العالم الآخر في الضمير البشري

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

لحسن القنال

:: عضو مُشارك ::
إنضم
15 ماي 2008
المشاركات
343
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
عمر الفرد على هذا الكوكب الأرضي قصير ، و أيامه في هذا العالم الفاني محدودة . و رغبة الفرد في أن يعيش رغبة فطرية ، و حاجاته على الأرض لا تنقضي ، و آماله غير محدودة.

و لكنه يموت !
يموت و في نفسه حاجات ، و يترك على الأرض آماله ، كما يترك من خلفه أعزاء يفجعه أن يفارقهم ، و يفجعهم أن يغيب . فهلا كان لقاء بعد ذلك المغيب ؟
هذه واحدة .

و ينظر الإنسان، فيرى الخير و الشر يصطرعان ، و يشهد معركة الرذيلة و الفضيلة - أو ما يعتقده رذيلة و فضيلة - و الشر عارم ، و الرذيلة متبجحة ، و كثيرا ما ينتصر الشر على الخير ، و تعلو الرذيلة على الفضيلة ، و الفرد - في عمره المحدود - لا يشهد رد الفعل ، و لا يرى عواقب الخير و الشر .
فأما حين كان هذا الإنسان طفلا ، أو حين كان يحيى على شريعة الغاب ، فلا ضير في ذلك ولا ضرار ، إنما الأمر قوة ، و الحياة للأغلب ! و أما حين أخذ ضميره يستيقظ ، فقد عز عليه ألا تكون للخير كرة و ألا يلقى الشر جزاءه ، و الاعتقاد بوجود إلوهية عادلة يستتبع حتما جزاء على الخير و الشر ، إن لم يتم في الأرض في هذا العالم فلابد أن يتم هناك في عالم آخر .
و هذه ثانية .


ثم أيكون مصير هذا الجنس البشري الذي عمر الأرض و صنع فيها ما صنع ، كمصير أي حشرة أو دابة أو زاحفة : حياة قصيرة محدودة لا يتم فيها شيء كامل أبدا ، ثم ينتهي كل شيء إلى الأبد ؟ ...... لقد عز عليه أن يكون مصيره هو هذا المصير البائس المهين .
و هذه ثالثة



من هذه الينابيع الثلاثة التي تفجرت في الضمير الإنساني - واحدا بعد الآخر - فاضت فكرة العالم الآخر ، و كما دل النبع الأول على شعور الإنسان بقيمة الحياة ، و دل النبع الثالث على اعتزازه بجنسه ، و انتظاره أن تحسب القوى الكونية حسابا له ، فلا تجعل ختامه هو هذه الحياة الفردية القصيرة .... فكذلك دل النبع الثاني على استيقاظ ضميره ، و تنبه إحساس العدالة فيه ، و الثقة بمصاير الرذيلة و الفضيلة و الخير و الشر .

و هذه الينابيع الثلاثة هي "الإنسانية" في أعمق أعماقها و أعلى آفاقها
 
رد: العالم الآخر في الضمير البشري

بارك الله فيك مكانش كيما لي فنا حياتو في خدمة الاسلام وطاعة الولدين وانهى على المنكر وشهد بالحق وانصر الضعيف وستر خوه وكفل اليتيم يعطيك الصحة . كل ما عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام صدق الله العظيم
 
رد: العالم الآخر في الضمير البشري

السلام عليكم
صدقت وصدق الحق ، مشكور أخي على الإهتمام والمرور الكريم و أنزلك الله أفضل منازله يوم يفر المرء من أمه و أبيه ، و أسكنك الله جنات عدن
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top