، لشيخ الطائفة ابن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ بالنجف.
ـ الاستبصار، للطوسي نفسه.
والخميني يعتمد هذه الكتب الأربعة ويعرض عن كل كتب السنة المعتمدة.

بعض معتقدات وأفكار الخميني
• التقية وهي من أصول المذهب الشيعي يقول عنها الخميني: "هذه التقية التي كانت تتخذ لحفظ المذهب من الاندراس لا لحفظ النفس خاصة".

• الجهاد الإسلامي معطل في حال غياب الإمام.

• موقف الخميني من الصحابة، وهو موقف الشيعة عامة.

• وكذلك موقفه من الخلافة الإسلامية، إذ يرى أن الإسلام لم يتمثل إلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

• يوثق الخميني الملاحدة أمثال نصير الدين الطوسي 597 ـ 672هـ وزير هولاكو الذي دمر بغداد وقضى على الخلافة الإسلامية.

• الاحتفال بعيد النيروز ـ الفارسي الأصل ـ إذ يجعل الغسل فيه مستحب والصوم فيه مشروع.

• وللخميني في كتاب تحرير الوسيلة آراء فقهيه خاصة به وبالشيعة عامة ليس لها سند من السنة الصحيحة.. منها:
ـ طهارة ماء الاستنجاء.
ـ من مبطلات الصلاة وضع اليد على الأخرى.
ـ الطهارة ليست شرطاً في كل مواضع الصلاة بل في موضع السجود فقط.
ـ جواز وطء الزوجة في دبرها.
ـ جواز الجمع بين المرأة وخالتها.

الجذور الفكرية والعقائدية عند الخميني
مذهب الشيعة الإمامية أو الجعفرية هو الأساس الفكري للخمينية، ومن كتب الشيعة كوّن الخميني فكره، وقد ظل متعصباً لمذهبه حتى آخر حياته.

الخلاصة
أن الخمينية[1] تقيم فلسفتها جملة وتفصيلاً على قراءة منحرفة قوامها التلفيق والتدليس لكل تاريخ المسلمين، فتأتي على رموزه وكبار مؤسسيه هدماً وتشويهاً وتمويهاً، وتعمد إلى إفساد العقيدة وطمس معالم الإسلام وتشويه مقاصده النبيلة، باسم التعصب لأهل البيت، وتصرح بما يخرج عن ملة الإسلام، مثل ادعائهم نقص القرآن وتغييره وجهرهم بالسوء في حق الصحابة، ومخالفتهم الإجماع بإباحتهم نكاح المتعة وجعلهم المذهبية مادة في دستور إيران، وتحالفاتهم الإستراتيجية المرفوضة وغير ذلك من صور التآمر على واقع الإسلام والمسلمين.

المصدر: صيد الفوائد.

[1] مراجع للتوسع
ـ الحكومة الإسلامية (ولاية الفقيه) للخميني إعداد الدكتور حسن حنفي ـ القاهرة 1979م.
ـ تحرير الوسيلة، للخميني.
ـ وجاء دور المجوس، للدكتور عبد الله محمد الغريب.
ـ سراب في إيران، للدكتور أحمد الأفغاني.
ـ الخميني بين التطرف والاعتدال، للدكتور عبد الله محمد الغريب.
ـ الخميني في أقواله وأفعاله، أحمد مغنية.
ـ الخميني الحل الإسلامي البديل، فتحي عبد العزيز.
ـ الثورة الإيرانية في أبعادها الفكرية والاجتماعية، حسن الزين.
ـ ولاية الفقيه في ميزان الإسلام، د. فاروق عبد السلام ـ القاهرة 1407هـ.
ـ نهج خميني في ميزان الفكر الإسلامي لمجموعة من المفكرين.
ـ الفكر القائد للثورة الإيرانية، د. محمد عمارة ـ القاهرة 1402هـ / 1982م.
ـ إيران بعد سقوط الخميني، د. موسى الموسوي، تعريب د. سمير عبد الحميد إبراهيم ـ بدون تاريخ ودار نشر.
 
رد: فرق ومذاهب وأديان- متجدد

السلام عليكم

الإسماعيلية

التعريف

الإسماعيلية فرقة باطنية، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فرقها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر، وحقيقتها تخالف العقائد الإسلامية الصحيحة، وقد مالت إلى الغلوِّ الشديد لدرجة أن الشيعة الاثني عشرية يكفِّرون أعضاءَهَا.

أولاً: الإسماعيلية القرامطة

• كان ظهور القرامطة في البحرين والشام بعد أن شقُّوا عصا الطاعة على الإمام الإسماعيلي نفسه ونهبوا أمواله ومتاعه فهرب من سلمية في سوريا إلى بلاد ما وراء النهر خوفاً من بطشهم. ومن شخصياتهم:

ـ عبد الله بن ميمون القداح: ظهر في جنوبي فارس سنة 260ه‍.

ـ الفرج بن عثمان القاشاني (ذكرويه): ظهر في العراق وأخذ يدعو للإمام المستور.

ـ حمدان قرمط بن الأشعث (278ه‍:) جهر بالدعوة قرب الكوفة.

ـ أحمد بن القاسم: الذي بطش بقوافل التجار والحجاج.

ـ الحسن بن بهرام (أبو سعيد الجنابي): ظهر في البحرين ويعتبر مؤسس دولة القرامطة.

ـ ابنه سليمان بن الحسن بن بهرام (أبو طاهر): حكم ثلاثين سنة، وفي عهده حدث التوسع والسيطرة وقد هاجم الكعبة المشرفة سنة 319ه‍ وسرق الحجر الأسود وأبقاه عنده لأكثر من عشرين سنة.

ـ الحسن الأعصم بن سليمان: استولى على دمشق سنة 360ه‍.

ثانياً: الإسماعيلية الفاطمية

• وهي الحركة الإسماعيلية الأصلية وقد مرت بعدة أدوار:

ـ دور الستر:

من موت إسماعيل سنة 143ه‍ إلى ظهور عبيد الله المهدي. وقد اختلف في أسماء أئمة هذه الفترة بسبب السرية التي انتهجوها.

بدأ الظهور بالحسن بن حوشب الذي أسس دولة الإسماعيلية في اليمن سنة 266ه‍ وامتد نشاطه إلى شمال أفريقيا واكتسب شيوخ كتامة. يلي ذلك ظهور رفيقه علي بن فضل الذي ادعى النبوة وأعفى أنصاره من الصوم والصلاة.

ـ دور الظهور:

يبدأ بظهور عبيد الله المهدي الذي كان مقيماً في سلمية بسوريا ثم هرب إلى شمال أفريقيا واعتمد على أنصاره هناك من الكتاميين.

• قتل عبيد الله داعيته أبا عبد الله الشيعي الصنعاني وأخاه أبا العباس لشكهما في شخصيته وأنه غير الذي رأياه في سلمية.

• أسس عبيد الله أول دولة إسماعيلية فاطمية في المهدية بإفريقية (تونس) واستولى على رقادة سنة 297ه‍ وتتابع بعده الفاطميون وهم:

ـ المنصور بالله (أبو طاهر إسماعيل) 334 ـ 341هـ.

ـ المعز لدين الله (أبو تميم معد): وفي عهده فتحت مصر سنة 361ه‍ وانتقل إليها المعز في رمضان سنة 362ه‍.

ـ العزيز بالله (أبو منصور نزار) ـ 365ـ 386هـ.

ـ الحاكم بأمر الله (أبو علي المنصور) ـ 386 ـ 411هـ.

ـ الظاهر (أبو الحسن علي) ـ 411 ـ 427هـ.

ـ المستنصر بالله (أبو تميم) وتوفي سنة 487هـ.

• وبوفاته انقسمت الإسماعيلية الفاطمية إلى نزارية شرقية ومستعلية غربية والسبب في هذا الانقسام أن الإمام المستنصر قد نص على أن يليه ابنه نزار لأنه الابن الأكبر. لكن الوزير الأفضل بن بدر الجمالي نحَّى نزاراً وأعلن إمامة المستعلي وهو الابن الأصغر كما أنه في نفس الوقت ابن أخت الوزير. وقام بإلقاء القبض على نزار ووضعه في سجن وسدَّ عليه الجدران حتى مات.

- الإسماعيلية الفاطميَّة المستعلية:

• استمرت الإسماعيلية الفاطميَّة المستعلية تحكم مصر والحجاز واليمن بمساعدة الصليحيين والأئمة هم:

ـ المستعلي (أبو القاسم أحمد) ـ 487 ـ 495هـ.

ـ الآمر (أبو علي المنصور) ـ 495 ـ 525هـ.

ـ الظافر (أبو المنصور إسماعيل) ـ 544 ـ 549هـ.

ـ الفائز (أبو القاسم عيسى) ـ 549 ـ 555هـ.

ـ العاضد (أبو محمد عبد الله) ـ من 555ه‍ حتى زوال دولتهم على يدي صلاح الدين الأيوبي.

ثالثاً: الإسماعيلية الحشاشون

• وهم إسماعيلية نزارية انتشروا بالشام، وبلاد فارس والشرق، ومن أبرز شخصياتهم:

• الحسن بن الصباح: وهو فارسي الأصل وكان يدين بالولاء للإمام المستنصر قام بالدعوة في بلاد فارس للإمام المستور ثم استولى على قلعة آلموت وأسس الدولة الإسماعيلية النـزارية الشرقية ـ وهم الذين عرفوا بالحشاشين لإفراطهم في تدخين الحشيش، وقد أرسل بعض رجاله إلى مصر لقتل الإمام الآمر بن المستعلي فقتلوه مع ولديه عام 525ه‍. توفي الحسن بن الصباح عام 1124م.

• كيابزرك آميد توفي سنة 1135م.

• محمد بن كيابزرك آميد توفي سنة 1162م.

•• الحسن الثاني بن محمد توفي سنة 1166م.

• محمد الثاني بن الحسن توفي سنة 1210م.

• الحسن الثالث بن محمد الثاني توفي سنة 1221م.

• محمد الثالث بن الحسن الثالث توفي سنة 1255م.

• ركن الدين خورشاه: من سنة 1255ه‍ إلى أن انتهت دولتهم وسقطت قلاعهم أمام جيش هولاكو المغولي الذي قتل ركن الدين فتفرقوا في البلاد وما يزال لهم اتباع إلى الآن.

رابعاً: إسماعيلية الشام

• وهم إسماعيلية نزارية، لقد أبقوا خلال هذه الفترات الطويلة على عقيدتهم يجاهرون بها في قلاعهم وحصونهم غير أنهم ظلوا طائفة دينية ليست لهم دولة بالرغم من الدور الخطير الذي قاموا به ولا يزالون إلى الآن في منطقة سلمية بالذات وفي مناطق القدموس ومصياف وبانياس والخوابي والكهف.

ـ ومن شخصياتهم (راشد الدين سنان) الملقب بشيخ الجبل، وهو يشبه في تصرفاته الحسن بن الصباح، ولقد كون مذهب السنانية، الذي يعتقد أتباعه بالتناسخ فضلاًً عن عقائد الإسماعيلية الأخرى.

خامساً: الإسماعيلية البهرة

• وهم إسماعيلية مستعلية، يعترفون بالإمام المستعلي ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب ولذا يسمون بالطيبية، وهم إسماعيلية الهند واليمن، تركوا السياسة وعملوا بالتجارة فوصلوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة، والبهرة لفظ هندي قديم بمعنى التاجر.

ـ الإمام الطيب دخل الستر سنة 525ه‍ والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يعرف عنهم شيئاً، حتى إن أسماءهم غير معروفة،وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفونهم.

• انقسمت البهرة إلى فرقتين:

ـ البهرة الداوودية: نسبة إلى قطب شاه داوود: وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري وداعيتهم يقيم في بومباي.

ـ البهرة السليمانية: نسبة إلى سليمان بن حسن وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم.

سادساً: الإسماعيلية الأغاخانية

• ظهرت هذه الفرقة في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وترجع عقيدتهم إلى الإسماعيلية النـزارية، ومن شخصياتهم:

ـ حسن علي شاه: وهو الأغاخان الأول: الذي استعمله الإنجليز لقيادة ثورة تكون ذريعة لتدخلهم فدعا إلى الإسماعيلية النـزارية، ونفي إلى أفغانستان منها إلى بومباي وقد خلع عليه الإنجليز لقب آغاخان، مات سنة1881م.

ـ أغا علي شاه وهو الأغاخان الثاني:1881م ـ 1885م

ـ يليه ابنه محمد الحسيني: وهو الآغاخان الثالث:1885م ـ 1957م، وكان يفضل الإقامة في أوروبا وقد رتع في ملاذ الدنيا وحينما مات أوصى بالخلافة من بعده لحفيده كريم مخالفاً بذلك القاعدة الإسماعيلية في تولية الابن الأكبر.

ـ كريم: وهو الآغاخان الرابع: من 1957م ، وقد درس في إحدى الجامعات الأمريكية.

سابعاً: الإسماعيلية الواقفة

• وهي فرقة إسماعيلية وقفت عند إمامة محمد بن إسماعيل وهو أول الأئمة المستورين وقالت برجعته بعد غيبته.

الأفكار والمعتقدات

• ضرورة وجود إمام معصوم منصوص عليه من نسل محمد بن إسماعيل على أن يكون الابن الأكبر وقد حدث خروج على هذه القاعدة عدة مرات.

• العصمة لديهم ليست في عدم ارتكاب المعاصي والأخطاء بل إنهم يؤولون المعاصي والأخطاء بما يناسب معتقداتهم.

• من مات ولم يعرف إمام زمانه ولم يكن في عنقه بيعة له مات ميتة جاهلية.

• يضفون على الإمام صفات ترفعه إلى ما يشبه الإله، ويخصونه بعلم الباطن ويدفعون له خُمس ما يكسبون.

• يؤمنون بالتقية والسرية ويطبقونها في الفترات التي تشتد عليهم فيها الأحداث.

• الإمام هو محور الدعوة الإسماعيلية، ومحور العقيدة يدور حول شخصيته.

• الأرض لا تخلو من إمام ظاهر مكشوف أو باطن مستور فإن كان الإمام ظاهراً جاز أن يكون حجته مستوراً، وإن كان الإمام مستوراً فلا بد أن يكون حجته ودعاته ظاهرين.

• يقولون بالتناسخ، والإمام عندهم وارث الأنبياء جميعاً ووارث كل من سبقه من الأئمة.

• ينكرون صفات الله أو يكادون لأن الله ـ في نظرهم ـ فوق متناول العقل، فهو لا موجود ولا غير موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، ولا يقولون بالإثبات المطلق ولا بالنفي المطلق فهو إله المتقابلين وخالق المتخاصمين والحاكم بين المتضادين، ليس بالقديم وليس بالمحدث فالقديم أمره وكلمته والحديث خلقه وفطرته.

من عقائد البهرة

• لا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين.

• ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة.

• باطنهم شيء آخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر.

• يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين لكنهم يقولون: إن الكعبة هي رمز على الإمام.

• كان شعار الحشاشين (لا حقيقة في الوجود وكل أمر مباح) ووسيلتهم الاغتيال المنظم والامتناع بسلسلة من القلاع الحصينة.

• يقول أبو حامد الغزالي عنهم: (المنقول عنهم الإباحة المطلقة ورفع الحجاب واستباحة المحظورات واستحلالها، وإنكار الشرائع، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب إليهم).

• يعتقدون أن الله لم يخلق العالم خلقاً مباشراً بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية ويسمونه الحجاب، وقد حل العقل الكلي في إنسان هو النبي وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه فمحمد هو الناطق وعلي هو الأساس الذي يفسر.

الجذور الفكرية والعقائدية

• لقد نشأ مذهبهم في العراق، ثم فروا إلى فارس وخراسان وما وراء النهر كالهند والتركستان فخالط مذهبهم آراء من عقائد الفرس القديمة والأفكار الهندية، وقام فيهم ذوو أهواء في انحرافهم بما انتحلوا من نحل.

• اتصلوا ببراهمة الهند والفلاسفة الإشراقيين والبوذيين وبقايا ما كان عند الكلدانيين والفرس من عقائد وأفكار حول الروحانيات والكواكب والنجوم واختلفوا في مقدار الأخذ من هذه الخرافات وقد ساعدتهم سريتهم على مزيد من الانحراف.

• بعضهم اعتنق مذهب مزدك وزرادشت في الإباحية والشيوعية (القرامطة مثلاً).

• ليست عقائدهم مستمدة من الكتاب والسنة فقد داخلتهم فلسفات وعقائد كثيرة أثرت فيهم وجعلتهم خارجين عن الإسلام.

الانتشار ومواقع النفوذ

• لقد اختلفت الأرض التي سيطر عليها الإسماعيليون مدًّا وجزراً بحسب تقلبات الظروف والأحوال خلال فترة طويلة من الزمن، وقد غطى نفوذهم العالم الإسلامي ولكن بتشكيلات متنوعة تختلف باختلاف الأزمان والأوقات:

ـ فالقرامطة سيطروا على الجزيرة وبلاد الشام والعراق وما وراء النهر.

ـ والعبيديون أسسوا دولة امتدت من المحيط الأطلسي وشمالي أفريقيا، وامتلكوا مصر والشام، وقد اعتنق مذهبهم أهل العراق وخُطب لهم على منابر بغداد سنة 540ه‍ ولكن دولتهم زالت على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

ـ والآغاخانية يسكنون نيروبي ودار السلام وزنجبار ومدغشقر والكنغو البلجيكي والهند وباكستان وسوريا ومركز القيادة لهم في مدينة كراتشي بباكستان.

ـ والبهرة استوطنوا اليمن والهند والسواحل القريبة المجاورة لهذين البلدين.

ـ وإسماعيلية الشام: امتلكوا قلاعاً وحصوناً في طول البلاد وعرضها وما تزال لهم بقايا في مناطق سلمية والخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف.

ـ والحشاشون: انتشروا في إيران واستولوا على قلعة آلموت جنوب بحر قزوين واتسع سلطانهم واستقلوا بإقليم كبير وسط الدولة العباسية السُنية، كما امتلكوا القلاع والحصون ووصلوا بانياس وحلب والموصل، وولي أحدهم قضاء دمشق أيام الصليبين وقد اندحروا أمام هولاكو المغولي.

ـ المكارمة: وقد استقروا في نجران.

ويتضح مما سبق

أن الإسماعيلية[1] في بدايتها كانت إحدى الفرق الشيعية ولكنها غلت في أئمتها أشد من غلو الرافضة، وتأثرت بمؤثرات كثيرة حتى وصل الأمر إلى أن اعتبرتها معظم الفرق الإسلامية كافرة وخارجة من الإسلام، لما أسبغوه على إمامهم من صفات تصل به إلى ما يشبه مقام الألوهية، ولقولهم بالتناسخ، وإنكارهم صفات الله سبحانه وتعالى، ولعدم استمدادهم عقيدتهم من خالص الكتاب والسُّنة.

المصدر: موقع صيد الفوائد.



[1] مراجع للتوسع:

ـ تاريخ المذاهب الإسلامية ـ الجزء الأول، محمد أبو زهرة.

ـ إسلام بلا مذاهب ـ د. مصطفى الشكعة.

ـ طائفة الإسماعيلية، تاريخها، نظمها، عقائدها ـ د. محمد كامل حسين ـ مكتبة النهضة المصرية 1959م.

ـ دائرة المعارف الإسلامية ـ مادة الإسماعيلية.

ـ الملل والنحل، محمد عبد الكريم الشهرستاني ـ الطبعة الثانية ـ دار المعرفة.

ـ المؤامرة على الإسلام ـ أنور الجندي.

ـ تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة ـ محمد عبد الله عنان.

ـ أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية ـ لبرنارد لويس.

ـ كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة ـ محمد بن مالك اليماني الحمادي.

ـ فضائح الباطنية ـ لأبي حامد الغزالي.

ـ الإسماعيلية ـ إحسان إلهي ظهير.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top