تبرئة الأصمعي من صوت صفير البلبل

{هِشام}

:: عضو مُتميز ::
إنضم
19 جانفي 2008
المشاركات
697
نقاط التفاعل
1,720
النقاط
456
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
do.php


صيفَ 1999 على ما أذكر. كانت تلك أوّل مرّة أسمع فيها قصيدة "صوت صفير البلبل"

من إلقاء الشّيخ أحمد القطّان على شريط كاسيت مع بعض قصائد لأحمد مطر.

وقد كان إلقاءُ الشّيخ ماتعًا آسرًا وكوميديًا للغاية


{ للاستماع MP3 / للاستماع على اليوتيوب }

وهذا تفريغ القصّة لمن لا يرغب بالاستماع

{ كان أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي يحرص على أموال الدولة فاشترط شرطا على رابطة الأدباء أنه لا يعطي مالا للشعر إلا لقول الشاعر أما إذا كان من منقوله، محفوظ من قبل لا يعطي عليه شيء. والخليفة يحفظ القصيدة من أول مرة، وعنده غلام يحفظ القصيدة من مرتين، وعنده جارية تحفظ القصيدة من ثلاث، كمبيوتر. فيأتي الشاعر المسكين وقد نظم قصيدة طويلة، طول الليل.
السلام عليك يا أمير المؤمنين
وعليكم السلام
أنا شاعر فحل
ما فحولتك ؟
نظمت قصيدة طويلة
إن كانت من قولك أجزناك عليها
نعم من قولي
قل!
فيقول قصيدته، فيقول الخليفة: إنني أحفظها منذ زمن بعيد، ويقولها له. فيتعجب الشاعر، توارد الأفكار في بيت أو بيتين، أما قصيدة كلها، كيف حدث هذا ؟ طبعا يكلم نفسه.
يقول: لا، وهناك غيري، أحضروا فلان. فيحضرون الغلام من خلف الستارة، من الباب السري، ثم يدخل.
تعرف قصيدة فلان ؟ يقول: نعم. فيقولها.
فيقول الشاعر: هاه ! فيشكّ أنه شاعر.
يقول: لااااا، وهناك ... أحضروا فلانة.
فتأتي فلانة. تحفظين ؟ نعم !
فإذا قالتها، قال الشاعر: لاااا، أنا لست بشاعر. ويذهب، وهناك في مكانهم يجتمعون، وفي أعماق الحزن يتشاكون ويتلاومون.
فجاءهم الأصمعي: مالكم يا قوم ؟
أما ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما بلغنا ؟ نكتب القصيدة طول الليل من بنيات أفكارنا، ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا.
قال: أوحدث هذا ؟
قالوا: نعم.
قال: أين ؟
قالوا: عند أمير المؤمنين.
قال: هيييه، إن في الأمر مكر وحيلة. دعوا الأمر لي.
فقام ونظم قصيدة ملوّنة الموضوعات، التقط فيها بعض الكلمات، ثمّ تنكّر حتّى لا يُعرف. لبس لبس الأعراب، عقص رأسه جدائل، وأوقفها كالقرون، ثم ربطها بعصابة، ولبس جلد شاة، وجرّ ناقته خلفه، ودخل المجلس حافيا:
السلام عليك يا أمير المؤمنين.
وعليكم السلام
أنا شاعر من أعراب الموصل
قال: تعرف الشروط ؟
قال: نعم، إن كانت من قولي أعطيتني وزن الّذي كتبته عليها ذهبا، وإن كانت من منقولي لا تجيزني عليها شيئا.
قال: صدقت، قل ! واسترخى الخليفة.
قال:
صوت صفير البلبل ×× هيج قلبي الثملِ
الماء والزهر معا ×× مع زهر لحظ المقلِ

قال: سهلة، ايه ... إلى الآن سهلة، طاق طاق طاقية، ري ري ري

وأنت يا سيدلي وسيدي وموللي
فكم فكم تيمني غزيّل عقلقلي
قطفته من وجنة من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا لا لا وقد غدا مهرولِ

أراد الخليفة أن يحسب اللاءات فإذا هي أكثر من ثلاثة

وأنت يا سيدلي وسيدي وموللي
فكم فكم تيملي غزيّل عقلقلي
قطفته من وجنة من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا لا لا فقد غدا مهرولِ
والخوذ مالت طربا من فعل هذا الرجل
فولولت وولولت ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا انهض وجد بالنّقل
وفتية سقونني قهوة كالعسلل
شممتها بأنَفي أزكى من القرنفل
في وسط بستان حلي بالزّهر والسرور لي
والعود دندن دنلي والطبل طبط طبطبلي
طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطبلي
والسقف سقسقسقلي والرقص قد طاب إلي

فالخليفة تمّ ... بيجمّع بذاكرته ما استطاع

والسقف سقسقسقلي
شوا شوا وشاهشوا على ورق سفرجلِ
وغرّد القمري يصيح مللٍ في مللٍ
ولو تراني راكبا على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلِ
والناس ترجمْ جملي في السوق بالقلقللي
والكلّ كع كع كعِكَعْ خلفي ومن حويللي

هذي كع كع كعِكَعْ لو تكتبها ما انكتبت، يعني تحتاج واحد يهجّيك حرف حرف، تطلع غلط

إلا تشان تعملها توقيع.

والكلّ كع كع كعِكَعْ خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا من خشية العقنقل
إلى لقاء ملكٍ معظّمِ مبجّلِ
يأمرلي بخلعةٍ حمراء كالدّمدملِي
أجرّ فيها ماشيا مبغددا للذِّيَلِ
أنا الأديب الألمعي من حيّ أرض الموصلِ
نظمتُ قطعا زخرفت يعجز عنها الأذبل
أقول في مطلعها صوت صفير البلبل

عصّر الخليفة ذاكرته، ما طلع له لا طن طنلي لا طن طنلي. قال: يا غلام ! أحضروا الغلام.

وإذا الغلام .... الجااارية ؟ يا جارية ! قالت: لا والله ما سمعت بها قطّ يا أمير المؤمنين.

عند ذلك قال: يا أعرابي، أحضر ما كتبته عليها نَزِنُه، ونعطيك وزنه ذهبا.
قال: ورثتُ عمود رخامٍ من أبي، نقشتُ عليه القصيدة نقشًا، وهو على ظهر الناقة. لا يحمله إلا أربعة من الجنود.

فانهار الخليفة، وجيء بالعمود والنّاس تنظر، فوُضع في الميزان، وأخذ كلّ ما في الخزنة.

ووضعه على خرج الناقة وانصرف. فقال وزيره: أوقفه يا أمير المؤمنين، والله ما أظنّه إلا الأصمعي.

أمطِ اللّثام عن وجهك يا أعرابي. فأماط اللثام، فإذا هو الأصمعي.

قال: أتفعلُ هذا بأمير المؤمنين يا أصمعي؟

قال: نعم، إنك بذاكرتك قطعت أرزاق الشعراء يا أمير المؤمنين.

قال: أعد الخزنة. قال: لا، لا أعيدها. قال: أعدها!

قال: بشرط، أن تعطيهم على قولهم أو منقولهم.

قال: رضيت. أعد الخزنة!

فأعادها ففرّج الله عليهم.}

والقصّة على طرافَتِها وخفّتها تعاني بعض الاختلالات المنطقية:

فكأيّ مهووسٍ بالتحدّيات، قرّرتُ أن أحفظ القصيدة، لكنّ الغريب أنّني حفظتها بعد الاستماع إليها خمس مرّات فقط، وأنا ابن تسع! فكيف أحفظها بهذه السّرعة، ويعجزُ عنها الخليفة الّذي يحفظ القصائد الطّوال من أول استماع !!

وكيف يُسمحُ لشاعرٍ أن يدخل على الخليفة حافيًا متلثّما دون أن يعرّف عن نفسه ؟!

وكيف يكذبُ خليفة المسلمين على الشّعراء ؟ فيقول أنّه يحفظ القصيدة منذ زمن ؟

~

اختلالاتٌ أدبية:


صوتُ صفير البلبلِ
هيّج قلبي الثملِ

ما الدّافع لجرّ كلمة "الثّملِ" ؟ هذا ليس إقواءً (الإقواء تغيير حركة الرويّ) فهذا أول بيت !!

وما معاني هذه الألفاظ؟
"موللي، عقنقلي، ويللي، كالعسلل، بالقلقللي، حويللي، كالدّمدملِي"

هل الأصمعي جاهلٌ باللغة كي يستخدم ألفاظا غير مسبوقة؟
أم تراه عاجزًا عن استحضار ألفاظ مناسبة للقافية كيما يكرّر حرفا في آخر كلّ كلمة؟
وماذا عن الأبيات المكسورة ؟

وفتيةٍ سقونني قهوةً كالعسللِ
//0//0 //0//0 /0//0 /0////0
متفعلن متفعلن / ؟؟؟؟؟؟؟؟

~

هذه الثغرات المنطقية والأدبية دفعتني إلى البحث في كتب المؤرّخين والقصّاصين، وفي مواقع الأدب والشّعر عن القصة فما وجدتها في غير هذه المواضع الثّلاثة: [ اضغط على صورة الكتاب لتحميله ]
1/ في كتاب "إعلام النّاس بما وقع للبرامكة مع بني العبّاس" لكاتبه محمد بن دياب الإتليدي .




وقد جاء ذكر القصيدة في { فصل خلافة أبي جعفر المنصور} من صفحة 123 إلى صفحة 126.


do.php

do.php
do.php
do.php


2/ في كتاب "مجاني الأدب من حدائق العرب" لكاتبه المسيحي لويس شيخو




وجاء ذكر القصيدة في جزئه الخامس تحت عنوان "الخليفة والأصمعي" من الصّفحة 129 إلى الصفحة 131.


ويذكر في آخرها أنّه نقلها عن "حلبة الكميت"

do.php
do.php

do.php
do.php

3/ "حلبة الكميت" لكاتبه شمس الدين محمد النواجي



وقد ذُكرت القصيدة في هذه المخطوطة في الصّفحات 88 - 90
do.php

do.php

do.php

إذن فقد ذكر هذه القصة شخصان هما الإتليدي والنواجي (كما سلف شيخو نقلها عن النواجي، وطوام هذا الشيخو أكثر من أن يتّسع لها هذا الموضوع، فاخطونا منه).


لذا عمدتُ إلى البحث عن ترجمة هذين القصّاصَين لأتأكّد من صدق القصة أو كذبها، وهذا الّذي وجدتُ:

أولا: الإتليدي


1/ في كتاب "كتب حذّر منها العلماء" لكاتبه الشّيخ مشهور حسن آل سلمان (تلميذ الشيخين الألباني والزرقاء)


جاء ذكر كتاب الإتليدي "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس" في الصّفحتين 172 - 173


do.php
do.php

2// لا يعرف عن الإتليدي إلاّ ما جاء في مقدّمة كتابه هذا، أنّه من مواليد إقليم المنية الخصيبية في صعيد مصر

وأنّه قد توفّي بعد سنة 1100 هـ (تاريخ إنهاء تأليف كتابه)


3/ الإتليدي نفسه يقدح في نفسه في مقدّمة كتابه المذكور "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس"


do.php

~

إذن، فلا يجوز الأخذ بذكر قصّة القصيدة في كتاب الإتليدي.

~

ثانيا: النواجي

1/ جاء في "الأعلام" للزّركلي ترجمةٌ لشمس الدين النواجي:
محمد بن حسن بن علي بن عثمان النَّوَاجي، شمس الدين

تاريخ الوفاة 859
ترجمة المصنف النَّوَاجي (788 - 859 هـ = 1386 - 1455 م)

محمد بن حسن بن علي بن عثمان النواجي، شمس الدين: عالم بالأدب، نقاد، له شعر. من أهل مصر.
مولده ووفاته في القاهرة.
نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجا، وطاف بعض البلدان. وهو صاحب (حلبة الكميت - ط) في الخمر والندماء وما يتعلق بهما. وله كتب كثيرة، منها (مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان - خ) و (خلع العذار في وصف العذار - خ) و (التذكرة - خ) و (نزهة الألباب - خ) و (تحفة الأديب - خ) و (الشفاء في بديع الاكتفاء - خ) [ثم طُبع] و (الصبوح والغبوق- خ) و (روضة المجالسة - خ) و (الحجة في سرقات ابن حجة - خ) و (ديوان شعر - خ) و (المطالع الشمسية في المدائح النبويّة - خ) في دمشق، و (تأهيل الغريب - خ) رأيت نسخة منه في مكتبة الليثي بمركز الصف بمصر، كتبت سنة 892 هـ


~

النّواجي إذن شاعرٌ جمع في "حلبة الكميت" أخبارًا وطرائف عن الخمر والندماء، وحاله في ذلك حال كلّ

القصّاصين الّذين حذّر بلغ الأمر ببعض علماء الأمة إلى التّحذير منهم لما ينشرونه من أكاذيب، لا يبالون

في أخبارهم بالصّدق ولا تحرّي الدقة، إنما كلّ همهم الطرفة والضحك. وهذا موضوع جامع ونافع

في ذمّ القصّاص ( ذم السلف للقصاص )

~

هذا كلّه من جانب "كتبٌ ذكرت فيها القصة والقصيدة". وقد تبيّن أنّها لا تصحّ من هذا الجانب.


~
يُتبع ...
 
جانب الشّخوص:

خالف الإتليدي النواجي (وشيخو) في أشخاص القصة، فهما قالا (بعض الخلفاء، والأصمعي)

وهو أبى إلا أنّ يزعم أنّ الخليفة المقصود هو أبو جعفر المنصور. لذا فلننظر في ترجمة أبي جعفر والأصمعي.

أولا: أبو جعفر المنصور

جاءت ترجمته في الجزء السادس من "سير أعلام النبلاء" كما يلي:

[ ص: 83 ] المنصور

الخليفة أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي المنصور ، وأمه سلامة البربرية .

ولد في سنة خمس وتسعين أو نحوها . ضرب في الآفاق ورأى البلاد ، وطلب العلم .

قيل : كان في صباه يلقب بمدرك التراب .

وكان أسمر طويلا نحيفا مهيبا ، خفيف العارضين ، معرق الوجه ، رحب الجبهة ، كأن عينيه لسانان ناطقان ، تخالطه أبهة الملك بزي النساك ، تقبله القلوب ، وتتبعه العيون ، أقنى الأنف ، بين القنا ، يخضب بالسواد .

وكان فحل بني العباس هيبة وشجاعة ، ورأيا وحزما ، ودهاء وجبروتا ، وكان جماعا للمال ، حريصا ، تاركا للهو واللعب ، كامل العقل ، بعيد الغور ، حسن المشاركة في الفقه والأدب والعلم .

أباد جماعة كبارا حتى توطد له الملك ، ودانت له الأمم على ظلم فيه وقوة نفس ، ولكنه يرجع إلى صحة إسلام وتدين في الجملة ، وتصون وصلاة وخير ، مع فصاحة وبلاغة وجلالة . وقد ولي بليدة من فارس لعاملها سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة ، ثم عزله وضربه وصادره ، فلما استخلف قتله . وكان يلقب : أبا الدوانيق ، لتدنيقه ومحاسبته الصناع ، لما أنشأ بغداد . [ ص: 84 ]

وكان يبذل الأموال في الكوائن المخوفة ، ولا سيما لما خرج عليه محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة ، وأخوه إبراهيم بالبصرة .

قال أبو إسحاق الثعالبي : على شهرة المنصور بالبخل ، ذكر محمد بن سلام أنه لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف ألف درهم ، دارت بها الصكاك ، وثبتت في الدواوين ، فإنه أعطى في يوم واحد ، كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف . وقيل : إنه خلف يوم موته في بيوت الأموال تسع مائة ألف ألف درهم ونيف .

زهير بن معاوية : حدثنا ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، سمع ابن عباس يقول : منا السفاح ، ومنا المنصور ، ومنا المهدي . إسناده جيد .

روى إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده : أن أباه قال : قال لنا المنصور : رأيت كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عممني بعمامة كورها ثلاثة وعشرون ، وقال : خذها ، وأوصاني بأمته .

وعن المنصور قال : الملوك أربعة : معاوية ، وعبد الملك ، وهشام بن عبد الملك ، وأنا .

حج المنصور مرات ، منها في خلافته مرتين ، وفي الثالثة مات ببئر ميمون قبل أن يدخل مكة .

أبو العيناء : حدثنا الأصمعي : أن المنصور صعد المنبر ، فشرع ، فقام رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين! اذكر من أنت في ذكره . فقال : مرحبا ، لقد [ ص: 85 ] ذكرت جليلا ، وخوفت عظيما ، وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له : اتق الله ، أخذته العزة بالإثم ، والموعظة منا بدت ، ومن عندنا خرجت ، وأنت يا قائلها فأحلف بالله : ما الله أردت ، إنما أردت أن يقال : قام ، فقال ، فعوقب ، فصبر ، فأهون بها من قائلها ، واهتبلها من الله ، ويلك إني قد غفرتها ! . وعاد إلى خطبته كأنما يقرأ من كتاب .

قال مبارك الطبري : حدثنا أبو عبيد الله الوزير ، سمع المنصور يقول : الخليفة لا يصلحه إلا التقوى ، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ، والرعية لا يصلحها إلا العدل ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه .

وقيل : إن عمرو بن عبيد وعظ المنصور فأبكاه ، وكان يهاب عمرا ويكرمه ، وكان أمر له بمال فرده .

وقيل : إن عبد الصمد عمه قال : يا أمير المؤمنين ، لقد هجمت بالعقوبة ، حتى كأنك لم تسمع بالعفو . قال : لأن بني أمية لم تبل رممهم ، وآل علي لم تغمد سيوفهم ، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة ، ولا تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو .

وقيل : دخل عليه هشام بن عروة فقال : اقض ديني . قال : وكم هو ؟ . قال : مائة ألف ، قال : وأنت في فقهك وفضلك تأخذ مائة ألف ، ليس عندك قضاؤها ! ؟ قال : شب فتيان لي ، فأحببت أن أبوئهم ، وخشيت أن ينتشر علي أمرهم ، واتخذت لهم منازل ، وأولمت عليهم ، ثقة بالله وبأمير المؤمنين [ ص: 86 ]

قال : فردد عليه : مائة ألف ، استكثارا لها ، ثم قال : قد أمرنا لك بعشرة آلاف . قال : فأعطني ما تعطي وأنت طيب النفس ، فقد سمعت أبي يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أعطى عطية وهو بها طيب النفس ، بورك للمعطي والمعطى " .

قال : فإني طيب النفس بها . فأهوى ليقبل يده ، فمنعه ، وقال : إنا نكرمك عنها ، ونكرمها عن غيرك .

وعن الربيع الحاجب قال : درنا في الخزائن بعد موت المنصور ، أنا والمهدي فرأينا في بيت أربع مائة حب مسددة الرءوس ، فيها أكباد مملحة معدة للحصار .

وقيل رأت جارية للمنصور قميصه مرقوعا ، فكلمته فقال : [ ص: 87 ]

قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق ، وجيب قميصه مرقوع

وعن المدائني : أن المنصور لما احتضر قال : اللهم إني قد ارتكبت عظائم ، جرأة مني عليك ، وقد أطعتك في أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ، منا منك لا منا عليك ، ثم مات . وقيل : رأى ما يدل على قرب موته ، فسار للحج . وقيل : مات مبطونا ، وعاش أربعا وستين سنة .
قال الصولي : دفن بين الحجون وبئر ميمون في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة .

قال عباد بن كثير لسفيان : قلت لأبي جعفر : أتؤمن بالله ؟ قال : نعم . قلت : حدثني عن الأموال التي اصطفيتموها من بني أمية ، فلئن صارت إليكم ظلما وغصبا ، فما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا ، ولئن كانت لبني أمية ، [ ص: 88 ] لقد أخذتم ما لا يحل لكم ، إذا دعيت غدا بنو أمية بالعدل ، جاءوا بعمر بن عبد العزيز ، وإذا دعيتم أنتم ، لم تجيئوا بأحد ، فكن أنت ذاك الأحد ، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة . قال : ما أجد أعوانا . قلت : عونك علي بلا مرزئة ، أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال ، وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق ، آتيك بالأوزاعي ، وآتيك بالثوري ، وأنا أبلغك عن العامة . فقال : حتى أستكمل بناء بغداد ، وأوجه خلفك . فقال له سفيان : ولم ذكرتني له ؟ . قال : والله ما أردت إلا النصح . قال سفيان : ويل لمن دخل عليهم ، إذا لم يكن كبير العقل ، كثير الفهم ، كيف يكون فتنة عليهم وعلى الأمة .

قال نوبخت المجوسي : سجنت بالأهواز ، فرأيت المنصور وقد سجن - يعني وهو شاب - قال : فرأيت من هيبته وجلالته وحسنه ما لم أره لأحد ، فقلت : وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة ؟ فقال : لا ، ولكني من عرب المدينة . قال : فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته . فقال : أبو جعفر . قلت : وحق المجوسية لتملكن . قال : وما يدريك ! ؟ . قلت : هو كما أقول لك . وساق قصة . وقد كان المنصور يصغي إلى أقوال المنجمين ، وينفقون عليه ، وهذا من هناته مع فضيلته .

وقد خرج عليه في أول ولايته عمه عبد الله بن علي فرماه بنظيره [ ص: 89 ] أبي مسلم صاحب الدولة ، وقال : لا أبالي أيهما أصيب . فانهزم عمه ، وتلاشى أمره ، ثم فسد ما بينه وبين أبي مسلم ، فلم يزل يتحيل عليه ، حتى استأصله وتمكن .

ثم خرج عليه ابنا عبد الله بن حسن وكاد أن تزول دولته ، واستعد للهرب ، ثم قتلا في أربعين يوما ، وألقى عصاه ، واستقر .

وكان حاكما على ممالك الإسلام بأسرها ، سوى جزيرة الأندلس . وكان ينظر في حقير المال ويثمره ، ويجتهد بحيث إنه خلف في بيوت الأموال من النقدين أربعة عشر ألف ألف دينار ، فيما قيل ، وست مائة ألف ألف درهم ، وكان كثيرا ما يتشبه بالثلاثة في سياسته وحزمه ، وهم : معاوية ، وعبد الملك ، وهشام .

وقيل : إنه أحس شغبا عند قتله أبا مسلم ، فخرج بعد أن فرق الأموال ، وشغلهم برأسه ، فصعد المنبر وقال : أيها الناس ، لا تخرجوا من أنس الطاعة ، إلى وحشة المعصية ، ولا تسروا غش الأئمة ، يظهر الله ذلك على فلتات الألسنة ، وسقطات الأفعال ، فإن من نازعنا عروة قميص الإمامة ، أوطأناه ما في هذا الغمد ، وإن أبا مسلم بايعنا على أنه إن نكث بيعتنا ، فقد أباح دمه لنا ، ثم نكث ، فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره ، ولم يمنعنا رعاية حقه من إقامة الحق عليه ، فلا تمشوا في ظلمة الباطل ، بعد سعيكم في ضياء الحق ، ولو علم بحقيقة حال أبي مسلم ، لعنفنا على إمهاله من أنكر منا قتله والسلام .

فلا نجدُ في ترجمته قوّة حفظٍ، ولا منادمة شعراء. ولا ذكر للأصمعي إلاّ في حادثة شهدها وهو شاب.

~

ثانيا: الأصمعي

جاءت ترجمته في الجزء التاسع من "سير أعلام النبلاء" كما يلي:

الإمام العلامة الحافظ ، حجة الأدب ، لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس بن أعيا ، بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الأصمعي البصري ، اللغوي الأخباري ، أحد الأعلام . يقال : اسم أبيه عاصم ، ولقبه قريب .

[ ص: 176 ] ولد سنة بضع وعشرين ومائة .

وحدث عن : ابن عون ، وسليمان التيمي ، وأبي عمرو بن العلاء ، وقرة بن خالد ، ومسعر بن كدام ، وعمر بن أبي زائدة ، وشعبة ، ونافع بن أبي نعيم ، وتلا عليه ، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، وسلمة بن بلال ، وشبيب بن شيبة ، وعدد كثير ، لكنه قليل الرواية للمسندات .

حدث عنه : أبو عبيد ، ويحيى بن معين ، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي ، وسلمة بن عاصم ، وزكريا بن يحيى المنقري ، وعمر بن شبة ، وأبو الفضل الرياشي ، وأبو حاتم السجستاني ، ونصر بن علي ، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي ، وأبو حاتم الرازي ، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة ، وبشر بن موسى ، والكديمي ، وأبو العيناء ، وأبو مسلم الكجي ، وخلق كثير .

عباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، عن الأصمعي قال : سمع مني مالك بن أنس .

وقد أثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة .


قال الأصمعي : قال لي شعبة : لو تفرغت لجئتك .

قال إسحاق الموصلي : دخلت على الأصمعي أعوده ، فإذا قمطر ،

[ ص: 177 ] فقلت : هذا علمك كله ؟ فقال : إن هذا من حق لكثير .

وقال ثعلب : قيل للأصمعي : كيف حفظت ونسوا ؟ قال : درست وتركوا .

قال عمر بن شبة : سمعت الأصمعي يقول : أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة .

وقال محمد بن الأعرابي : شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مائتي بيت ، ما فيها بيت عرفناه .

قال الربيع : سمعت الشافعي يقول : ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي .

وعن ابن معين قال : كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه .

وقال أبو داود : صدوق .

[ ص: 178 ] قال أبو داود السنجي سمعت الأصمعي يقول : إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله -عليه السلام- : من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار .

وقال نصر الجهضمي : كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث ، كما يتقي أن يفسر القرآن .

قال المبرد : كان الأصمعي بحرا في اللغة ، لا نعرف مثله فيها ، وكان أبو زيد أنحى منه .

قيل لأبي نواس : قد أشخص الأصمعي وأبو عبيدة على الرشيد ، فقال : أما أبو عبيدة : فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين ، وأما الأصمعي : فبلبل يطربهم بنغماته .

قال أبو العيناء : قال الأصمعي : دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع ، فقال : يا أصمعي كم كتابك في الخيل ؟ قلت : جلد ، [ ص: 179 ] فسأل أبا عبيدة عن ذلك ، فقال : خمسون جلدا ، فأمر بإحضار الكتابين ، وأحضر فرسا ، فقال لأبي عبيدة : اقرأ كتابك حرفا حرفا ، وضع يدك على موضع موضع ، قال : لست ببيطار إنما هذا شيء أخذته من العرب ، فقال لي : قم فضع يدك . فقمت ، فحسرت عن ذراعي وساقي ، ثم وثبت ، فأخذت بأذن الفرس ، ثم وضعت يدي على ناصيته ، فجعلت أقبض منه بشيء شيء ، وأقول : هذا اسمه كذا ، وأنشد فيه ، حتى بلغت حافره ، فأمر لي بالفرس ، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته .

وعن ابن دريد : أن الأصمعي كان بخيلا ، ويجمع أحاديث البخلاء .

وقال محمد بن سلام : كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي ، فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك ، فقال أبو عبيدة : إنما يفعلون هذا عند الخبز ، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا .

وعن الأصمعي قال : نلت ما نلت بالملح .

[ ص: 180 ] قلت : كتب شيئا لا يحصى عن العرب ، وكان ذا حفظ وذكاء ولطف عبارة ، فساد .

وروى ثعلب ، عن أحمد بن عمر النحوي قال : قدم الحسن بن سهل ، فجمع أهل الأدب ، وحضرت ، ووقع الحسن على خمسين رقعة ، وجرى ذكر الحفاظ ، فذكرنا الزهري وقتادة ، فقال الأصمعي : فأنا أعيد ما وقع به الأمير على التوالي ، فأحضرت الرقاع ، فقال : صاحب الرقعة الأولى كذا وكذا ، واسمه كذا وكذا ، ووقع له بكذا وكذا ، والرقعة الثانية كذا ، والثالثة . . . حتى مر على نيف وأربعين رقعة ، فقال نصر بن علي الجهضمي : أيها المرء أبق على نفسك من العين .

وقد روى نحوها من وجه آخر ، وقال : حسبك لا تقتل بالعين ،

وقال : يا غلام ، احمل معه خمسين ألفا .

قال عمرو بن مرزوق : رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران ، فقال يونس : الحق مع سيبويه ، وهذا يغلبه بلسانه .


وروي عن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرة بمائة ألف .


[ ص: 181 ] وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة ، وأكثر تواليفه مختصرات ، وقد فقد أكثرها .

قال خليفة وأبو العيناء مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومائتين .

وقال محمد بن المثنى والبخاري : سنة ست عشرة ويقال : عاش ثمانيا وثمانين سنة -رحمه الله .

ولا نرى في ترجمة الأصمعي أنّه شاعرٌ، ولا أنّه نادم أبا جعفر المنصور ولا أنّه أجيز بمال الخزنة كلّه.

والحقّ والمشهور أنّ الأصمعي إنّما نادم هارون الرّشيد الّذي كان يحب المديح ، ويجيز الشعراء ، ويقول الشعر.

وقد كان الأصمعي في خلافة أبي جعفر المنصور شابّا يتنقّل بين البوادي ينهل من أهلها الفصاحة

ويحفظ دقائق اللّغة العربية وألفاظها.

فكيفَ -بالله- ينظُمُ من يحفظ أكثر من 10000 أرجوزة قصيدة ركيكة كصوت صفير البلبل؟

وكيف يقول من يغلبُ سيبويه: الكل كع كع كعكع خلفي ومن حويللي ؟؟

بل كيف يقول من مدحه الإمام أحمد بن حنبل:


وقلتُ بس بسبسني ×× فلم يجد بالقبلِ ؟؟؟

ويقول: قهوة كالعسلل
(والقهوة الخمر، ما كانتش كاينة قهوة في وقتهم)

~

لذا فالقصّة لا توافق الأدب، ولا المنطق ولا الشّخصيات ولا التّاريخ، وهذا أكثر من كافٍ لبيان بطلانها.

فمن صاحب هذه القصيدة الهزلية الهزيلة السّخيفة إذن؟

إليكم هذه القصيدة:


شَه شَه عَلى العَقَلَلِ ما هُوَ مِن شَكَلَلي

صاحِبُهُ مُفلَولِسٌ قليلُ ذي الحِيَلَلِ

قَدِ اِستَرَحتُتُ مِنَ اللــــــــــــــــــــــلوّامِ وَالعُذَلَّلِ

فَما أُبالي ما الَّذي قُلتُ وَما قيلَ لَلي

حُمقِيَ قَد صَيَّرَ ذا الـــــــــــــعالَمَ خَولاً لَلَلي

آمَلُ أَن يَحمِلَني حُمقي عَلى بَغلَلَلِ

مِن عِند ذا السَيِّدِ وَالــــــــــمُنَعَّمِ المُفَضلَلَلِ

أَميرِ دينِ المُؤمِنيــــــــــــــــــــــــنَ المُتَوَكِّلِ لِلي

وجه التّشابه بينها وبين 'صوت صفير البلبل' بادٍ للعارف بالشّعر والجاهل، وناظمها الشّاعر الأحمق
" أبو العجل الماجن "

فمن هو أبو العجل الماجن؟

جاء في "شعراء عباسيون منسيون" لإبراهيم النجّار ما يلي:

do.php
do.php
do.php
do.php
do.php
do.php
do.php
do.php
do.php
do.php

إذن فصاحب كتاب "شعراء عباسيون منسيون" يزعم أنّ قصيدة "صوت صفير البلبل" من نظم أبي العجل

الماجن. ويوافقه في هذا موقعُ "بوابة الشعراء"، فنجد القصيدة في ديوان هذا الشّاعر {هنا}

وأنا أوافقهما، فالقصيدة أضعف من أن يكتبها الأصمعي العالم الشامخ (الّذي لم يروَ عنه نظم القصائد أصلا)

وهذا الماجن أبو العجل إنّما اختار الحمق والجنون (والتبهليل) لأنّه أراه أصلح له وأجلب للرّزق، ولا شكّ

أنّ صوت صفير البلبل من مستواه وعلى شاكلته.

~

هذا والحمد لله سبحانه، وما بذلتُ في الموضوع ما بذلتُ إلا إحقاقا للحق، وحبّا ودفاعا عن الأصمعي رحمه الله

ودرءًا للتّدليس والكذب على خليفةٍ كأبي جعفر المنصور، وردًّا لمحاولات شيخو والبرامكة تشويه صورة الإسلام.


والله أعلم !
 
آخر تعديل:
السلام عليكم و رحمة الله

حتى أنا أخي احترت في القصيدة و كلماتها المبهمة
و حتى في الخليفة المنصور و قصته مع الأصمعي
الآن ظهر الحق و زهق الباطل

بارك الله فيكم أخي و سدد خطاكم

 
بارك الله فيك أخي ،
صراحة عندما بدأت قراءة الموضوع لم أكن متأكدة من صحته و قلت ربما تكون قد اطلعت على مصادر غير موثوقة و لكن أنت ماشاء الله استندت الى كل الادلة و أحضرتها لتدعم رايك ،فبخصوص الكلمات الغريبة هي التي تشدنا أصلا حتى نصدق انها خدعة من الاصمعي للخليفة لانه معروف بذكائه و لا ننكر انها رغم غرابتها الا ان لها جرس موسيقي يجعلنا نسمعها مرارا و تكرارا و خاصة من قبل الشيخ أحمد القطّان الذي لطالما كنت احب ان اسمعها بصوته و لكن عندما قرات الموضوع بعناية وجدت ادلتك صائبة واننا صدقنا كذبة و سرنا عليها لسنوات ، و المؤسف في القصة ان الاساتذة لم يذكروا لنا سيرة القصة رغم دراستنا للخليفة و الاصمعي
حقيقة بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الفائدة
فأعترف انك تستحق استاذ اللغة العربية بجدارة ،فوفقك الله و سدد خطاك
بوركت.
 
السلام عليكم و رحمة الله

حتى أنا أخي احترت في القصيدة و كلماتها المبهمة
و حتى في الخليفة المنصور و قصته مع الأصمعي
الآن ظهر الحق و زهق الباطل

بارك الله فيكم أخي و سدد خطاكم


وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

وهو كذلك، الأمر محيّر والنّقل الأعمى يفعل العجب.

فإن كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وعلى الله سبحانه وتعالى

يوميا في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي

فالكذب على الأصمعي وأبي جعفر أسهل وأوسع

~

وفيكِ بارك الله !
 
بارك الله فيك أخي ،
صراحة عندما بدأت قراءة الموضوع لم أكن متأكدة من صحته و قلت ربما تكون قد اطلعت على مصادر غير موثوقة و لكن أنت ماشاء الله استندت الى كل الادلة و أحضرتها لتدعم رايك ،فبخصوص الكلمات الغريبة هي التي تشدنا أصلا حتى نصدق انها خدعة من الاصمعي للخليفة لانه معروف بذكائه و لا ننكر انها رغم غرابتها الا ان لها جرس موسيقي يجعلنا نسمعها مرارا و تكرارا و خاصة من قبل الشيخ أحمد القطّان الذي لطالما كنت احب ان اسمعها بصوته و لكن عندما قرات الموضوع بعناية وجدت ادلتك صائبة واننا صدقنا كذبة و سرنا عليها لسنوات ، و المؤسف في القصة ان الاساتذة لم يذكروا لنا سيرة القصة رغم دراستنا للخليفة و الاصمعي
حقيقة بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الفائدة
فأعترف انك تستحق استاذ اللغة العربية بجدارة ،فوفقك الله و سدد خطاك
بوركت.

وفيك بارك أختاه

معكِ حقّ، لا ينبغي للمرء أن يصدّق كلّ ما يقرأ، فكيف إن كان ما يقرأ نفيا وتفنيدا لشيء آمن به منذ الصّغر.

يحصل معي هذا كثيرا، وأذكر أوّل مرّة سمعتُ بأنّ "المشي على سطح القمر" قد يكون مجرّد تمثيلية لدفع الاتحاد السّوفييتي إلى الإفلاس،

لم يتقبّل عقلي ذلك، بل ورحت أكذّبه دونما دلائل ولا براهين.

لكنّني مذ ذاك اليوم تعلّمتُ أن أشكّ في المعلومة إلى أن أطمئن بما يقطع كلّ مجالات الشك إلى صحّتها.

وهذا ما دفعني للإتيان بكلّ هذه الأدلّة والإثباتات، فقد قرأتُ بعض المقالات الّتي تنفي القصة عن الأصمعي، لكنّها مجرّد مقالات إنشائية تشكك

في صحة القصة من منطلق منطقي وحسب.

وأنا أستاذ لغة فرنسية p:

شكرا على المرور والرد.
 
السلام عليكم
و الله ق يعطيك الصحة خونا هشام
راك و الله يبارك وضحت كل شي كان ملتبس
و صراحة ... لما سمعت القصيدة جا في بالي الخرطي الي فيها
بصح لانو خاطيني المجال تاع الشعر و الادبيات ... قلت بالاك راهم أدرى بواش راهم يديرو
و انا وش دخلني ...خليني في الاناتومي تاعي ... ( على فكرة ..لاناتومي هي علم التشريح ... راك عارف جماعة الميدسين :) ) ههه
و اصلا صراحة نظن ياودي و قيلا بلي .هه.. في عصر الدولة العباسية ماكانش كاين القهوة ههههه
ههه
كيفاه يقول قهوة كل العسلل ...
المهم بارك الله فيك خونا هشام على المجهود الي راك بذلتو و الله يجازيك كل خير لانك احققت الحق و ازهقت الباطل الي عندنا مدة و حنا مصدقينو
بارك الله فيك خويا هشام
و
بالعافية

 
السلام عليكم
و الله ق يعطيك الصحة خونا هشام
راك و الله يبارك وضحت كل شي كان ملتبس
و صراحة ... لما سمعت القصيدة جا في بالي الخرطي الي فيها
بصح لانو خاطيني المجال تاع الشعر و الادبيات ... قلت بالاك راهم أدرى بواش راهم يديرو
و انا وش دخلني ...خليني في الاناتومي تاعي ... ( على فكرة ..لاناتومي هي علم التشريح ... راك عارف جماعة الميدسين :) ) ههه
و اصلا صراحة نظن ياودي و قيلا بلي .هه.. في عصر الدولة العباسية ماكانش كاين القهوة ههههه
ههه
كيفاه يقول قهوة كل العسلل ...
المهم بارك الله فيك خونا هشام على المجهود الي راك بذلتو و الله يجازيك كل خير لانك احققت الحق و ازهقت الباطل الي عندنا مدة و حنا مصدقينو
بارك الله فيك خويا هشام
و
بالعافية


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا صلاح الدين

الله يبارك فيك، وما تقول هوما أدرى ما والو، تشكّ حوّس. تحوّس تصيب p:

وعندك الحق، القهوة في المعاجم معناها الخمر، وفي العصر العباسي كانوا مازال ما يكتشفوا البنّ

وتبا لك ههههه نقرّي فرونسي ومتفرّج دكتور هاوس وصحابي دكاترة، إذا ما عرفتش لاناتومي غير نروح نبيع النّبق راه وقته.

~

وعلى تاع أحققت الحق وأزهقت الباطل اللي مصدّقينو، ترقّبونا في الحلقة القادمة ههههه

صحيت صلاح
 
السلام عليكم
الله أكبر
ههه جابلي ربي الأساتذة ( حاشا البعض ) كانوا يدرسون في الخرطي ، و انا نقول علاش ديما جماعة الأدب في آخر الطابور الله يهدي ما خلق
تسلم أخي على اجادة علمك و بورك فكر
حقا منشور يستحق ان يكون مصدر
خالص امتناني و تحياتي
 
السلام عليكم
الله أكبر
ههه جابلي ربي الأساتذة ( حاشا البعض ) كانوا يدرسون في الخرطي ، و انا نقول علاش ديما جماعة الأدب في آخر الطابور الله يهدي ما خلق
تسلم أخي على اجادة علمك و بورك فكر
حقا منشور يستحق ان يكون مصدر
خالص امتناني و تحياتي
أختي أنا لا أوافق الرأي مصادر الأدب صعبة جدا غير أن هذا لا ينفي أن الأساتذة عليهم بالبحث عن المعلومة و لكن قولك جماعة الأدب في اخر الطابور فلو بدأنا بالعد لوجدنا الكوارث في كل المجالات و أهونها في الأدب
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top