عاشقة تراب الوطن
:: عضو منتسِب ::
سال عبد الله بن سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : << خلق راس ادم وجبهته من تراب الكعبة وصدره وظهره من بيت المقدس وفخذيه من ارض اليمن وساقيه من ارض مصر وقدميه من ارض الحجاز ويده اليمنى من ارض المشرق ويده اليسرى من ارض المغرب ثم القاه على باب الجنة فكلما مر عليه ملا من الملائكة عجبو ا من حسن صورته وطول قامته ولم يكونو قبل راوا شيئا يشبهه من الصور فمر به ابليس فراه فقال : لامر ما خلقت ثم ضربه بيده فاذ هو اجوف فدخل فى فيه وخرج من دبره وقال لاصحابه الذين معه من الملائكة :هذا خلق اجوف لا يثبت ولا يتماسك ثم قال لهم: ارايتم ان فضل هذا عليكم فما انتم فاعلون ؟ قالو نطيع ربنا فقال ابليس فى نفسه : والله لئن فضل هذا على لاعصينه ولئن فضلت عليه لاهلكنه. فذالك قول الله <<واعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون>> (البقرة :33) يعنى ماظهرت الملائكة من طاعة واسر ابليس من المعصية. وقوله تعالى <<الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكفرين <البقرة: 43 وفى الخبر : ان جسد ادم عليه السلام كان ملقى اربعين سنة يمطر عليه مطر الحزن ثم امطر عليه السرور سنة واحده فذالك كثرة الهموم فى اولاده وتصير عاقبتها الى الفرح والرحة وانشدنا فى هذا المعنى ابو عوانة المهرجانى: يقولون ان الدهر يومان كله فيوم محبات ويوم مكاره وما صدقو فالدهر يوم محبة وايام مكروه كثير البدائه
وانشد ابن الاعرابى فقال: محن الزمان كثيرة لا تنقضى وسروره ياتيك بالفلتات
وانشد ابن الاعرابى فقال: محن الزمان كثيرة لا تنقضى وسروره ياتيك بالفلتات
وفى صفة نفخ الروح قال العلماء : فلما اراد الله ان ينفخ فى ادم الروح امرها ان تدخل فى فيه
فمه فقالت الروح : مدخل بعيد القعر مظلم المدخل فقال لروح ثانية فقالت مثل ذالك وكذاللك ثالثة الى ان قال فى الربعة ادخلى كرها واخرجى كرها فلما امرها الله تعالى بذاللك دخلت فى فيه فاول مانفخ فيه الروح دخلت دماغه فاستدارت فيه مقدار مائتى عام ثم نزلت فى عينه . والحكمة فى ذالك : ان الله تعالى اراد ان يرى ادم بداء خلقه واصله حتى اذ تتابعت عليه الكرامات لا يدخله الزهو ولا العجب بنفسه . ثم نزلت فى خياشمه فعطس فحين فراغه من عطاسه نزلت الروح الى فمه ولسانه فلقنه الله تعالى ان قال : الحمد لله رب العالمين فكان ذالك اول مجرى على لسانه فاجبه ربه عز وجل فقال: يرحمك ربك يادم للرحمة خلقتك .قال تعالى <سبقت رحمتى غضبى > ثم نزلت الروح الى صدره وشراسفه فاخذ يعالج القيام فلم يمكنه ذالك وذاللك قول الله تعالى < وكان الانسان عجولا> (اسراء :11 ) وقوله تعالى :< خلق الانسان من عجل> (الانبياء 37) فلما وصل الروح الى جوفه اشتهى الطعام فهو اول حرص دخل جوف ادم عليه الصلاة والسلام
البقية عن قريب ان شاء الله تعالى والسلام عليكم
