الأب القدوة

سعد نايلي

:: عضو فعّال ::
أوفياء اللمة
كثيرًا ما نرسم في مُخيلتنا عند بداية إلقاء البذور أننا سنحصد زهرة مثالية فائقة الجمال، لا وجود للعيوب فيها، وهذا هو حال الآباء مع الأبناء؛ فتربية أبناء مثاليين لا يخطئون هي غاية كل أب وأم، وهدفهم الذي يسعون إليه دومًا.
يجتهد معظم الآباء لأقصى درجة لتعليمهم كلَّ أنواع الفضائل والأخلاقيات العظيمة، لكن هيهات هيهات، نرى في كثير من الأحيان أن مجهود بعض الآباء قد باء بالفشل، لماذا؟!
لأن الآباء هنا ليس لديهم المؤهلات التي تساعدهم على تحقيق هذا المبدأ، فكثير من الآباء وبكل أسف ليسوا قدوةً لصغارهم.
منذ اللحظة التي ولِد فيها طفلُك عليك بالتغير التام، والكف عن فعل أي شيء قبيح قد يجذب أعين الصغار، فتراهم يقلدون أفعالك كما هي، فأنت مرآة أبنائك، فلا يجوز أن تطلب منهم الالتزام بالفضائل والعبادات وأنت تاركٌ لها، لا يُعقَل أن تنهرَهم بشدة عند كل فعلٍ وأنت الذي تفعله أمامهم، هذا أبٌ لا يُصلي ولا يذهب إلى المسجد، متغافل عن نظرات أبنائه له عند سماع الآذان لكل صلاة، فيشب الأبناء على ترك الصلاة، وعند انتباه الأب لهم عند تركهم الصلاة فترات طويلة، تراه يصرخ بشدة ويتوعَّدهم.
أتساءل فقط : أين كنتَ في فترة سابقة من حياة أبنائك؛ لكي تتناساهم، ثم تفيق فجأة، وتظل تأمر وتصيح فيهم، وكأنهم قطع شطرنج تسعى لتحريكها كيفما شئت؟!
وهذا أب يمنع أبناءَه من الجلوس أمام شاشة التلفاز، ويغلقها أمامهم بسبب ما يُعرَض اليوم من كثرة العري وتعليم الاختلاط، والسعي لتدمير عقول الصغار، ثم يدخل الأب غرفته؛ ليشاهد ما منع منه أطفاله؟!
وهذا أب آخر أخذ يعطي دروسًا لأبنائه في الأخلاقيات والقيم؛ فأخذ يحثهم على صلة الرحم والصفح والعفو، والعطف عن الآخرين، وهو فاقد لكل هذا وأكثر، هنا سيفقد الآباء ثقة أبنائهم.

فإذا أردت أن تحببهم في أي شيء، عليك أن تكون قدوتَهم أولًا، وستلاحظ أنهم يفعلون كل ما تريد بدون أن تأمرهم به
 
توقيع سعد نايلي
عندما لا تذخر شيئا من الجهد لا تلوم نفسك فالأمر في النهايه يعود لتوفيق الله …
 
توقيع aljentel
الطفل لا يحتاج إلى أوامر بقدر ما يحتاج إلى قدوة
فكن أنت ما تتمنى أن يكون عليه
و سيتبعك دون أن تطلب
شكرا لك على الموضوع
 
توقيع ام أمينة

المواضيع المشابهة

العودة
Top Bottom