فتاوى علماء اهل السنة في سيد قطب

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

احمدالجزائري

:: عضو متألق ::
أوفياء اللمة
1- فتوى للشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي

بسم الله الرحمن الرحيم

سيد قطب رحمه الله


--------------------------------------------------------------------------------

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟

الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


المصدر
http://www.saaid.net/Warathah/hmood/h17.htm

2- فتوى للشيخ ابو محمد المقدسي


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ،،، الشيخ الفاضل المجاهد ، أبو محمد المقدسي :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ونسأل الله أن يثبتكم ، وأن يفرج عن الدعاة المجاهدين الموحدين في كل مكان ...

سؤالي شيخنا الفاضل ، يتعلق بسيد قطب رحمه الله ، وفي الحقيقة حاولت جاهداً أن أجد لك رأياً في سيد قطب ، فلم أجد ، ولعلك ذكرت شيئاً عن هذا الامر ، لكني لم أجد ذلك ... ومن المعروف أن أدعياء السلفية بشكل خاص ، يشنون هجوماً شديداً على هذا الرجل ، وأكثر ما في هجومهم باطل ، وتلفيق ، وإدعاء ، وتحميل الكلام ما لا يحتمل ، أو تفسيره بسوء نية ... ولا شك أن سيد قطب بشر يخطيء ويصيب ، وكثير مما كتبه وسطره بحكم أسلوب كتابته الأدبي ، قد يشكل سبباً في فهم البعض الخاطيء له ، أو تحميل كلامه ما لم يقصده ... وسؤالي ، هو أريد رأيك في هذا الرجل ، فإني أثق بك ، وجزاك الله خيراً ... وأرجو من الإخوة القائمين على الموقع إرسال الإجابة على بريدي ، بارك الله فيهم ...

الجـواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أخي الفاضل / . . . . حفظه الله وجعله من أنصار دينه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بالنسبة للشيخ المجاهد والكاتب الفاضل أستاذنا الكبير سيد قطب رحمه الله تعالى فإن من عجائب هذا الزمان الذي لا تنقضي عجائبه أن يسأل عن سيد أمثالي ويتكلم فيه جرحا أو تعديلا ، وهو الذي فارق هذه الدار مستعليا على زخرفها وحطامها وفتاتها الذي تهالك عليه وأخلد إليه أكثر الخلق ، ويبذله الطواغيت لأهلها المنقادين الخاضعين لهم ، وأبى هو رحمه الله أن يخط ببنانه الذي سطر به ظلال القرآن والتوحيد ؛ كلمات تعتق رقبته من الموت ، يلبس بها الحق بالباطل أو يقر بها حكم الطاغوت ؛ في الوقت الذي يسود فيه كثير من أهل زمانها وجوههم وصحائفهم ، ومنهم كثير من أولئك الطاعنين الذين أطالوا ألسنتهم فيه ؛ ما هو أحط من تلك الكلمات التي ترفع عنها رحمه الله ، ويطوعون دينهم ليل نهار للطواغيت ويبيعونه بثمن بخس دون أن يكرهوا أو يهددوا بالموت والإعدام ، بل يسارعون في ذلك كأنهم إلى نصب يوفضون ، فينحرون على عتباتهم التوحيد ، ويبذلون لهم دينهم قربانا وكبش فداء لحطام دنياهم الفاني .

و والله لولا أن القول بالحق والنصح لكتاب الله وسنة رسوله فرض وواجب من الواجبات ، لما كتبت في سيد كلمة ، فالرجال أمثاله في زماننا قليل ، وكل من سار في هذا الدرب فلسيد عليه فضل شاء أم أبى اعترف أم جحد ، ولا يضر سيدا بعد هذا مدح من مدحه أو سب من سبه ، ففيه وفي أمثاله يصدق قول القائل ..

كم سيد متفضل قد سبه من لا يساوي غرزة في نعله

فالبحر تعلوا فوقه جيف الفلا والدر مدفون بأسفل قعره


ومع ما تقدم كله فسيد بشر كسائر البشر يصيب و يخطيء وله في كتاباته عثرات معروفة ، واضح لمن تتبع كتاباته وميز القديم منها من الجديد ، أنه تدارك أشياء منها ، وكان يتعاهدها بالتصحيح والتهذيب ، والواجب على المخلصين المقربين له وعلى رأسهم الأستاذ محمد قطب أن يكملوا ذلك له وأن لا يصرّوا على إبقائها كما هي ، فتبقى ثغرة وحجة يتخذها كل نطيحة وموقوذة ومتردية وما أكل السبع والسلطان ؛ ذريعة للطعن في سيد وتبديعه وتقويله ما قد بريء منه أو هو بالأصل منه براء ولكن زل قلم الأديب فقال ما لا يقصد صاحبه معناه المتوهم منه ، ومن أمثلة ذلك ما ينسب إليه من القول بوحدة الوجود ، فإن سيد يفرّق ضرورة وحتما في كل ما يكتب بين الخالق والمخلوق ، بل ويعظم الخالق ويوحده ويكفر كل من ادعى لنفسه أو لغيره خصيصة من خصائص الألوهية ، فضلا عمن يجعل الوجود كله هو الواحد الأحد ، ومن يزعم خلاف هذا فيه فإنه لا يعرفه ولا يعرف كتبه ، وما سطره في بعض مواضع الظلال من كلام أدبي خلاف هذا يجب أن يحذفه الغيورون على سيد والقائمون على كتبه خصوصا وهم يعلمون ويقرون أن سيد لايقصد حقيقة هذا الكلام وأنه أوضح ذلك وبينه في كتاباته الأخرى كما في ( خصائص التصور الإسلامي ) والذي هو من آخر ما كتبه سيد رحمه الله تعالى .

وعلى كل حال فقد كتب الناس في سيد بين إفراط وتفريط ، وظلمه البعض وغالى فيه آخرون ، ولسنا بحمد الله من هؤلاء ولا هؤلاء ، بل ندور مع الحق حيث دار ، ولا نعتقد العصمة في أحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ونحفظ لسيد وأمثاله من أنصار الدين حقهم ولا نبخسهم ما قدموه ، فنحب فيهم ثباتهم على الحق ونصرتهم للدين وشرعه وبراءتهم من الطاغوت وشركه ، ولا نقول ذلك جزافا أو عن عصبية وجهل ؛ فنحن ممن قرأ أغلب كتاباته في أول الطريق ، وممن يعرفه ولله الحمد ويعرف منهجه ومواقفه عن قرب ؛فقد سمعنا طروحاته ندية بإسنادها العالي من أقرب المقربين إليه أعني بذلك الشيخ ( السيد يوسف عيد ) وهو واحد من أفراد لا يتعدون أصابع اليد الواحدة زكاهم سيد رحمه الله تعالى في فهم طروحاته واستيعاب كتاباته في كلماته التي كتبها قبل إعدامه ونشرت بعنوان ( لماذا أعدموني )

هذا وقد كتب بعض المشايخ ملحوظات وتنبيهات على أشياء مما زل بها قلم سيد وهذا هو شأن أهل العلم ؛ الحق ونصرته أحب إليهم من الناس أجمعين ، وممن كتب في ذلك الشيخ محمد بن عبد الله الدويش رحمه الله تعالى في كتابه ( المورد الزلال في أخطاء الظلال ) ، أصاب في أشياء ولم يوفق في بعضها ، وقد قمت بقراءة كتابه سنة طباعته الطبعة الأولى وصنعت له آنذاك تقييما في رسالة سميتها (ميزان الاعتدال بتقييم كتاب المورد الزلال ) أيدته في أشياء مما كتب ،وخطأته في أخرى واستدركت عليه أشياء غفل عنها ، وأوصلت نسخة منها للأستاذ محمد قطب وأخرى للشيخ الدويش رحمه الله ، علق عليها بعض التعليقات قبل أن يتوفاه الله ، لازال عندي صورة عن عنها بخط يده ؛ لعلنا ننشرها قريبا مع تعليقاته إن شاء الله .

هذا ما عندي الساعة جوابا على سؤالك جعلنا الله وإياك ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه ..

 
اللهم اغفرلسيد قطب وارحمه 0
 



لا إلــــــــــه إلا الله

سيدنــــــا محمد رســــــول الله


 
اللهم إنا نسألك و أنت في عليائك ونحن العباد الواقفين بين يديك ,
نسألك أن تنصر الإسلام و المسلمين.
اللهم ارفع راياتهم
اللهم وحد كلمتهم
اللهم لاتشمت بنا الأعداء
اللهم أعلي كلمتي الحق و الدين.
اللهم انا نسالك أن تعز الإسلام و ان تنصر المسلمين
اللهم آجمعـــــــين
 
الف شكر للأخ الكريم : احمد الجزائري
على الموضوع
ذكرتني اخي الكريم بسيد قطب رحمه الله
وبمقدمته الرائعة


الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، فإذا من الله عليك بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ذقت فيها من نعمته ما لم تذق قط في حياتك، تذوق فيها تلك النعمة التي ترفع عمرك وتباركه وتزكيه.
: إنك إذا عشت في ظلال القرآن إنما تعيش تسمع ربك سبحانه يتحدث إليك بهذا القرآن أنت العبد القليل الصغير، أي تكريم للإنسان، هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم.؟
إنك إذا عشت في ظلال القرآن سوف تنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة، ستنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة.... وتصورات،واهتمامات كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال....وستعجب.... ما بال هؤلاء الناس؟! ما بالهم ير تكسون في الحمأة الو بيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل.
حين تعيش في ظلال القرآن إنما تعيش ذلك التصور الشامل الرفيع النظيف للوجود ولغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني، وقس ذلك التصور الشمولي للحياة وللكون وللإنسان، بتصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في الشرق والغرب، وفي الشمال والجنوب، واسأل كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم، وعندها ذلك المرتع الزكي وذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضئ.
رحم الله شهيد القران سيد قطب
 
شكرا الاخ الكريم

فكما يقول المثل الشجرة الميتة لا ترمى بالحجارة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مشكور اخي احمد

الله اكبر الله اكبر
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom