تـــــــوتــــــو
ذات يوم، وفي الرحلة رقم (217) جلسنا في الانتظار، تأخرت الطائرة... وكان لا بدّ من الجلوس... (4) رجال كنا في ركن عند الصالة، وانضمت إلينا فيما بعد سيدة مع طفلها.. وجلست في الزاوية.. فتقابلنا.
ما الذي يفعله الرجال في هذه اللحظة، بالطبع أعجبنا بـ(توفيق) أو توتو ابن السيدة، وثمّة ابتسامات انطلقت على الوجوه لتحية (توتو)، مع أن الطفل لا يوجد فيه شيء يشدّك، فهو أشبه (بشوال سكر).. لا بدّ أن تلقى فائضاً من الحليب!.
كان الحظّ قد أسعف احدنا، كونه يحمل في جيبه (علكة)، فأخرجها على الفور وأعطاها (لتوتو)... ولكي يزيد في ودّه وإعجابه بالطفل قال للأم: ما شاء الله ذكي ابنك..
استغربت كيف استدل على ذكاء (توتو) مع ان الطفل لم ينطق ولم يغادر حضن أمه.
الرجل الآخر الذي كان يجلس معنا أراد أن يبدي اعجابه (بتوتو) فبدأ بتوجيه الأسئلة وقال: (شو اسمك حبيبي)... ولأن توتو بليد فقد أدار وجهه إلى أمه، فأبدى هو الآخر إعجابه بأدب توتو.. وقال بصوت مرتفع: (ما شاء الله مدام ابنك مؤدب)... كنت أريد أن أقول له في تلك اللحظة:''لا والله انت المؤدب''.
الرجل الثالث كان أكثرنا حدّةً واندفاعاً، فقد ذهب على الفور إلى السوق الحرّة، وحين عاد تبين أنه اشترى كامل (الشوكولاته) الموجودة هناك، لأجل (توتو)... واخذ احتياطاته وأشترى محارم ورقيّة.. وحين قدم للطفل الهدية بدأ (توتو) بالتهام الشوكولاته فأعجب هو الآخر بذكاء (توتو) يا ترى هل التهام الشوكلاته ينم عن ذكاء.. المشكلة ليست هنا المشكلة أن الرجال الثلاثة بدأوا يتسابقون على التقاط ما يسقط من فم (توتو)... ناهيك عن ممازحة الفتى، وفي النهاية غادر العلاّمة (توتو) حضن أمه... وبدأ باللعب بنظارة صاحب (الشوكولاته).. ولأن الفتى مهذب، قام بمسح فمه المليء بالكريما بربطة عنق أحدهم.. طبعاً عطوفة الوالدة ابدت استياءها ولكن الرجل الممسوح بربطته، قدم موقفاً بطولياً، وخلع الربطة واعطاها (لتوتو) نحن شعب يحب براءة الأطفال.
تأخرت الطائرة كثيراً.. وبدأت الأسئلة لوالدة (توتو).. عن سرّ نبوغ الطفل وجماله.. وأكدّ أحدهم للوالدة أن عيون الطفل تتشابه مع عيونها، في حين أكد آخر أن سرّ ذكاء (توتو) الحادّ يعود للوالدة وليس للوالد.
المهم أن الرحلة ستنطلق بعد قليل فقد توجهوا بالنداء عبر السمّاعة، ووقفنا جميعاً والرجال الثلاثة احاطوا (بتوتو)، فهناك (شوال سكر) في هيئة طفل سيصعد ولكن الكارثة حدثت حين اكتشف موظف الجوازات أن الطفل مدرج بشكل خاطئ على جواز سفر الأم.. لهذا قرروا أن تتأخر الأم.
صعدنا الطائرة وثمة ترقب على عيون هؤلاء الرجال وأخيراً صعدت الطائرة، دون (توتو) ودون (ام توتو).
نحن نحب الأطفال ونحب أكثر الأمهات اللواتي ينجبن الأطفال.
ذات يوم، وفي الرحلة رقم (217) جلسنا في الانتظار، تأخرت الطائرة... وكان لا بدّ من الجلوس... (4) رجال كنا في ركن عند الصالة، وانضمت إلينا فيما بعد سيدة مع طفلها.. وجلست في الزاوية.. فتقابلنا.
ما الذي يفعله الرجال في هذه اللحظة، بالطبع أعجبنا بـ(توفيق) أو توتو ابن السيدة، وثمّة ابتسامات انطلقت على الوجوه لتحية (توتو)، مع أن الطفل لا يوجد فيه شيء يشدّك، فهو أشبه (بشوال سكر).. لا بدّ أن تلقى فائضاً من الحليب!.
كان الحظّ قد أسعف احدنا، كونه يحمل في جيبه (علكة)، فأخرجها على الفور وأعطاها (لتوتو)... ولكي يزيد في ودّه وإعجابه بالطفل قال للأم: ما شاء الله ذكي ابنك..
استغربت كيف استدل على ذكاء (توتو) مع ان الطفل لم ينطق ولم يغادر حضن أمه.
الرجل الآخر الذي كان يجلس معنا أراد أن يبدي اعجابه (بتوتو) فبدأ بتوجيه الأسئلة وقال: (شو اسمك حبيبي)... ولأن توتو بليد فقد أدار وجهه إلى أمه، فأبدى هو الآخر إعجابه بأدب توتو.. وقال بصوت مرتفع: (ما شاء الله مدام ابنك مؤدب)... كنت أريد أن أقول له في تلك اللحظة:''لا والله انت المؤدب''.
الرجل الثالث كان أكثرنا حدّةً واندفاعاً، فقد ذهب على الفور إلى السوق الحرّة، وحين عاد تبين أنه اشترى كامل (الشوكولاته) الموجودة هناك، لأجل (توتو)... واخذ احتياطاته وأشترى محارم ورقيّة.. وحين قدم للطفل الهدية بدأ (توتو) بالتهام الشوكولاته فأعجب هو الآخر بذكاء (توتو) يا ترى هل التهام الشوكلاته ينم عن ذكاء.. المشكلة ليست هنا المشكلة أن الرجال الثلاثة بدأوا يتسابقون على التقاط ما يسقط من فم (توتو)... ناهيك عن ممازحة الفتى، وفي النهاية غادر العلاّمة (توتو) حضن أمه... وبدأ باللعب بنظارة صاحب (الشوكولاته).. ولأن الفتى مهذب، قام بمسح فمه المليء بالكريما بربطة عنق أحدهم.. طبعاً عطوفة الوالدة ابدت استياءها ولكن الرجل الممسوح بربطته، قدم موقفاً بطولياً، وخلع الربطة واعطاها (لتوتو) نحن شعب يحب براءة الأطفال.
تأخرت الطائرة كثيراً.. وبدأت الأسئلة لوالدة (توتو).. عن سرّ نبوغ الطفل وجماله.. وأكدّ أحدهم للوالدة أن عيون الطفل تتشابه مع عيونها، في حين أكد آخر أن سرّ ذكاء (توتو) الحادّ يعود للوالدة وليس للوالد.
المهم أن الرحلة ستنطلق بعد قليل فقد توجهوا بالنداء عبر السمّاعة، ووقفنا جميعاً والرجال الثلاثة احاطوا (بتوتو)، فهناك (شوال سكر) في هيئة طفل سيصعد ولكن الكارثة حدثت حين اكتشف موظف الجوازات أن الطفل مدرج بشكل خاطئ على جواز سفر الأم.. لهذا قرروا أن تتأخر الأم.
صعدنا الطائرة وثمة ترقب على عيون هؤلاء الرجال وأخيراً صعدت الطائرة، دون (توتو) ودون (ام توتو).
نحن نحب الأطفال ونحب أكثر الأمهات اللواتي ينجبن الأطفال.