,همُومنا ومَشاكلنا واقعٌ مُرٌ,, فلم لا نـُحليها ولو بكلمة تـَسـُر

كوكي 1

:: عضو منتسِب ::
الإنـسان.. هذا الكائنُ المـُبهرُ الغـَريب، الذي يضُمُّ في دواخله وبواطنه، وكذا خوارجه، العديد من الصِّفات والكثير من الغياهب والدُّروب، المُعقدة أحيانًا، والمُنيرة أحيانًا أخرى. الإنـسان.. هذا الكائن الذي منحته القدرة الإلاهية صفاتٍ شتَى وآلاء عظيمة.. منحته القوة والضعف، الإرادة واليأس، العزم والتخاذل، الفرحة والحزن، الابتسام والكـّدَر... معجونٌ هـُو، بمختلف التناقضات والتغيرات. وصدقًا مِن دون هذا الاختلاف قد يحدث بالحياة اختلال.. مِن دُون الحزن لن يكون هنالك استطعامٌ للفـَرح، ومن دون الدمعة لن يكون هنالك طعمٌ للابتسامة، ومن دون الإحساسِ باليأسِ والقنوطِ، لن يكون هنالك طعمٌ للنشوة والحبور..



شخصيًا أرى أن الإنسان يستمدُّ العِبرة والحِكمة مِنَ الحزن واليأس والقنوط والكّدَر الكثير.. فلا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال نُكران لحظاتِ الضعفِ التي تستتبُّ بالإنسان، ولا لحظاتَ اليأس، وحتى تلك اللحظات التي يحس فيها الإنسانُ بالعَجز والخذلان سواءً من محيطه أو من المواقف المختلفة بالحياة التي تؤرقه، أو من نفسه حتى! فمن يُنكر أن المرء أحيانًا يقنط حتى من روحه التي تسبح داخل جسده، وتتموّج بعنفٍ أحيانا حتى يمقتَ اختلالها داخله ويتمنى التحرر.. ولكن أليسَ العاقل هو الذي يستشعرُ قيمة الحُزن داخله، والكَرَب الذي يلف أيامه وحياته، والألم الذي يذوق منه قلبه وترتعش منه نبضاته؟.. إن هذا الاستشعار يجعلُ العـَقل الحيَّ الواعِي يُدركُ أن الحياة لن تستمر إلا بكلا الوجهين، وأنه لا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يستمر ألمٌ أو قهرٌ طيلة الحياة.. والعكس أيضًا، لا يُمكن أن تستمرَّ البسمة والفرحة والانسجام والتناغم بين تفاصيل الحياة وبين الأفراد وبين كل ما يلمسه المرءُ ويقابلهُ ويـُعايشهُ..



وكما يقول الشاعر:

قـل لمن يحمل همًا *** إن هــمًا لا يدوم مثلما يفنى السُّرور *** هكذا تفنى الهموم



هي سنة الحياة.. وبكلا الدفتين يستمر الوجود..



أرى شخصيًا أننا عندما نذوق من الفرحة والحبور الكثير، نغفل عن عديدٍ من التفاصيل الحية بالحياة، فالمُتعة تُلهي المرء عن التدبر، وتغنيه عن بعض البشر، وعن بعض المواقف، وعن كثيرٍ من السلبيات التي لا يحب أن يقربها، ليكتفي بفرحته وحبوره لاهيًا منتشيًا عن التفاصيل المُكدِّرة.. يهرب من ملامح الحزن، ويفر من تفاصيل الأسى، ويسعدُ بتفاصيله منتشيًا.. وأرى العكس كذلك، فلو ذاق المرء من الحزن فحسب بحياته، ولم يعرف للبسمة وجهًا ظل طيلة العمر منغمسًا في آلامه، راتعًا في تجهُماته، لا يقرب باب بسمةٍ ولا يبحث عن طريقها، مُكتفيًا بالوجه الواحد الذي ليس له بديل..

لذا فقدرة الخالق شاءت أن يكون للحياة وجهان، أحدهما يعكس قيمة الآخر، وكلاهما يُعـَدِّلان مزاج ونفسية وعقلية وفكر ورؤى الإنسان -الذي يعي قدرة الخالق- وقيمة هذه النفس العجيبة الغريبة التي تدهشُ تغيراتها وتبدلاتها، وتستحق التدبر فعلاً.
 
شكرا هاذا هو الواقع
 
واش هدي مقالة فلسفية لالالالالالا
اختي مشكورة على الموضوع
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom