توم وجيري صناعة عربية بإحتراف | بقلم : محمد الشفيع – الجزائر

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

محمد الشفيع

:: عضو مُشارك ::
بسم الله الرحمن الرحيم

توم وجيري
صناعة عربية بإحتراف

محمد الشفيع – الجزائر
10/12/2009

87d011eaa1249f0651de1993ebc0e9dc547192909.gif

1260664505.jpg


من خلال متابعتنا للشأن السياسي العربي
وفي خلال السنوات العجاف التي مرت على جيلنا من عقود ثلاث مضت
لا يمكننا أن نتجاهل مأساة العلاقات العربية العربية خصوصا
والإسلامية الإسلامية عموما
مأساة تتعلق بحقوق الجوار وأبجديات الحوار
ولقد كان ولازال حلم الخلافة الإسلامية الواحدة يساور أذهان الكثيرين
من أنصار الحلول الدينية الشاملة
ولازال مشروع الوحدة العربية المتكاملة
يجول بخاطر المساندين للفكر العربي القومي
ورغم كل هذا الزخم الفكري النظري الطيب
إلا أننا نشهد اليوم بأعيننا فصول مسرحية محلية وإقليمية بائسة مؤلمة
نظمها أعداء الأمة ومترفوها
وقادها الوصوليون والإنتهازيون
وشجعتها فئات شعبية ليست بالقليلة
مورست عليها سياسات التجهيل والتضليل والترغيب والترهيب
وجرت أحداث هذه المسرحية في قلب البيت العربي والإسلامي
وتزامنت مجرياتها مع الوهن السياسي والضعف الإقتصادي
والتشوه الثقافي والتزييف الإعلامي
ساعد في ظهورها وبروز مساوءها
فكر الدولة القطرية التي تسهر على مصلحتها الخاصة حتى لو كانت على حساب الآخر
بعيدا عن قيم ومباديء الرابطة التاريخية مع دول الجوار
وانتشار فكر القوميات والعصبيات القبلية والدينية والمذهبية
ولا شك أن الاحتلال الغربي الغاشم بكل أنواعه وبكافة وسائله
هو من زرع في البدء بذرة ذلك التقسيم في أذهاننا
وربما وجد القابلية في مراحل رديئة مرت بها الأمة
وسعى لتنصيب ودعم حكومات ترعى مشاريعه الخبيثة
والتي تهدف إلى زرع الفتن والتفرقة بين أوصال الشعوب
كي يبقى النفوذ له ولأعوانه من بعده
ولنعطي صورة واضحة عن هذه المسرحية
يكفينا أن نتابع ما يحدث بين كل الدول العربية المتصارعة فيما بينها وفي داخلها
سواء كان ذلك الصراع باردا أو ساخنا
هادئا أو طاحنا
وهذا هو ما يجعلنا نقتنع بالعنوان الذي اخترناه
بأننا كعرب ومسلمين
نمثل دورين أساسيين هما
(دور توم وخصمه جيري) في عدائهما التقليدي الساخر
بحيث كل حاكم يتابع جاره ويترصده ويخاف منه أو يعد العدة للانقضاض عليه
وقد يسخر منه أو يهينه أو يبيعه ويخونه
ومن أمثلة الصراع المشين نذكر:
ما يجرى من سجال مرير
بين السلط العربية والإسلاميين الطامحين إلى كراسي الحكم
و ما شاهدناه من احتلال صدام حسين لدولة الكويت
وما رأيناه من حروب اليمن الجنوبي والشمالي
والذي عوضه مؤخرا صراع الحكومة اليمنية ضد أنصار الحوثي
وتتبعنا للأحداث المؤسفة التي حصلت بين أبناء البيت اللبناني الواحد
أيام الفتنة الطائفية
ثم تطورت هي الأخرى في المرحلة الأخيرة إلى صراع سياسي وأمني
بين أحباب سوريا ومعارضيها وأنصار المقاومة والخائفين منها
وتفطرت قلوبنا من الحزن والأسى على ما حصل في فلسطين من تقاتل حزبي بين فتح وحماس
وما جر على الشعب من ويلات وزاد في تغييب الحقوق واستبعاد القضية الأم عن مجالات التحرك
وطبعا لا ننسى الخوف الهستيري الذي يلف العلاقات الخليجية الإيرانية
والذي غذت أوهامه أمريكا وإسرائيل
واستبدل العنوان السياسي والاقتصادي فيه
إلى عنوان طائفي مذهبي بين السنة والشيعة
كرست له الفتاوى المعلبة
ولازال إلى غاية الآن عامل هدم لوحدة الأمة وسببا لتفرقها وهوانها على الآخرين
وفي بلدان المغرب العربي كلنا يعرف مدى الشحن الإعلامي المقيت الذي ضخم مسألة الصحراء الغربية
مما كدر صفو العلاقات الجزائرية المغربية
وأخيرا وليس آخرا
مهزلة المباريات الكروية بين مصر والجزائر
وكيف استغلت لصناعة ضرتين عربيتين بكل جدارة
بفعل الإعلام الموجه
الذي جعلها قضية المواطنين الأولى
وجيش لها أغلب فئات الشعب وفعالياته
ونسيت في خضمها الهموم اليومية الملحة والخطيرة
كل هذه الصور والأحداث والفصول
تصف لنا واقعا عربيا إسلاميا تعيسا
هو بإختصار شديد
حرب غير معلنة بين الأخ وأخيه والجار وجاره
وإهمال لقضية المواجهة الحتمية والضرورية للعدو الحقيقي المزروع في قلب الوطن العربي
ألا وهو كيان إسرائيل
ومن خلفها الصهيونية العالمية والمتمثلة في أمريكا ومن دار في فلكها وساندها في باطلها
وقد يدعي الكل معرفة الحل السحري لعلاج هذه المعضلة
أو إمكانية ترقيع ما تمزق من روابط العروبة والإسلام
ولكن السبيل الأنجع والأولى مبدئيا
يكمن في ذهنية الشباب العربي والجيل المعاصر
وكيفية نهوضه من كبوته ورفضه للتبعية الإعلامية العمياء لأبواق الظالمين والمفسدين
وتصديه لكل حملات التقسيم والتفتيت والتفتين
والتي تؤخر من حضارة أمتنا وتطورها ورخاءها لعقود أطول.

في أمان الله
 
اؤيدك اخي شفيع في ما تقول ***
لكن في خضم كل هذه الصراعات ..ألا يوجد ظالم ومظلوم ؟؟؟
الا يوجد من يقف مع الحق ومن يقف ضده؟؟؟ هل يحق لنا ان نسوي كل الرؤوس !!؟؟؟
الا يوجد من بين هذا الكم من هو مدافع ومن هو مثبط..؟؟
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom