طائرتي طائرة ورقية
تهيم في السماء بروية
تداعب السحاب بودية
تدغدغ الغمام بكل عفوية
تنساب بين همس نسمات شدية
على لحن النسيم تتراقص بفوضوية
و على نغمات عليليه غفت ساعات عديدة
أيقضها تغريد العنادل و زقزقات عصافير مدوية
ليبشرها بميلاد يوم جديد من عمر حياة أيام مديدة
و أشعة الشمس ترسم قبلة نور على جبينها مستوية
طائرة ورقية...
لبني البشر ليست مرئية
لي هي حقيقة سراب مائية
أمام عيني هي ماثلة و إلي مائلة
وفية لنجوم سمائي و ليست بزائلة
بين أحضاني تبعث برسائل ود دافئة
و تمحو بالحب دهاليز في النفس زائفة
خلدت في الخاطر ملحمة إحساس رائعة
في مجالس باقات الياسمين أخبارها رائجة
و في محافل فطاحل الشعراء سيرتها ذائعة
على لسان الشهرزاد قصصها في البلاد شائعة
أريج عبق رياحينها من الرباعيات رائحته فائحة
وصل جزر الواق واق و حتى بلاد السند النائية
و بين سطور برديات فراعنة مصر حروفه سائحة
و في مخطوطات هيرودوتس و الإغريق أطيافه دائمة
و في ساحات قيصر روما أمجاده على الكوليسيوم طَائِفة
أنباؤه على مسامع أهل الصين لا زالت متواترة و صائبة
أغرقت كلماته رفوف مكتبة الإسكندرية في عهد بطالمة سائدة
إمتنع على لسان العرب العاربة و العرب المستعربة و كذا البائدة
و على سيفوف جحافل جيوش الروم و المغول و التتر و الفرس الجائرة
طائرة ورقية...
و سيرة همس ذاتية
عبثت بها رياح عاتية
بعثرت أوراقها في ثانية
و على حروفها كانت جانية
رجت أركانها بسادية و أنانية
في البحر ذرت رفاث رمادها فانية
بعد أن تسلت لوقت بخفقات قلبها النافقة
مستمتعة بجلدها بضربات سوط الرياح المارقة
و بكيها بلسعات البرد القارصة و توابعها الحارقة
في ذلك لم يرق لها جفن و قهقهات لها للأصداء طارقة
رياح عاتية لا شرقية و لا غربية و لها في الشر ذخر و طاقة
علينا دلفت من نوافذ الذكريات الفائتة بدون أدنى تحذيرات سابقة
طائرتي ورقية...
حروفها خطت رمادية
للحزن هي موارية و دارية
على أوراقها تقاسيم الحزن بادية
على سطورها أنهار من الألم جارية
خيطها يربطها بذكريات تعسف سادية
كأنها منها روح و متنفس و كذا حياة سارية
خَفِيَّة على من أدمنت مقله على الأشياء المادية
جلية على من كان يبصر بؤبؤ بصيرته الضارية
فيها بعض سراب و خدع بصرية على الأعين العادية
و فيها تفصيل المقال لمن يحس بالحروف كأنها من دمه جارية
طائرتي...
طائرة ورقية...
و بطاقة هي شخصية
تختزل ذاتا إنس منسية
على عتبات الزمن مرمية
نالت منها كل المآسي الحسية
و كل هموم و أحزان هذه البشرية
حتى فاضت منها على حروف مرثية
و على الحبر و معلقات الفطاحل الشعرية
حتى بددت سواد دجى إمرؤ و الليالي القيسية
و أتت على ذكر عنترة بن شداد و قبائل عبسية
و على سيرة أبي زيد و على تاريخ التغريبة الهلالية
و على فصيح لسان العرب و حتى كل اللغات الأعجمية
توارثتها الحضارات من سومرية إلى أكادية و آشورية و بابلية
إلى كنعانية و فينيقية و آرامية و فرعونية و قرطاجية و عمالقية
و تغنى بها الشعراء في بلاط بلقيس سبأ و في قصر زنوبيا تدمر الأنباطية
طائرتي هي...
طائرة ورقية...
و هذيان بصفة نثرية
فيها شبهة نفحة شعرية
تعبر عن بعض أفكار منفية
و عن مكنون غياهب خفايا نفسية
أحاسيس هي و عنوان لجراح حسية
مشاعر هي و مزيج فريد لي فيه وسية
هواجس هي في أعماقي تبعث على الأسية
أحلام هي و على أرض الواقع تنال منها الأذية
أوهام هي و للروح متنفس لسراب آمالي المعنوية
طائرة ورقية...
تحمل أحاسيس حقيقية
و مشاعر فؤاد جد قوية
و أحلام يقظة هي وردية
و آمالا بحياة غد نضرة زهرية
مع خيل فرسان الريح إختفت في دقيقة
بعد أن أفلت خيطها عمدا و أخفيت الطريقة
أحسست بنشوة راحة عني كانت رحلت ببرقية
و على محيايا قد إرتسمت بسمة نصر لي جد سحيقة
طائرتي...
طائرة خيالية...
أنعشت بها آمالا ذهنية
في الخيال صحت من المنية
لتعانق دفء حرارة شمس نارية
و تنفض عنها غبار الرفوف الداكنة
و تمزق أوراق أرشيف أيامها الحالكة
فقد ذاقت ترف الحياة و لدربها هي سالكة
حتى و إن كانت على وقع أقدام واقعها هالكة
قصة من قصص الصمود توجت على البطولة مالكة
في أساطير و خرافات الواقع ستجدها لها رواية مماثلة
طائرتي...
هي فقط طائرتي...
أمنتها أن تحمل رسالة
إلى دنيا السلام السالمة
أن لنا بنات أفكار حالمة
بعلقم مر واقعها هي عالمة
بقضاء ربها راضية مسالمة
بقدره مسلمة و للإسلام موالية
آخر تعديل:
