سأذهب بك قلبى حيث البعيد أو تدرى لِمَ ؟!
لأغتالك ! لا تبهت ! لا تتعجب ولن يدرى أحد بحالك
أتعبتنى ألهثتنى ما رحمتنى كفانى منك كفانى ما همنى
دعك من رقيق الخفق ألا تعرف كيف تغلظ ؟!
أعرف أنه لا وهذا سر مصابك وقد عابك
لا تفتأ تفتح لكل طارق بابك
وعذرك حسن النية
قلبى إليك أكتب وعليك أعتب
كل حروف الهجاء باتت لك رثاء تكتب بأقلام مرثية تنعيك
وأنثارك تبكيك وأشعارك تدفنك بأسرار سحيق أغوارك
قد باعدت بيننا المسافات ولن أقطعها بلهاث لا مجدى
لا طائل من ورائه إلا الهم والتعب فوداعا بلا عتب
ظننت ياقلب العتاب بين الأحباب وما سألتهم مشاعرهم عنوة
ولا نزعت الخفق المرغم من قلوبهم ولا أرغمتهم على الجوار
لا ياقلب لا كف عن الطرق على القلوب فليهجروا ما شاءوا
فقد إعتدت على الهجر وما كنت لأقف باكى يوما على الأطلال
أياديار الهجر ما صيرك أنقاض إلا لأنك لبنات من ماء ورمال
لينة لا صلبة ذابت ذهبت مع الريح وما تركت أثار ولا حتى أعذار
كفاك يا قلبى ألم أنهك مرارا عن الرسم على الرمال ؟!
لماذا لم تتعلم ؟! لماذا لا تكف تتألم ؟! كم كانت لك قصورا
وجرفتها موجة إلتهمتها فى جوف الجفاء يا لمرارة مذاقها
وكأنما غرقت فى أعماقك تلعق الصبار يدميك بأشواكه
تلتصق بلزج شراكه لا تملك مهربا من حولك صحراء
جرداء تلك تستجدى الرواء فما إلا جبال صماء بكماء
لماذا ترتجف يا قلبى ؟! ألم تجد ما ترتشف ؟!
أم خِفت من الذئاب والعواء ؟! لا مرحبا بك قلبى
فى واديهم لا تناديهم ولا منهم تختبىء ظل فى مكمنك
والرب مأمنك فما أبدا أخافوك ولا بأس إن مزقوك أشلاء
فما بلغوا لإحساسك دعهم فما كانوا أناسك فلا بهم الأنس
فما لاكوه سوى مضغة فانية وما باقى إلا ماسلمه الله
ولن ياقلبى تهون فلن أغتالك فما كنت لأكون قاتلك
لا تخف فلن تكون بيداى تلك أبدا ياقلبى المخنوق
هلم معى هيا لمكان لن يصل إلينا فيه مخلوق
