التفاعل
165
الجوائز
621
- تاريخ التسجيل
- 30 أفريل 2009
- المشاركات
- 2,233
- آخر نشاط

في مثل شعبي جزائري قح قديم قدم عراقتنا و انتاجاتنا التي كنا نبهر بها الكل حتى و لو كانت كلمات وليدة افواه فلاحين بسطاء, كلمات متراصة بجنب بعضها البعض لو تمعّن فيها اللبيب بنصف عقل و ربع وعي لادرك انه امام امة عظيمة عظمة الحكمة النابعة منها.
قيل : سال مجرب و ما تسالش طبيب بمعنى اسأل مجرب و لا تسال طبيبا, و لو ان هناك اختلاف في ان اصل المثل هو: سال مجرب و ما تنساش طبيب( اسال مجرب و لا تنسى رأي الطبيب).
و ان رجحنا حكمة العقل لادركنا ان صيغة القول الثانية اقرب الى الصح من الاولى كون الطبيب دارس و آخذ بكل المفاهيم و ملم باغلب الاسباب و من ثم وجب الاخذ برأيه
الا ان ما سقط من باقي الاسباب يمكن ان يحصله المجرب, ذاك الذي خبر الالم و ذاقه, يعرف الحالات الحرجة و يدرك متى تبدا النوبة و ان كان الوضع سيتأزم
ذاك المجرب الذي عدّ دقائق المنبه و انتبه لكل هزة من هزات دجاجة المنبه التي تلتقط في حبات عمره, و بدت له عقارب الساعة عقارب حقيقية تخيفه بشكلها و تعصره بعضلاتها و تنفث فيه سمومها ان قويت و اشتدت عليه
ذاك المجرب الذي انهكه تعب دراسة, المجرب العاشق الذي عذبه سواد الليل و اذله نور النهار,المجرب المهاجر الذي اكتوى بلهيب الشوق و احساس انه دائما في حالة تنقل لا استقرار, مجرب اختضن صورة ام و اب و ابن و حبيبة و حبيب فارقه ربما الى الابد, مجرب قاسى ويلات المرض , مجرب............. مجرب عانى من اي نوع من النكبات و الهزات و المنحدرات و التقهقرات و ..............
فلقد ارشدونا فلاحينا بان ننتبه لاغوار النفس البشرية و ان نكون أمة محمدية جديرة بان يفاخر بنا حبيب الله يوم القيامة بان نعامل من كان بمحنة و ان تعدد سببها و ان كانت قصتها تافهة و ان نضع انفسنا في وسط الالم و نحكم على الغير من منطلق القابض على الجمرة لنحس بغيرنا و نرحم بعضنا و عسى ان نستفيد لو مررنا بنفس الحالة و نكون آنذاك في غنى كلي او بنسبة كبيرة عن طبيب فيقفل انذاك كل الاطباء النفسانيين فلنا في بعضنا سند و الحمد لله