مجلسان في فضائل شهر شعبان ورمضان لأبي محمد الحسن بن علي الجَوْهَري

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر




إنَّ مِنْ أَحْسَنِ ما يُستقبَلُ به شهرُ رمضان المبارك، ومِنْ أَفْضَل ما تُهَيَّأُ النُّفوسُ المؤمنةُ لملاقاة هذا الموسم العظيم، مذاكرةَ ومدارسةَ الآيات والأحاديث الدَّالَّة على فضل هذا الشَّهر وفضل العمل الصَّالح ـ ومنه الصِّيامُ ـ فيه.


وقد عُنِيَ العلماءُ قديمًا وحديثًا ـ وبالخصوص منهم المحدِّثون ـ بإفراد فضائل هذا الشَّهر الكريم في مُؤلَّفاتٍ خاصَّةٍ، وأضاف بعضُهم إليه ما ورد في فضائل سابِقِهِ شهر شعبان المبارك.


وبين يَدَيْك ـ أخي القارئ ـ واحدٌ من تلك المُؤلَّفات، وهو جزءٌ حديثيٌّ نادرٌ، يتضمَّنُ مجلسَيْن من مجالس الأمالي الَّتي كان يَعقِدُها الحافظُ أبو مُحمَّد الحسن بن علي الجوهري ببغداد، وهما المجلسان السَّابع والحادي عشر، خصَّصهما: لذكر فضائل شهرَيْ شعبان ورمضان، بأسانيده ورواياته.


ومجالس الأمالي: سُنَّةٌ ماضيةٌ دَأَبَ عليها علماءُ الحديث بالخصوص وعلماءُ الأدب وغيرُهم، حيث كانوا يعقِدُون لقاءاتٍ في المساجد وغيرها من الأماكن المُقدَّسة؛ كالحرميْن وأرضِ عرفات ومِنًى وغيرها، يذكرون فيها ما سمعوه من رواياتِ الحديث الشَّريف والأخبارِ والشِّعر وغير ذلك، بالأسانيد المُتَّصلة إلى مصادرها، وكانت هذه المجالس تتَّصف بالعلومِ الغزيرةِ والفوائدِ الكثيرةِ، وكان الحاضرون يحرِصون على أخذِ الإجازات والحِفَاظِ على سلسلة الإسناد.


***


والحافظ الجَوْهَري هو(1): أبو مُحمَّد الحسن بن علي بن محمَّد، الشِّيرازي ثمَّ البغدادي، محدِّثٌ مشهور، حدَّثَ عن كبار الحُفَّاظ، من أَشْهَرِهم: الحافظُ أبو بكر القطيعي حيث روى عنه «مسند الإمام أحمد»، قال الخطيب البغدادي: «كان ثقةً أمينًا»، وقال الذَّهبي: «وكان من بحور الرِّواية، روى الكثير، وأملى مجالسَ عدَّةً»، تُوفِّيَ سنة (454هـ).


***


وهذان المجلسان من أمالي الجَوْهَري يوجدان ضمن نسخةٍ مخطوطةٍ محفوظةٍ ضمن المجموع (79) من مجاميع المدرسة العُمريَّة بالمكتبة الظَّاهريَّة بدمشق، في عشر ورقات (من الورقة 131 ـ حتَّى 140)، كلُّ ورقةٍ ذاتُ وجهَيْن، ومسطرتُها (13) سطرًا.


والنُّسخةُ بخطِّ وروايةِ الحافظ إسماعيل بن إبراهيم الدِّمشقي الحنبلي المشهور بابن الخَبَّاز، المولود سنة (629هـ) والمٌتوفَّى سنة (703هـ)، وقد عارضها ناسخُها بأصلها الَّذي نقلها منه، وهو أصلٌ قديمٌ كُتِبَ سنة (454هـ) كما يبدو ذلك من خلال السَّماعات الَّتي نُقِلَتْ منه، وأضاف إليها سماعاتٍ عدَّةً كتبها في أوَّلِ وآخِرِ المَجلِسَيْن، منها سماعُه على الحافظ ابن عبد الدَّائم سنةَ (655هـ) وعليه تصحيحُه بخطِّه، كما اشتملت النُّسخة على سماعاتٍ عدَّةٍ في أوَّلِها وآخرها مُؤرَّخَةً في القرن السَّابع الهجري، وكلُّ ذلك يدلُّ على توثيق هذه النُّسخة وصحَّتِها وأهمِّيَّتِها.


makhtout.png






n وهذا نصُّ الجزء المذكور:


جزءٌ فيه: السَّابع والحادي عشر من أمالي أبي محمَّد الحسن بن علي الجَوْهَري عن شيوخه


تخريج: طاهر النَّيْسَابوري.


رواية: أبي غالب أحمد بن الحسن ابن أحمد بن عبد الله ابن البَنَّاء، عن الجَوْهَري.


رواية: أبي حفص عمر بن محمَّد ابن معمر بن طبرزد البغدادي، عنه.


رواية: أبي العبَّاس أحمد بن عبد الدَّائم وأبي الحسن علي بن عبد الواحد:


بسم الله الرحمن الرحيم


ربِّ يسِّرْ وأعِنْ، يا كريم.


أخبرنا الشَّيخان الإمامان العالمان زين الدِّين أبو العبَّاس أحمد بن عبد الدَّائم بن نعمة، وفخر الدِّين أبو الحسن علي ابنُ أحمد بن عبد الواحد المقدسيَّان؛ قالا: أبنا أبو حفص عُمَر ابنُ طَبَرْزَد ـ قراءةً ونحن نسمعُ بجبل قاسيون ظاهرَ دمشق ـ، قيل له: أَخبَرَكم أبو غالب أحمد بنُ أبي علي بن البنَّاء، أبنا أبو محمَّد الحسن بنُ علي بنِ محمَّد الجَوْهَري ـ قراءةً عليه في يوم الخميس الثَّالث عشر من شعبان من سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة ـ قال:


[1] أبنا أبو حفص عُمَر بنُ محمَّد بن علي الزَّيَّات ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمع في ذي الحجَّة من سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة ـ، قثنا(2) أحمد ـ يعني: ابن الحسن بن عبد الجبَّار ـ، قثنا الحَكَم ـ هو: ابنُ موسى ـ، قثنا يحيى ابنُ حمزة، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد ابنِ مَعْدان قال: حدَّثني ربيعة بنُ الغاز أنَّه سأل عائشةَ رضي الله عنها عن صيامِ رسول الله ﷺ فقالت:


«كان يصومُ شعبانَ كلَّه، حتَّى يصلَه برمضان»(3).


[2] أبنا أبو بكر محمَّد بنُ عبد الله بن محمَّد بن أيوب القطَّان ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو العبَّاس ـ هو: إسحاق بنُ محمَّد بن مَرْوان الغزَّال الكوفي ـ، قثنا أبي، قثنا حسين بنُ طُوق، عن يحيى بن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن منصور، عن أبي سَلَمَة قال: قالت أمُّ سَلَمَة:


«ما رَأَيْتُ رسولَ الله ﷺ يصومُ شهرًا قطُّ إلاَّ شعبانَ ثمَّ رمضان»(4).


[3] أبنا أبو الحسن علي بنُ محمَّد بن أحمد بن كَيْسان ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ في شوَّال من سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة ـ، قثنا يوسف ـ هو: ابنُ يعقوب القاضي ـ قثنا عبد الواحد ابنُ غِياث، قثنا حمَّاد بنُ سَلَمَة، عن ثابت البُنَاني، عن مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن عِمْران. والجُرَيْري(5) عن أبي العلاء، عن مُطَرِّف بن عبد الله، عن عِمْران بن حُصَيْن: أنَّ رسولَ الله ﷺ قال له ـ أو لرجلٍ ـ:


«هل صُمْتَ من سَرَرِ شعبانَ شَيْئًا؟»، قال: لا، قال: «فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ».


وقال الجُريري: «يومًا»(6).


[4] أخبرنا أبو القاسم الطَّيِّب ابنُ [يُمْن](7) بن عبد الله مَوْلَى المُعْتَضِد ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمع في شهر رمضان من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، فأقرَّ به وهو يسمعُ ـ، قثنا محمَّد ـ هو: ابنُ هارون الحضرمي أبو حامد ـ، قثنا يحيى ابن حكيم، قثنا الحسن بنُ حبيب ابن نَدَبَة، قثنا رَوْح ابنُ القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة عن النَّبيِّ ﷺ قال: «إذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَأَفْطِرُوا حَتَّى رَمَضَانَ»(8).


[5] أخبرنا أبو حفص عُمَر ابنُ إبراهيم بن كثير المقُرئ الكتَّاني ـ بقراءة البيضاوي عليه في مسجده بدَرْب الزَّعْفَراني وأنا حاضرٌ أسمعُ وهو يسمع فأقرَّ به ـ، قثنا أبو عبد الله أحمد ابن علي بن العلاء الجوزجاني، قثنا زياد ابن أيُّوب، قثنا محمَّد بن ربيعة، قثنا أبو عُمَيْس، عن العلاء ابن عبد الرَّحمن ابن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَكُفُّوا عن الصَّوْمِ»(9).


[6] أخبرنا أبو حفص عُمَر ابن محمَّد بن علي بن الزَّيَّات ـ قراءةً عليه فأقرَّ به وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أحمد ـ هو: ابنُ الحسين بن إسحاق الصُّوفي ـ، قثنا سليمان بن عُمَر بن خالد الرَّقِّي، قثنا عيسى بن يونس، عن الأَحْوَص ابنِ حكيم، عن حبيب بن صُهَيْب، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَني قال: قال النَّبيُّ ﷺ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَطَّلِعُ ليلةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى عِبَادِهِ، فَيَغْفِرُ للمُؤْمِنِينَ، ويُمْلِي للكَافِرِينَ، ويَدَعُ أَهْلَ الحِقْدِ بحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ»(10).


[7] أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بنُ جعفر بن محمَّد الخِرَقي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ في شوَّال من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ـ، قثنا محمَّد ـ هو: ابنُ محمَّد ابن سليمان الباغَنْدي ـ، قثنا هشام بنُ خالد الدِّمشقي، قثنا أبو خُلَيْد عُتْبَة بنُ حماد الدِّمشقي الحَكَمي، عن الأَوْزاعي، عن مَكْحُول. وابنُ ثَوْبان، عن أبيه، عن مَكْحُول، عن مالك ابن يَخامِر السَّكْسَكي، عن معاذ بن جبل، عن النَّبيِّ ﷺ قال: «يَطَّلِعُ اللهُ تعالى إلى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لجَمِيعِ خَلْقِهِ؛ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ»(11).


[8] قُرئ على أبي جعفر أحمد ابن علي بن محمَّد ابن أحمد بن الجَهْم المعروفِ بابن أبي طالب ـ وأنا حاضرٌ أسمعُ في المحرَّم سنةَ ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة ـ، قثنا أحمد ـ هو: ابنُ خالد ابن عَمْرو السُّلَفي ـ، قثنا أبي، قال: حدَّثني عِكْرِمَة بنُ يزيد الأَلْهاني، قال: حدَّثني الأَبْيَض، عن محمَّد بنِ سعيد، عن عُبادة بنِ نُسَيٍّ، عن عَوْف بنِ مالك، قال: قال رسولُ اللهﷺ: «إِنَّ اللهَ تعالى يَطَّلِعُ على خَلْقِه لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ، فيَغْفِرُ لَهُمْ؛ إِلاَّ مُشْرِكٌ أو مُشَاحِنٌ»(12).


[9] أخبرنا عبد العزيز بنُ جعفر بن محمَّد الحريري(13) ـ قراءةً عليه في سِكَّة غَزْوان في شوَّال من سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا محمَّد ـ هو: ابنُ محمَّد ابن سليمان الباغَنْدي ـ، قثنا إبراهيم بنُ عبد الله بن حاتم، قثنا علي بنُ ثابت الجَزَري مَوْلَى بني هاشم، قال: أخبرني عَمْرو بن عبد الله، عن مُطَرِّف بن طَرِيف، عن عامر الشَّعْبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها: عن النَّبيِّ ﷺ قال: «إِنَّ اللهَ تعالى لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ يَعْتِقُ من النَّارِ عَدَدَ شعر ـ يعني: غنم كلب ـ، ويُنَزِّلُ أَرْزَاقَ السَّنَةَ، ويَكْتُبُ الحَاجَّ، ولا يَتْرُكُ أَحَدًا إِلاَّ غَفَرَ لَهُ؛ إِلاَّ قَاطِع رَحِمٍ(14)، أو مُشْرِك أو مُشاحِن»(15).


[10] أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بنُ زَيْد بن علي بن جعفر ابن مَرْوان الكوفي ـ قراءةً عليه ببغداد وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قال: قال العبَّاس بنُ يوسف: أنشدني أحمد بنُ موسى بن الحَكَم:


ترى النَّاسَ يُحيُــون الضَّغائنَ بينهــم وعند ذوي التَّقوى تموتُ الضَّغائــــنُ


إذا مــا هَـنَـــا يـومًا أخوك فلا تكن له مُــضــمِرَ الشَّحنــاء فيمن يُشاحنُ


آخرُ المجلسِ السَّابع، والحمد لله وحدَه وصلَّى الله على محمَّد وآله وسلَّم.


***


 


المجلس الحادي عشر
من أمالي أبي محمَّد الحسن
ابن علي الجَوْهَري عن شيوخه


تخريج: طاهر النَّيسابوري.


رواية: أبي غالب أحمد بنِ البنَّاء عن الجَوْهَري.


رواية: أبي حفص عُمَر بن محمَّد ابن مَعْمَر بن طَبَرْزَد عنه.


رواية: أبي العبَّاس أحمد بن عبد الدَّائم وأبي الحسن علي بن أحمد ابن عبد الواحد.


وأبي محمَّد عبد الوهَّاب بن محمَّد ابن إبراهيم المقدسيُّون.





بسم الله الرحمن الرحيم


ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله.


أخبرنا الشَّيخان الإمامان العالمان زينُ الدِّين أبو العبَّاس أحمد بنُ عبد الدَّائم بن نعمة، وفخرُ الدِّين أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسيَّان، قالا: أبنا أبو حفص عُمَر ابنُ طبَرزد ـ قراءةً عليه ونحن نسمعُ ـ، قيل له: أخبركم أبو غالب أحمد بنُ الحسن بن عبد الله بن البنَّاء ـ وذلك في جمادى الأولى من سنة أربعٍ وعشرين وخمسمائة ـ، قثنا الشَّيخ أبو محمَّد الحسن بنُ علي الجَوْهَري، قال:


[11] أبنا أبو القاسم إبراهيم ابنُ أحمد الخِرَقي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا جعفر ـ هو: ابنُ محمَّد الفِرْيابي ـ، قثنا قُتَيْبَة بنُ سعيد، قثنا حمَّاد بنُ زَيْد، عن أيُّوب، عن أبي قِلابة، عن أبي هُرَيْرَة: أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يُبَشِّرُ أصحابَه: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فيه أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وتُغْلَقُ فيه أَبْوَابُ النَّارِ، وتُغَلُّ فيه الشَّيَاطِينُ، وفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ خَيْرًا كَثِيرًا»(16).


[12] قُرئ على إبراهيم بنِ أحمد بن جعفر ـ وأنا أسمعُ وهو يسمع فأقرَّ به ـ، قيل له: حدَّثَكُمْ جعفر ـ هو: ابنُ محمَّد بن المُسْتَفاض ـ، قثنا أبو بكر ابنُ أبي شَيْبَة، قثنا عبد الرَّحمن بنُ محمَّد [المحاربي](17)، عن محمَّد بن إسحاق، عن الفَضْل الرَّقَاشِي، عن عمِّه، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله ﷺ: «هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجِنَانِ، وتُغْلَقُ فِيهِ أبْوَابُ النَّارِ، وتُغَلُّ فيه الشَّيَاطِينُ، بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، إِذَا لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتَى؟»(18).


[13] أخبرنا أبو الحسن علي بنُ محمَّد بن أحمد بن لُوْلُو الورَّاق ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا محمَّد ابنُ سُوَيْد، قثنا محمَّد بنُ إسماعيل الأَحْمَسي، قثنا جعفر ابنُ عَوْن، قثنا إبراهيم بنُ [إسماعيل](19) الأنصاري، عن الزُّهْري، عن عُرْوَة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله ﷺ: «مَنْ صَامَ رمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلٍ»(20).


[14] أخبرنا أبو القاسم الخِرَقي إبراهيم بنُ محمَّد، قثنا جعفر ـ هو: الفِرْيابي ـ، قثنا إسحاق بن راهويه، قال: أبنا سفيان، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: عن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه»(21).


[15] أخبرنا أبو العبَّاس عبد الله بنُ موسى بن إسحاق الهاشمي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ في شوَّال من سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة ـ، قثنا حامد ـ هو: ابنُ شُعَيْب البَلْخي ـ، قثنا بِشْر بنُ الوليد، قال: أبنا إبراهيم بنُ سَعْد، عن ابنِ شهاب، عن عُبَيْد الله بنِ عبد الله، عن ابن عبَّاس قال: «كان رسول الله ﷺ أَجْوَدَ النَّاس بالخير، وكان أَجْوَدَ ما يكونُ في شهر رمضان حين يلقى جبريلَ، وكان جبريلُ عليه السلام يلقاه كلَّ ليلةٍ يَعرِضُ رسولُ الله ﷺ، حتَّى ينسلَّ الشَّهرُ، فإذا لَقِيَه جبريلُ كان رسولُ الله ﷺ أَجْوَدَ بالخير من الرِّيح المُرسَلَةِ»(22).


[16] حديثًا قرأناه على أبي الحسين محمد بن المُظَفَّر، قلنا: حدَّثكم أبو الحسن علي بنُ أحمد بن سليمان، قثنا يزيد بنُ سنان، قثنا نائل بنُ نَجِيح، قثنا أبو العَطوف الجَزَري، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه»(23).


[17] أخبرنا محمَّد بنُ المُظَفَّر ابن موسى البزَّاز ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو بكر محمَّد بنُ زياد ابن حبيب، قثنا زكريَّا بنُ يحيى القُضاعي كاتب العُمَري، قثنا المُفَضَّل بنُ فَضالة قال: وحدَّثني يحيى بنُ أيُّوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عَمْرو ابن حزم، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه أنَّه قال: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ»(24).


[18] أخبرناه محمَّد بنُ المُظَفَّر الحافظ ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أحمد بنُ يوسف بن الضَّحَّاك، قثنا إسماعيل بنُ مسعود، قثنا بِشْر بنُ المُفَضَّل، قثنا عبد الرَّحمن بنُ إسحاق، عن الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله ابن عُمَر، عن أبيه، عن حَفْصَة أنَّها قالت: «لاَ صِيَامَ لمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ»(25).


[19] وقرأناه على أبي الحسين ابنِ المُظَفَّر الحافظ ـ وهو يسمعُ وأَقَرَّ به ـ، قلنا: حدَّثَكُمْ محمَّد بنُ محَمَّد ابن سليمان، قثنا عتَّاب بنُ جعفر، قثنا مَعْن ابنُ عيسى، قثنا إسحاق بنُ حازم، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن ابن عُمَر، عن حفصة: عن النَّبيِّ ﷺ قال: «لاَ صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ»(26).


[20] أبنا إبراهيم بنُ أحمد الخِرَقي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، ثنا جعفر ـ هو: الفِرْيابي ـ، ثنا محمَّد بنُ أبي السَّرِيِّ وعبَّاس العَنْبَري، قالا: ثنا عبد الرَّزَّاق، ثنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن ابن المسيِّب عن أبيه قال: كنتُ جالِسًا عند عُمَر إذْ جاءه راكبٌ من أهل الشَّامِ، فطَفِقَ عُمَرُ يستَخْبِرُه عن حالهم فقال: هل يعجِّل أهلُ الشَّام الإفطار؟ قال: نعم، قال: «لَنْ يَزَالُوا بخيرٍ ما فعلوا ذلك ولم يَنْتَظِرُوا النُّجومَ انتظارَ أهل العراق»(27).


[21] أخبرنا أبو علي أحمد بنُ محمَّد العَطَشي ـ قراءةً عليه وأنا أسمعُ ـ، قثنا علي بنُ حمَّاد بن هشام، قثنا كَرْدُوس بنُ محمَّد، قثنا يزيد بنُ هارون، قال: أبنا عبد الملك بنُ أبي سليمان، عن عطاء، عن زَيْد بن خالد قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ؛ فَإِنَّ اليَهُودَ والنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»(28).


[22] أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بنُ زَيْد الكوفي الأَبْزاري ـ قراءةً عليه ببغداد وأنا حاضرٌ أسمعُ في ذي الحِجَّةِ من سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة قَدِم علينا ـ، قثنا محمَّد بنُ إبراهيم ابن أبان، قثنا مجاهد بنُ موسى، قثنا حمَّاد بنُ خالد الخيَّاط، قثنا معاوية بنُ صالح، عن يونس بن سَيْف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهْم، عن العِرْباض بن سارية، قال: دعاني رسولُ الله ﷺ إلى السَّحورِ في رمضان فقال: «هَلُمَّ إِلَى الغَدَاءِ المُبَارَكِ»(29).


[23] قرأناه على أبي علي محمِّدِ ابن أحمد بن يحيى العَطَشي ـ وهو يسمعُ فأقرَّ به ـ، قلنا: حدَّثكم محمَّد ابنُ العبَّاس النَّسائي، قثنا محمَّد ابنُ عبد المجيد التَّميمي، قثنا عبد الرَّحمن ابنُ مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهْم، عن العِرْباض بن سارية السُّلمي قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يدعو في شهر رمضان وهو يقول: «هَلُمُّوا إِلَى الغَدَاءِ المُبَارَكِ»(30).


[24] أخبرنا محمَّد بنُ المُظَفَّر الحافظ ـ بقراءة ابن البقَّال قرأه عليه وأنا حاضر أسمع وهو يسمعُ فأقرَّ به ـ، قال: حدَّثكم أبو عَرُوبة الحسين ابنُ محمَّد بن مَوْدُود بحَرَّان، قثنا أبو الحسين الرُّهاوي، قثنا أبو قتادة، ثنا الثَّوْري، عن منصور، عن نُعَيْم بن أبي هند، عن رِبْعِي، عن حُذَيْفة قال: «مِنْ أَخْلاقِ الأنبياءِ: تأخيرُ السُّحور، وتعجيلُ الإفطار، ووضعُ اليمين على الشِّمال»(31).


[25] أخبرناه أبو عُمَر بن حَيْوَة ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو عُبَيْد الصُّوفي محمَّد بنُ أحمد، قثنا أبي، قثنا بِشْرٌ ـ هو: ابنُ محمَّد السُّكَّري ـ، قثنا عبد الحَكَم، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله ﷺ: «مِنْ أَخْلاَقِ النُّبُوَّةِ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وتَأْخِيرُ السُّحُورِ، ووَضْعُ اليَمِينِ الأَيْدِي على الأَيْدِي في الصَّلاَةِ»(32).


[26] أخبرنا عُمَر بنُ أحمد بن هارون المقُرئ ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا الحسين بنُ إسماعيل الضَّبِّي، قثنا عبد الله بنُ شَبِيب، قثنا يحيى الحارثي، قال: حدَّثني عبد الرَّحمن بنُ زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن ابن عُمَر: عن النَّبيِّ ﷺ قال: «نِعْمَ غَدَاءُ المُؤْمِنِ السَّحُورُ، إِنَّ اللهَ ومَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على المُتَسَحِّرِينَ»(33).


[27] أخبرنا أبو بكر محمَّد بنُ عبد الله بن الشِّخِّير الصُّوفي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو إسحاق إبراهيم بنُ محمَّد بن جعفر الكِنْدِي، قثنا حسين بنُ بيان الشُّلاثايي(34)، قثنا سيف بنُ محمَّد، قثنا غالب ابنُ عُبَيْد الله، عن عطاء، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسولُ الله ﷺ: «تَسَحَّرُوا ولَوْ بحَبَّةٍ»(35).


[28] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن كَيْسان ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا يوسف ـ هو: ابنُ يعقوب القاضي ـ، قثنا محمَّد بنُ أبي بكر، قثنا عبد الواحد ابنُ ثابت الباهلي، قثنا ثابت، عن أنس: أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «تَسَحَّرُوا ولَوْ بجَرْعَةِ مَاءٍ»(36).


[29] حدَّثنا محمَّد بنُ العبَّاس السُّوسي ـ بلفظه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا عبد الله بنُ أحمد، قثنا أبي، قال: كتب محمَّد بنُ عبد الله بن طاهر(37) إلى جاريةٍ كان يحبُّها:


ماذا تقوليــــن فـــيــمــن شفَّــه سَــقَـــمٌ مِـــنْ جَـهْــدِ حـبِّـكِ حـتَّى صارَ حيرَانَا


فأجابتْه الجاريةُ:


إذا رأيـنــــا مُــحِــــبًّـــا قــــد أَضَــرَّ بـــــه جــهـــدُ الــصَّـبـــابــة أَوْلـَيْـنــاه إِحـسَانًا


آخر المجلس الحادي عشر، والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم

 


المجلس الحادي عشر
من أمالي أبي محمَّد الحسن
ابن علي الجَوْهَري عن شيوخه


تخريج: طاهر النَّيسابوري.


رواية: أبي غالب أحمد بنِ البنَّاء عن الجَوْهَري.


رواية: أبي حفص عُمَر بن محمَّد ابن مَعْمَر بن طَبَرْزَد عنه.


رواية: أبي العبَّاس أحمد بن عبد الدَّائم وأبي الحسن علي بن أحمد ابن عبد الواحد.


وأبي محمَّد عبد الوهَّاب بن محمَّد ابن إبراهيم المقدسيُّون.





بسم الله الرحمن الرحيم


ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله.


أخبرنا الشَّيخان الإمامان العالمان زينُ الدِّين أبو العبَّاس أحمد بنُ عبد الدَّائم بن نعمة، وفخرُ الدِّين أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسيَّان، قالا: أبنا أبو حفص عُمَر ابنُ طبَرزد ـ قراءةً عليه ونحن نسمعُ ـ، قيل له: أخبركم أبو غالب أحمد بنُ الحسن بن عبد الله بن البنَّاء ـ وذلك في جمادى الأولى من سنة أربعٍ وعشرين وخمسمائة ـ، قثنا الشَّيخ أبو محمَّد الحسن بنُ علي الجَوْهَري، قال:


[11] أبنا أبو القاسم إبراهيم ابنُ أحمد الخِرَقي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا جعفر ـ هو: ابنُ محمَّد الفِرْيابي ـ، قثنا قُتَيْبَة بنُ سعيد، قثنا حمَّاد بنُ زَيْد، عن أيُّوب، عن أبي قِلابة، عن أبي هُرَيْرَة: أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يُبَشِّرُ أصحابَه: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فيه أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وتُغْلَقُ فيه أَبْوَابُ النَّارِ، وتُغَلُّ فيه الشَّيَاطِينُ، وفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ خَيْرًا كَثِيرًا»(16).


[12] قُرئ على إبراهيم بنِ أحمد بن جعفر ـ وأنا أسمعُ وهو يسمع فأقرَّ به ـ، قيل له: حدَّثَكُمْ جعفر ـ هو: ابنُ محمَّد بن المُسْتَفاض ـ، قثنا أبو بكر ابنُ أبي شَيْبَة، قثنا عبد الرَّحمن بنُ محمَّد [المحاربي](17)، عن محمَّد بن إسحاق، عن الفَضْل الرَّقَاشِي، عن عمِّه، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله ﷺ: «هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجِنَانِ، وتُغْلَقُ فِيهِ أبْوَابُ النَّارِ، وتُغَلُّ فيه الشَّيَاطِينُ، بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، إِذَا لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتَى؟»(18).


[13] أخبرنا أبو الحسن علي بنُ محمَّد بن أحمد بن لُوْلُو الورَّاق ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا محمَّد ابنُ سُوَيْد، قثنا محمَّد بنُ إسماعيل الأَحْمَسي، قثنا جعفر ابنُ عَوْن، قثنا إبراهيم بنُ [إسماعيل](19) الأنصاري، عن الزُّهْري، عن عُرْوَة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله ﷺ: «مَنْ صَامَ رمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلٍ»(20).


[14] أخبرنا أبو القاسم الخِرَقي إبراهيم بنُ محمَّد، قثنا جعفر ـ هو: الفِرْيابي ـ، قثنا إسحاق بن راهويه، قال: أبنا سفيان، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: عن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه»(21).


[15] أخبرنا أبو العبَّاس عبد الله بنُ موسى بن إسحاق الهاشمي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ في شوَّال من سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة ـ، قثنا حامد ـ هو: ابنُ شُعَيْب البَلْخي ـ، قثنا بِشْر بنُ الوليد، قال: أبنا إبراهيم بنُ سَعْد، عن ابنِ شهاب، عن عُبَيْد الله بنِ عبد الله، عن ابن عبَّاس قال: «كان رسول الله ﷺ أَجْوَدَ النَّاس بالخير، وكان أَجْوَدَ ما يكونُ في شهر رمضان حين يلقى جبريلَ، وكان جبريلُ عليه السلام يلقاه كلَّ ليلةٍ يَعرِضُ رسولُ الله ﷺ، حتَّى ينسلَّ الشَّهرُ، فإذا لَقِيَه جبريلُ كان رسولُ الله ﷺ أَجْوَدَ بالخير من الرِّيح المُرسَلَةِ»(22).


[16] حديثًا قرأناه على أبي الحسين محمد بن المُظَفَّر، قلنا: حدَّثكم أبو الحسن علي بنُ أحمد بن سليمان، قثنا يزيد بنُ سنان، قثنا نائل بنُ نَجِيح، قثنا أبو العَطوف الجَزَري، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه»(23).


[17] أخبرنا محمَّد بنُ المُظَفَّر ابن موسى البزَّاز ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو بكر محمَّد بنُ زياد ابن حبيب، قثنا زكريَّا بنُ يحيى القُضاعي كاتب العُمَري، قثنا المُفَضَّل بنُ فَضالة قال: وحدَّثني يحيى بنُ أيُّوب، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عَمْرو ابن حزم، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه أنَّه قال: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ»(24).


[18] أخبرناه محمَّد بنُ المُظَفَّر الحافظ ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أحمد بنُ يوسف بن الضَّحَّاك، قثنا إسماعيل بنُ مسعود، قثنا بِشْر بنُ المُفَضَّل، قثنا عبد الرَّحمن بنُ إسحاق، عن الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله ابن عُمَر، عن أبيه، عن حَفْصَة أنَّها قالت: «لاَ صِيَامَ لمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ»(25).


[19] وقرأناه على أبي الحسين ابنِ المُظَفَّر الحافظ ـ وهو يسمعُ وأَقَرَّ به ـ، قلنا: حدَّثَكُمْ محمَّد بنُ محَمَّد ابن سليمان، قثنا عتَّاب بنُ جعفر، قثنا مَعْن ابنُ عيسى، قثنا إسحاق بنُ حازم، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سالم، عن ابن عُمَر، عن حفصة: عن النَّبيِّ ﷺ قال: «لاَ صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ»(26).


[20] أبنا إبراهيم بنُ أحمد الخِرَقي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، ثنا جعفر ـ هو: الفِرْيابي ـ، ثنا محمَّد بنُ أبي السَّرِيِّ وعبَّاس العَنْبَري، قالا: ثنا عبد الرَّزَّاق، ثنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن ابن المسيِّب عن أبيه قال: كنتُ جالِسًا عند عُمَر إذْ جاءه راكبٌ من أهل الشَّامِ، فطَفِقَ عُمَرُ يستَخْبِرُه عن حالهم فقال: هل يعجِّل أهلُ الشَّام الإفطار؟ قال: نعم، قال: «لَنْ يَزَالُوا بخيرٍ ما فعلوا ذلك ولم يَنْتَظِرُوا النُّجومَ انتظارَ أهل العراق»(27).


[21] أخبرنا أبو علي أحمد بنُ محمَّد العَطَشي ـ قراءةً عليه وأنا أسمعُ ـ، قثنا علي بنُ حمَّاد بن هشام، قثنا كَرْدُوس بنُ محمَّد، قثنا يزيد بنُ هارون، قال: أبنا عبد الملك بنُ أبي سليمان، عن عطاء، عن زَيْد بن خالد قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ؛ فَإِنَّ اليَهُودَ والنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»(28).


[22] أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بنُ زَيْد الكوفي الأَبْزاري ـ قراءةً عليه ببغداد وأنا حاضرٌ أسمعُ في ذي الحِجَّةِ من سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة قَدِم علينا ـ، قثنا محمَّد بنُ إبراهيم ابن أبان، قثنا مجاهد بنُ موسى، قثنا حمَّاد بنُ خالد الخيَّاط، قثنا معاوية بنُ صالح، عن يونس بن سَيْف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهْم، عن العِرْباض بن سارية، قال: دعاني رسولُ الله ﷺ إلى السَّحورِ في رمضان فقال: «هَلُمَّ إِلَى الغَدَاءِ المُبَارَكِ»(29).


[23] قرأناه على أبي علي محمِّدِ ابن أحمد بن يحيى العَطَشي ـ وهو يسمعُ فأقرَّ به ـ، قلنا: حدَّثكم محمَّد ابنُ العبَّاس النَّسائي، قثنا محمَّد ابنُ عبد المجيد التَّميمي، قثنا عبد الرَّحمن ابنُ مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رُهْم، عن العِرْباض بن سارية السُّلمي قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يدعو في شهر رمضان وهو يقول: «هَلُمُّوا إِلَى الغَدَاءِ المُبَارَكِ»(30).


[24] أخبرنا محمَّد بنُ المُظَفَّر الحافظ ـ بقراءة ابن البقَّال قرأه عليه وأنا حاضر أسمع وهو يسمعُ فأقرَّ به ـ، قال: حدَّثكم أبو عَرُوبة الحسين ابنُ محمَّد بن مَوْدُود بحَرَّان، قثنا أبو الحسين الرُّهاوي، قثنا أبو قتادة، ثنا الثَّوْري، عن منصور، عن نُعَيْم بن أبي هند، عن رِبْعِي، عن حُذَيْفة قال: «مِنْ أَخْلاقِ الأنبياءِ: تأخيرُ السُّحور، وتعجيلُ الإفطار، ووضعُ اليمين على الشِّمال»(31).


[25] أخبرناه أبو عُمَر بن حَيْوَة ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو عُبَيْد الصُّوفي محمَّد بنُ أحمد، قثنا أبي، قثنا بِشْرٌ ـ هو: ابنُ محمَّد السُّكَّري ـ، قثنا عبد الحَكَم، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله ﷺ: «مِنْ أَخْلاَقِ النُّبُوَّةِ: تَعْجِيلُ الإِفْطَارِ، وتَأْخِيرُ السُّحُورِ، ووَضْعُ اليَمِينِ الأَيْدِي على الأَيْدِي في الصَّلاَةِ»(32).


[26] أخبرنا عُمَر بنُ أحمد بن هارون المقُرئ ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا الحسين بنُ إسماعيل الضَّبِّي، قثنا عبد الله بنُ شَبِيب، قثنا يحيى الحارثي، قال: حدَّثني عبد الرَّحمن بنُ زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن ابن عُمَر: عن النَّبيِّ ﷺ قال: «نِعْمَ غَدَاءُ المُؤْمِنِ السَّحُورُ، إِنَّ اللهَ ومَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على المُتَسَحِّرِينَ»(33).


[27] أخبرنا أبو بكر محمَّد بنُ عبد الله بن الشِّخِّير الصُّوفي ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا أبو إسحاق إبراهيم بنُ محمَّد بن جعفر الكِنْدِي، قثنا حسين بنُ بيان الشُّلاثايي(34)، قثنا سيف بنُ محمَّد، قثنا غالب ابنُ عُبَيْد الله، عن عطاء، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسولُ الله ﷺ: «تَسَحَّرُوا ولَوْ بحَبَّةٍ»(35).


[28] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد بن كَيْسان ـ قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا يوسف ـ هو: ابنُ يعقوب القاضي ـ، قثنا محمَّد بنُ أبي بكر، قثنا عبد الواحد ابنُ ثابت الباهلي، قثنا ثابت، عن أنس: أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «تَسَحَّرُوا ولَوْ بجَرْعَةِ مَاءٍ»(36).


[29] حدَّثنا محمَّد بنُ العبَّاس السُّوسي ـ بلفظه وأنا حاضرٌ أسمعُ ـ، قثنا عبد الله بنُ أحمد، قثنا أبي، قال: كتب محمَّد بنُ عبد الله بن طاهر(37) إلى جاريةٍ كان يحبُّها:


ماذا تقوليــــن فـــيــمــن شفَّــه سَــقَـــمٌ مِـــنْ جَـهْــدِ حـبِّـكِ حـتَّى صارَ حيرَانَا


فأجابتْه الجاريةُ:


إذا رأيـنــــا مُــحِــــبًّـــا قــــد أَضَــرَّ بـــــه جــهـــدُ الــصَّـبـــابــة أَوْلـَيْـنــاه إِحـسَانًا


آخر المجلس الحادي عشر، والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم


***









(1)  انظر: «سير أعلام النُّبلاء» (18 / 68 ـ 69).



(2)  هو اختصار لقولهم: قال: حدَّثنا.



(3)  أخرجه ابن ماجه (1649)، وابن حِبَّان (3643)،.وصحَّحه الشَّيخ الألباني في «إرواء الغليل» (4/ 105 ـ 106).



(4)  هذا الإسناد ضعيفٌ جدًّا؛ يحيى بنُ سلمة بنِ كهيل قال الحافظ في «التَّقريب»: «متروك»؛ ثمَّ إنَّ في السَّنَدِ انقطاعًا بين منصور وأبي سلمة، وبينهما سالم بن أبي الجعد؛ هكذا أخرجه التِّرمذي (736)، والنَّسائي (2175)، والإمام أحمد (26517)، من طُرُقٍ عن منصور عن سالم بن أبي الجعد، وهذا إسنادٌ صحيحٌ.



(5)  هو سعيد بن إياس الجريري، معطوف على ثابت.



(6)  إسناده صحيح، وأخرجه الإمام مسلم في «صحيحه» (1161) عن هدَّاب بن خالد عن حمَّاد، عن ثابت، وعن يزيد بن هارون عن الجريري عن أبي العلاء، وفيه: «يومين».


وانظر: «سنن أبي داود» (2328).



(7)  كُتِبَ في الأصل: (نمير)، ووضع النَّاسخُ فوقَها ضبَّةً، وقال في الهامش: «لعلَّه يمن»، وهو الصَّواب كما في ترجمته في «تاريخ بغداد» (9/ 363).



(8)  إسناده صحيحٌ، وأخرجه ابن حِبَّان (3589) عن الحسين ابن محمَّد بن ُمصعب عن يحيى ابن حكيم.



(9)  إسناده صحيح، وأخرجه أبو عوانة في «صحيحه» (2709) عن علي بن إشكاب عن محمَّد ابن ربيعة، وله طرقٌ أخرى عن العلاء في «السُّنن» وغيرها.



(10)  الحديث صحَّحه الألباني بشواهده، وأخرجه الطَّبراني في «المعجم الكبير» (22/ 224) من طريق عيسى بن يونس، وأخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (511) من طريق محمَّد ابن حرب عن الأحوص بن حكيم، وقال: مهاصر بن حبيب، بدل حبيب بن صهيب، وبه عنون الطَّبراني للحديث: «حبيب بن المهاصر بن حبيب عن أبي ثعلبة»، لكن أورده في الإسناد كما عند المُصنِّف.



(11)  إسناده ضعيفٌ؛ لانقطاعه بين مكحول ومالك ابن يخامر، لكن صحَّحه الألباني بشواهده الَّتي خرَّجها في «السِّلسلة الصَّحيحة» (1144)، وأخرجه ابن حِبَّان (5636) وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (512)، وليس فيه: «عن أبيه».



(12)  إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ لأجل محمَّد بن سعيد ـ وهو: ابن حسَّان الشَّامي ـ، قال الحافظ ابن حجر في «التَّقريب»: «كذَّبُوه».


ورواه عبد الرَّحمن بن زياد بن أنعم ـ وهو ضعيف ـ عن عبادة ابن نُسَي، عن كثير بن مرَّة، عن عَوْفٍ، أخرجه البزَّار (2754).


وفي الإسناد أيضًا ابنُ لهيعة وهو ضعيفٌ.



(13)  كذا بالأصل، ولعلَّه تصَحَّفَ عن (الخرقي).



(14)  كذا بالأصل: ولعلَّ الصَّوابَ: «إلاَّ لقاطِعِ رحم...».



(15)  لم أقف عليه بهذا الإسناد.


وورد عن عائشة من روايةِ حجَّاج عن يحيى بن أبي كثير عن عُروَةَ عنها، وضعَّفه الإمام البخاري كما نقله عنه التِّرمذي عقب الحديث (739) من «جامعه»، وذكره الألباني في «الصَّحيحة» (1144) من جملة الشَّواهد.



(16)  إسناده صحيحٌ، وأخرجه أحمد (8991)، والنَّسائي (2105)، وقال الألباني: «صحيح».



(17)  في الأصل «البخاري»: والصَّواب المُثبَت كما عند ابن أبي شيبة وكُتُبِ التَّراجم.



(18)  إسنادُه ضعيفٌ جدًّا؛ لأجل الفضل ـ وهو: ابن عيسى بن أبان ـ الرَّقاشي، قال في «التَّقريب»: «منكر الحديث»، وهو في «مُصنَّف ابن أبي شيبة» (8955)، وأخرجه الطَّبراني في «الأوسط» (7627).



(19)  في الأصل «سعيد» ووضع النَّاسِخُ فوقَهَا ضَبَّةً، والصَّوابُ المُثبَت كما في التَّخريج.



(20)  إسناده ضعيف؛ لأجل إبراهيم بن إسماعيل ـ وهو: ابن مُجَمِّع ابن يزيد ـ الأنصاري، وهو ضعيفٌ كما في «التَّقريب»، وهو عند ابن أبي شيبة في «المُصنَّف» (8877) بنحوه.


وانظر: «العلل للدَّارقطني» (15/ 10).


وقد رَوَى الحديثَ جماعةٌ من الحفَّاظِ عن الزُّهري، لكن في فضل القيام، أخرجه النَّسائي في «السُّنن الكبرى» (1297) وغيره.



(21)  إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (1802، 1910)، ومسلم (1817) من طرق عن أبي سلمة.



(22)  إسناده صحيحٌ، وأخرجه البخاري (1902، 4997)، ومسلم (2308) من طريقَيْن عن إبراهيم بن سعد.



(23)  إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ لأجل أبي العطوف الجزري الجرَّاح ابن منهال، فقد ترجمه الذَّهبي في «ميزان الاعتدال» (2/ 115) ونقل عن البخاري ومسلم قولهما فيه: «منكر الحديث»، وعن النَّسائي والدَّارقطني: «متروك»، ونائل ضعيف.



(24)  مُختَلَفٌ في وقفِه ورفعِه، أخرجه أبو داود (2454)، والتِّرمذي (730)، والنَّسائي (2330)، من طرق عن عبد الله بن أبي بكر.



(25)  رواية عبد الرَّحمن بن إسحاق موقوفةٌ على حفصة، وكذلك رواه جماعة من الثِّقات عن الزُّهري، منهم: معمر وابن عيينة وغيرهما، انظر: «السُّنن» للنَّسائي (2335 ـ 2340).



(26)  أخرجه الطَّبراني في «الأوسط» (9094) من طريق معن به، وأخرجه ابن ماجه (1700) من طريق خالد القطواني عن إسحاق بن حازم.


وقال ابن أبي حاتم: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْن القَزَّاز، عَن إسحاق بن حازم، عن عبد الله بن أبي بكْرٍ، عن سَالِمٍ، عن أبيهِ، عن حفصَة، عن النَّبيِّ ﷺ قال: لا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِ مِنَ اللَّيْلِ.


وَرَوَاهُ يَحْيَى بن أيُّوب، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النَّبيِّ ﷺ.


قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟


قَالَ: لا أدري؛ لأنَّ عبدَ الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ قَدْ أَدْرَكَ سَالِمًا وَرَوَى عَنْهُ، وَلا أَدْرِي هَذَا الحديثَ ممَّا سَمِعَ مِنْ سَالِمٍ، أَوْ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْري عَنْ سَالِمٍ؟


وَقَدَ رُوي عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله بنِ عُمَرَ، عن حَفْصَة، قولَهَا، غيرَ مَرْفُوعٍ؛ وَهَذَا عِنْدِي أشبَهُ، والله أعلم» «العلل» (3/ 9).


وقد اخْتُلِفَ في الحديث رفعًا ووَقْفًا على حفصة، ورجَّحَ الألباني رفعَه، وصحَّحه لإفتاء عبد الله بن عمر وحفصة وعائشة به انظر: «العلل» للدَّارقطني (15/ 193)، و«البدر المنير» (5/ 650)، و«الإرواء» (4/ 26).



(27)  هو في «المُصنَّف» لعبد الرَّزَّاق (7589).



(28)  إسناده حسنٌ، وللحديث شواهدُ؛ منها حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في «صحيح مسلم» (1098).



(29)  إسناده ضعيف؛ لأجل الحارث بن زياد، قال في «التَّقريب»: «ليِّن الحديث»، وأخرجه أبو داود في «السُّنن» (2344) من طريق حمَّاد بن خالد به، لكنَّ الحديثَ صحيحٌ له عدَّةُ شواهدَ أوردها الألباني في «السِّلسلة الصَّحيحة» (2983).



(30)  أخرجه النَّسائي (2163)، وابن حبَّان (8/ 244/ 3465) من طريق عبد الرَّحمن بن مهدي به.



(31)  إسناده ضعيف جدًّا، فيه أبو قتادة الحرَّاني عبدُ الله بن واقد، وهو متروك.



(32)  إسناده ضعيف؛ لأجل عبد الحكم ـ وهو: ابن عبد الله القسملي ـ، منكر الحديث كما قال البخاري، وقال أبو نعيم: روى عن أنس نسخةً مُنكَرَةً لا شيءَ، وله شاهد من حديث أبي الدَّرداء رضي الله عنه أخرجه الطَّبراني، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع الصَّغير» (3038).



(33)  إسناده ضعيف؛ لأجل عبد الرَّحمن بن زيدِ بن أسلم، فهو ضعيفٌ كما في «التَّقريب»، وأخرجه ابن أبي الدُّنيا في «فضائل رمضان» (61).



(34)  نسبةً إلى شُلاَثَا: قريةٌ بنواحي البصرة، «الأنساب» (7/ 429).



(35)  إسنادُه ضعيفٌ جدًّا؛ لأجل غالب بن عُبَيْد الله العقيلي الجزري، قال الدَّارقطني وغيره: «متروك»، وقال ابن معين: «ليس بثقة»، ذكره الذَّهبي في «الميزان» (3/ 331)، والحديث أورده الدَّيلمي في «الفردوس» (2311).



(36)  إسناده ضعيف؛ لأجل عبد الواحد بن ثابت الباهلي، قال البخاري: «منكر الحديث»، ترجمه في «ميزان الاعتدال» (2/ 671)، ونصَّ أنَّه انْفَرَدَ بالحديث، وأخرجه أبو يعلى في «مسنده» (3340) عن محمَّد بن أبي بكر، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أخرجه ابن حبَّان (2/ 253/ 3476) وإسناده حسن.



(37)  هو: أبو العبَّاس الخُزَاعي الخراساني، ولاَّه المُتوكِّل أميرًا على بغداد، وكان جوادًا، أميرًا شاعِرًا، أخباره في: «تاريخ بغداد» (5/ 421)، و«الوافي بالوفيات» (3/ 248).




 
ما معنى قول الرسول .من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له
وكيف تفتح ابواب الجنة و تغلق ابواب النار و تغل الشياطين ،هل هذا يعني من مات في رمضان يدخل الجنة املها شرح أخر
جعلها الله في ميزان حسناتكم
 
ما معنى قول الرسول .من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له

- حكم النية في الصيام
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ... وبعد :
اعلموا أن النية في الصوم لا بد منها وهي شرط لصحته ، كما أنها شرط لصحة كل العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى . . وبها تتميز العبادات عن العادات ، فإن كان الصوم واجبًا فلا بد أن ينويه من الليل ويعين نوعية الصوم الذي يريده لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) وذلك بأن يعتقد عند بداية الصوم أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو أنه يصوم نذر أو كفارة . ووقت النية لهذا الصوم الواجب بأنواعه من الليل سواء كان من أوله أو وسطه أو آخره ، لما روى الدارقطني بإسناده عن عمرة عن عائشة مرفوعًا : من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له وقال : إسناده كلهم ثقات .

وعن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له - وفي لفظ : - من لم يجمع - أي يعزم - الصيام من الليل فلا صيام له ولأن جميع النهار يجب فيه الصوم ، فإذا فات جزء من النهار لم توجد فيه النية لم يصح صوم جميع اليوم لأن النية لا تنعطف على الماضي .

والنية في جميع العبادات محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها ، لأن ذلك لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقولون : نويت أن أصوم ، نويت أن أصلي وغير ذلك فالتلفظ بها بدعة محدثة ، ويكفي في النية الأكل والشرب بنية الصوم .

قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله : هو حين يتعشى يتعشى عشاء من يريد الصوم ولهذا يفرق بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان ، وقال أيضًا كل من علم أن غدًا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه وهو فعل عامة المسلمين . . انتهى .

وأما صوم النفل فإنه يصح بنية من النهار بشرط أن لا يوجد مناف للصوم فيما بين طلوع الفجر ونيته من أكل وغيره ، لقول عائشة رضي الله عنها : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم من شيء فقلنا لا ، قال فإني إذًا صائم رواه الجماعة إلا البخاري . فدل طلبه للأكل على أنه لم يكن نوى الصيام قبل ذلك ، ودل قوله : ( فإني إذًا صائم ) على ابتداء النية من النهار ، فدل على صحة نية الصوم من النهار فيكون ذلك مخصصًا لحديث من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له وما ورد بمعناه بأن ذلك خاص بالفرض دون النفل ، وذلك بشرط أن لا يفعل قبل النية وما يفطره اقتصارًا على مقتضى الدليل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إني إذًا صائم ) والتطوع أوسع من الفرض ، كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان كالقيام والاستقرار على الفرض ، بخلاف النفل فإنه يصح على الراحلة ومن الماشي . ما لا يجب في التطوع توسيعًا من الله على عباده طرق التطوع ، فإن أنواع التطوعات دائمًا أوسع من أنواع المفروضات وهذا أوسط الأقوال . . انتهى .

وصحة نية التطوع من النهار مروية عن جماعة من الصحابة منهم معاذ وابن مسعود وحذيفة ، وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم ... والله أعلم .

والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه .
نقلا عن موقع العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
حكم النية في الصيام | موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
 
وكيف تفتح ابواب الجنة و تغلق ابواب النار و تغل الشياطين .
جاء في " الصحيحين " ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) رواه البخاري (3277) ، ومسلم (1079).
وفي رواية لمسلم: ( وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) .
ومنها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ من شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فلم يُفْتَحْ منها بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فلم يُغْلَقْ منها بَابٌ ...) الحديث ، رواه الترمذي (682) ، وابن ماجه (1642) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (759).
ثانيًا:
فَتْح أبواب الجنَّة في رمضان وغَلْق أبواب النار وتصفيد الشياطين ، الصحيح أنَّه محمولٌ على حقيقته ، وهو ظاهر الحديث ، وأنَّ الجنَّة تُفتَح حقيقةً في رمضان ، وتغلَّق أبواب النار، وتُسَلْسَل الشياطين .
فالأصل أنَّ الكلام محمولٌ على الظاهر والحقيقة ، حتى يأتي دليلٌ يصرفه عن ظاهره .
قال الشيخ تقي الدين إبراهيم بن مفلح رحمه الله : " الشياطين تُسلسل وتُغَلّ في رمضان على ظاهر الحديث ، أو المراد: مَرَدة الشياطين ، وكذا جزمَ به أبو حاتم بن حبَّان وغيره من أهل العلم ، فليس في ذلك إعدام الشرِّ؛ بل قلَّة الشرّ؛ لضعفهم ، وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره، قال عبد الله بن الإمام أحمد: قلتُ لأبي : قد نرى المجنون يُصرَع في شهر رمضان ؟!
قال: هكذا جاء الحديث ولا تكلَّم في ذلك.
فإنَّ أصل أحمد أن لا يتأوَّل من الأحاديث إلا ما تأوَّله السلف ، وما لم يتأوَّله السلف لا يتأوله". انتهى من كتابه "مصائب الإنسان من مكائد الشيطان" (ص 144).
وقال ابن الملقن رحمه الله : " قوله: ( فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ) ... وهو محمول على الحقيقة فيه، وفي غيره ... وقد أسلفنا أنه [ يعني: تصفيد الشياطين ] حقيقة ، فيُسَلْسَلون، ويقلّ أذاهم ووَسْوَستهم ، ولا يكون ذلك منهم كما هو في غير رمضان .
ويدلُّ عليه ما يُذكَر من تغليل الشياطين ومرَدتهم ، بدخول أهل المعاصي كلها في الطاعة ، والبعد عما كانوا عليه من الشهوات ، وذلك دليلٌ بيِّن " .
انتهى من " التوضيح لشرح الجامع الصحيح " (13/ 56).
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : بالنسبة لأيام رمضان الجليل يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( فيه تُصَفَّد الشياطين )، ومع ذلك نرى أناسًا يُصرَعون في نهار رمضان ؛ فكيف تُصَفَّد الشياطين وبعض الناس يُصْرَعون ؟
فأجاب: " في بعض روايات الحديث: ( تُصَفَّد فيه مَرَدَة الشياطين ) أو ( تُغَلّ) ، وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية ، التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلَّم فيما وراء ذلك ؛ فإنَّ هذا أسلَم لدِين المَرْء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إنَّ الإنسان يُصرَع في رمضان ، قال الإمام: "هكذا الحديث ولا تكلَّم في ذا ، ثم إنَّ الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ؛ بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/ 75).
وعلى هذا؛ فتصفيد الشياطين تصفيدٌ حقيقي، الله أعلم به ، ولا يعني هذا انعدام تأثير الشياطين تمامًا، أو يلزم منه ألاَّ يحصل صرع أو مسّ أو شرور للإنسان ، أو ينعدم وقوع المعاصي بين الناس .
بل المراد أنَّهم يضعفون في رمضان ، ولا يقدرون فيه على ما يقدرون عليه في غير رمضان.
قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: " فَإِنْ قِيلَ : فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا ، فلو كانت الشياطين مُصَفَّدة لمَا وقع شر ّ.
فالجواب من أوجه :
أحدها: أَنَّهَا إِنَّمَا تُغَلّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْمَ الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ . أمَّا ما لم يُحافظ عليه فلا يُغَلّ عن فاعله الشيطانُ .
الثاني: أنَّا لو سلَّمنا أنَّها صُفِّدَت عن كلِّ صائم ، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ألاَّ يقع شرّ؛ لأنَّ لوقوع الشرّ أسبابًا أُخَر غير الشياطين ، وهي: النفوس الخبيثة ، والعادات الركيكة ، والشياطين الإنسيَّة .
والثالث: أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين والمَرَدة منهم ، وأمَّا مَن ليس مِن المَرَدة فقد لا يُصَفَّد .
والمقصود: تقليل الشُّرُورِ ، وهذا موجود في شهر رمضان ؛ لأنَّ وقوع الشرور والفواحش فيه قليلٌ بالنسبة إلى غيره من الشهور" .
انتهى من " المفهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3/ 136).

ثالثًا:
ذكر العلماءُ من الحِكَم في تصفيد الشياطين في رمضان : تقليل شرِّهم وإغوائهم للعباد ، وليمتنعوا من إيذاء المسلمين والتهويش عليهم وإفساد صومهم ، وحتى لا يخلُصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غير رمضان ، من إضلال الناس عن الحقِّ وتثبيطهم عن الخير؛ ليُقبِل الناس على الطاعات ويبتعدوا عن المعاصي والشهوات في شهر رمضان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَمَا ذَاكَ إلَّا لِأَنَّهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَنْبَعِثُ الْقُلُوبَ إلَى الْخَيْرِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي بِهَا وَبِسَبَبِهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَيُمْتَنَعُ مِنْ الشُّرُورِ الَّتِي بِهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ فَلَا يَتَمَكَّنُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَا يَعْمَلُونَهُ فِي الْإِفْطَارِ ؛ فَإِنَّ الْمُصَفَّدَ هُوَ الْمُقَيَّدُ ، لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ بَنِي آدَمَ بِسَبَبِ الشَّهَوَاتِ ؛ فَإِذَا كَفُّوا عَنْ الشَّهَوَاتِ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (14/167) .
وقال أيضا :
" وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { إذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ } ؛ فَإِنَّ مَجَارِيَ الشَّيَاطِينِ ، الَّذِي هُوَ الدَّمُ ، ضَاقَتْ ؛ وَإِذَا ضَاقَتْ انْبَعَثَتْ الْقُلُوبُ إلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ ، الَّتِي بِهَا تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَإِلَى تَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ الَّتِي بِهَا تُفْتَحُ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ فَضَعُفَتْ قُوَّتُهُمْ وَعَمَلُهُمْ بِتَصْفِيدِهِمْ ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَفْعَلُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَقُلْ إنَّهُمْ قُتِلُوا وَلَا مَاتُوا ؛ بَلْ قَالَ: " صُفِّدَتْ " وَالْمُصَفَّدُ مِنْ الشَّيَاطِينِ قَدْ يُؤْذِي ، لَكِنَّ هَذَا أَقَلُّ وَأَضْعَفُ مِمَّا يَكُونُ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؛ فَهُوَ بِحَسَبِ كَمَالِ الصَّوْمِ وَنَقْصِهِ ؛ فَمَنْ كَانَ صَوْمُهُ كَامِلًا : دَفَعَ الشَّيْطَانَ دَفْعًا لَا يَدْفَعُهُ دَفْعُ الصَّوْمِ النَّاقِصِ ؛ فَهَذِهِ الْمُنَاسَبَةُ ظَاهِرَةٌ فِي مَنْعِ الصَّائِمِ مِنْ الْأَكْلِ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/246) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وقيل : في هذا " إِشَارَة إِلَى رَفْعِ عُذْرِ الْمُكَلَّفِ ، كَأَنَّهُ يُقَالُ لَهُ: قَدْ كُفَّتِ الشَّيَاطِينُ عَنْكَ ؛ فَلَا تَعْتَلَّ بِهِمْ فِي تَرْكِ الطَّاعَةِ ولا فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ " انتهى من " فتح الباري" لابن حجر (4/ 114).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله للمسلمين ، أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير، ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره " انتهى من "مجالس شهر رمضان" لابن عثيمين (ص 8) ، بتصرُّف يسير.
نقلا عن بعض مواقع الفتوى المعتبرة.
 
هل هذا يعني من مات في رمضان يدخل الجنة ام لها شرح أخر
جعلها الله في ميزان حسناتكم
هل صحيح أن كل من يموت في شهر رمضان يدخل الجنة دون أن يحاسب على أعماله ؟.

تم النشر بتاريخ: 2004-02-09
الحمد لله

قد تفضل الله تعالى على نفر من خاصة عباده فوعدهم بدخول الجنة من غير حساب ولا عذاب ؛ فعن عبد الله بْنُ عَبَّاس ، رضي الله عنهما ،ٍ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :َ عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ ( جماعة قليلة من الناس ) وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَد .ٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي . فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ . ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّه ،ِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ . فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيه ؟ِ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هُمْ الَّذِينَ َلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ . ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " البخاري 5705 ، مسلم 220 .

[ الرهط : هم الجماعة دون العشرة ، والرهيط تصغير له . رفع لي : ظهر لي ، سواد عظيم : السواد الشخص يرى من بعيد لا يدرى من هو ، الأفق : منتهى البصر . ]

ولم يذكر في هؤلاء السبعين ألفا من مات في شهر رمضان ، وإنما المذكورون هم خاصة المؤمنين الذين حققوا مقام التوحيد لرب العالمين ، قال في فتح المجيد : ( قوله وعلى ربهم يتوكلون ، ذكر الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال والخصال ، وهو التوكل على الله ، وصدق الالتجاء إليه ، والاعتماد بالقلب عليه ، الذي هو نهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف : من المحبة والرجاء والخوف ، والرضا بالله ربا وإلها ، الرضا بقضائه . ) [ ص 74 ] .

وإنما ورد في فضل من مات صائما قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : (َ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه الإمام أحمد 22813 , من حديث حذيفة ، رضي الله عنه ، وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح .

ومما ينبغي الاهتمام به ، أن الحديث السابق ، قد دل على أن علو مقام هؤلاء السبعين ألفا ، جعلنا الله وإياكم منهم ، في العمل الصالح ، هو الذي أنزلهم تلك المنزلة عند الله تعالى ؛ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، رحمه الله ، بعد ما ذكر هذا الحديث في كتاب التوحيد : ( فيه .. عمق علم السلف ، لمعرفتهم أنهم لن ينالوا ذلك إلا بعمل ) ، وليس يخفى على السائل أنه لو كان هناك فضل لمن يموت في رمضان فإن هذا خاص بمن مات من المؤمنين ؛ ولا يشمل كل من مات في رمضان .

وكذلك الحديث الذي سبق ذكره ، في فضل من مات صائما ، دل على أن دخول الجنة إنما كان موعودا على عمل صالح ، ختم له به ، وليس على مجرد الموت في شهر رمضان ، مع أنه ليس فيه تلك الفضيلة الخاصة ؛ دخول الجنة بغير حساب .

والله الموفق .
 
هل صحيح أن كل من يموت في شهر رمضان يدخل الجنة دون أن يحاسب على أعماله ؟.

تم النشر بتاريخ: 2004-02-09
الحمد لله

قد تفضل الله تعالى على نفر من خاصة عباده فوعدهم بدخول الجنة من غير حساب ولا عذاب ؛ فعن عبد الله بْنُ عَبَّاس ، رضي الله عنهما ،ٍ قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم :َ عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ ( جماعة قليلة من الناس ) وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَد .ٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي . فَقِيلَ لِي : هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ . ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّه ،ِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ . فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيه ؟ِ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هُمْ الَّذِينَ َلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ . ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " البخاري 5705 ، مسلم 220 .

[ الرهط : هم الجماعة دون العشرة ، والرهيط تصغير له . رفع لي : ظهر لي ، سواد عظيم : السواد الشخص يرى من بعيد لا يدرى من هو ، الأفق : منتهى البصر . ]

ولم يذكر في هؤلاء السبعين ألفا من مات في شهر رمضان ، وإنما المذكورون هم خاصة المؤمنين الذين حققوا مقام التوحيد لرب العالمين ، قال في فتح المجيد : ( قوله وعلى ربهم يتوكلون ، ذكر الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال والخصال ، وهو التوكل على الله ، وصدق الالتجاء إليه ، والاعتماد بالقلب عليه ، الذي هو نهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف : من المحبة والرجاء والخوف ، والرضا بالله ربا وإلها ، الرضا بقضائه . ) [ ص 74 ] .

وإنما ورد في فضل من مات صائما قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : (َ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه الإمام أحمد 22813 , من حديث حذيفة ، رضي الله عنه ، وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح .

ومما ينبغي الاهتمام به ، أن الحديث السابق ، قد دل على أن علو مقام هؤلاء السبعين ألفا ، جعلنا الله وإياكم منهم ، في العمل الصالح ، هو الذي أنزلهم تلك المنزلة عند الله تعالى ؛ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، رحمه الله ، بعد ما ذكر هذا الحديث في كتاب التوحيد : ( فيه .. عمق علم السلف ، لمعرفتهم أنهم لن ينالوا ذلك إلا بعمل ) ، وليس يخفى على السائل أنه لو كان هناك فضل لمن يموت في رمضان فإن هذا خاص بمن مات من المؤمنين ؛ ولا يشمل كل من مات في رمضان .

وكذلك الحديث الذي سبق ذكره ، في فضل من مات صائما ، دل على أن دخول الجنة إنما كان موعودا على عمل صالح ، ختم له به ، وليس على مجرد الموت في شهر رمضان ، مع أنه ليس فيه تلك الفضيلة الخاصة ؛ دخول الجنة بغير حساب .

والله الموفق .
- حكم النية في الصيام
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ... وبعد :
اعلموا أن النية في الصوم لا بد منها وهي شرط لصحته ، كما أنها شرط لصحة كل العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى . . وبها تتميز العبادات عن العادات ، فإن كان الصوم واجبًا فلا بد أن ينويه من الليل ويعين نوعية الصوم الذي يريده لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) وذلك بأن يعتقد عند بداية الصوم أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو أنه يصوم نذر أو كفارة . ووقت النية لهذا الصوم الواجب بأنواعه من الليل سواء كان من أوله أو وسطه أو آخره ، لما روى الدارقطني بإسناده عن عمرة عن عائشة مرفوعًا : من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له وقال : إسناده كلهم ثقات .

وعن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له - وفي لفظ : - من لم يجمع - أي يعزم - الصيام من الليل فلا صيام له ولأن جميع النهار يجب فيه الصوم ، فإذا فات جزء من النهار لم توجد فيه النية لم يصح صوم جميع اليوم لأن النية لا تنعطف على الماضي .

والنية في جميع العبادات محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها ، لأن ذلك لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقولون : نويت أن أصوم ، نويت أن أصلي وغير ذلك فالتلفظ بها بدعة محدثة ، ويكفي في النية الأكل والشرب بنية الصوم .

قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله : هو حين يتعشى يتعشى عشاء من يريد الصوم ولهذا يفرق بين عشاء ليلة العيد وعشاء ليالي رمضان ، وقال أيضًا كل من علم أن غدًا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه وهو فعل عامة المسلمين . . انتهى .

وأما صوم النفل فإنه يصح بنية من النهار بشرط أن لا يوجد مناف للصوم فيما بين طلوع الفجر ونيته من أكل وغيره ، لقول عائشة رضي الله عنها : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم من شيء فقلنا لا ، قال فإني إذًا صائم رواه الجماعة إلا البخاري . فدل طلبه للأكل على أنه لم يكن نوى الصيام قبل ذلك ، ودل قوله : ( فإني إذًا صائم ) على ابتداء النية من النهار ، فدل على صحة نية الصوم من النهار فيكون ذلك مخصصًا لحديث من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له وما ورد بمعناه بأن ذلك خاص بالفرض دون النفل ، وذلك بشرط أن لا يفعل قبل النية وما يفطره اقتصارًا على مقتضى الدليل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إني إذًا صائم ) والتطوع أوسع من الفرض ، كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان كالقيام والاستقرار على الفرض ، بخلاف النفل فإنه يصح على الراحلة ومن الماشي . ما لا يجب في التطوع توسيعًا من الله على عباده طرق التطوع ، فإن أنواع التطوعات دائمًا أوسع من أنواع المفروضات وهذا أوسط الأقوال . . انتهى .

وصحة نية التطوع من النهار مروية عن جماعة من الصحابة منهم معاذ وابن مسعود وحذيفة ، وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم ... والله أعلم .

والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه .
نقلا عن موقع العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
حكم النية في الصيام | موقع معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
جزاكم الله خيرا و جعلها في ميزان حسناتكم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top