
نظم المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية –حماس- في شمال قطاع غزة أمس الخميس أولى فعالياته لإحياء ذكرى النكبة بجلسة في خيمة على غرار الزمن القديم استضاف فيها عددا من كبار السن من بلدات فلسطينية مختلفة عاصروا نكبة فلسطين عام 1948م وعددا من الأطفال الصغار في رسالة أن ما فقده الكبار سيعيده الصغار، وأن الكبار يعلمون الصغار على أن فلسطين أرضهم ويعدونهم من أجل تحريرها.
ولقد تحدث الأجداد في كلماتهم عن العادات والتقاليد التي كانت سائدة قبيل الهجرة والنكبة، وعن سلوكهم داخل بلداتهم ومدنهم وقراهم وكيف أنهم كانوا يقضون فيها أحلى أوقات حياتهم، ثم بعدها تحدثوا عن معاناة الهجرة الأليمة وما عاصروه وعايشوه من ظروف صعبة.
ويروي الحاج أبو فايق والذي هاجر من بلدة "سمسم" المحتلة معاناة في الهجرة قائلا: "لقد احتل اليهود أغلب القرى الفلسطينية، مما أدى إلى تمركز المقاومين في قرية "برير" ولما استطاع اليهود أن يدخلوها هرب الناس من بلدتنا لأنهم كانوا يعلمون أن تجمع المسلحين والمقاومين والذي كان في قرية "برير" قد سقط، وانتقلت مع عائلتي إلى "دير سنيد" ولقد أصيبت أختي أثناء رحلتنا فعدت من أجل أن أحملها، فوجدت أمي في الطريق لا تقوى على المشي، فحملتها على دابتي وسرت بها إلى "دير سنيد" ومن هناك تم تهجيرنا مرة أخرى إلى قطاع غزة، ولا زالت معاناة هجرتنا مستمرة، لكن الأمل بأبنائنا كبير أن يعيدوا لنا أرضنا، وسنزرع فيهم أن الأرض أرضهم وأن عليهم أن يقاتلوا اليهود لكي يستعيدوها".
أما الأطفال الصغار فتحدث كل واحد منهم عن بلدته التي لم يراها لكنه حفظ كل شيء عنها بعد أن سمعه من آبائه وأجداده الذين يرون الحكاية لكل جيل فهم يعلمون أن جيلا قادما سيسترد الأرض ويعيد الوطن السليب، ولقد لخص أصغر الأطفال الحكاية بقوله: "نحن نعلم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وسنقاتلكم أيها اليهود وسنخرجكم من أرضنا بإذن الله".
وفي ختام هذه الجلسة قام الأجداد وسلموا الأطفال الصغار "شهادات الأراضي ومفتاح الدار" الذين حملوها وضموها إلى صدورهم وعاهدوا أجدادهم على أن لا يفرطوا فيها ولا يتركوها أبدا.
وعلى وقع أنشودة "راجعين لك راجعين ... يا بلادنا راجعين" كشف الستار عن "لوحة العودة" التي رسمها فنانون فلسطينيون تظهر فيها زحوف العائدين وهي تزحف قادمة إلى فلسطين من كل بقاع الأرض.