التفاعل
7
الجوائز
67
- تاريخ التسجيل
- 4 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 473
- آخر نشاط

كنت منذ فترة ليست ببعيدة أحاول التماس الأعذار لؤلئك الذين يحاولون بمناسبة أو بدون أن يشعرونا أن فرنسا هي فعلا أمنا و هي ولية نعمتنا .
فكنت عن طيب خاطر و بكل حسن نية أقول لا بد أن معايشتهم لعصر ديقول هو ما يدفعهم الى تشنيف مسامعنا - التي قاربت على الصمم من كثرة الأصوات التي تزورها عنوة في حياتنا اليومية من أجهزة و آلات و سيارات و بشر - بكلمات من لغة موليير فكنت أراهم و هم يحاولون جاهدين أن يلقوا خطابا بلغتنا الوطنية لغة الضاد دون أن تشوبه كلمة دخيلة عنا الا أن محاولاتهم كانت دائما تبوء بالفشل و أراهم يعتصرون كما تعصر الحرباء نفسها و لكن هيهات , سرعان ما تندفع الكلمات الفرنسية من أفواههم كما كانت الطلقات تندفع من فوهات مدافع جيش الاحتلال على الجزائريين في ما مضى .
وطالما ظننت أن هؤلاء يعيشون في زمن غير هذا الزمن و في مكان آخر لا تصل اليه قدرتي على الادراك و الأرجح أنه في مكان ما وراء البحر المتوسط في بلد العجوز الشمطاء . لكن سرعان ما أكذب نفسي و ألتمس لهم سبعين عذرا .
كل هذا كان قبل أن يخرج علينا وزير الداخلية و يعلنها صريحة لا مكان للحجاب هنا , لا مكان للملتحين هنا . لا مكان هنا الا للذين رضيت عنهم فرنسا و رضوا عنها . حتى الشيطان الاكبر بلاد العم سام لا يمنع فيها الحجاب و لا يمنع فيها الملتحون .
فأعذرني سيدي ففرنسا قد رحلت منذ زمن . عذرا فما لم تستطع سيدتك فعله في قرن و ثلث لا يمكن لمتذاكي مثلك أن يفعله بجرة قلم أو تصريح متلعثم . عذرا سيدي فانك لن تبلغ ما تريد فحريمنا لا ينكشفن على غريب و ان لم يعجبك الأمر و لن يعجبك فالبحر أمامك اشرب منه قدر ما تستطيع . أو اتخذ طريق الشمال فهناك ستجد ضالتك . و لكن أعذرني فلا مكان لخرافاتك هنا و أعذرني أخيرا ففرنسا رحلت منذ زمن .
بقلم : عبد الرحمان ت .
مــــ الصحراء حــــارب
فكنت عن طيب خاطر و بكل حسن نية أقول لا بد أن معايشتهم لعصر ديقول هو ما يدفعهم الى تشنيف مسامعنا - التي قاربت على الصمم من كثرة الأصوات التي تزورها عنوة في حياتنا اليومية من أجهزة و آلات و سيارات و بشر - بكلمات من لغة موليير فكنت أراهم و هم يحاولون جاهدين أن يلقوا خطابا بلغتنا الوطنية لغة الضاد دون أن تشوبه كلمة دخيلة عنا الا أن محاولاتهم كانت دائما تبوء بالفشل و أراهم يعتصرون كما تعصر الحرباء نفسها و لكن هيهات , سرعان ما تندفع الكلمات الفرنسية من أفواههم كما كانت الطلقات تندفع من فوهات مدافع جيش الاحتلال على الجزائريين في ما مضى .
وطالما ظننت أن هؤلاء يعيشون في زمن غير هذا الزمن و في مكان آخر لا تصل اليه قدرتي على الادراك و الأرجح أنه في مكان ما وراء البحر المتوسط في بلد العجوز الشمطاء . لكن سرعان ما أكذب نفسي و ألتمس لهم سبعين عذرا .
كل هذا كان قبل أن يخرج علينا وزير الداخلية و يعلنها صريحة لا مكان للحجاب هنا , لا مكان للملتحين هنا . لا مكان هنا الا للذين رضيت عنهم فرنسا و رضوا عنها . حتى الشيطان الاكبر بلاد العم سام لا يمنع فيها الحجاب و لا يمنع فيها الملتحون .
فأعذرني سيدي ففرنسا قد رحلت منذ زمن . عذرا فما لم تستطع سيدتك فعله في قرن و ثلث لا يمكن لمتذاكي مثلك أن يفعله بجرة قلم أو تصريح متلعثم . عذرا سيدي فانك لن تبلغ ما تريد فحريمنا لا ينكشفن على غريب و ان لم يعجبك الأمر و لن يعجبك فالبحر أمامك اشرب منه قدر ما تستطيع . أو اتخذ طريق الشمال فهناك ستجد ضالتك . و لكن أعذرني فلا مكان لخرافاتك هنا و أعذرني أخيرا ففرنسا رحلت منذ زمن .
بقلم : عبد الرحمان ت .
مــــ الصحراء حــــارب
آخر تعديل: