سلسلة: هذه هي السلفيَّة فاعرفوها (العدد الثاني): ماهو المنهج السلفي؟؟

إنسانة ما

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 سبتمبر 2011
المشاركات
1,913
نقاط التفاعل
123
النقاط
79
محل الإقامة
تبسة
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

نواصل معكم رح سلسلة: هذه هي السلفية فاعرفوها والتي تهدف للتعريف بالمنهج السلفي وتوضيح بعض الأمور التي قد تلتبس على البعض. أسأل الله أن ينفع بها

العـدد الثاني: مـا هو المنهج السلفي؟؟؟
تأصيلات في المنهج السلفي
994472v9j970mrxj.gif

لماذا اخترت المنهج السلفي

عبد السلام بن سالم السحيمي

اخترت المنهج السلفي لما لهم من مميزات وخصائص يفترقون فيها عن غيرهم من الطوائف وثباتهم على ذلك :
أولاً : ثبات أهله على الحق وعدم تقلبهم كما هي عادة أهل الأهواء . قال حذيفة لأبي مسعود " إن الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وبالجملة فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة" ( (1)
وقال أيضاً : ( إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه أمر لاينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين" ( 2 )
ثانياً : ومن مميزاتـه أيضاً اتفاق أهله على العقيدة وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان. ( 3 )
ثالثاً : أنـهم أعلم الناس بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأقواله وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها لذلك فهم أشد الناس حباً للسنة وأحرصهم على أتباعها وأكثرهم موالاة لأهلها يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فإنه متى كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق وأقومهم قولا وحالا لزم أن يكون أعلم الناس به أعلم الخلق بذلك وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداء به أفضل الخلق .( 4 )
رابعاً : اعتقادهم أن طريقة السلف الصالح هي الأسلم والأعلم والأحكم لا كما يدعيه أهل الكلام أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
وقد رد شيخ الإسلام هذه الِفِِرْية فقال : " لقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف بالكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف" .( 5 )
خامساً : من مميزاتـهم حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة والدين القويم وتعليم الناس ونصحهم ، والرد على المخالفين والمبتدعين.
سادساً : وسطيتهم بين الفرق يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام بين الملل " وقال أيضاً " فهم وسط في باب أسماء الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة.وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية، وفي باب الوعيد بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية ، وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج" (6)

من كتاب : كن سلفياً على الجادة
---------------------
)))))))
( 1 ) - مجموع الفتاوى 4/51.
( 2 ) - مجموع الفتاوى( 4/19 ).
( 3 ) - انظر : الحجة لقوام السنة ، ( 2 / 225 )
( 4 ) - مجموع الفتاوى ، ( 4 / 140 – 141 ) .
( 5 ) - مجموع الفتاوى (5/9 ).
( 6) - مجموع الفتاوى 3/141 وانظر : وسطية أهل السنة بين الفرق(ص 235 وما بعدها) و دروس في المنهج للشيخ عبد الله العبيلان ، ص ( 70 – 73 ).



 
تأصيلات في المنهج السلفي

الأصل الأول: العلم قبل القول والعمل
بقلم: أأسامة عطايا العتيبي
فالعلم هو الطريق الذي يعرف به الأمر على حقيقته، ويعرف به الحق من الباطل.
قال تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد:19]
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه(1/192)، فقال: «باب العلم قبل القول والعمل» ثم ذكر الآية السابقة.

وقال تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف:108]
والبصيرة هي الحق كما قاله القرطبي في تفسيره (9/274)، والحق لا يدرك إلا بالعلم.
فطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الحق، ولا تدرك إلا بالعلم.

وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام:153].
فأعلمنا الله سبيلَهُ وطريقَهُ، ثم أمرنا باتِّباعه.
وقد جاءت الآيات والأحاديث في فضلِ العلم، والحث على تعلُّمِهِ كثيرةٌ ووفيرةٌ.
وما ضلَّ مَنْ ضلَّ إلا لفقده حقيقة العلم أو كله أو تفاصيله.
فاليهود علموا أمر الله ونهيه، ولم يمتثلوا لأنهم فقدوا حقيقة العلم، فلم يَقَرَّ العلم الحقيقي في قلوبهم فلم ينتفعوا بالعلم.
والنصارى ضلوا لفقدهم كثيراً من العلم فَبَعُدُوا عن اللهِ حيث عبدوا اللهَ على جهلٍ وضلال.
لذلك قال سفيان بن عيينة:
«مَنْ ضَلَّ من علمائنا ففيه شبهٌ من اليهود، ومن ضل من عُبَّادنا ففيه شبه من النصارى».
_______________

الأصل الثاني : العلم النافع هو العلم بكتاب الله، وسنة رسوله
إذ الكتاب والسنة هما أصلا الدين وأساسه، وهما كافيان وافيان إلى قيام الساعة.
قال تعالى:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89].
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره(15/108) :
« يقول: نزل عليك يا محمد هذا القرآن بيانا لكلّ ما بالناس إليه الحاجة، من معرفة الحلال والحرام والثواب والعقاب، {وَهُدًى} من الضلال، {وَرَحْمَةً} لمن صدّق به، وعمل بما فيه من حدود الله وأمره ونهيه، فأحل حلاله، وحرّم حرامه، { وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} يقول: وبشارة لمن أطاع الله وخضع له بالتوحيد، وأذعن له بالطاعة، يبشره بجزيل ثوابه في الآخرة، وعظيم كرامته».
وقال صلى الله عليه وسلم: ((وأيم اللَّهِ، لقد تَرَكْتُكُمْ على مِثْلِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ)) [رواه ابن ماجه(1/4) وحسنه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه (1/6)].
فالرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن لأمته ما يحتاجون إليه من أمر دينهم، بل بيَّن لهم أيضاً الهَدْيَ الصالح في كل الأمور، حتى قال أحد اليهود لسلمان الفارسي رضي الله عنه:
« قد عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم كُلَّ شَيْءٍ حتى الْخِرَاءَةَ، فقال: «أَجَلْ، لقد نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أو بَوْلٍ، أو أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أو أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ من ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أو أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أو بِعَظْمٍ» [رواه مسلم في صحيحه(1/223رقم57)].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله –كما في مجموع الفتاوى(17/443)-:
«فكل ما يحتاج الناس إليه في دينهم فقد بيَّنه الله ورسوله بياناً شافياً».

 
الأصل الثالث: السنة وحي كالقرآن
بقلم:أسامة عطايا العتيبي
قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4].
وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:44].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((
ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) [رواه أحمد(4/134)، وأبو داود(4/200) وغيرهما. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع(رقم/2643)].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((
لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ من أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أو نَهَيْتُ عنه، فيقول: لا نَدْرِي، ما وَجَدْنَا في كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ)) [رواه أبو داود(4/200)، والترمذي(4/144)، وابن ماجه(1/706)، وغيرهم، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي(2/339)].
قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله في كتاب الحجة في بيان المحجة(2/306) :
« ومن قبل عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنما يقبل عن الله، ومن رد عليه فإنما يرده على الله، قال الله تبارك وتعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80]، وقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح:10].
قال الشافعي رحمه الله: وتقام سنة رسول الله مع كتاب الله عز وجل مقام البيان عن الله عز وجل، وليس شيء من سنن رسول الله يخالف كتاب الله في حالٍ، لأن الله عز وجل قد أعلم خلقه أن رسول الله يهدي إلى صراط مستقيم ».
وقال ابن حزم رحمه الله في كتاب الإحكام(1/96):
«إن القرآن والحديث الصحيح متفقان، هما شيء واحد، لا تعارض بينهما ولا اختلاف، يوفق الله تعالى لفهم ذلك مَنْ شاء من عباده، ويَحْرِمُهُ مَنْ شاء، لا إله إلا هو».
وقال ابن القيم رحمه الله : «ونحن نقول قولاً كُلِّيًّا، نشهد الله عليه وملائكته: إنه ليس في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالف القرآن، ولا ما يخالف العقل الصريح، بل كلامه بيان للقرآن، وتفسير له، وتفصيل لما أجمله» [مختصر الصواعق المرسلة(2/441)].
____________

الأصل الرابع: الكتاب والسنة محفوظان إلى يوم القيامة

إن الله سبحانه وتعالى جعلَ محمداً صلى الله عليه وسلم خاتمَ النبيين، ورسالته خاتمة الرسالات، وجعل دين الإسلام ناسخاً لجميع الأديان، لذا تكفَّل اللهُ بحفظ ما ببقائه بقاء الإسلام ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره (4/158): «
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} أي: القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر، {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أي في حال إنزاله، وبعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه في قلوب أمته، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين.
ومن حفظه: أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عدواً يجتاحهم».
ومن حفظ الله للقرآن: حفظ سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ هي الشارحة للقرآن، الموضِّحة لمشكلِهِ، المُبَيِّنَةُ لِمُجْمَلِهِ، المخصصة لعمومه.
قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) [سبق تخريجه].

 
الأصل الخامس: وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة في جميع الأحوال، وخاصة عند التنازع
بقلم: أسامة عطايا العتيبي
قال تعالى: { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:1-2].
فكتاب الله هو المرشد والدليل على الحق وإليه.
وقال تعالى:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام:153]
وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.

فأمر الله بطاعته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، واتباع أمره سبحانه، واتباع أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، واجتناب نهيه جل وعلا، واجتناب نهيه صلى الله عليه وسلم، كما أمر بطاعة ولاة الأمر المسلمين، ثم قال تعالى:
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:59].

فأمر الله عند التنازع بالرد إليه أي إلى كتابه، وبالرد إلى رسوله وذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، ويكون الرد إلى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي)) [ رَوَاهُ الحاكم فِي المستدرك عَلَى الصحيحين(1/171)، والبيهقي فِي السنن الكبرى (10/114)، والآجري فِي الشريعة (رقم1657) عن عبدالله بن عباسٍ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (رقم2937)].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((
فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّيْنَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُور فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ))[ رَوَاهُ الإمَامُ أَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ(4/126)، وأبو داود(4/200رقم4607)، والترمذي(5/44رقم2676)، وابن مَاجَهْ فِي سننه(1/16رقم43)، وَأَبُو نَعِيْم فِي المستخرج عَلَى صَحِيْح مُسْلِمٍ(1/36-37)، وَالحَاكِم فِي المُسْتَدْرَك عَلَى الصَحِيْحين(1/175) وَغَيْرُهُمْ من حَدِيْثِ العِرْبَاضِ بنِ ساريةِ رضي الله عنه وصححه الترمذي، والشيخ الألباني في صحيح الترمذي(رقم2676)].
فيتضح مما سقته من الأدلة الأمر الأكيد من الله، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى أمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، والتمسك بأمر الله وأمر رسوله وخاصة عند التنازع.

فإن في الكتاب والسنة الشفاء والهدى والنور.

وإذا أعرض العبد فإن الله قد توعده فقال:
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمً} [النساء:65].

ولا بد من الرجوع في فهم الكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح رحمهم الله.
 
القواعد في المنهج السلفي
994472v9j970mrxj.gif

بقلم: الشيخ عبد السلام بن سالم السحيمي
أولاً : قاعدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المراد بالمعروف جميع الطاعات وأعظم ذلك عبادة الله وحده لا شريك له وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه ويأتي بعد ذلك سائر الطاعات من واجبات ومستحبات. ( 1 )
والمنكر هو كل ما نـهى الله عنه ورسوله فجميع المعاصي والبدع منكر وأعظم المنكر الشرك بالله عزوجل . ( 2 )
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على هذه الأمة وجوب كفائي، لاعيني ؛إذا قام به من يكفى سقط الإثم عن الباقين وإذا لم يقم به أحد أثم الجميــع . ( 3 )
قال تعالى { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} .( 4 )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " من أمر بالمعروف ونـهي عن المنكر فينبغي أن يكون عالماً بما أمر به عالماً بما ينهى عنه رفيقاً فيما يأمر به رفيقاً فيما ينهى عنه حليماً فيما يأمر به حليماً فيما ينهى عنه فالعلم قبل الأمر والرفق مع الأمر والحلم مع الأمر فإن لم يكن عالماً لم يكن له أن يقف ما ليس له به علم وإن كان عالماً ولم يكن رفيقاً كان كالطبيب الذي لا رفق فيه فيغلظ على المريض فلا يقبل منه والمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد وقد قال الله تعالى لموسى وهارون { فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى } ثم من أمر أو نـهى فلابد أن يؤذى في العادة فعليه أن يصبر ويحلم كما قال تعالى { وامر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ..}أ هـ
و قال أيضاً : "والواجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون أمره ونـهيه لله وقصده طاعة الله، وأن يكون مقصوده صلاح المأمور وإقامة الحجة عليه، وأن لا يكون مقصوده طلب الرئاسة لنفسه، وطائفته، أو تنقص غيره.
وأصل الدين أن يكون الحب لله، والبغض لله، والموالاة لله، والمعاداة لله، والعبادة لله، والأستعانة بالله، والخوف من الله ،والرجاء من الله، والعطاء لله، والمنع لله ،وهذا إنـما يكون بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله . أ هـ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية باختصار.

ثانياً : قاعدة في العبادات
العبادات مبناها على التوقيف ، فالله أمر باتباع ( 1 ) الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعـالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكــم } ( 5 ). وقال تعالى { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنـهار خالدا فيها وذلك الفوز العظيم }.(6)
وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قبّل الحجر الأسود وقال: " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولو لا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ".
وقد تقدم قول بعض السلف " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " كما تقدم أن من شرط قبول العمل تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .
وقد جاءت النصوص الكثيرة في القرآن والسنة التي فيها الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله ، والنهي عن معصية الله ومعصية رسوله ، فلا يجوز لأحد أن يخرج عن ما مضت به السنة ودل عليه الكتاب والسنة وكان عليه سلف الأمة .
ثالثاً : قاعدة في أن مدار الدين على العلم النافع والعمل الصالح :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " والصلاح منحصر في نوعين في العلم النافع والعمل الصالح وقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بأفضل ذلك وهو الهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .. فالهدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح … " أ هـ
وقال رحمه الله : " فأهل السنة والجماعة المتبعين للسلف الصالح لايتكلمون في شيء من الدين إلا تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعاً للكتاب والسنة، وأما أهل البدع فلا يعتمدون على الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح وإنـما يعتمدون على العقل واللغة والفلسفة "( 7 ).

رابعاً : قاعدة إن درء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح
والدليل لهذه القاعدة:
1- قوله تعالى { ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عـدوا بغير علــم }. ( 8 ) فحرم الله سب آلهة المشركين مع كون السب غيضاً وحمية لله وإهانة لآلهتهم لكونه ذريعة إلى سبهم الله تعالى وكان مصلحة ترك مسبة الله تعالى أرجح من مصلحة سبنا لآلهتهم.
2- وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يا عائشة لو لاأن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض... الحديث" متفق عليه.
ففي هذا الحديث دلالة ظاهرة على معنى هذه القاعدة إذ ترك النبي صلى الله عليه وسلم مصلحة بناء البيت العتيق على أسس إبراهيم عليه السلام لدرءمفسدة خشي وقوعها إن هو هدمه وبناه عليها وهي نفور الناس عن الإسلام أو ردتـهم بسبب هذا الفعل فقدم النبي صلى الله عليه وسلم درء هذه المفسدة على جلب تلك المصلحة .
3- إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكف عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة لئلايكون ذريعة إلى تنفير الناس، وقولهم أن محمداً يقتل أصحابه .
4- نـهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل الأمراء والخروج على الأئمة وإن ظلموا ما أقاموا الصلاة سداً لذريعة الفساد العظيم والشر الكثير فقتالهم كما هو الواقع فإنه حصل بسبب قتالهم والخروج عليهم أضعاف أضعاف ما هم عليه من منكر والأمة في بقايا تلك الشرور إلى الآن . قال عليه الصلاة والسلام " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " سداً لذريعة الفتنة . إنتهى ملخصاً من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
ويقول شيخ الإسلام بعد ما ذكر جملة من الفروع المندرجة تحت قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المصالح وأنه إذا تعارضت المصالح والمفاسد قدم الأرجح منهما على المرجوح . قال رحمه الله : (ومنها أن من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة -أي أئمة الجور- وترك القتال في الفتنة وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت فإنه يجب ترجيح الراجح منهما فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد وتعارضت المصالح والمفاسد فإن الأمر والنهي وإن كان متضمناً لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له فإن كان ما يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأموراً به بل يكون محرماً إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته.
واعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة وعلى هذا إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لا يفرقون بينهما بل إما أن يفعلوهما جميعاً أو يتركوهما جميعاً لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر بل ينظر فإن كان المعروف أكثر أمر به حتى لو استلزم ما هو دونه من المنكر ولا ينهى عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه لأن النهي يكون حينئذ من باب الصد عن سبيل الله والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله و زوال فعل الحسنات وإن كان المنكر أغلب نهى عنه حتى لو استلزم فوات ما هو دونه من المعروف ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه أمراً منكراً وسعياً في معصية الله ورسوله . أما لو تكافأ المعروف والمنكر المتلازمان فلا يؤمر بهما ولا ينهى عنهما فتارة يصلح الأمر وتارة يصلح النهي وتارة لا يصلح أمر ولا نـهي وحيث كان المعروف والمنكر متلازمين وذلك في الأمور المعينة الواقعة وأما من جهة النوع فيؤمر بالمعروف مطلقاً وينهى عن المنكر مطلقاً وفي الفاعل الواحد والطائفة الواحدة يؤمر بمعروفها وينهى عن منكرها ويحمد محمودها و يذم مذمومها بحيث لا يتضمن الأمر بمعروف فوات أكثر منه أو حصول منكر فوقه ولا يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه ومن هذا الباب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي بن سلول وأمثاله من أئمة النفاق والفجور لما لهم من أعوان فإزالة منكره بنوع من عقابه مستلزمة إزالة معروف أكثر من ذلك يغضب قومه وحميتهم ، وينفور الناس إذا سمعوا أن محمداً يقتل أصحابه) اهـ( 10 ).
خامساً قاعدة : أن الأحكام الأصولية و الفروعية لا تتم الاّ بأمرين هما وجود الشروط و انتفاء الموانع ( 11 )
قلت : و هذا أصل عظيم في جميع أحكام الشرع سواءً كانت اصولاً أم فروعاً لابد من وجود شروطها و انتفاء موانعها ، فلو وجد الشرط لكن كان هناك مانع لم يصح الحكم . من ذلك مثلاً آيات الوعيد في حق من ارتكب أموراً محرمة فهو أهل لما جاء في النصوص من الوعيد لكن قد يكون هناك مانع يمنع من العقاب كالتوبة أو استغفار المؤمنين أو المصائب ( 12 ) أو غير ذلك من مكفرات الذنوب.
و من ذلك الصلاة مثلاً لابد من وجود شرطها و هو الطهارة فمن أراد الصلاة بلا طهارة فلا تصح منه لفقد شرطها .
و من هذا الأصل التكفير و التبديع و التفسيق ( و هو باب قد عظمت فيه الفتنة و المحنة و طاشت فيه الأحلام و كثر فيه الافتراق و تشتت فيه الأهــواء و الآراء ) ( 13 ) و موقف أهل السنة و الجماعة السائرين على منهج السلف الصالح من تكفير أهل البدع و العقائد الفاسدة هو التفصيل ( 14 ) و هو أن أهل البدع ليسوا على درجة واحدة فمنهم من هو مقطوع بتكفيرة كمن أتى بقول أو فعل مكفر و تمت في حقه شروط التكفير و أنتفت موانعه و منهم من لا يحكم بكفره لانتفاء ذلك في حقه ( 15 ) .
ثم إنّ القول في تكفير أهل البدع و التكفير عموماً مبني على أصلين عظيمين :
أحدهما : دلالة الكتاب و السنة على أن القول أو الفعل الصادر من المحكوم عليه موجب للتكفير .
و ثانيهما : انطباق هذا الحكم على القائل المعيّن أو الفاعل المعيّن بحيث تتم شروط التكفير في حقه و تنتفي الموانع . ( 16 ) .
و هذان الأصلان أيضاً ينطبقان على الشخص عند الحكم عليه بالابتداع أو الفسق ، و هو دلالة الكتاب و السنة على أن القول أو الفعل الصادر من المحكوم عليه بدعة ، و كون القائل المعيّن أو الفاعل المعيّن تمت في حقه شروط التبديع و انتفت موانعه . ( 17 ) و الله أعلم .
 
معالم منهج السف
994472v9j970mrxj.gif

بقلم: عبد السلام بن سالم السحيمي
يتلخص منهجهم فيما يلي :
(1) حصرهم مصدر التلقي في باب الاعتقاد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهمهم للنصوص على ضوء فهم السلف الصالح.
(2) احتجاجهم بالسنة الصحيحة في العقيدة وسواء كانت هذه السنة الصحيحة متواترة أم آحاداً .
(3) التسليم بما جاء به الوحي ، وعدم رده بالعقل وعدم الخوض في الأمور الغيبة التي لا مجال للعقل فيها .
(4) عدم الخوض في علم الكلام والفلسفة.
(5) رفض التأويل الباطل .
(6) الجمع بين النصوص في المسألة الواحدة ( 1 ).
فهذه العقيدة مستقاة من النبع الصافي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدة عن الأهواء والشبه ، فالمتمسك بها يكون معظماً لنصوص الكتاب والسنة لأنه يعلم أن كل ما فيها حق وصواب .
قال الإمام البربهاري رحمه الله: ( واعلم رحمك الله أن الدين إنـما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائـهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئاً يهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام فإنه لا حجة لك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السنة وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة وهم السواد الأعظم والسواد الأعظم الحق وأهله ( 2 ).
وقد قال قبل ذلك رحمه الله في (ص 65 ) من كتاب شرح السنة: " والأساس الذي تبني عليه الجماعة وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة …"
وقال- أي- الإمام البربهاري: " قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلالة فقد بُينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الإتباع " ( 3 ).
( 1 ) - ما تقدم ملخص من دروس في المنهج للشيخ الفاضل عبد الله العبيلان و هذا معلوم باستقراء منهج السلف في العقيدة.
( 2 ) - شرح السنة ص 66 .
( 3 ) – شرح السنة ، ص ( 66 ).
 
قواعد الدعوة السلفية
994472v9j970mrxj.gif

من قواعد الدعوة السلفية الراسخة ، ومزاياها الرفيعة الثابتة - للشيخ العلامة زيد المدخلي -حفظه الله تعالى :

1- دعوة المسلمين والمسلمات ليستجيبوا لنداء ربِّهم الملك الحق المبين ، ودعوة نبيهم الناصح الأمين ، وذلك بالرجوع الصادق المخلص إلى الكتاب العزيز والسنة المطهرة في كل شأن من شئونِهم على منهاج السلف الصالح وأتباعهم من العلماء الربانين والأولياء القانتين الذين عملوا به ودعوا الناس إليه بأسلوب رحيم وعلى هدي مستقيم ورجاء رحمة الله وخشية عقابه .

2-الحرص على العلم بالحق من مصدره الأصيل المنوه عنه آنفاً، ونشره لأهل الأرض رحمة بالحق وإقامة الحجة بإيضاح المحجة .

3- وجوب بذل النصح ممن يحسنه للمسلمين والمسلمات ، إذ أن ذلك من أعظم الفرائض وأزكى القربات بشرط أن يكون الناصح متحلياً بالعلم والحلم والصدق والإخلاص ، وكيف لا تكون هذه المنزلة الرافيعة للنصيحة ، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :(( الدين النصيحة ...)) . الحديث .

4- منهج السلف الصالح وأتباعهم لا ينحصر في مباحث الاعتقاد ، بل إنه عقيدة وعمل بِما تحمل كلمة العمل من معنى وعليه " فالسلفية : عقيدة وعمل " .

5- السعي الحثيث والجهاد المخلص الدائم على جمع كلمة المسلمين والتعاون بينهم على البر والتقوى ، ألا وإن خير معين على جمع الكلمة ووحدة الصف وتحقيق منهج التعاون على البر والتقوى هو لزوم السنة وإحياؤها بالتصفية والنشر ن ومحاربة البدع التي يريد أهلها هدم السنن ليحققوا مقاصدهم الخاطئة بحسن نية أو بعكس ذلك .

6- الرجوع في الأمور التي يقع التنازع فيهاإلى الكتاب والسنة مطلب شرعي دل عليه الوحي الكريم والعقل الصحيح السليم كما قال المولى الكريم : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [النساء 59 ] .
ومن غير جدل أن هذا هو الميزان بالقسط ولكن بفهم السلف وعلى أصولهم السليمة وقواعدهم المستقيمة ، فإن هذه الأمة جعل عافيتها في أولها فالرجوع إلى نصوص الكتاب بمفهوم دأب العلماء الراسخين وخلق الأولياء الصالحين المتقين .

7- منهج التصيفة والتربية ثابت للسلف ومعلوم للفضلاءمنهم بطريق الاستقراء ، والمراد بالتصفية بمعناها العام تصيفة الحق من الباطل ، والطيب من الخبيث ، وعلى سبيل الخصوص تصيفة السنة الغراء واهلها من البدعة المضلة وأنصارها ، وأما المراد بالتربية : فهي دعوة جميع المكلفين ليتأدبوا ويتخلقوا بما انزله لهم ربُّهم على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلمليكون لهم خلقاً وأدباً وسلوكاً ، إذ لا تطيب حياتُهم ويصلح حالهم ومآلهم إلا بذلك ونعوذ بالله من سوى ذلك .

8- وجوب الالتزام - ظاهراً وباطناً - بطاعة ولاة أمور المسلمين في المعروف والدعاء لهم سرَّا وعلناً بالهداية والعون والتوفيق ، إذ إن صلاحهم سبب في صلاح العباد والبلاد والعكس إلا ما رحم ربك ، ألا وإن طاعتهم :

أ-القيام بحقوقهم وتأليف قلوب الرعية عليهم طاعة لله وعملاً بِهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ب- وعدم الخروج عليهم بأي وسيلة من وسائل الخروج سواء كان بالسلاح او الكلام المهيج لرعاع الناس ودهمائهم ، ونصوص الكتاب والسنة إذ تحرم ذلك فلأنه يفضي إلى النقص في الدين ، وكما يفضي إلى هتك أعراض المسلمين وسفك دمائهم وتعطيل مصالحهم وانتشار الفوضى بينهم ، وزرع العداوات الجاهلية في مجتمعاتِهم ، إلى غير ذلك من الأسواء القولية والفعلية التي لا يرضاها الشرع الكريم ولا صاحب العقل السليم .

9- الإيْمان الجازم بأن دعوة الهدى والنور تستمد قوتَها وتقتبس ضوئها بصحة البرهان الذي جاء به من أنزل عليه الفرقان صلى الله عليه وسلم ، ولَم تستمد ذلك من كثرة أقوال الرجال وآرائهم ، وعليه فلا وحشة من قلة السالكين على درب الحق المبين ، ولا اغترار بكثرة المنحرفين والزائغين عن هدي سيد المرسلين ، عليه من الله أفضل الصلاة واتم التسليم .

10- محبة الصحابة الكرام واتباعهم على الإيْمان والإحسان والإسلام فرض من فروض الإسلام ، والحق ان من سب الصحابة أو شتمهم أو تنقص واحداً منهم أو أظهر بغضهم أو أضمره فقد جمع إلى الزندقة كبائر الذنوب والآثام . وأن المعادي لأولياء الله بالسب والشتم والعداوة والبغضاء محارب لله فلينظر عقوبات الله التي إذا نزلت لا ترد عن أهل الفساد والإجرام .

دليل ذلك أيها القراء الكرام في براهين دين الإسلام ، أحدهما قول ذي الجلال والإكرام ، في وصف الله لنبيه محمد - عليه الصلاة والسلام - ووصف أصحابه الكرام : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [الفتح29 ] .
وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب ))


11- ل
العناية بعلاج النفوس والقلوب من أمراض الشبهات التي يلقيها الشيطان إلى العبد تقدح في إيْمانه وكذا العناية بعلاج النفوس والقلوب من مرض الشهوات التي يلقيها الشيطان على النفوس والقلوب فتقدح في الإيْمان كذلك . ودفع هين المرضين يحتاج إلى أمرين : أحدهما : الصبر والثاني : اليقين كما قال تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [السجدة24 ] . فقد اخبر سبحانه في هذه الآية الكريمة أن إمامة الدين إنَّما تنال بالصبر واليقين . فالصبر يدفع الشهوات ، واليقين يدفع الشبهات .

12- " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بِما صلح به أولها " هذه قاعدة جليلة عند السلف وأتباعهم تشهد لها نصوص الكتاب والسنة ، التي تَهدف إليها تلكم القاعدة يعرف ذلك من عرف المعاني .

13-توقير العلماء الربانيين أحياءاً وأمواتاً ، ومحبتهم وأخذ العلم عن الأحياء منهم والتتلمذ على كتب الموتى منهم ، والذب عنهم ميزة من ميزات منهج السلف ، والعكس بالعكس ، فإن الوقعية في العلماء ونبزهم بالألقاب ولمزهم بإلصاق التهم الباطلة والعيوب المختلفة من علامات أهل البدع والضلال ، والذين زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون .

14- الفرح بِهداية المهتدي بالهداية الشرعية، والأسى على المتمادي في الغواية والضلالة بدون اعتراض على القدر من صفات السلف واتباعهم وخُلُق من أخلاقهم .

15- المحبة الشرعية على وجهها السنى ن ومنهج الولاء والبراء من قواعد المنهج السلفي ، ولا يشاركهم فيه إلا من تاسى بِهم وألزم نفسه بسلوكهم وآدابِهم .

16- التصريح الواضح الجلي المأثور عن الأسلاف وأتباعهم حقيقة أن طلاب العلم في كل زمان ومكان في حاجة ماسة إلى معرفة كتب الردود على أهل الأهواء والبدع وكتب الجرح والتعديل ؛ ليحذروا من الاغترار بالمجروحين ويسلموا من شر المبتدعين ، ومن ثم يكونوا حراساً من حرس العقيدة السليمة وقائمين بالذب عن السنة الصحيحة القويمة .

17- من عَلِمَ وعمل وعلَّم فإنه يدعى ربانيًّا في ملكوت السموات .

18- الحق عندهم وسط بين ضلالتين وهما الإفراط والتفريط .

19-أهل السنة والجماعة وسط بين الخوارج الذين يكفرون بكبائر الذنوب ، وبين المرجئة الذين يقولون إنه لا يضر مع الإيْمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة ..
ومعنى وسطية أهل السنة بين هاتين الفرقتين أن أهل السنة يقولون في صاحب الكبيرة فاسق بكبيرته ، ومؤمن بِما معه من الإيْمان ، ومن مات مصرَّا على الكبيرة فهو تحت المشيئة - إن شاء الله - عذبه في النار بقدر ما جنى وادخله الجنة وإن شاء عفا عنه فلم يعاقبه بالنار أبدأً .

20-الرد على المخالف من القواعد التي قامت وتقوم عليها الدعوة السلفية ، وبالأخص الرد على أهل البدع ، كما قال ابن القيم - رحمه الله - في "مدارج السالكين" (1/372) ما نصه :
"واشتد نكير السلف والأئمة لها - البدعة - وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض ، وحذروا من فتنتهم أشد التحذير ، بالغوا في ذلك ما لَمْ يبالغوا مثله في غنكار الفواحش والظلم والعدوان ، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتُها له أشد " . اهـ .
قلت : ولشدة ضررها فإن الرد على أهلها باب عظيم من أبواب الجهاد ، وموقع مهم سده من افضل الجهاد في سبيل الله .
قال بن تيمية - رحمه الله - "الفتاوي (13/4 ) " : " فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحي بن يحي يقول : الذب عن السنة أفضل من الجهاد ... " اهـ .
وأما كيفية الرد فإنه يكون بمجادلتهم بالنصوص ، وبيان وجه الاستدلال ليتضح الأمر وتنقطع الشبهة ويزول الضرر عن الناس لا سيما من قل نصيبهم من العلم وهذا الصنيع يعتبر جهاداً بالقلم واللسان .

21-كل دعوة عند أتباع السلف باسم الإسلام وشريعة خير الأنام لُمْ تكن على منهاج النبوة لا تقبل، ولا تثمر لأنَّها لا نصيب لها من النجاح الحقيقي مهما نظمت لها من الدعايات وروج لها في المجتمعات .

22- اختيار الكتاب والمعلم من منهج أتباع السلف، فتراهم يختارون في مكتباتِهم الخاصة كتب علماء السلف وأتباعهم لسلامتها من أنواع الانحراف العقدي والمنهجي ، وهكذا يختارون الأشياخ السلفيين لأخذ العلم عنهم حرصاً منهم على سلامة المعتقد والمنهج الذي لا يوجد على وجه التمام إلا عندهم ، والواقع شاهد بذلك .

23- السلف وأتباعهم لا يعتبرون أهل البدع والخرفات مجدين ، وإن أحرزوا شيئاً من العلم ، لأن من صفات المجدد بالدرجة الأولى صحة الاعتقاد وسلامة المنهج العلمي .

والله تعالى أعلم ،وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

من كتاب الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (الجزء السادس )
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
http://dc18.**********/i/03457/b2c51tyz5n4w.gifإنسانة ما http://dc18.**********/i/03457/b2c51tyz5n4w.gif




~.. طبتي وطاااااب جميل نقلكـِ الرأإأإأئع ..~



~.. لا خلا ولا عدم من تميزكـِ الدأإأإأئم ..~




~.. دمتي بـ سعااااادة لا تنتهي ..~





http://dc18.**********/i/03457/khqs1il0c6p8.gif​
 
بارك الله فيك
يرفع للفائدة
 
جزاكم الله خير الجزاء
واحسن مثواكم
 

سادساً : وسطيتهم بين الفرق يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام بين الملل " وقال أيضاً " فهم وسط في باب أسماء الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة.وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية، وفي باب الوعيد بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية ، وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج" (6)

من كتاب : كن سلفياً على الجادة
---------------------


السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد

فإن الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة } و{أهل الجماعة} ، و{أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و{الطائفة المنصورة} و{أهل الاتباع}.

والسلف الصالح الذي تنسب إليه السلفية هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين والهدى، والسلفي هو من رضي بهذا الميراث واكتفى به ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة، هذا هو السلفي.

و السلفية نسبة إلى السلف وقد نص على ذلك أئمة السلف وقد سبق إيراد شيء من ذلك.
وقد جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك : من ذلكم : قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها : ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482)، فكان النبي هو سلف فاطمة ، كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام سلف الصحابة الكرام، اذ كان يستقون من هديه، ويعملون بأمره ويتحرون سنته في كافة شأنهم وكلية أمرهم مما يدينون به لربهم عز وعلى، وهو كذلك سلف كل مؤمن صادق هداه ربي إلى سلوك سبيل الحق، وقد قال الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21))، ولقد بلغ الصحابة رضي الله عنهم في إتباعه والاقتداء به الذروة، مما قد يعجز أحدنا مضاهاتهم به، فهم الذين اخترهم الله لصحبة نبيه ونصرة دينه وحفظه من تأويل المبطلين و انتحال الجاهلين، فكانوا بذلك النَقَلَةُ الأمناء لهذا الدين العظيم، فكانوا ومن تلاهم عبر القرون المفضلة من التابعين، وتابعي التابعين خير الناس حقا وصدقا،كما صح ذلك عن الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، اذ قال (خيرالناسقرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء من بعدهم قوم : تسبق شهادتهم أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم)، ثم لم يستقر الأمر على ذلك حتى حدثت الحوادث، وحُكّمَت الآراء، وظهرت البدع، فتسلطت الأهواء على من اتبع السبل تنكبا للصراط المستقيم في الفهم القويم، فمن رافضة رفضوا إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وطعنوا في أم المؤمنين عائشة العفيفة الطاهرة المبرئة من فوق سبع سموات، رضي الله عنها وأرضها، كما ادعوا العصمة والإمامة لعلي من دون الشيخين، واصفين إياهما بالكفر والنفاق هم ومن وَفقهما من الصحابة واتبع طريقهما الذي رسمه لهما النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، و ما استثنوا في ذلك قلة قليلة جدا من حكمهم الجائر الظلوم، وقد قال البشير النذير(عليكم بسنتي وسنة الخلفاءالراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)، والمقام يضيق بذكر مخازي القوم والتي قد صارت عند الأكثرين بحمد الله مشهورة لا تجهل.
ومن حرورية خوارج كفَّر سالفهم عليا رضي الله عنه، ثم ما لبثوا أن خلفوا سلفهم، يكفرون بالكبيرة، ويثيرون في الأمة البلابل، ويشقون عصا الطاعة، ويفرقون جماعة المسلمين الواحدة، يثيرون الفتن، ويقطعون السبل، ويُذهبون الأمن و يروعون الآمنين بدعوى أنهم أهل الإيمان وأنصار الدين،كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون الا كذبا.
ولا ننسى دور الصوفية الهدام في أمة خير الأنام عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام، فمن مستحلي للحرام و مرتكبي للآثام بدعوى أن الولاية لها مقام لا ككل المقام، ومن مريدين سلموا أنفسهم و عقولهم للسقام، يفعلون بهم وفيهم ما يشاءون، فَهُم كالمغسل في يد مغسله، لا يملك لنفسه حولا ولا قوة، ولا حراك له الا وفق ما يأذن فيه شيخه، ويجيزه عليه، وقد علمنا ذلك عن قرب بعد أن نجنا الله من شرهم، نهيك عن الشرك الأكبر الذي لا تكد تجد طريقة من طرق القوم الا وقد حوته.
أما عن باقي الفرق من جبرية و قدرية غلاة و غير غلاة، و الذين ضلت طوائفهم في فهم عقيدة القضاء والقدر و من ثم ضلت عن الإيمان الصحيح بها، و من مرجئة ضلوا في فهم معنى الإيمان، و أنه قول وعمل، يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي، وغير هؤلاء وأولئك ممن ذكرت و لم أذكر، فسبب ضلالهم وأصله، إنما هو الحياد عن طريق الفهم السلفي الصحيح لنصوص الكتاب والسنة، فلا يكفي دعوى الأخذ بهذين الأصلين، بغير فهمهما و فق ما أفهمه النبي صحابته رضوان الله عليهم و منهم أخذه النقلة الأمناء، العلماء الأوفياء، سادة السلف الأتقياء، حتى بلغتنا أثارهم و مآثرهم السنية، و من فهمهم تستقي الدعوة السلفية، غير مغيرة ولا مبدلة، فكانت بحق تجمع تحت رايتها كل سالك إلى الله رب العالمين منتهجا سنة النبي الأمين، متبعا في الفهم سبيل السلف الصالحين.
من ترتيب أخوكم أبوليث الجزائري، مع الاستعانة في المقدمة بالنقل من مقال الحجج القوية في الانتساب الى السلفية.
مشاركة سابقة رأيت من المناسب اعادة بعثها هنا.
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
في انتظار تجميع كل المشاركات بارك الله فيك في موضوع واحد.
 
أحسن الله إليكي اختي الكريمة فقد جدتي و أفدتي
فالسلفية هي الأصل و هي الأساس و هي فعل النبي و أصحابه بل هي الدعوة التي جاء بها النبي ظهر إسمها في التاريخ الإسلامي لما كثرت الفرق و المذاهب الإعتقادية فلم يدر الناس أي فرقة يدينون الله بها فكان هذا كأحد أسباب تمييز هذا المنهج بهذا الإسم و إلا فإن السلفية لم تكن يوما مستحدثة أو مبتدعة
 
اللهم صل على محمد وآل محمد
إن لي رأيا معارضا فهل لي أن أشارك

وتقبلوا فائق الإحترام
 
اللهم صل على محمد وآل محمد
إن لي رأيا معارضا فهل لي أن أشارك

وتقبلوا فائق الإحترام

السلام عليكم ورحمة الله
تفضلوا بطرح رأيكم، فقط يجب أن يكون بعيدًا عن الغلو وأن يكون مرفقًا بالدليل والحجَّة والبُرهان.
والله الموفق

 
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله
بارك الله فيكم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top