كأنني أكلت ( اسم مسجد صغير ) أطلقه سكان منطقة بتركيا نسبة إلى رجل تركي ورع اسمه خير الدين افندي كان يتردد كثيرا على السوق وكلما اشتهت نفسه أكل فاكهة أو لحمة يقول ( كأنني أكلت ) ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحمة في صندوق ومع مرور الزمن امتلأ ذلك الصندوق بالمال فقام ببناء مسجد بذلك المال...
ذات يوم من ايام الربيع الجميلة... كنت ماشيا بوسط البلد ... حاملا في يدي جريدة يومية.... قاصدا الحديقة العمومية لأرتمي هناك على احدى الكراسي وأقرأها... ما أن وولجت المدخل حتى شد انتباهي طفلة صغيرة... واقفة بالقرب من شجرة وردة... ماسكة بين اصبعيها وردة وتشمها بكل رفق ... اقتربت منها قائلا... صباح...
يوميات الإنسان فيها وعليها ... أمور خداعة تصادفك لتقرصك ...وأخرى توقفك غصبــــا عنك لتنكل عنك عيشك.... تناديك من خلف الستار...تعـــالى هنا جنتك... كل شيء قابل للبيع حتى الكرامة ...فتشتري من التاجر سلعته بأضعاف سعرها وهو مبتسم ... ويرد عليك السلام بألف تحية ويودعك وهو ضاحك ... على فكرة هو...
فوق مسكني يعيش زوج من طائر اليمام ... أراهما دائما معا ... يسرحان ويمرحان وكلهما غبطة وابتهاج... يغنيان لبعضهما كل أغاني الحب العفيف ... صحيح أنا لا أتقن لغة اليمام ولكن كل حركاتهما تدل أنهما يعيشان قصة حب رائعة...افتقدتهما ذات مرة فتألمت... بصراحة خفت عليهما من عبث العابثين ...ودار في خلدي...