لعل الجميع لاحظ كثرة المواضيع التي تتحدث عن حرية الفرد .. فكثيرا ما يطرح عن الحريه بإيدولوجية التشدد ولاتخلو من إسداء النصيحه بالطريقة التي يرونها صائبه من منطلق عقدي .. لسنا ضد إبدأ النصيحه لإدراكنا بأهميتها وبالسبل السويه التي تقود إليها ؛ ولسنا ببعيد عن قصة ذاك الاعرابي الذي اعطى إبله مقابل ثلاث نصائح ؛ وقد قيل قديما تُشرى النصيحة بجمل رغم أهمية قيمة الجمل في ذلك الزمن .. لكن أغلب المرشدين عن الحرية واهميتها ومميزاتها وما ترمي اليه ليسوا مؤهلين لإلقائها انما هو كلام يرمى على عواهنه واغلب المنادين بالحرية هم في الاصل جهلاء وربما لايملكوا من الخبرة شيء ؛؛ واغلب شروحاتهم تختص بالمرأه وكأن المرأة اخطبوط يشكل خطرا محدقا بالإنسانية جمعاء .. ناسين او متناسين انها الام والاخت والزوجه .. وغير مدركين أهمية دورها في صدر الإسلام ؛ فعملوا عامدين على التدخل في شئونها الخاصه والحد من حريتها المسئوله والتي أباحها لها الدين الحنيف .. فكل شيء ممنوع عليها حتى ذوقها وما تريد سماعه ممنوع عليها ... احد الزميلات هنا كتبت انها استمعت لإغنيه مع انها لم تتعود سماعها فذهبت بعيدا بخيالها مع تلك الاغنيه .. ربما لم تستمع للأغاني انسجاما مع تلك الشروحات التي تنادي بالحريه المصابه بفوبيا التشدد .! لاادري كيف جاء على بالي تلك الحادثه التي جرت في احد العواصم الغربيه .. حيث كنت ابحث عن مطعما عربيا وما ان رأيت لوحة كتبت بالعربي ( مطعم عربي ) حتى ذهبت اليه مسرعا وما ان ولجت اليه سابقني صوت كوكب الشرق وهي تترنم بالاطلال بصوت شجي يبعث على الرومانسيه وكل من في المطعم منسجمين مع نغمات صوتها ؛؛ وما لبثنا حتى دخل رجل ملتحي متجهم وخلفه ( حرثه ) مغلفة بالسواد تتبعه كـ ظله .!! توجهوا نحو طاولة منزوية بعيدة عن الآثام وفي طريقهم إلى مبتغاهم مروا بجواري . لاحظت أن المرأة تتردد في خطواتها وكأن النظرات المصوبة نحوها تعيق تقدمها . لم يهتم بعلها بذلك وأخذ يرسل نظرة الفرقة الناجية للذين كانوا في طريقه إلى الطاولة . أجلس زوجته على كرسي بعد عملية هندسية بحيث يكون الجميع خلف ظهرها ثم جلس مرتاح البال !!ويبدو أنه انتبه لصوت ( كوكب الشرق ) بعد أن تفرغ من إرسال النظرات وهو يلتفت يمنة ويسرة نهض فجأة كـ المرعوب بعد جلوسه أقل من ثواني وطلب من القائمين على المطعم إطفاء الأغاني وبالفعل استجاب القائمين على المطعم واخمدت قيثارة الفرح . ولم نعد نسمع سوى صليل سكاكين الأكل !! تساءلت بما انه متشدد لدرجة منع الاغاني لماذا ترك بلده وجاء لبلد لايستطع غض البصر بها ..! ثم لماذا زوجته " حرثه" طالما هي متوحشة بالسواد لدرجة الاشمئزاز جاءت لبلد لايحترم من هي على شاكلتها ..! وأخذت افكر هل المرأه المتجلببه تشعر في دولة متحرره كما تشعر المرأه المتحرره في دولة محافظه ... لاادري كيف نقدم دعوات مناقضه للواقع ونطالب الكل بالالتزام بها ... ربما طرحي لايلوق للكثيرين هنا فعذرا فيما لو كان لايعجبكم انما هو رأيي ليس الا ...