الحَمْدُ لله ...
ومِنَ الفوائدِ المنتقاة ...
منها ...
قال شيخُ الإِسْلام القيّم ابن قيّم الجَوْزِية عليهِ رَحَمَات الله /
فَالْعَبْدُ : سَائِرٌ لَا وَاقِفٌ ..
فَإِمَّا : إِلَى فَوْقٍ ..
وَإِمَّا : إِلَى أَسْفَلَ ..
إِمَّا : إِلَى أَمَامٍ ..
وَإِمَّا : إِلَى وَرَاءَ ..
وَلَيْسَ فِي الطَّبِيعَةِ وَلَا فِي الشَّرِيعَةِ : وُقُوفٌ الْبَتَّةَ ..
مَا هُوَ إِلَّا مَرَاحِلُ تُطْوَى أَسْرَعَ طَيٍّ : إِلَى الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ ..
فَمُسْرِعٌ وَمُبْطِئٌ ..
وَمُتَقَدِّمٌ وَمُتَأَخِّرٌ ..
وَلَيْسَ فِي الطَّرِيقِ : وَاقِفٌ الْبَتَّةَ ..
وَإِنَّمَا يَتَخَالَفُونَ : فِي جِهَةِ الْمَسِيرِ ..
وَفِي / السُّرْعَةِ وَالْبُطْءِ ..
﴿ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ ..
وَلَمْ يَذْكُرْ : وَاقِفًا ..
إِذْ لَا مَنْزِلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ؛ وَلَا طَرِيقَ : لِسَالِكٍ إِلَى غَيْرِ الدَّارَيْنِ الْبَتَّةَ ..
فَمَنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ إِلَى هَذِهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ : فَهُوَ مُتَأَخِّرٌ إِلَى تِلْكَ بِالْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ . ..
أنْظُرهُ / مَدَارج السَالِكِين ج 01 وَرَقَة / 278 ...
ومنها ...
وقال أيضاً عليهِ رَحَمَات الله /
فَإِنَّ مَا مَضَى : لَا يُدْفَعُ بِالْحُزْنِ ..
بَلْ : بِالرِّضَى وَالْحَمْدِ وَالصَّبْرِ وَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ ؛ وَقَوْلِ الْعَبْدِ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ..
وَمَا يُسْتَقْبَلُ : لَا يُدْفَعُ أَيْضًا بِالْهَمِّ ..
بَلْ إِمَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ حِيلَةٌ فِي دَفْعِهِ : فَلَا يَعْجِزُ عَنْهُ ..
وَإِمَّا أَنْ لَا تَكُونَ لَهُ حِيلَةٌ فِي دَفْعِهِ : فَلَا يَجْزَعُ مِنْهُ ..
وَيَلْبَسُ لَهُ : لِبَاسَهُ ..
وَيَأْخُذُ لَهُ : عُدَّتَهُ ..
وَيَتَأَهَّبُ لَهُ أُهْبَتَهُ : اللَّائِقَةَ بِهِ . ..
أنْظُرهُ / زَادَ المعاد ج 02 وَرَقَة / 327 ...
ومنها ...
وقال شَيْخ الإِسْلام ابن تيميّة النُميريّ عليه رَحَمَات الله في قَوْلهِ سُبْحَانه /
﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ ..
قال / فَخَصَّ التَّعْلِيمَ لِلْإِنْسَانِ بَعْدَ تَعْمِيمِ التَّعْلِيمِ : بِالْقَلَمِ ..
وَذَكَرَ الْقَلَمَ لِأَنَّ التَّعْلِيمَ بِالْقَلَمِ : هُوَ الْخَطُّ ..
وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ : لِتَعْلِيمِ اللَّفْظِ ..
فَإِنَّ الْخَطَّ : يُطَابِقُهُ ..
وَتَعْلِيمُ اللَّفْظِ : هُوَ الْبَيَانُ ..
وَهُوَ : مُسْتَلْزِمٌ لِتَعْلِيمِ الْعِلْمِ ..
لِأَنَّ الْعِبَارَةَ : تُطَابِقُ الْمَعْنَى ..
فَصَارَ تَعْلِيمُهُ بِالْقَلَمِ مُسْتَلْزِمًا لِلْمَرَاتِبِ الثَّلَاثِ :
اللَّفْظِيِّ ..
وَالْعِلْمِيِّ ..
وَالرَّسْمِيِّ ..
بِخِلَافِ مَا لَوْ أَطَلَقَ التَّعْلِيمَ أَوْ ذَكَرَ تَعْلِيمَ الْعِلْمِ فَقَطْ : لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُسْتَوْعِبًا لِلْمَرَاتِبِ ..
فَذَكَرَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ : الْوُجُودَ الْعَيْنِيَّ وَالْعِلْمِيَّ ؛ وَأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ مُعْطِيهِمَا ..
فَهُوَ : خَالِقُ الْخَلْقِ وَخَالِقُ الْإِنْسَانِ ..
وَهُوَ : الْمُعَلِّمُ بِالْقَلَمِ وَمُعَلِّمُ الْإِنْسَان . ..
أنْظُرهُ / مَجْمُوع الفَتَاوَى ج 02 وَرَقَة / 158 - 159 ...
ومنها ...
في الآدَاب الشرعية للحافظِ ابن مُفلح الحَنْبَليّ عليهِ رَحَمَات الله قال /
( فَصْلٌ : فِي وُجُوب اتِّقَاءِ الصَّغَائِرِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ) ..
كَانَ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي فِي الْوَحْلِ وَيَتَوَقَّى ؛ فَغَاصَتْ رِجْلُهُ فَخَاضَ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ :
هَكَذَا الْعَبْدُ لَا يَزَالُ يَتَوَقَّى الذُّنُوبَ ؛ فَإِذَا وَاقَعَهَا : خَاضَهَا . ..
أنْظُرهُ / الأداب الشرعية ج 01 وَرَقَة / 82 ...