التفاعل
10.3K
الجوائز
2.5K
- تاريخ التسجيل
- 8 جانفي 2010
- المشاركات
- 10,646
- آخر نشاط
- الوظيفة
- تاجر
- الأوسمة
- 2
الالتماس في درء افتراءات الكعبي وأحمد عباس ( دفاع عن السنة وأهلها)
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد
أولا :كان الموضوع في الأصل نصيحة غالية قدمها الأخ محمد حفظه الله في بيان حقيقة الحزب الرافضي الشيعي المسمى زورا وبهتانا حزب الله والذي لا يكون فيه الأعضاء إلا من أتباع العقيدة الجعفرية ممن يعلنون الولاء للآيات الشيعية هناك في إيران فلا حراك لهم ولا سكان إلا وفق ما هو مخطط لأجل إقامة الدولة الفارسية تبعا للخطة الخمسنية التي تسمو للوصول إلى تشييع الدول المحاذية لإيران، على نحو فعل اليهود في القدس لأجل إقامة الدولة العبرية، وواقع الشيعة الرافضة في العراق مع أعداء الله النصارى (من الأمريكان) من محبة ومولاة وإعانة لهم على أهل السنة، زيادة في التقتيل والتنكيل بأهل الحق ممن لا ذنب لهم إلا أنهم أمنوا بالله العظيم وبرسوله الكريم وأحبوا الأصحاب أولي النهى والألباب، وما يحدث منهم من انتهاك للحرمات وهتك لأعراض العفيفات الطاهرات، كل هذا مما نوهت عليه هنا ومما لم أنوه مما لا يخفى على ذي إطلاع بحقائق الأمور التي يسعون جاهدين إلى إضمارها في دهاليز الظلمة، لكن يأبى الله إلا أن يرين الحق شعشعا له نور كنور الشمس، ليتضح عندها سبيل أهل الغي والضلال من رفض للأصحاب وخلط للأنساب ومجنبة للصواب استدلالا بأحاديث موضوعات لم تصح لا عن النبي ولا نقلها الأصحاب، ثم يأتي بعدها من يرمي أهل السنة الصادقين بأنهم ينحون نحو التكفيريين، وأنهم من مشربهم يشربون ومن منهلهم ينهلون، وهذا ما ورد صريحا في نسب التكفير الأهوج الأعوج إلى السلفية جامعين في ذلك بين الضدين في لفظ يبرأ إلى مولاه من نسبهما ، فقالوا و بئس ما قالوا، السلفية التكفرية !!!!، أقول منذ متى يوصف منهج عتيق عريق كالسلفية والذي تبنى كل أحكامه على الأدلة الصحيحة الصريحة وفق فهم محكم لها كيف لا وهو فهم خير القرون وأفضالها، منهج وسط لا غلو فيه ولا تفريط ينسب إليه التقتيل والتذبيح والتفجير والترويع للمؤمنين في ديارهم الآمنة، سبحانك اللهم، هذا بهتان عظيم، كل هذه العظائم يبرأ منها أهل السنة والجماعة علماء وأتباع لهم في كل خير، بل يرون محاربتها بما يدرأ شرها، وما فتاوى علماء السلفية النقية الزكية البريئة من المناهج التكفيرية وأحوالها المخزية، ليست فتاوى هؤلاء الحكماء الفطناء (من أمثال ابن باز وابن عثيمين والألباني و سليم الهلالي وعلي الحلبي وربيع المدخلي وغيرهم كثير ولله الحمد والمنة ) في محاربة التكفير الأهوج الأعوج عنا ببعيد، فلولا لطف الله تعالى ثم جهود أمثال هؤلاء تعاضدا مع السلطات الجزائرية في رد الأمن والاستقرار إلى البلاد لكانت نار الفتنة لا تزال تضطرم، فاعرفوا للسلفية فضلها وقدرها فهي الدين الصحيح والطريق المنير الواضح الذي لا عوج فيه، عقيدة صحيحة ومنهج وسط سوي مبناه على صحيح المنقول والذي لا يخالف ولن يخالف صريح المعقول، دين واضح المعالم لا لبس فيه ولا شبهة، دين جميع الأنبياء والرسل من لدن أدم وصولا إلى سيدنا وحبيبنا محمد عليهم الصلاة والسلام، دين التوحيد والإتباع ، دين الألفة والرحمة واللين، دين مولاة المؤمنين ومعادة أعداء الله الكافرين، دين يأمر أتباعه بكل نفع وخير وينهاهم عن كل ضر وشر، دين اختاره الله لخاصة عباده وأصفياءه، تلك هي بعض معالمه، فهو دين الإسلام والذي لا يقبل الله منا دينا سواه، وتلك هي السلفية لمن يعرفها ولم يقدرها حق قدرها، أما غيرها ممن يناوئها ويعاديها فليست منه وليس منها، فهي هبة ورحمة من الوهاب يهبها لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم.
...إذن فمواجهة هؤلاء حماية لديار المسلمين من أن تُغتال من تحتها، بجهاد المنافقين الذين يتسللون الصفوف لِواذا، قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ} قال ابن القيم: " وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة .. " إلى أن قال: " فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواصّ الأمة وورثة الرسل. والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه ـ وإن كانوا هم الأقلِّين عدداً ـ فهم الأعظمون عند الله قَدْراً .. "([2]).
ولما كان هؤلاء منضوين تحت صفوف المسلمين، فإن أمرهم قد يخفى على كثير من الناس، فكان بيان حالهم ـ لمن ولاؤنا لهم فرض علينا ـ آكد، ولذلك قال ابن تيمية: " وإذا كان أقوام ليسوا منافقين ولكنهم سمّاعون للمنافقين، قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا، وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين، كما قال تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}، فلا بد من بيان حال هؤلاء، بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذِكْرُهم وتعيينُهم، بل ولو لم يكن قد تَلَقَّوْا تلك البدعة عن منافق، لكن قالوها ظانِّين أنها هدى وأنها خير وأنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالهم "([3]).
وأما مواجهتهم من الخارج؛ فلأن العدو لا يدخل عليك بيتك إلا إذا كانت منافذه مفتوحة أو ضعيفة، والفرق الإسلامية المنحرفة عن الناجية هم منافذ الكفار، وهل يجهل المسلمون أثر المتصوفة في استعمار البلاد الإسلامية وإعانتهم الكفار على ذلك؟أما عن الرافضة التي عليها يدور الحديث فقد قال ابن تيمية في الشيعة الروافض: " وهم يستعينون بالكفار على المسلمين، وقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتُلي المسلمون بعدوّ كافر كانوا معه على المسلمين، كما جرى لجنكزخان ملك التتر الكفار، فإن الرافضة أعانته على المسلمين، وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنِه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد، فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا و باطنا، وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم، فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين، ويسعى بقطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى عن قتالهم ويكيد أنواعا من الكيد، حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين ما يقال: إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أو أكثر أو أقل ... ولما انكسر المسلمون سنة غازان أخذوا الخيل والسلاح والأسرى وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مرَّ بهم من الجند، وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء ..."([4]).
قلت: ولذلك كان أئمتنا أفقه من أن يداهنوا المنحرفين عن منهج السلف، بل رأوا جهادهم أكبر الجهادين، كما قال يحيى بن يحيى شيخ البخاري ومسلم: " الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد "([5])،رواه الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، قال محمد: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟! قال: نعم بكثير! "([6]).
([1]) آثار محمد البشير الإبراهيمي (1/132ـ133).
([2]) زاد المعاد (3/5).
([3]) مجموع الفتاوى (28/233).
([4]) منهاج السنة (5/155ـ159)، وانظر مدارج السالكين لابن القيم (1/72).
([5]) مجموع الفتاوى (4/13).
([6]) (( ذمّ الكلام )) ق ( 111ـ أ ).
([7]) رواه الهرويُّ بسنده في ذمّ الكلام (228 ـ الشبل).
([8]) رواه ابن أبي شيبة (15/303) وأحمد (3/33)، هكذا وقع عنده: عاصم بن شميخ بالخاء وهو الصحيح، وقد رواه ابنه عبد الله في كتاب السنة (2/635) بإسناد أبيه نفسه إلا أنه جاء في المطبوع بتحقيق محمد بن سعيد القحطاني: عاصم بن شميج بالجيم، وقد كنت حسبته خطأ مطبعيا لولا أني وجدته مُثبَتا كذلك مرتين! قال محققه في أولاهما(2/634): " عاصم بن شميج! بمعجمتين مصغرا، وتشديد الجيم!! الغيلاني ... التقريب (1/384)!!!". فرجعت إلى التقريب فإذا فيه: " عاصم بن شميخ بمعجمتين مصغرا، أبو الفَرَجَّل بفتح الفاء والراء وتشديد الجيم ..."، فعرفت أن هذا الخطأ من تصرّف المحقق حين انقلبت عليه خاء اسم أبي عاصم إلى جيم كنيته، مع أن قراءة شميج بجيم مشددة متعذِّرة!
وهذه الرواية أعلّها المحقق بعكرمة بن عمار، إلا أنني وجدت لها متابعاً عند ابن أبي شيبة في المصنف (15/331) من طريق يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدَّثني من سمع أبا سعيد الخدري t يقول في قتال الخوارج: " لَهُوَ أحبّ إليّ من قتال الديلم "، ومثل هذه المتابعة تنفع على الرغم من جهالة من روى عنه العوام بن حوشب، كما أجابني به شيخاي الفاضلان: عبد المحسن العباد وربيع المدخلي إذا لم يكن في الإسناد مقال آخر، ولا سيما وأن المجهول من أهل القرون المشهود لها بالخيرية كما نبّه عليه ابن كثير في
الباعث الحثيث ص (97)، مع العلم أنه ممن ثبت سماعه من أبي سعيد ـ كما مرّ ـ وليس هو عاصم بن شميخ الذي في إسناد أحمد؛ لأنه ليس في شيوخ العوام، وحديث عكرمة ينجبر؛ لأن ضعفه يسير، فقد قال فيه الحافظ في التقريب رقم (276): " صدوق يغلط " والله أعلم.
فائدة: نقل ابن منظور في لسان العرب فيمادة: ( دلم ) عن ابن سيده أن الديلم جيل من الناس من الترك.
([9]) تاريخ بغداد (12/410).
الالتماس في درء افتراءات الكعبي وأحمد عباس
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد
أولا :كان الموضوع في الأصل نصيحة غالية قدمها الأخ محمد حفظه الله في بيان حقيقة الحزب الرافضي الشيعي المسمى زورا وبهتانا حزب الله والذي لا يكون فيه الأعضاء إلا من أتباع العقيدة الجعفرية ممن يعلنون الولاء للآيات الشيعية هناك في إيران فلا حراك لهم ولا سكان إلا وفق ما هو مخطط لأجل إقامة الدولة الفارسية تبعا للخطة الخمسنية التي تسمو للوصول إلى تشييع الدول المحاذية لإيران، على نحو فعل اليهود في القدس لأجل إقامة الدولة العبرية، وواقع الشيعة الرافضة في العراق مع أعداء الله النصارى (من الأمريكان) من محبة ومولاة وإعانة لهم على أهل السنة، زيادة في التقتيل والتنكيل بأهل الحق ممن لا ذنب لهم إلا أنهم أمنوا بالله العظيم وبرسوله الكريم وأحبوا الأصحاب أولي النهى والألباب، وما يحدث منهم من انتهاك للحرمات وهتك لأعراض العفيفات الطاهرات، كل هذا مما نوهت عليه هنا ومما لم أنوه مما لا يخفى على ذي إطلاع بحقائق الأمور التي يسعون جاهدين إلى إضمارها في دهاليز الظلمة، لكن يأبى الله إلا أن يرين الحق شعشعا له نور كنور الشمس، ليتضح عندها سبيل أهل الغي والضلال من رفض للأصحاب وخلط للأنساب ومجنبة للصواب استدلالا بأحاديث موضوعات لم تصح لا عن النبي ولا نقلها الأصحاب، ثم يأتي بعدها من يرمي أهل السنة الصادقين بأنهم ينحون نحو التكفيريين، وأنهم من مشربهم يشربون ومن منهلهم ينهلون، وهذا ما ورد صريحا في نسب التكفير الأهوج الأعوج إلى السلفية جامعين في ذلك بين الضدين في لفظ يبرأ إلى مولاه من نسبهما ، فقالوا و بئس ما قالوا، السلفية التكفرية !!!!، أقول منذ متى يوصف منهج عتيق عريق كالسلفية والذي تبنى كل أحكامه على الأدلة الصحيحة الصريحة وفق فهم محكم لها كيف لا وهو فهم خير القرون وأفضالها، منهج وسط لا غلو فيه ولا تفريط ينسب إليه التقتيل والتذبيح والتفجير والترويع للمؤمنين في ديارهم الآمنة، سبحانك اللهم، هذا بهتان عظيم، كل هذه العظائم يبرأ منها أهل السنة والجماعة علماء وأتباع لهم في كل خير، بل يرون محاربتها بما يدرأ شرها، وما فتاوى علماء السلفية النقية الزكية البريئة من المناهج التكفيرية وأحوالها المخزية، ليست فتاوى هؤلاء الحكماء الفطناء (من أمثال ابن باز وابن عثيمين والألباني و سليم الهلالي وعلي الحلبي وربيع المدخلي وغيرهم كثير ولله الحمد والمنة ) في محاربة التكفير الأهوج الأعوج عنا ببعيد، فلولا لطف الله تعالى ثم جهود أمثال هؤلاء تعاضدا مع السلطات الجزائرية في رد الأمن والاستقرار إلى البلاد لكانت نار الفتنة لا تزال تضطرم، فاعرفوا للسلفية فضلها وقدرها فهي الدين الصحيح والطريق المنير الواضح الذي لا عوج فيه، عقيدة صحيحة ومنهج وسط سوي مبناه على صحيح المنقول والذي لا يخالف ولن يخالف صريح المعقول، دين واضح المعالم لا لبس فيه ولا شبهة، دين جميع الأنبياء والرسل من لدن أدم وصولا إلى سيدنا وحبيبنا محمد عليهم الصلاة والسلام، دين التوحيد والإتباع ، دين الألفة والرحمة واللين، دين مولاة المؤمنين ومعادة أعداء الله الكافرين، دين يأمر أتباعه بكل نفع وخير وينهاهم عن كل ضر وشر، دين اختاره الله لخاصة عباده وأصفياءه، تلك هي بعض معالمه، فهو دين الإسلام والذي لا يقبل الله منا دينا سواه، وتلك هي السلفية لمن يعرفها ولم يقدرها حق قدرها، أما غيرها ممن يناوئها ويعاديها فليست منه وليس منها، فهي هبة ورحمة من الوهاب يهبها لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ثانيا : :أما عن شبهة أن الرد على الفرق المخالفة فيه توهين للصف وتشتيت للجمع وبالتالي تمكين للعدو فإليك الرد ممن هو خير مني ومنك علما وفضلا.
هذه شبهة تَرِد كثيرا على لسان من لم يتضلَّع بمنهج السلف يجيب عنها الشيخ محمد البشير الإبرهيمي ـ رحمه الله ـ بقوله: " وإنك لا تُبْعِد إذا قلت: إن لفشوِّ الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا في فشوّ الإلحاد بين أبنائها المتعلمين تعلُّما أوروباويا الجاهلين بحقائق دينهم، لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه الأضاليل الطرقية هي الدين، وأن أهلها هم حملة الدين، فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل، فأنكروها حقا وعدلاً، وأنكروا معها الدين ظلما وجهلاً، وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين. أرأيت أن القضاء على الطرقية قضاء على الإلحاد في بعض معانيه وحسم لبعض أسبابه. وقد قرأت في هذه الأيام لكاتب تونسي مقالاً ينعى فيه على جمعية العلماء إهمالها لهذه الجهة من جهات الفساد وهي الإلحاد، واعتذر عن علماء جامع الزيتونة بأنهم ـ وإن قعدوا في نواحي الإصلاح التي تخبّ فيها جمعية العلماء وتضع ـ قاموا في حرب الإلحاد بما شكرهم عليه، ولكنه حصر عملهم في هذا السبيل في خطب جمعية ينددون فيها بالإلحاد ويحذرونه، وفات هذا الكاتب الفاضل أن جمعية العلماء لم تسكت عن الإلحاد، بل هاجمته في أمنع معاقله، ونازلته في أضيق ميادينه، كما فاته أن صرعى الإلحاد لايغشون المساجد، فما تأثير الخطب الجمعية التي تلقى على المصلين؟ وهل يداوَى المريض بتحذير الأصحاء من المرض أو أسباب المرض؟ إلا أن العالم المرشد كالطبيب لا ينجح في إنقاذ المريض من الموت إلا بغشيان مواقع الموت ومباشرة جراثيم الموت "([1])....إذن فمواجهة هؤلاء حماية لديار المسلمين من أن تُغتال من تحتها، بجهاد المنافقين الذين يتسللون الصفوف لِواذا، قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ} قال ابن القيم: " وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة .. " إلى أن قال: " فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواصّ الأمة وورثة الرسل. والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه ـ وإن كانوا هم الأقلِّين عدداً ـ فهم الأعظمون عند الله قَدْراً .. "([2]).
ولما كان هؤلاء منضوين تحت صفوف المسلمين، فإن أمرهم قد يخفى على كثير من الناس، فكان بيان حالهم ـ لمن ولاؤنا لهم فرض علينا ـ آكد، ولذلك قال ابن تيمية: " وإذا كان أقوام ليسوا منافقين ولكنهم سمّاعون للمنافقين، قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا، وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين، كما قال تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}، فلا بد من بيان حال هؤلاء، بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذِكْرُهم وتعيينُهم، بل ولو لم يكن قد تَلَقَّوْا تلك البدعة عن منافق، لكن قالوها ظانِّين أنها هدى وأنها خير وأنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالهم "([3]).
وأما مواجهتهم من الخارج؛ فلأن العدو لا يدخل عليك بيتك إلا إذا كانت منافذه مفتوحة أو ضعيفة، والفرق الإسلامية المنحرفة عن الناجية هم منافذ الكفار، وهل يجهل المسلمون أثر المتصوفة في استعمار البلاد الإسلامية وإعانتهم الكفار على ذلك؟أما عن الرافضة التي عليها يدور الحديث فقد قال ابن تيمية في الشيعة الروافض: " وهم يستعينون بالكفار على المسلمين، وقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتُلي المسلمون بعدوّ كافر كانوا معه على المسلمين، كما جرى لجنكزخان ملك التتر الكفار، فإن الرافضة أعانته على المسلمين، وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنِه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد، فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا و باطنا، وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم، فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين، ويسعى بقطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى عن قتالهم ويكيد أنواعا من الكيد، حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين ما يقال: إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أو أكثر أو أقل ... ولما انكسر المسلمون سنة غازان أخذوا الخيل والسلاح والأسرى وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مرَّ بهم من الجند، وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء ..."([4]).
قلت: ولذلك كان أئمتنا أفقه من أن يداهنوا المنحرفين عن منهج السلف، بل رأوا جهادهم أكبر الجهادين، كما قال يحيى بن يحيى شيخ البخاري ومسلم: " الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد "([5])،رواه الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، قال محمد: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟! قال: نعم بكثير! "([6]).
وقال الحميدي شيخ البخاري : " والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك "([7])، يعني بالأتراك: الكفار.وقد وجدتُ مثل هذا عند من هو أعلى طبقةً من الحميدي؛ قال عاصم بن شُمَيْخ: فرأيتُ أبا سعيد ـ يعني الخدري ـ بعد ما كبِر ويداه ترتعش يقول: " قتالهم ـ أي الخوارج ـ أجلّ عندي من قتال عِدَّتهم من الترك "([8]) ألا ترى معي هنا أن أهل السنة يهتمون بالردعلى المخالف أيا كان مشربه، وأيا كانت شبهته صوفية أو رافضية أو خارجية، حتى لا يتهم أهل السنة أنهم يقصرون في الرد على الرافضة دون من سواهم وضمن أصول أهل السنة والجماعة الرد على المخالف من أهل الأهواء بالكتاب والسنة من أهم الواجبات وهو عندهم من أعظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفتبصر ان كان في لبك بقية عقل ودعك من التعصب والجهل، وأقول انه ليس بيننا وبين الأحزاب المناؤة لكتاب الله وسنة رسوله الا العدوة والبغضاء أبدا حتى يعودوا الى رشدهم ويترك غيهم .
ثالثا : أما دعوى محمود عباس الإخوة للجهاد بدلا من رد البدعة بالسنة والباطل بالحق والضلال بالهدى، فما هم فيه هو أول الجهاد وأولاه في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وغيب فيه الحق، هذا هو جهاد القلم واللسان الذي لا يقل فضلا عن جهاد السيف والسنان، وقد ورد عن أبو عبيد القاسم بن سلاّم أنه قال : " المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله "([9]).كما أنه لا يتأتى الجهاد الشرعي للعدو إلا باستيفاء شروطه ومعرفة أحكامه، على أنه لا يعقل أن نجاهد الكفار وفينا من الرافضة سماعون لهم، قد بدت البغضاء من أفواههم والشنعاء من أفعالهم وما تخفى صدورهم أكبر.
وفي الأخير أسأل من الله العلي الأعلى أن يهدينا جميعا إلى دينه الحق،وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه، كما أسأله سبحانه أن يذيقنا لذة الإيمان، وأن يرزقنا شكر نعمة الإسلام، انه سميع مجيب.
([1]) آثار محمد البشير الإبراهيمي (1/132ـ133).
([2]) زاد المعاد (3/5).
([3]) مجموع الفتاوى (28/233).
([4]) منهاج السنة (5/155ـ159)، وانظر مدارج السالكين لابن القيم (1/72).
([5]) مجموع الفتاوى (4/13).
([6]) (( ذمّ الكلام )) ق ( 111ـ أ ).
([7]) رواه الهرويُّ بسنده في ذمّ الكلام (228 ـ الشبل).
([8]) رواه ابن أبي شيبة (15/303) وأحمد (3/33)، هكذا وقع عنده: عاصم بن شميخ بالخاء وهو الصحيح، وقد رواه ابنه عبد الله في كتاب السنة (2/635) بإسناد أبيه نفسه إلا أنه جاء في المطبوع بتحقيق محمد بن سعيد القحطاني: عاصم بن شميج بالجيم، وقد كنت حسبته خطأ مطبعيا لولا أني وجدته مُثبَتا كذلك مرتين! قال محققه في أولاهما(2/634): " عاصم بن شميج! بمعجمتين مصغرا، وتشديد الجيم!! الغيلاني ... التقريب (1/384)!!!". فرجعت إلى التقريب فإذا فيه: " عاصم بن شميخ بمعجمتين مصغرا، أبو الفَرَجَّل بفتح الفاء والراء وتشديد الجيم ..."، فعرفت أن هذا الخطأ من تصرّف المحقق حين انقلبت عليه خاء اسم أبي عاصم إلى جيم كنيته، مع أن قراءة شميج بجيم مشددة متعذِّرة!
وهذه الرواية أعلّها المحقق بعكرمة بن عمار، إلا أنني وجدت لها متابعاً عند ابن أبي شيبة في المصنف (15/331) من طريق يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدَّثني من سمع أبا سعيد الخدري t يقول في قتال الخوارج: " لَهُوَ أحبّ إليّ من قتال الديلم "، ومثل هذه المتابعة تنفع على الرغم من جهالة من روى عنه العوام بن حوشب، كما أجابني به شيخاي الفاضلان: عبد المحسن العباد وربيع المدخلي إذا لم يكن في الإسناد مقال آخر، ولا سيما وأن المجهول من أهل القرون المشهود لها بالخيرية كما نبّه عليه ابن كثير في
الباعث الحثيث ص (97)، مع العلم أنه ممن ثبت سماعه من أبي سعيد ـ كما مرّ ـ وليس هو عاصم بن شميخ الذي في إسناد أحمد؛ لأنه ليس في شيوخ العوام، وحديث عكرمة ينجبر؛ لأن ضعفه يسير، فقد قال فيه الحافظ في التقريب رقم (276): " صدوق يغلط " والله أعلم.
فائدة: نقل ابن منظور في لسان العرب فيمادة: ( دلم ) عن ابن سيده أن الديلم جيل من الناس من الترك.
([9]) تاريخ بغداد (12/410).
آخر تعديل: