عش في حدود يومك

مهديmido

:: عضو بارز ::
أوفياء اللمة
من أخطاء الإنسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل، والمرء حين يؤمل ينطلق تفكيره في خط لا نهاية له، وما أسرع الوساوس والأوهام إلى اعتراض هذا التفكير المرسل، ثم إلى تحويله هموما جاثمة وهواجس مقبضة.
لماذا تخامرك الريبة ويخالجك القلق؟ عش في حدود يومك فذاك أجدر بك، وأصلح لك.
والعيش في حدود اليوم-وفق هذه الوصايا-يتسق مع قول الرسول ﷺ: ''من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوته يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها''رواه الترمذي، إذن فإنك تملك الدنيا كلها يوم تجمع هذه العناصر كلها في يديك فاحذر أن تحتقرها.
إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد قوى تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله، بله حياة فرد واحد.
إن هذه النعم الميسرة ضمان كبير لصاحبها كي يقطع من الزمن فترة كاملة الإنتاج، مطردة السير، مراحة من العوائق والمثبطات.
كتب "ستيفن ليكوك" يقول
frown.gif
ما أعجب الحياة !!، ويقول الطفل: عندما أشب فأصبح غلاما، ويقول الغلام عندما أترعرع فأصبح شابا، ويقول الشاب: عندما أتزوج، فإذا تزوج قال: عندما أصبح رجلا متفرغا، فإذا جاءته الشيخوخة تطلع إلى المرحلة التي قطعها من عمره، فإذا هي تلوح وكأن ريحا باردة اكتسحتها اكتساحا...إننا نتعلم بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة في أن نحياها، نحيا كل يوم منها وكل ساعة).
في هؤلاء الذين ضيعوا أعمارهم سدى، وتركوا الأيام تفلت من أيديهم يقولﷻ: ﴿ يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ﴾
ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾
من كتاب جدد حياتك ( لمحمد الغزالي)


 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom