جمال بن عودة
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 24 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 65
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 8 ماي 1980
أعرب برلماني سوري بارز ورئيس مركز دراسات إسلامية عن قناعته بأن ما قام بها العقيد الليبي معمر القذافي في روما مطلع الأسبوع الجاري، من دعوة 600 من حسناوات إيطاليا في جلسات خاصة إلى الإسلام لن يجدي نفعاً.
وشدد على ضرورة عدم تركيب الإسلام على مركب السياسة، مشيراً إلى أن الدور الدعوي يجب أن يقتصر على المراكز الدينية الإسلامية والمساجد، موضحاً أن الدعوة إلى الإسلام هي مسألة اجتماعية وثقافية وفكرية.
وقال عضو مجلس الشعب السوري ورئيس مركز الدراسات الإسلامية محمد حبش، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "الحقيقة أنه كان للعقيد القذافي مبادرات من هذا النوع في الماضي في إفريقيا مع عدد من رؤساء الدول، وأنا شخصياً لست متحمساً لهذا الأسلوب، ولا أعتقد أنه يجدي في الأهداف التي يتطلع إليها الإسلام، خاصة إذا صح ما تناقلته وسائل الإعلام أن اللقاء كان غامضاً ولم تكن الفتيات تعرفن من سيلتقي بهن، وأن معلوماتهن اقتصرت على أنهن سيلتقين بشخصية مهمة، وعندما اكتمل الجمع وجدت الفتيات أنفسهن في مواجهة العقيد القذافي والحوار ذهب إلى موضوع اعتناق الإسلام" حسب قولهن.
وأضاف "نحن لا نعتقد أن هذا الأسلوب مناسب لشرح الإسلام، فشرح الإسلام يجب أن يتم في المراكز الدينية والمساجد والمراكز الدعوية، كما أنه لا يجب أن يركب الخطاب الإسلامي على مركب السياسة بهذه الطريقة" وفق تعبيره.
وكانت وسائل الإعلام نقلت أن الزعيم الليبي معمر القذافي نظّم مساء الأحد في روما لقاء لنحو ساعة مع نحو مائة شابة إيطالية ونصحهنّ باعتناق الدين الإسلامي، وأن الاختيار تم عن طريق شركة إيطالية للعلاقات العامة.
وأوضح حبش "إضافة إلى ذلك، ما معنى اعتناق الإسلام، نحن نشعر بأن الدعوة إلى الإسلام هي مسألة اجتماعية وثقافية وفكرية، وهي نتيجة تطور في المجتمع والإحساس بوجود الحاجة لتطبيق مقاصد هذه الشريعة، لكني لست من أنصار أن نذهب إلى الأمم التي لها ثقافتها وأديانها ونعرض عليها مباشرة التخلي عن ثقافتها وتاريخها، نحن نتوجه إلى تعزيز الحوار المشترك" حسب قوله.
وحول ما تم تناقله وسائل الإعلام من أن العقيد القذافي انتقد الديانة وشدد على أن الدين الإسلامي هو الوحيد الذي جاء للجميع، قال حبش "لقد جاء في أربع عشر موضعاً في القرآن، مصداقاً لما بين يديه، أن الإسلام يَصدق الحكمة السابقة والنبوة السابقة والحكمة اللاحقة، ولا يقف موقفاً استفزازياً من الأديان الأخرى والثقافات الأخرى، بل يبحث عن الجوامع المشتركة، ولا أعتقد أن الأهداف التي يرنو إليها العقيد تتحقق بهذه الطريقة" وفق تعبيره.
وحول أنجع الوسائل لتقديم الإسلام وتصحيح الصورة المغلوطة عنه لدى البعض قال حبش "مع الاحترام لجهد الزعيم الليبي، لكن على الأقل من وجهة نظري الشخصية، أعتقد أن المطلوب هو تقديم الإسلام عبر الخطاب الديني، وعبر الفكر ورجال الفكر والمطبوعات ووسائل الإعلام، أي تقديم الإسلام بصورة حضارية، ولا فائدة برأيي من مغافلة الناس وزجهم في مكان ما ودعوتهم لاعتناق الإسلام إن صحت الأنباء".
وختم حبش مستدركاً "ومع ذلك، لابد من الإشارة إلى نقطة إيجابية في هذا الحدث، وهي أن ما قام به العقيد القذافي كان فرصة لتعرّف المجتمع الإيطالي على الإسلام، وأعتقد عموماً أن هذا أمر مفيد للإيطاليين أنفسهم، وأتمنى أن ينظروا بإيجابية للقيم التي بشّر بها الإسلام" وفق قوله.