قلت أحبك أيتها الخائنة .. قالوا : كاذب ..
عجبا أيخرج من العشق أنياب ومخالب ..؟
ويهوى القلبُ من جحد المحاسِنَ والمناقب ..؟
قلت : لا تعجبوا .. ففي الحب عوالم ومذاهب ..
وفيه هجر وصدود ومغلوب وغالب ..
وفيه حرب قد تطول .. ويستريح المحارب ..
وفيه يُهْزَمُ الزعيمُ لايدري أنْ في الحب مقالب ..
وأنْ فيه أحيانا جزْرٌ بلا مدٍّ ولا شط ولا قوارب ..
وأنْ في عمقه كنز كما في البحر لآلئ وطحالب ..
وأنَّ حبيبتي تستبيح خداعي دون قلبٍ مُحاسب ..
تأتيني بوصْفات فأحضنها .. كأني حقلُ تجارب ..
تشك دوما إن نجحتُ أو كنتُ لِامتحانها راسب ..
تهواني على قدر اللقاء لم تحقق أيَّ مكاسب ..
ولا أنا قفزتُ على بلاهتي وأصبحت كالمُشاغب ..
متمرد أصحو كما عن المعصية يصحو كل تائب ..
أعاتب قلبي لا يلين لنصحي ولا لرأي صائب ..
يُخَبِّرُني أن عاجز هو أن يجتاز هاذي المصائب ..
ولستُ إلا تابعا للوهم اللذيذ ولو بهذي المثالب ..
°°°°°°°°°°
أحبك أيتها الخائنة هكذا إن شئتِ ..
هذا حالي .. سجينكِ ولو أبيْتِ ..
لكني أراكِ في عيني قد صغَرْتِ ..
وضعفي إن بدا اليومَ فِيَّ وقد سخرْتِ ..
وحكَمْتِ وجَلَدْتِ وأدميْتِ و شتمْتِ ..
فللغدِ ردٌّ يُحرقُ قلبكِ كما فِيَّ فعَلْتِ ..
ليْس رذيلةً مني ، ولكن سُنَّةً إذْ ظلمْتِ ..
ومَنْ خان سيدتي هان .. وقد غدَرْتِ ..
فاحصدي من حقلك ما قد زرعتِ ..
