الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إلى الإخوة خطباء الجوامع من أهل
السنة في مدينة الجزائر- حفظهم الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد...
تذكرون في خطابكم الذي بعثتموه إليّ ومؤرخ بتاريخ 4 من جمادى الآخرة عام 1421هـ، والمرفق به عرض وبحث علمي، والواصل إلينا بتاريخ 9/9/1421هـ: أنكم اُبتليتم أنتم أئمة مساجد مدينة الجزائر وأُجبرتم على بدعة محدثة في الدين وهي إقامة درسٍ بين يدي خطبة الجمعة، وتذكرون أنكم مجبرون على فعله وإلا فُصلتم من الخطابة، وأن هذه الخطة كانت من أجل إلجاء خطباء أهل السنة- وهم كثيرون في العاصمة- إلى الاستقالة- من أنفسهم- عن الخطابة ليحل مكانهم أهل البدع. وأنكم طرحتم القضية فيما بينكم فكان رأيكم أن تلتزموا بالدرس حفاظًا على عقيدة الأمة وحفاظًا على المنابر التي يعتليها أهل البدع والإلحاد والشرك، وأنكم بنيتم اختياركم هذا على أدلة شرعية من نصوص نقلتموها عن بعض الصحابة كتميم الداري وأبي هريرة بإقرار الصحابة المعاصرين لهم بالتذكير والدرس بين يدي الخطبة، وأنه فِعْل بعض العلماء من السلف وذكرتم أسماءهم.
وبنيتموه أيضًا على قواعدَ وأصولٍ في الموازنة بين المصالح والمفاسد استنادًا إلى ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه كالفتاوى واقتضاء الصراط المستقيم والاستقامة، وأنكم كتبتم ذلك إلينا بخطابكم المذكور تطلبون بذل مشورتنا، وهل أصبتم في اختياركم، فنقول: نفيدكم أنه بناء على ما ورد من الآثار وما تقتضيه القواعد الأصولية التي تبحث في الموازنة بين المصالح والمفاسد فالذي يتضح لنا أن رأيكم الالتزام بهذه الأمور موافق للصواب. وأنه- وإن كان مخالفًا لبعض آراء فقهاء الأمة- إلا أنه يترتب عليه مصالح أكبر من المفاسد... والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه فضيلة الشيخ/ حمود بن عقلاء الشعيبي
الأستاذ- سابقًا- بجامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم
14/9/1421هـ
