بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة للخير فلا تحرم نفسك منها
كان مما لفت انتباهي في منتدى الشريعة الإسلامية ، تعليقات كثير من الإخوة والأخوات ، على موضوع
للأخ الفاضل أبي حفص عنونه بــ :
.ادخل وتأكد .......هل اسمك مقبول شرعا .؟
وتوالت الردود والتعليقات بشكل ملفت للانتباه من طرف الأخوات خاصة
ولعل الناظر للأمر بعين العقل ينقدح في نفسه انطباع جميل لا يخلو من طرفة وفائدة في النفس الوقت .
فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن سرائر الكثيرات ممن علقنا على الموضوع أو تصفحنه يقف وراءه وازع ديني قوي يحدوهن إلى التثبت في أمور دينهن حتى ولو تعلق بالاسم الذي لم يكن لهن الأمر في اختياره .
هذا ذكرني بكلمة لسيد قطب رحمة الله عليه
ذكرها في رسالة لطيفة أرسلها إلى أخته أمينة
وطبعت فيما بعد تحت عنوان أفراح الروح ..
ومما جاء فيها قوله :
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة ..
ويقول أيضا :
إن الشر ليس عميقا في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا. إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون
بها كفاح الحياة للبقاء.. فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية.. هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر
الناس بالأمن من جانبه، بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم أو على حماقاتهم كذلك ..
وأنا أتذكر كل هذا واستحضره في نفسي كنت أقرا ردود الإخوة والأخوات على الموضوع السالف الذكر وانظر إلى مسمياتهم وتلك الصور الرمزية التي يضعونه كخلفيات لمعرفاتهم وفيها من المخالفة الشرعية ما لا ينكره عاقل أبدا ، حتى صاحبها الذي اتخذها لتعطينا فكرة عن شخصيته وميولاته أو اهتماماته ونظرته للحياة .
وقد يقول قائل إن هي إلا صورة رمزية لا تعني شيئا كثيرا بالنسبة لصاحبها
وقد يقول قائل أيضا "
وماذا في ذلك..؟ صورة رمزية ليست أكثر من ذلك ..؟
أنا على يقين أن الكثيرين من الإخوة والأخوات على قدر محمود من الالتزام بدين الله ومظهره سواء بالنسبة للأخوات بارتداء الحجاب أو بالنسبة للإخوة بالتمسك بالسنة أو بما هو معلوم من الدين بالضرورة
والصورة الرمزية على أقل تقدير في تصوري هي شيء يعطينا فكرة ولو بنسبة معينة حول تفكير صاحبها ، وميولاته واهتماماته ، أو يريد من خلالها أن يعطينا فكرة حول شخصيته فيعمد إلى اختيار تلك الصورة ليقول لنا تصريحا أو تلميحا
هذا ... أنا
ها أنا ذا ..
في صورة فتاة عارية متبرجة
آو ها أنا .. ذا..
في صورة مجرم
وها أنا ذا ..
في صورة ملحد كافر
وها أنا ذا ..
في صورة راقصة .. وفتاة ليل
وها أنا ذا في صورة
سفيه من السفهاء تعارف الناس جهلا على تسميتهم أهل الفن والطرب ولا فن ولا طرب ..
فهل ترضى أيها الفاضل وأيتها الفاضلة أن تعطينا فكرة عن شخصيتك
بهذا الشكل المخزي
اعتقد أن لك في كثير من الصور ما يغنيك عن هذا
حتى في صور بعض الحيوانات
فلو اخترت صورة أسد أو نمر أو فرس
لكان أهون واقرب إلى الصواب فهذا يعطينا فكرة أن فيك صفة من صفات الأسد في شجاعته وقوته
ومن الحصان صبره وجلده
وفي النمر أنفته وسطوته وحيلته ..
فيستقر لدى كل ما يرقب معرفك أن هذا من ذاك
ولك أيضا في كثير من الصور التي فيها مسحة من جمال كالورود والزهور والطبيعة ما يمكن أن يعبر عن ذاتك
ولك أيضا في كثير من صور المدن والمعالم و الكواكب ما هو فوق ذلك
هذا الذي حدثتني به نفسي في تلك اللحظة بالذات .
وقد بادرت وأرسلت جملة من الرسائل بنفس الصيغة والشكل في سطرين كتبتهما على عجل وأرسلتهما تحديدا للكثيرات ممن علقنا على موضوع الأخ أبي حفص ، ولم أتفاجأ كثيرا ببعض من راسلني وتلقيت ردا منه لأنني اعلم يقينا أن معظم رواد هذا المنتدى المبارك إن شاء الله فيهم خير كثير ومنابع للصفاء لو تفجرت لآتت أكلها في حينها بإذن ربها .
وإنما الذي حقا أثار إعجابي هو تلك السرعة في الاستجابة والتنفيذ
ذكرني بسلف هذه الأمة كانوا كالبرق في سرعة استجابتهم لكل دعوة خير تدعوهم إلى الجنة ..
حتى استحقوا ثناء الله جل وعلا بأن وصفهم
* كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر *
وهذه دعوة للخير نجددها وندعو إليها كل الإخوة والأخوات إلى تغيير صورهم وتواقيعم إلى أشياء تذكرهم بالله أولا
أو تبعث في نفوسهم شيئا من العزة والأنفة والمروءة
ندعوهم إليها ولهم في نفسي دعوة بظهر الغيب أن يبارك في جمعهم ولمتهم
ويرزقنا الله وإياهم صواب القول وصواب العمل
والإخلاص فيه
كتبه سراي علي / مدينة الجلفة