في كل جنازة كنت أحضرها لوفاة خال أو خالة أو وفاة عم أو عمة كنت أشعر بثقل كبير كالجبال لكن سرعان ما يصغر الى ان يختفى فللإنسان قدرة عجيبة على التجاوز والمضي قدما لكن اليوم في جنازة عمتي لم أستطع أن أتقبل فكرة التجاوز فمجرد أن جاءتني لحظة إدراك بأن أبي اخر العنقود أصبح وحديدا وأن أمي أخر العنقود أيضا لم يبقى لها سوى أخت وحيدة ترى هل سيأتي زمن ما ونودع كل الأحباب لنبقى وحيدين لا أب ولا أم لا أخ ولا أخت يا لثقل الهم الذي يحمله أبي اليوم شعرت وانا أعزيه بأنني لست ابنته الصغرى بل أنه هو صغيري الذي أضحى يتيما بلا سند كان يتظاهر بالصمود والقوى كعادته يخبىء دموعه التي فضحته بمجرد ان عانقته ليصبح ابي وحيدا ليس له غيرنا
اللهم أمين

التفاعلات: الامين محمد