ملف كامل عن التربية الإيجابية . . لا يفوتكم

Mademoiselle carbone

:: عضو مُتميز ::
إنضم
27 جويلية 2016
المشاركات
564
نقاط التفاعل
893
النقاط
51
التربيـة الإيجابيـة


تمهيد :
مما لا شك فيه أن تربية الأطفال من المهام الصعبة والمخيفة التي تواجه الآباء، فالكثير من الآباء يتخوفون من الأوضاع الحالية في كل أنحاء العالم من تفشي الجريمة والعنف وفقدان براءة الأطفال. أصبح الأطفال هذه الأيام أكثر ذكاء، ويعرفون المساومة من أجل نيل أي شيء يريدونه، فربما يجادلك طفلك الصغير مثل الشخص الراشد وهو مازال في عمر الخمس سنوات. وهذه التحديات تصعب مهمة الآباء لتربية أبناء يتحلون بمكارم الأخلاق من نزاهة وتهذيب وأمانة، وزرع كل القيم الفاضلة التي يتمنون أن تكون لدي أبنائهم. وبما أن التربية مهمة صعبة، فقد اجتهد العلماء لعدة عقود لإيجاد أفضل السبل التي من شأنها أن تكون أكثر فعالية في التربية. وقد أدت هذه البحوث إلى النهج المعروف باسم "التربية الإيجابية".

فلسفة التربية الإيجابية :
تفترض فلسفة التربية الإيجابية أن الطفل يولد على الفطرة، وبالاحترام والرعاية والمحبة والتوجيه يمكن أن يصبح خلوقًا ومسؤولاً وناجحًا عند الكبر. والتربية الإيجابية هي مزيج من العطف والحب والتفاهم والحماية.

طرق التربية الإيجابية :
هنالك طرق مختلفة للتربية الإيجابية، ولكن المفهوم يبقى هو الأسلوب نفسه وإن تباينت الأساليب، وهو أن تمنح طفلك حبًا غير مشروط ، وتوفر له الرعاية التي من شأنها أن تزيد من ثقته بنفسه وترسخ فيه الاعتداد بالذات. وفي دراسة أجريت في أستراليا شملت 26 مدرسة لتقييم فعالية برنامج التربية الإيجابية بين طلاب المدارس الابتدائية، أظهرت النتائج تقلص عدد الأطفال الذين لديهم مشاكل في السلوك وزيادة كبيرة في مهارات التبليغ عن الذات مقارنة مع الأطفال الذين لم يشتركوا في البرنامج.

فوائد التربية الإيجابية :
للتربية الإيجابية فوائد عديدة، فمن خلال خلق بيئة وسلوك إيجابي في المنزل فإن طفلك سوف:
- يشعر بمزيد من الثقة.
- يزداد الاعتداد بالذات لديه.
- نمو رابطة مع الوالدين مبنية علي الثقة والاحترام.
- يتعلم التعاطف والشعور بالأمن.

ما أفضل وقت للبدء ؟
يشير معظم الخبراء إلى أن السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل هي أفضل الأوقات للبدء نظرا لأثرها في نمو طفلك. في هذه السنوات ينمي طفلك قدراته الفكرية والعاطفية والاجتماعية. سيتعلم إعطاء وتقبل الحب، ويتعلم حب الاستطلاع والإصرار علي التعرف علي الأشياء الغريبة، ويحتاج طفلك إلى كل هذه الصفات ليبني علاقات اجتماعية ويعيش حياة منتجة وسعيدة.

كيف تكون والداً أو أماً إيجابيا؟
تقول الدكتورة تانيا بايرون، الأخصائية البريطانية الشهيرة في تنمية الطفل أن "الأبوة والأمومة لا تعني عمل الشيء الصحيح دائما، بل أن يستطيعوا التعايش مع صعوبات الحياة، والوقوع في الخطأ، والشعور بالقلق وقلة السعادة، ولكن بالرغم من كل هذا يكون لديهم إيمان قوي وراسخ بأن الأمور سوف تتحسن بمرور الوقت فقد صنعوا الرابطة والعلاقة الايجابية مع طفلهم لذلك باستطاعتهم أن يتعايشوا مع كل الأوضاع وبثقة كبيرة".
لتكون إيجابيا، أنت بحاجة إلى الثقة بنفسك وفهم طفلك. فالإيجابية لا تعني التساهل، ولكن يجب أن تكون هناك حدود لا ينبغي للطفل أن يتجاوزها.
نهج الانضباط في الإيجابية لا يعني البحث دائما عن السلبيات، ولكن البحث عن سبل لجعل الأمور إيجابية، وتعلم كيفية التفاوض واقناع أطفالهم بطريقة أكثر فعالية.
تذكر دائما أن التربية مهمة صعبة، وبما أن لكل طفل خصاله الفريدة، لا توجد طريقة واحدة مبسطة للتربية وليس هناك أي خطأ أو صواب.
كل الطرق التي يختارها الآباء لديها مميزاتها، وتحدياتها والأمر يرجع إلى الوالدين لاختيار الوسيلة التي من شأنها تربية الطفل. وبمزيد من الحب والعطف والاحترام، ستكون النتائج مذهلة، ويجب أن نتذكر أن الطريق طويل وملئ بالتحدي والصعاب، وقد يكون هنالك الكثير من الأيام المحبطة، كما ستكون هناك أجمل وأحلى الأيام.

10 مقترحات للتربية الإيجابية
تقترح الرابطة الأميركية لرعاية الطفولة والجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال مجموعة من النصائح للتعامل مع الأطفال في إطار التربية الإيجابية، وفي ما يلي 10 مقترحات:
1- قدر قيمة اللعب: اللعب هو عمل الأطفال. اللعب مهم لجميع جوانب تنمية الطفل، ويعتبر وسيلة طبيعية لتعلم الأطفال، وأمر أساسي في تكوين علاقة إيجابية بين الطفل والوالدين. وقد قال عمر بن الخطاب لاعب ابنك سبعا .. وأدبه سبعا .. وصاحبه سبعا.
2- تحدث مع طفلك واستمع له.
3- من المهم أن تنظر إلى طفلك، وأن تلمسه بلطف عند التواصل معه.
4- حاول ألا تكون سلبيا مع طفلك، تجنب الانتقاد وتعلم الثناء علي طفلك عندما يتصرف بإيجابية. بكل تأكيد تحدث مع طفلك عندما يرتكب خطأ، ولكن أتح له الفرصة لتصحيح خطأه.
5- كن مصدر المعلومات الأول لطفلك. شجعه علي طرح الأسئلة ، سيعلمه هذا طرح أسئلة عندما يكبر. ومن خلال الإجابة على أسئلة طفلك بالصدق والصراحة، يمكنك إنشاء علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين.
6- تعلم كيف ينمو الأطفال وتعرف علي خصال طفلك الفريدة. وعندما يتعلق الأمر بطفلك، فالخبير الحقيقي هو أنت. قدر خصوصية طفلك. وادعم اهتمامات ومواهب طفلك.
7- حاول قضاء بعض الوقت مع كل من أطفالك كل يوم.
8- لا تتردد في الثناء علي خصال أطفالك المتفردة، وتجنب مقارنتهم، أو معايرتهم لماذا لا يكونون مثل شخص آخر.
9- عد أسرتك للنجاح. ضع مجموعة من القواعد والحدود، هذا سيساعد طفلك الشعور بالأمان ومنع تطور الأمور من أن تصبح خارج نطاق السيطرة.
10- انتبه لنفسك.
إذا كنت متعبا، مريضا أو بمزاج سيء لا يمكنك أن تكون والدا جيدا.
حدد وقتا لأنشطة الأسرة. الشعور بالانتماء يتعزز عندما تقوم الأسرة بأنشطة مشتركة.
علم طفلك الفرق بين الصواب والخطأ.
فهم الطفل للصواب والخطأ يتطور ببطء بداخله.

إستراتيجيات التربية الإيجابية :
استراتيجيات التربية الإيجابية تشكل بدائل عملية عن اللجوء للعقاب وهي بدائل ووسائلتبني الشخصية المتميزة التي يطمح لها كل مربي ..
وهي خطوات عملية ومتكاملة فيمابينها يمكن استعمالها في الحياة الأسرية بشكل تلقائي وفي الأحوال العادية ..وتصبحضرورة في حالات الأزمات الطارئة بين الأطفال والوالدين لاسيما أثناء لجوء الأبناء لسلوكيات مقلقة ومزعجة أو مرفوضة شرعا وعرفا .


ومن إستراتيجيات التربية الإيجابية :
1- إستراتيجية مكافأة السلوك الإيجابي
2- إستراتيجية الإنصات الفعال
3- إستراتيجية ( والآن )
4- إستراتيجية تعلُّم المرونة من خلال مواقع الإدراك
5- إستراتيجية الوفاق الوالدي
6- إستراتيجية التربية بالحب
7- إستراتيجية التعامل الإيجابي مع كلمة ( لا )
8- إستراتيجية التركيز على حل المشكلة - قاعدة عزل الفعل عن الفاعل
9- إستراتيجية الحاجة للقبول
10- إستراتيجية الحاجة إلى الطمأنينة
11- إستراتيجية انتقاء الكلمات الإيجابية للطفل


منقول


~ يتبع بعون الله
 
1- إستراتيجية مكافأة السلوك الإيجابي



إستراتيجية (كافئ السلوك الإيجابي):
إنها خطوة فعالة جدًا للتخفيف من حالات التوتر بين الأبناء والآباء وتقليص السلوكيات المزعجة .. وهي خطوة فعالة وبسيطة ..
أما كونها فعالة فذلك تثبته كل التجارب التربوية واتبعها كل القادة المربين وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكافئ سلوك المحيطين به صغارًا كانوا أم كبارًا فهو يبشر بالجنة ويطلق أحسن الألقاب ويمدح ويبتسم وينفق ويلاعب …
أما كونها خطوة بسيطة فتلك الحقيقة غير الصحيحة … فليست إستراتيجية (كافئ السلوك الإيجابي ) بالشيء البسيط في حياة المربين خصوصًا ، والناس عموما .. حيث تغلب البرمجة المعتمدة على الحساسية الكبيرة للسلوك السلبي والمعاقبة عليه بدل الحساسية للسلوك الإيجابي ومكافأته ..
لذلك قد يكون في البداية من الصعب تنفيذ هذه الاستراتيجية الفعالة في تعديل سلوك الأطفال ، إذ نجد أن مكافأة السلوك الإيجابي في حياتنا موجود لكنه بشكل خفيف وضئيل لا يكاد يذكرمقابل معاقبة السلوك السلبي ..

قوة إستراتيجية (كافئ السلوك الإيجابي ) الهائلة :
إن لهذه الاستراتيجية قوة هائلة في بناء شخصية الطفل النامية قد لا يتوقعها المربون .. فلو اتبعوا سياسة عدم التركيز على سلوكيات الأطفال المنسجمة مع سنهم وغير المقبولة لدى الكبار من مثل الحركة والاكتشاف المستمر للمحيط والبيئة وغيرها ،وأبدوا تسامحًا معها ثم اتبعوا إستراتيجية (كافئ السلوك الإيجابي ) لحققوا نتائج هائلة من توقعاتهم وطموحاتهم في شخصية الطفل ..

صورتان لإستراتيجية (كافئ السلوك الإيجابي) :
هناك صورتان عمليتان لممارسة هذه الخطوة وكلاهما ضروري للطفل وينبغي اللجوء إليهما باستمرار وتنوع حسب المواقف والحاجات:

الأولى : المدح المخصص :
وهو أسلوب مكافأة سلوك معين من خلال توجيه المدح وتحديده بالسلوك الإيجابي من مثل : ما شاء الله القصة التي كتبتها رائعة أنت ذكي جدا .. أو ما شاء الله اللعبة التي ركبتها جميلة أنت طفل مبدع …

الثانية : الشعور الخاص :
هذا أسلوب لا يرتبط بعمل معين ولكنه نوع من التعبير عن المشاعر التي تربط بين الطفل ووالديه ..فالمشاعر الإيجابية خلقها الله عز وجل لتنطق لا لتخزن بداخل الإنسان …
الشريعة الإسلامية جاءت بأفضل وسائل لإحياء المشاعر فالمسلم يعبر عن توحيده بترديد كلمة التوحيد بلسانه وتكرارها ، ويعبر عن علاقته المتميزة بخالقه بالذكر والتسبيح والحمد ، وإيمان المسلم لا يتحقق بكونه شعورًا داخليًا ولكنه فضلا عن كونه شعورًا ومعتقداتٍ فهو إقرار باللسان وترجمة بالأركان ..
ولذلك من أساليب هذه الاستراتيجية مكافأة الطفل من خلال التعبير عن شعورك الإيجابي تجاهه ..ومدحه … من مثل: ابني أحبك كثيرًا فأنت طفل ذكي …
إن الطفل بحاجة مستمرة لسماع مثل هذا الكلام(إنطاق المشاعر الإيجابية ).

إن التعبير عن مشاعرك الإيجابية ومكافأة السلوك الإيجابي يجعل المربي محتفظا بطاقته المحدودة التي تستهلكها بشكل أكثر السلوكيات المتشنجة مع الأطفال من مثل الصراخ والغضب .. وبلا فائدة تربوية تذكر.ابدأ إذن بمكافأة السلوك الإيجابي من اللحظة التي يبدأ الطفل بإنجاز سلوك مستقل وكن مركِّزًا على ما صح من سلوكه حتى ولو كان هو التوقف عن السلوك السلبي .. فحين يتوقف ابنك عن سلوك مزعج اعتبر هذا في حد ذاته سلوكا إيجابيا يحتاج لمكافأة .. من مثل : وأخيرا توقفت عن البكاء وابتسمت .. ما شاء الله .. أو وأخيرا توقفت عن رمي لعبك .. ما شاء الله ..

كيف تكافئ السلوك الإيجابي ؟
1- أبدِ مشاركتك : من خلال الخطوات التالية :
أ – صف لابنك بابتسامة وتفاعل ما يفعله من سلوك إيجابي (رتبت غرفتك بشكل رائع).
ب- علق بشكل إيجابي حالة أو مظهر ولدك ( أنت طفل نظيف وأنيق جدا وملابسك مرتبة …)
د- أبرز بصوت واضح وبشكل إيجابي حالة ابنك النفسية والمزاجية ( أراك مستمتعا بدراستك – أشعر أنك في قمة تركيزك مع واجباتك – أراك قويا ومثابرا ..)

2- امدح :
أ - عبر عن قبولك لسلوكه ( ما شاء الله عمل متميز .. أنت بارع)
ب - عبر عن مشاعر قبولك لسلوكه ( جميل وممتع رؤية عملك وإنجازك ..)
ت - أبد إعجابك بسلوكه وفرحك ( عمل رائع يستحق التقدير .. أنا معجب بإنجازك …)

3- ابتسم :
ابتسم لابنك وحاول أن تحدث احتكاكا بين عينيك وعينيه ولقاء تطبعه ابتسامتك المعبرة عن تقديرك لسلوكه .. احرص أن تكون الابتسامة من داخلك ومعبرة عن شعورك وإعجابك فالابتسامة المصطنعة يدركها الطفل بسهولة ..
4- انسخ بعض سلوكياته :
انسخ بعض ما يصدر عن ابنك من خلال عملية التقليد مثل إعادة بعض كلامه أو إحداث صوت معبر عن لعبة بيده وهذا التقليد نوع من المجاراة والمسايرة التي تحدث انسجامًا كبيرًا في التواصل بين الطفل والوالد
5- لاعبه :
مكافأة السلوك الإيجابي قد يكون أفضل تعبير عنه ملاعبتك لابنك والخروج عن دائرة الناصح الذي يعطي الحلول ويصدر الأحكام ..إن ملاعبة الطفل تعني أنك متواجد معه وهذا يجعله ينفتح عليك ويتقبل منك وتطمئنه على سلوكه الإيجابي مما يمنحه ثقة قوية بقدراته وإمكاناته ويشكل لديه بالمقابل القيم والمعايير الإيجابية .. ولذلك لم تكن وصية نبينا صلى الله عليه وسلم إلا خطوة في هذا الاتجاه وهو يؤكد على ضرورة مصاحبة الأبناء ..
6- تجاوز عن اندفاعه :
يندفع الأبناء ويتهورون ويصدر عنهم بعض السلوكيات المرتبطة بمرحلتهم العمرية .. إن مكافأة ما يصدر عنهم من سلوك إيجابي تعني كذلك غض الطرف عن اندفاعاتهم وتهورهم الطفولي وعدم التركيز عليه .. قد لا يعني تجاهل هذه السلوكيات قبولها ولكن يعني أن يكون تدخلك بشكل إيجابي بنَّاءً من مثل التعبير بحركة رأسك عن عدم قبولك ومن خلال ملامح وجهك ..بدون حاجة لتعليق أو إبداء حكم .
7- الاحتكاك الإيجابي :
عبر عن مكافأة سلوك الابن من خلال الاحتكاك الإيجابي بالجسد من مثل اللمسة الحنون والضم والقبلة والعناق والحمل والمداعبة .. بشكل متناسب مع سنه ..
8- امنحه شيئا يحبه :
لا يمكن إغفال الهدية للطفل على سلوكه الإيجابي وفي الوقت نفسه لا يمكن اعتبار المكافأة المادية هي الأساس فهي في آخر القائمة ولا ينبغي أن تكون الدافع والأساس والمعبر الحقيقي عن مكافأة السلوك الإيجابي لئلا يكون الدافع الإيجابي من خارج نفسية ومشاعر الطفل ..
منح الطفل شيئا يحبه نتيجة سلوك صدر عنه خطوة كذلك لمكافأته ..

9- امنحه اختيارًا :
قد يكون الطفل ممن يحبون أشياء كثيرة فامنحه حق الاختيار للهدية وهذه خطوة تمنحه ثقة بنفسه أكثر وتعزز السلوك الإيجابي لديه

3 خطوات لمكافأة السلوك الإيجابي :
1- صف ما ترى من سلوك إيجابي يصدر من ابنك .
2- صف شعورك وابد إعجابك بالسلوك .
3- صف سلوك الولد الإيجابي لتعززه ..


تذكر :
من خطوات مكافأة السلوك الإيجابي امتداح سلوك الطفل مع ضرورة مراعاة الدقة والأمانة وتجنب المبالغة في المدح حتى لا يؤدي لنتائج عكسية ..


مهارات مساندة :
1- ضع من بين أهدافك أن تصبح محاوراً ماهراً ومفاوضاً جَلِداً .
2- اجعل ردود أفعالك متوازنة بحيث لا تسقط في أخطاء العجلة فتندم .
3- تذكر دائماً أن الحياة صعبة بما فيه الكفاية ولا ينقصها أن تنغص على نفسك بعلاقات عدوانية مع أحد ولاسيما مع أبنائك .
4- تذكر أيضاً أن الناس طيبون أكثر مما نتصور ، وأنه يمكننا إخراج أحسن ما فيهم إذا أخرجنا أحسن ما فينا وأطيب الناس الأطفال (الفطرة والبراءة).


غيِّـر ما في نفسك:
يمكنك تغيير مشاعرك تجاه أي شخص و كسبه إلى صفك باتباع الخطوات التالية :
1- حدد شعورك المستهدف تجاه هذا الشخص ، بشرط أن يكون شعوراً مريحاً مثل : الحب ، المساعدة ، التعاون ، الهدوء ، الصبر ، الاهتمام ، الإنجاز .
2- تخيل المواقف الطبيعية في حياتك التي تؤدي بك لمثل هذه المشاعر الطيبة ،وحاول توفيرها وتخليها
2- ابحث عن الأشخاص المقربين من هذا الشخص واسألهم عن كل ما يرضيه وما لا يرضيه .
4- أعد الطريقة على نفسك عدة مرات حتى تفهمها وتصبح من ضمن ردود فعلك التلقائية تجاهه .


~ يتبع بعون الله
 
2- إستراتيجية الإنصات الفعال


معنى الإنصات الفعال :
إن الإنصات الفعال غير الاستماع ، وهو يعني الاستماع باهتمام وبكل الجوارح ومن خلال ملامح الوجه ولغة الجسم والرسائل الإيجابية التي يبعثها المنصت الإيجابي للمتكلم ..
الإنصات الفعال يعني اهتمامًا بما يريد الطفل التعبير عنه.. وتعني اهتمامًا إيجابيًا بالرسائل الخفية للطفل.. وهوطريق لتجاوز الحالات المتوترة بين الوالدين والأبناء.. وكلما مورس الإنصات الفعال كلما عرفت العلاقات الأسرية انحسارًا وتقلصًا للحالات المتشنجة..
إن مفتاح الإنصات الفعال يكمن في الرسائل غير اللفظية وفي الاتصال غير الشفوي الذي يرسله الأب لابنه.. من خلال الابتسامة ولغة الجسم وملامح الوجه ونبرات الصوت المعبرة عن الحنان والمحبة والود التي تنبعث بين الفينة والأخرى معبرة عن موافقتك وتفهمك لما يقوله الابن..


خمس خطوات للإنصات الفعال :
1- اربط علاقة تواصل بين عينيك وعيني ابنك وتفادى أن تشيح وجهك عن ابنك، فإن ذلك يوحي بقلة اهتمامك بما يقوله وقلة اعتبارك لشخصه..
2- اجعل ثمة علاقة اتصال واحتكاك جسدي مباشر من خلال لمسة الحنان وتشابك الأيدي والعناق ووضع يدك على كتفيه.. فإن ذلك يوطد العلاقات المبنية على المحبة ويسهل لغة التواصل العاطفي وييسر التفاهم ويفتح لدى الطفل أجهزة الاستقبال للرسائل التربوية الصادرة من الوالدين..
3- علق على ما يقوله ابنك وبشكل سريع دون أن تسحب الكلام منه..مبديا تفهمك لما يقوله من خلال حركة الرأس أو الوشوشة الميمية بنعم أو ما شاء الله.. مما يوحي لابنك أنك تتابعه باهتمام فتزيد طمأنينته..
4- ابتسم باستمرار وأبد ملامح الاطمئنان لما يقوله، والانشراح بالإنصات له مع الحذر من تحسيس الطفل بأنك تتحمل كلامه على مضض أو أنه مضيع لوقتك ولا تنظر للساعة وكأنك تقول له لا وقت لدي لكلامك..
5- متى ما وضحت الفكرة وتفهمت الموقف عبِّر لابنك عن هذا وأعد باختصار وبتعبير أدق ما يود إيصاله لك.. لتعلم ابنك اختصار ما يريد قوله وفن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه .. والدقة في التعبير..وتقلل بهذا من احتمالات الملل بينكما..


إن الإنصات الفعال لا يكتمل إلا من خلال الاتصال غير اللفظي الذي يطمئن الابن ويعيد له توازنه النفسي..
ويقضي بالتالي على مقاومة الطفل للرسائل التربوية الصادرة عن الآباء..

إن الأطفال عادة ما يعاندون ويبدون مقاومة لرغبات الوالدين..
والطريق السليم لامتصاص هذه المقاومة هو تخصيص وقت للإنصات الفعال للطفل..
فكلما تحدث الابن ووجد قبولا واهتماما كلما ضعفت المقاومة السلبية لديه وقل عناده..

خصص وقتاً للإنصات الفعال:
إن الإنصات الفعال خطوة ضرورية في التربية الإيجابية لا غنى للمربي عنها..
فكما أننا نخصص أوقاتا لشراء ما يحتاجه أبناؤنا، ووقتا للاهتمام بصحة أبدانهم ونظافتها فكذلك نحتاج تخصيص وقت للإنصات لهم مهما قل هذا الوقت..
إن خمس دقائق ينصت فيها الأب لابنه قد تجعله يتفادى تضييع ساعات طويلة في معالجة مشكلات ناجمة عن قلة التواصل أو مناقشة حالة توتر..


خمس دقائق لا غير !!
خمس دقائق لا أهمية لها عند عامة الناس..وليس صعبا أن يخصصها الأب يوميًا لابنه..
خمس دقائق كل يوم تنمي الحوافز الإيجابية لدى ابنك وتغرس لديه الدوافع التي تزود سلوك الإنسان بالعمل الصالح وملء الوقت بما ينفع دنيا وآخرة..
إن خمس دقائق مخصصة للطفل تعني تمتع الأب بوقت كبير لقضاياه الأخرى.
إن تخصيص خمس دقائق للطفل تعني أنك تود التواصل مع ابنك وتحاول فهمه وتفهم حاجاته ورغباته وأنك تشعر به.. وقبل هذا وذاك تعني أنك تتقن فن الأخذ والعطاء.. وتمهد قلوب الأبناء وبصيرتهم للإنصات الفعال.. وبمعنى أوضح أنك تقوي الذكاء الوجداني لديهم المعروف لدينا بالبصيرة..
أنصت لأبنائك ليحسنوا الإنصات لك..


فن الاستماع : وصْفةٌ أخلاقية ومهارة ضرورية :
في حياتنا، ومنذ صغرنا نتعلم كيف نتصل مع الناس الآخرين بالوسائل المتعددة، الحديث والكتابة والقراءة، ويتم التركيز على هذه المهارات في المناهج المدرسية بكثافة، لكن بقيت وسيلة اتصالية لم نعرها أي اهتمام، مع أنها من أهم الوسائل الاتصالية، ألا وهي الاستماع.

لا بد لكل إنسان أن يقضي معظم حياته في هذه الوسائل الاتصالية الأربع، الحديث، الكتابة، القراءة، والاستماع، لأن ظروف الحياة هي التي تفرض هذا الشيء عليه.
والاستماع يعد أهم وسيلة اتصالية، فحتى تفهم الناس من حولك لابد أن تستمع لهم، وتستمع بكل صدق، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً على الإطلاق


في كتاب ستيفن كوفي العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية
تحدث الكاتب عن أب يجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام،
فقال لستيفن: لا أستطيع أن أفهم ابني، فهو لا يريد الاستماع إلي أبداً.
فرد ستيفن: دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك؟
فرد عليه: -هذا صحيح-.
ستيفن: دعني أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه -هو- لا يريد الاستماع إليك أنت؟
فرد عليه بصبر نافذ: هذا ما قلته.
ستيفن: أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له.
فقال الأب: أوه -تعبيراً عن صدمته- ثم جاءت فترة صمت طويلة، وقال مرة أخرى: أوه!


إن هذا الأب نموذج صغير للكثير من الناس، الذين يرددون في أنفسهم أو أمامنا: إنني لا أفهمه، إنه لا يستمع لي! والمفروض أنك تستمع له لا أن يستمع لك!

إن عدم معرفتنا بأهمية مهارة الاستماع تؤدي بدورها لحدوث الكثيرمن سوء الفهم، الذي يؤدي بدوره إلى تضييع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات التي كنا نتمنى ازدهارها،
ولو لاحظت مثلاً المشكلات الزوجية، عادة ما تنشأ من قصور في مهارة الاستماع لا سيما عند الزوج،
وإذا كان هذا القصور مشتركاً بين الزوجين تتأزم العلاقة بينهما كثيراً، لأنهم لا يحسنون الاستماع لبعضهم البعض، فلا يستطيعون فهم بعضهم البعض، الكل يريد الحديث لكي يفهم الطرف الآخر! لكن لا يريد أحدهم الاستماع!!

إن الاستماع ليس مهارة فحسب، بل هي وصفة أخلاقية يجب أن نتعلمها،
إننا نستمع لغيرنا لا لأننا نريد مصلحة منهم، لكن لكي نبني علاقات وطيدة معهم.


~ يتبع بعون الله
 
ربي يبارك فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top