الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

كمال الجزائري

:: عضو مُشارك ::
الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها

قال الله عزَّ وجلَّ ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}

وقال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍقال الله عزَّ وجلَّ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
ال الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاَّ هالك" حديث صحيح، رواه ابن أبي عاصم في السنة (48) عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، ورواه أيضاً (47) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، وفي صحيح مسلم (262) عن سلمان رضي الله عنه قال: قيل له: "قد علَّمكم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم كلَّ شيء حتى الخراءة، قال: فقال: أجل! لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم"، وهو يدلُّ على كمال الشريعة واستيعابها لكلِّ ما تحتاجه هذه الأمَّة، حتى آداب قضاء الحاجة
وفي صحيح مسلم
أيضاً (1844) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم"، وروى البخاري في صحيحه (5598)
إطلاقات لفظ السنَّة
وهذه الشريعةُ الكاملةُ هي سنَّته صلى الله عليه وسلم بالمعنى العام
؛ فإنَّ السنَّةَ تُطلقُ أربعة إطلاقات:
الأول: أنَّ كلَّ ما جاء في الكتاب والسنَّة هو سنَّته صلى الله عليه وسلم، وهي طريقتُه التي كان عليها صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي" رواه البخاري (5063) ومسلم (1401).
الثاني: أنَّ السنَّة بمعنى الحديث، وذلك إذا عُطفت على الكتاب، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيُّها الناس! إنِّي قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلَن تضلُّوا أبداً: كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم"، وقوله: "إنِّي قد تركت فيكم شيئين لن تضلُّوا بعدهما: كتاب الله وسنَّتي" رواهما الحاكم في مستدركه (1/93)، ومنه قول بعض العلماء عند ذكر بعض المسائل: وهذه المسألة دلَّ عليها الكتاب والسنَّة والإجماع.
الثالث: أنَّ السنَّة تُطلق في مقابل البدعة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية: "فإنَّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة" أخرجه أبو داود (4607) ـ وهذا لفظه ـ والترمذي (2676) وابن ماجه (43 ـ 44)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، ومنه تسمية بعض المتقدِّمين من المحدثين كتبهم في العقيدة باسم (السنة)، مثل السنة لمحمد بن نصر المروزي، والسنة لابن أبي عاصم، والسنة للالكائي، وغيرها، وفي كتاب السنن لأبي داود كتاب السنة يشتمل على أحاديث كثيرة في العقيدة.
الرابع: أنَّ السنَّة تُطلق بمعنى المندوب والمستحب، وهو ما جاء الأمر به على سبيل الاستحباب، لا على سبيل الإيجاب، وهذا الإطلاق للفقهاء، ومن أمثلته قوله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشقَّ على أمَّتي لأمرتهم بالسواك عند كلِّ صلاة" رواه البخاري (887) ومسلم (252)، فإنَّ الأمرَ بالسواك استحباباً حاصل، وإنَّما تُرك خشية المشقَّة على سبيل الإيجاب.

آياتٌ وأحاديث وآثار في اتِّباع السنن والتحذير من البدع والمعاصي
وقد ورد في كتاب الله آياتٌ كثيرة تدلُّ على الترغيب في اتِّباع ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والحث على ذلك والتحذير من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الحق والهدى والوقوع في الشرك والبدع والمعاصي، فمِن ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ، وقوله: {مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}، وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قال ابن كثير في تفسيره: "أي: عن أمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزَن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبل، وما خالفه فهو مردودٌ على قائله وفاعله كائناً من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، أي: فليحذر وليخش مَن خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}أي: في الدنيا بقتل أو حدٍّ أو حبس أو نحو ذلك".
وقال تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}، وقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}،
قال ابن كثير في تفسيره: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنَّه كاذبٌ في نفس الأمر حتى يتَّبع الشرعَ المحمدي والدِّينَ النَّبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ولهذا قال: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبَّتكم إيَّاه، وهو محبَّته إيَّاكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تُحِبَّ، إنَّما الشأن أن تُحَبَّ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قومٌ أنَّهم يُحبُّون اللهَ فابتلاهم الله بهذه الآية فقال. : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}وقال تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، وقال: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، وقال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، وقال: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}، وقال: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وقال: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}، وقال: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}، وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وقال: {يَا

أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
}، وقال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَئ\ائِزُونَ}، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}وقال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}،
وقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}، وقال: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقال عن الجنِّ لَمَّا ولَّوا إلى قومهم منذرِين: {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
وورد في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديثُ عديدة تدلُّ على الترغيب في اتِّباع السنن والتحذير من البدع، وتبين خطرَها، منها:
1 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ" رواه البخاري (2697) ومسلم (1718)، وفي لفظ لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وهذه الرواية عند مسلم أعمُّ من الرواية الأخرى؛ لأنَّها تشمل مَن أحدث البدعة ومَن تابَعَ مَن أحدثها، وهو دليل على أحد شرطي قبول العمل، وهو اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ كلَّ عمل يُتقرَّب به إلى الله لا يكون مقبولاً عند الله إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان:
أحدهما: تجريد الإخلاص لله وحده، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله.
والثاني: تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله، قال الفضيل بن عياض كما في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (18/250) في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}: "أخلصُه وأصوَبُه، قال: فإنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنَّة"، وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} قال: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً}أي: ما كان موافقاً لشرع الله، {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} وهو الذي يُراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبَّل، لا بدَّ أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم".


المصدر: مقتطفات من كتاب الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها

تأليف:

عبد المحسن بن حمد العباد البدر
 
بااااارك الله فيك
جزيت خيرا وجعلها الله في ميزان حسناتك
 
بااااارك الله فيك


جزيت خيرا وجعلها الله في ميزان حسناتك

وفيك بارك الله
وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه
شكرا على مروركم الطيب
 
جزاك الله عنا خير الجزاء اخي كمال و اطال الله في عمر شيخنا عبد المحسن العباد البدر مع ان الشيخ لا يعرفه الكثير منا و ذلك لعدم ظهورو على القنوات او الفضائيات بل معتكف على التدريس بالمسجد النبوي و اسمحوا لي ان انقل نبذة مختصرة على الشيخ حتى و ان لم توفيه حقه :

هو الشيخ المحدث الفقيه العلامة السلفي الزاهد الورع عبدالمحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد بن عثمان آل بدر .

من أسرة آل بدر من آل جلاس من قبيلة عنزة إحدى القبائل العدنانية ، والجد الثاني عبد الله ولقبه ( عباد ) وقد اشتهر بالانتساب إلى هذا اللقب بعض أولاده ومنهم الشيخ ، وأمه ابنة سليمان بن عبد الله آل بدر .

ولد الشيخ عبدالمحسن العباد عقب صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء من شهر رمضان عام 1353 هـ في بلدة الزلفي ، ونشأ وشب فيها ، وتعلم مباديء القراءة والكتابة في الكُتاب عند بعض مشايخ الزلفي منهم : الشيخ عبد الله بن أحمد المنيع ، الشيخ زيد بن محمد المنيفي ، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغيث ، وقد أتم على يديه القرآن الكريم، الشيخ فالح بن محمد الرومي

و من شيوخه كذلك : الشيخ المفتي محمد بن إبراهيم ، الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز ، الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ، الشيخ العلامة عبدالرحمن الأفريقي ، الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمهم الله برحمته الواسعة

دراسته :
عندما أسست أول مدرسة ابتدائية في الزلفي عام 1368 هـ التحق بها في السنة الثالثة الابتدائية ، ونال الشهادة الإبتدائية فيها عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية .
ثم انتقل إلى الرياض ودخل معهد الرياض العلمي ، وكانت السنة التي قدِم العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- من الخرج إلى الرياض وأول سنة يُدرسُ في هذا المعهد.
وبعد تخرجه التحق بكلية الشريعة بالرياض ، وأثناء السنة النهائية في الكلية عُين مدرساً في معهد بريدة العلمي في 13/5/1379هـ ، وفي نهاية العام الدراسي عاد إلى الرياض لأداء الامتحان النهائي في الكلية ، فأكرمه الله تعالى بأن كان ترتيبه الأول بين زملائه البالغ عددهم ثمانين خريجاً ، وكانوا يمثلون الفوج الرابع من خريجي كلية الشريعة بالرياض ، كما كان ترتيبه الأول أيضاً في سنوات النقل الثلاث في الكلية ، وعند حصوله على الشهادة الثانوية بمعهد الرياض العلمي . ودرس الشيخ في الجامعة وفي المساجد على يد العلماء الكبار ممن سبق ذكرهم
وفي عام 1380هـ نقل إلى التدريس في معهد الرياض العلمي ، وعندما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، وكانت أول كلية أنشئت فيها هي كلية الشريعة ، اختاره سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ للعمل فيها مدرساً ، وبدأت الدراسة فيها يوم الأحد 3/6/1381هـ .
وكان الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد أول من ألقى فيها درساً في ذلك اليوم .
وقد حصل على شهادة الماجستير من مصر.
وبقي الشيخ يعمل مدرساً في هذه الجامعة إلى الآن إضافة لتدريسه في الحرم النبوي الشريف .
وفي 30/7/1393هـ عُين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية ، وقد اختاره لذلك المنصب جلالة الملك فيصل – رحمه الله - ، وكان أحد ثلاثة رشحهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – رئيس الجامعة في ذلك الوقت وبقي في ذلك المنصب إلى 26/10/1399هـ ، حيث أُعفي منه بإلحاح منه ، وفي السنتين الأوليين من هذه السنوات الست ، كان الشيخ هو المسؤول الثاني فيها ، وبعد انتقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – إلى رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء كان هو المسئول الأول ، خلال هذه الأعوام الستة لم يتخل عن إلقاء درسين أسبوعياً في السنة الرابعة من كلية الشريعة


مما قاله العلامة حماد الأنصاري – رحمه الله - في الشيخ :

(( إن الشيخ عبد المحسن العباد ينبغي أن يكتب عنه التاريخ ، كان يعمل أعمالاً في الجامعة تمنيت لو أني كتبتها أو سجلتها ، وقد كان يداوم في الجامعة على فترتين صباحاً ومساء بعد العصر ، ومرة جئته بعد العصر بمكتبه وهو رئيس الجامعة فجلست معه ثم قلت : يا شيخ أين القهوة ؟ فقال : الآن العصر ولا يوجد من يعملها ، ومرة عزمت أن أسبقه في الحضور إلى الجامعة فركبت سيارة وذهبت ، فلما وصلت إلى الجامعة فإذا الشيخ عبد المحسن يفتح باب الجامعة قبل كل أحد )) .
وقال الشيخ حماد أيضاً : (( والشيخ عبد المحسن في الجد في العمل حدث ولا حرج )) .
وقال أيضاً : (( الجامعة الإسلامية هي جامعة العباد والزايد والشيخ بن باز ))

ومما قاله الإمام عبد العزيز عن هذا الكتاب عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر )) قبل تمامها ، وذلك بعد محاضرة ألقاها المترجم حول ( المهدي المنتظر ) :
(( الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد : فإنا نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقاً فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق ، ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى ، وذكر الأحاديث ، وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب ، وقد وفق للصواب وهُدي إلى الحق ، فجزاه الله عن محاضرته خيراً وجزاه الله عن جهوده خيراً وضاعف له المثوبة وأعانه على التكميل والإتمام لرسالته في هذا الموضوع ، وسوف نقوم بطبعها بعد انتهائه منها لعظم فائدتها ومسيس الحاجة إليها )) . قلت : ماكان الإمام عبد العزيز ابن باز-رحمه الله – وهو من هو في التثبت وعدم الاستعجال ليثني على هذه الرسالة ويعد بطباعتها ، لولا ثقته بــــــها وبمؤلفها ، فتنبه


و قال فيه الشيخ العلامة ناصر الدين الالباني رحمه الله :

لا أعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية بالحديث وسعة الإطلاع فيه، وأنا لا أستغني وأرى أنه لا يستغني غيري عنه


و من طلبة الشيخ نذكر على سبيل المثال لا الحصر :

الشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير ،الدكتور علي ناصر فقيهي والشيخ يوسف بن عبدالرحمن البرقاوي والدكتور صالح السحيمي والدكتور وصي الله عباس والكتور عبدالرحمن الفريوائي والشيخ الحافظ ثناء الله المدني والدكتور باسم الجوابرة والدكتور ناصر الشيخ والدكتور صالح الرفاعي والدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي والدكتور عبدالرحمن الرشيدان والدكتور إبرهيم الرحيلي والكتور مسعد الحسيني وابنه الدكتور عبدالرزاق

حفظ الله الشيخ العباد و تركه ذخرا لهذه الامة و نفعنا و اباكم به اميييييين


 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزاك الله خير اخي كمال والاخت اميرة وان شاء الله كل حرف كتبتوه تجدوه في ميزان حسناتكم وحفظ الله مشايخ السلفية
 
شكرااااا لك كمال على الموضوع
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

العودة
Top Bottom