يا شباب الجزائر هكذا كونوا!...أو لا تكونوا!...

كنزا

:: عضو مُشارك ::
يقول الشيخ محمد البشير الأبراهيمي عن الشباب كما تمثله له خواطره:

أتمثله متساميا الى معالي الحياة،عربيد الشباب في طلبها،طاغيا عن القيود العائقة دونها،جامحا عن الأعنة الكابحة في ميدانها،متقد العزمات،تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب،وشهامة الفؤاد،ونشاط الجوارح.
أتمثله مقداما على العظائم في غير تهور،محجاما عن الصغائر في غير جبن،مقدرا موقع الرجل قبل الخطو،جاعلا أول الفكر آخر العمل, أتمثله واسع الجود، لا تقف أمامه الحدود،يرى كل عربي أخا له،أخوة الدم،وكل مسلم أخا له،أخوة الدين،وكل بشر أخا له،أخوة الانسانية،ثم يعطي لكل أخوة حقهافضلا أو عدلا.
أتمثله حلف عمل،لا حليف بطالة،وحلس معمل،لا حلس مقهى،وبطل أعمال،لا ماضغ أقوال،ومرتاد حقيقة،لا رائد خيال,أتمثله برا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا،مزورا عن الحضارة التي(رمتهبقشورها)،فأرخت أعصابه،وأنثت شمائله،وخنثت طباعه،وقيدته بخيوط الوهم، ومجت في نبعه الطاهر السموم، وأذهبت منه ما يذهب القفص من الأسد من بأس وصولة, أتمثله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع،اقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد و الشمع،مقبلا على الارتزاق،اقبال النمل تجد لتجد،وتدخر لتفتخر،ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرة منجحة ومرةخائبة. أحب منه ما يحب القائل:
أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه ------ كأن به من كل فاحشة وقرا
وأهوى منه ما يهوى المتنبي:
وأهوى من الفتيان كل سميذع ------ أريب كصدر السمهري المقوم
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت ------ به الخيل كبات الخميس العرمرم

يا شباب الجزائر هكذا كونوا!...أو لا تكونوا!...
 
في عام 1939http://ar.wikipedia.org/wiki/1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح)؛ فنفته فرنسا إلى بلدة أفلو الصحراوية، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945/1947

وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:

"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر - كالانتخابات - فلم تستجب لهم، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها فعارضتهم" (1).
ودافع في (البصائر) عن اللغة العربية دفاعاً حاراً: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل" (2). اهتمت (البصائر) بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب فيها الإبراهيمي مقالات رائعة.
عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر، وأمّ المصلين في مسجد كتشاوة الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية"
 
Z5.gif
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom