التفاعل
17
الجوائز
617
- تاريخ التسجيل
- 14 فيفري 2009
- المشاركات
- 2,568
- آخر نشاط

المصالحة ... أضغاث أحلام !!
لكم كنت متردداً في الأيام الأخيرة من نشر مقالتي هذه ، كوني سأتعرض لسيل من الاتهامات اللاذعة ، والتي جوهرها بأني قد أصبحت غراب الشؤم الذي ما إن يحل بقوم إلا واستبد بهم البؤس والشقاء والضعف والتشرذم ، وتنتفي كل مفردات الغبطة والسعادة والرقي من واقعهم .
لكن قناعتي الراسخة بأني سأقدم تصورات وفروض تنتمي بمجلها لحقل السياسية ومناهجها في تفسير الظواهر السياسية وما ينطوي عليها من خطاب وسلوك ، وبأني صاحب رسالة لا تؤمن بالقوالب الجامدة والقيود النتنة والمعايير المشخصنة دفعاني لأن أقدم على طرح هذا المقال دونما مواربة أو خوف أو انحياز أجوف لأحد .
كما أن المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها شعبنا في نضاله السياسي والعسكري والاجتماعي لاستعادة حقوقه و تثبيت هويته وإقامة كيانه المنشود ، وحجم التحديات التي تهدد تلك الهوية والكيانية المنشودة داخليا والمتمثلة بالانقسام ، والخارجية المتمثلة بشراسة مخططات العدو وتغول أصابع الأطراف الاستكبارية والتي أصبحت تسيطر على وحدات سياسية بأكملها على المسرح السياسي الفلسطيني ايضا في مجملها دفعتني لتبني لغة ترتدي طابع الحزم والجرأة والوضوح ، وتنتفي فيها المواربة واللغة اللبقة واللياقة إزاء نظم ووحدات سياسية تقف في وجه هذا الشعب ونضاله لاستعادة لحمته وحقوقه .
وفي ضوء كل ذلك فإن الإشتباك الإعلامي والسياسي بين حركتي حماس وفتح إزاء المصالحة ومن المسؤول عن تعطيلها ، ودخول مصر كطرف وراع غير نزيه يحتم علي أن أحاول وضع الأمور في نصابها لعلي أسهم في بلورة تصورات مقاربة لحقيقة ما يجري في مدركات الشعب الفلسطيني .
لكن قناعتي الراسخة بأني سأقدم تصورات وفروض تنتمي بمجلها لحقل السياسية ومناهجها في تفسير الظواهر السياسية وما ينطوي عليها من خطاب وسلوك ، وبأني صاحب رسالة لا تؤمن بالقوالب الجامدة والقيود النتنة والمعايير المشخصنة دفعاني لأن أقدم على طرح هذا المقال دونما مواربة أو خوف أو انحياز أجوف لأحد .
كما أن المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها شعبنا في نضاله السياسي والعسكري والاجتماعي لاستعادة حقوقه و تثبيت هويته وإقامة كيانه المنشود ، وحجم التحديات التي تهدد تلك الهوية والكيانية المنشودة داخليا والمتمثلة بالانقسام ، والخارجية المتمثلة بشراسة مخططات العدو وتغول أصابع الأطراف الاستكبارية والتي أصبحت تسيطر على وحدات سياسية بأكملها على المسرح السياسي الفلسطيني ايضا في مجملها دفعتني لتبني لغة ترتدي طابع الحزم والجرأة والوضوح ، وتنتفي فيها المواربة واللغة اللبقة واللياقة إزاء نظم ووحدات سياسية تقف في وجه هذا الشعب ونضاله لاستعادة لحمته وحقوقه .
وفي ضوء كل ذلك فإن الإشتباك الإعلامي والسياسي بين حركتي حماس وفتح إزاء المصالحة ومن المسؤول عن تعطيلها ، ودخول مصر كطرف وراع غير نزيه يحتم علي أن أحاول وضع الأمور في نصابها لعلي أسهم في بلورة تصورات مقاربة لحقيقة ما يجري في مدركات الشعب الفلسطيني .
المصالحة في ضوء الفكر والممارسة الفتحاوية :-
مما لا شك فيه أن الفكر والممارسة نتاج منظومة الحاجات والمصالح والمحددات التي تفرضها الظروف الموضوعية واللاعبين الآخرين المشاركين في صنع الظواهر السياسية ، وعلى ضوء ذلك فإن فهم حقيقة موقف حركة فتح من المصالحة ينبغي أن يستخلص من الأنساق الفكرية وما انبثق عنها من سياقات سلوكية ولفظية شكلت بمجملها النهج الفتحاوي ازاء كافة القضايا وخاصة قطب الرحى في هذا المقال " المصالحة "
فالمتابع لحركة فتح يلحظ بأنها وخلال العقدين المنصرمين قد بلورت نهجاً قوامه :-
1-الواقعية السياسية " التنازلية " .
2-التبعية والذوبان على المستوى السياسي وانتفاء الإرادة السياسية والقرار السياسي المستقل .
3-الارتهان الوظيفي لقوى دولية وإقليمية مما أدى إلى تحويلها لمجرد أداة وشرطي لا أكثر .
4- التقاطع مع أجندة خارجية – منها العدو الصهيوني ببديهة الحال – لإضعاف خصومها السياسيين .
5-سلخ المسار التفاوضي عن المنظومة الكفاحية وعدم اعتباره شكلا من أشكال المقاومة .
6-انتفاء وحدة الفكر والممارسة على صعيد الأبجديات والنظام الأساسي في مقابل السلوك المهجن لخدمة أجندة غير فتحاوية .
7-" حزب السلطة " أدى إلى اختزال فتح وقرارها بيد حفنة بيروقراطية تنزع لمنظومة مصلحية مشخصنة على حساب المصالح العليا لشعبنا – طبعا حتى بعد المؤتمر السادس للحركة وافرازاته – مما أدى لجملة خطايا انعكست سلبيا على واقع القضية ومفاعيل قواه الحية .
8-ثقافة البلطجة على كافة الصعد والتي أدت إلى تحويل النظام السياسي الديمقراطي افتراضا و " حبراً جافاً " لنظام أوتقراطي يحكم بالحديد والنار .
9-المال السياسي كأداة استراتيجية للحفاظ على وزن الحركة شعبياً ، و في رسم الهيكلية التنظيمية والشخوص الوازنة على صعيد الحركة .
وفي ضوء ذلك النهج فإن الحديث عن وجود نوايا صادقة تترجم لسلوك ايجابي لدى الحركة إزاء ملف المصالحة يعتبر هرطقةً و تخرصات لا أساس لها ، فحقيقة الموافقة الفتحاوية على الورقة " المصيدة " المصرية إذن جاءت كسلوك سياسي مصلحي بديهي – وبتواطؤ مصري - ينطوي عن جهود حثيثة للهروب إلى الأمام من لعنة سلوك سياسي سابق يرتدي طابع الخيانة والجريمة بحق الشعب الفلسطيني – تأجيل تقرير جولدستون – وصرف الأنظار عن تلك الجريمة وتفاعلاتها في الإعلام والخطاب السياسي لجهات عديدة .
وايضا لا يمكن فهم الموافقة الفتحاوية المستغربة في ظل حالة الاستقواء الحاصلة في الضفة والتي تتعاظم يوميا ، وايضا في ظل الامعان في تكريس السيطرة على الضفة من خلال سلسلة اجراءات تطال كافة القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية ، وفي ظل المفردات العدائية لحماس والتشديد عليها في الخطاب السياسي والأبجديات التنظيمية المحدثة ، وفي الآونة الأخيرة فإن نهج إبراز شخوص معروفة بعدائها لحركة حماس كون وزنها ومستقبلها السياسي سيتأثر بشكل حتمي في حال حدوث مصالحة يعطي مؤشرات واضحة على حقيقة النوايا الفتحاوية إزاء ملف المصالحة .
المصيدة المصرية :
وهنا ايضا لابد من التعريج على الموقف المصري كون مصر تعتبر الراعية للمصالحة الفلسطينية ، فمصر ايضا لديها ارتهان سياسي لأجندة دولية معروفة وتعتبر جزءاً استراتيجياً في محور " الاعتدال " والذي يفرض عليها انتهاج سلوك محدد تفرضه تحالفات ذلك المحور ببديهة الحال ، وفي ضوء ذلك فإن السلوك المصري لابد وأن ينحاز وبشكل فاضح للطرف الفتحاوي ، في مقابل تعامله غير المتوازن مع حركة حماس .
وهذا ما حصل مؤخرا وبشكل فاضح من خلال الورقة المصرية للمصالحة والتي نسفت كل الجهود المضنية للتنظيمات الفلسطينية خلال الأشهر السابقة ، وضربت بعرض الحائط كل التفاهمات والاتفاقات والملاحظات التي تم بلورتها من قبل الاطراف الفلسطينية ، وقدمت للعلن ورقة تحوي العديد من النقاط الخلافية والتي تم تجاوزها سابقا ، مما أدى إلى بروز اعتراضات من تنظيمات فلسطينية أهمها حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية .
وكل ذلك في ظل هجمة مصرية مستغربة و غير مسبوقة على حماس – و إن أخذت إلى الآن شكلا مبسطا عبر عنه بتصريحات صحفية فجة فقط – وبدأت عبارات التهديد والوعيد يسمع صداها في كل وسائل الإعلام العربية مما يشي بوجود مؤامرة تحاك ضد حركة حماس وفصائل المقاومة بأسرها ، ولعل بداية تضييق الخناق على غزة من خلال اشتداد الحملات على الانفاق والتجار في سيناء ورفح المصرية تعتبر خطوة متقدمة في سياق المحاولات المصرية لإخضاع حماس وإضعافها .
خلاصة :
وبناء على ما سبق فإن الحديث المتنامي من قبل حركة فتح والنظام المصري عن نوايا حماس غير الصادقة إزاء المصالحة وكيل الاتهامات لها بوقوفها وراء تعطيل اتمامها ومحاولة تجريمها وإثبات عدم وطنية أجندتها لا تعدو كونها مجرد أكاذيب وادعاءات لا صدقية فيها ، وأن الحديث عن مصالحة تتجاوز الحبر الذي ستكتب فيه هو امر مستبعدٌ إلى الآن – على اعتبار ان السياسة دائمة الاندفاع ومليئة بالتغيرات الدراماتيكية خاصة في منطقة تتسم بإيقاعها المضطرب و النفاث !!- .
فالناظر بموضوعية والمتتبع لسير الامور بشيء من الدقة يجد بأن حماس هي من تسعى وراء إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الداخلية لشعبنا وبأنها هي من أعادت " قاطرة المصالحة " لمسارها الصحيح مؤخرا بعد مواتها لأشهر ، وبأن تحفظات حماس الأخيرة على المصيدة المصرية ليست الوحيدة ، وبأن أطرافا فلسطينية متعددة قد أبدت تحفظاتها هي ايضا مما يدلل على أن الورقة المصرية ليست وليدة التوافق الفلسطيني ، بل هي مؤامرة – ترتدي طابع المصالح التي تفرضها التحالفات - يراد منها احتواء تنامي وزن حماس السياسي وإنعاش حركة فتح بعد الإنتكاسات الاخيرة والتي أضرت بمكانتها في الشارع الفلسطيني والعربي والدولي .
.............. أخوكم في الله عمار........