جزاك الله خير والله يكتب اجرك اخونا الفاضل واسمحلي ان اضيف امر بسيط وهو علاج العشق فمن علاجه اشعار نفسه اليأس منه فإن النفس متى يئست من الشي استراحت منه. ولم تلتفت اليه فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفرة عنه، فإنه إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعوا إلى حبه، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة، فالمساوئ داعية البغض والنفرة، فليوازن بين الداعيين، وليحب أسبقهما وأقربهما منه باباً،
ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلى قبح الفعل، وليعبر من حسن المنظر والجسم إلى قبح المخبر والقلب.
فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافا شديدا فينتقل الى علاج آخر وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بمالامطمعفي حصوله هو نوع من الجنون.وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس وروحه متعلقة بالصعود اليها والدوران معها في فلكها . وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين