جلست كعادتي..
في تلك الأمسيةِ..
خصلات شعري مبعثرة على وجهي..
أرتشف القهوة الساخنة..
بعدما انفضّ الدمع حتى أحسست بعينيّ تحترقان..
كان بدني يرتعش..
أعصابي تغلي غليان القدر على النار..
شعرت بتمزّق أحشائي..
بنبضات قلبي..
حتى أكاد اُحس أنه سينفجر..!
كانت لحظة غضب..
بل لحظة اُخرى من لحظات الجٌنون..!
كُنت مثل العاشق اللهثان المفتون..
وددت لو اُمسك بيديّ هذا الكون..
فاُحطّمه تحطيما..!
يا الله ما هذا الشعور الخانق ؟
العالم كلّه ضدّي..
أم أنا التي ضدّ هذا العالم ؟؟!
لكن ما ذنبي ؟
ما ذنب الوردة الحمراء و الطير المُحلّق في الهواء ؟
ما ذنب السّماء الزرقاء و الغيوم البيضاء ؟
ما ذنب أوراق الصّفصاف الخضراء..و أمواج البحر الزرقاء ؟
ما ذنب الرّيح الهوجاء..وقطرات المطر المُنسكبة من السّماء ؟
بل ما ذنب هذا الكون الواسع الأرجاء ؟؟
أنتم من جعلتموني هكذا..أكره العالم..
نعم..فأنا الآن أكرهه بفضلكم..
فشُكرا لكم !!
حطّمتموني..أهملتموني كجريدة الأمس..
أذبتم كياني..
أثرتم أحزاني..
أطفئتم نور شمعتي..
محوتم بسمتي..
و كنتم سبب شقاوتي..
فماذا تُريدون أكثر من ذلك ؟؟
أت تمتصّوا آخر قطرات من دمي ؟
أو تسلبوا بقايا الكلام من فمي ؟؟
أن تمزّقوا جسدي إلى أشلاء ؟
أو تُحطموا قلبي و تبعثروه في الأنحاء ؟؟
أيمكن لحياتي أن تزداد سّوءًا ؟؟؟
دعوني و شأني..سوف أرحل هذه المرّة..
إلى عالمي الخاص بدون عودة..
فقلبي تملؤه البُرودة..
رجاءً اِفهموني..
أو اتركوني وحيدة !