- الأوسمة
- 6
بسم الله الرحمن الرحيم
برق الأماني في الوصل بين بن العلقمي و السيستاني
***
يقرر الفلاسفة والسفسطائيون في تصوراتهم للحياة فيقولون :
إنك لا تستطيع أن تستحم في النهر الواحد مرتين .
وكنت قبل هذا اليوم أصدقهم ، وربما مازلت كذلك حتى عهد قريب ، وقد يكون نهر الفلاسفة المقصود يختلف بالكلية عن انهار العالم من حولنا ..
اعتقد أن أولئك السفسطائيين لو شهدوا نهر الدم الذي جرى على أرض بغداد لغيروا رأيهم لمفهوم التطور والثبات في الحياة .
نهر الدم هذا الذي وقّعَ على صفحاته ذلك الزنديق الملحد الرافضي بن العلقمي في منتصف القرن السادس للهجرة ، استحم فيه المسلمون مرتين..، مرة على عهده ، وأخرى على عهد حفيده.. هذا الشيخ المقعد خلف جدار في بغداد يرسم للتتار في العصر الحديث معالم دار الخلافة ويفتيهم باستباحتها.، ويجند الزينبيات لاستقبال جحافل التتار على أسوار بغداد بالورود والخدود والقدود ..
يقول شيخ الإسلام المؤرخ ابن كثير رحمه الله تعالى - في أحداث سنة 642هـ:
"وفيها استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي المشئوم على نفسه وعلى أهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة؛ فإنه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم" - البداية والنهاية -
ويقول أيضا :
وكان الوزير ابن العلقمي الرافضي الخائن شديد الحنق على العلماء من أهل السنة، حتى أنه كان يتشفى بقتلهم، ...........................
وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن وتعطلت المساجد والجماعات والجُمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحالِِ الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعَلَمهم بها وعليها * البداية والنهاية *
إن التاريخ يعيد نفسه بكل تفاصيله وقد يتوقف أحيانا وكأنه يوحي إليك بان الحياة يجب أن تتوقف للحظات لترتسم معالم الحقائق في أذهان الناس حتى لا يضل هذا التاريخ طريقه إلى عقولنا
وهاهو بن العلقمي في دار الخلافة من جديد يحمل مسبحة ويتمسح بمسوح آل البيت ويضع يده في يد هولاكو ، ويبارك وطأة قدمه على جماجم المسلمين مرة أخرى .
هذا السيستاني .. أو السيستامي ..؟
كما يحلو لي أن اسميه – يقرر مذهبا سياسيا جديدا في التعامل مع تتار العصر الحديث وبطريقة استدلالية لا تجدها إلا عند زنادقة الرفض والتشيع ...
ولنتوقف للحظات مع الحاكم المدني للعراق بول بريمر في مذكراته يعطينا فكرة عن
حفيد بن العلقمي - السيستامي – ونظرته لاحتلال دار الخلافة بغداد
يقول بريمر
لقد أبلغنا السيستاني بعد التحرير مباشرة ومن خلال قنوات خاصة ، انه لن يقابل أحدا ، من التحالف ولذلك لم أطالب بعقد اجتماع شخصي معه .
وقال لي ( هيوم ) الذي يفهم العالم العربي ، جيدا ، إن السيستاني لا يمكن أن يقبل بأن يظهر علانية بأنه يتعاون مع قوة احتلال ، كما انه يريد أن جماعته من آخرين من أمثال مقتدى الصدر ن ولكنه سيعمل معنا ، فنحن نشترك معه في الأهداف ذاتها ..
وبينما كانت وسائل الإعلام ، العربية والأجنبية تتحدث عن الصلات المقطوعة يننا وبين السيستاني ، فإنني كنت على اتصال مستمر معه حول القضايا الحيوية من خلال الوسطاء .
وكان هيوم محقا في تحليله ، فقد أرسل لي السيستاني ، ذات يوم يقول عن عدم لقائه بنا ليس ناتجا عن عداء للتحالف ، وإنما لأنه يعتقد أنه بذلك الموقف ، يمكن أن يكون أكثر فائدة ، لتحقيق أهدافنا المشتركة ، وبأنه سيفقد بعض مصداقيته ، لدى أنصاره ، لو تعاون بشكل علني ، مع مسؤولي التحالف ، كما فعل بعض العلمانيين من الشيعة والسنة ، أو رجال دين شيعة ذوي مرتبة منخفضة .
ورغم أن آية الله كان رافضا للالتقاء بسلطات الاحتلال فإنني تبادلت معه طيلة الشهور الأربعة عشر الماضية ما يزيد عن ثلاثين رسالة عبر وسطاء عديدين وهي رسائل اعتبرها من ناحيتي أيضا مفيدة جدا .
بول بريمر / الحاكم المدني الأمريكي لعراق
من مذكراته بعنوان
عام قضيته في العراق
لقد أخطا الفلاسفة ، وأخطأ السفسطائيون ، وصدق التاريخ
إنك تستطيع أن تستحم في نهر الدم الواحد مرتين
ما دام بتوقيع أحفاد بن العلقمي عليهم لعائن الله مجتمعة
توقيع سراي علي / الجلفة
