وصية الشيخ-الالباني رحمه الله-التي كتبها لاهله واصدقائه وكل من احبه في الله تعالى ........

سلفي والحمد لله

:: عضو فعّال ::
أوفياء اللمة
-أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة-أولا-وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرفوع.

ثانيا: أن يعجلوا بدفني, ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي, وأن يتولى غسلي ( عزت خضر أبو عبد الله ) جاري وصديقي المخلص, ومن يختاره هو لاعانته على ذلك.

وثالثا: اختيار الدفن في أقرب مكان, لكي لا يضطر من حمل جنازتي إلى وضعها في السيارة, والبتالي يركب المشيعون سيارتهم. وأن يكون القبر في مقبرة قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...

وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي-فضلا عن غيرهم- إلا بعد تشييعي, حتى لا تتغلب العواطف, وتعمل عملها, فيكون ذلك سببا لتأخر جنازتي.

سائلا المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنبي ما قدمت وما أخرت...

وأوصي بمكتبتي-كلها- سواء ما كان منها مطبوعا, أو تصويرا أو مخطوطا -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة, لإن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة, وعلى منهج السلف الصالح- يوم كنت مدرسا فيها راجيا من الله-تعالى- أن ينفع بها روادها كما نفع بصاحبها- يومئذ- طلابها, وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم.


( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ).

27 جمادي الأولى 1410 هه


وكتب
الفقير إلى رحمة ربه
محمد ناصر الدين الألباني

# من كتاب الذب الأحمد عن مسند ((الامام أحمد))-تأليف: محمد ناصر الدين الألباني- بطلب من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز-رحمهم الله تعالى- صفحة ( 30).

منقول
 
هو العلماء الربانيون

قائمون بالسنن حتى و هو على اوبواب الاخرة

والله لو وجد فيها صاحب علم لاستخرج العلم الكثير من وصيته هاته

غفر الله له و رحمه و اجزله الله حسن الثواب و اسكنه جنات الفردوس




المرثية الالبانبة

الحمد الله وصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد : فهذه القصيدة تعد رثاء في شيخ الإسلام .. ومحدث الأنام ... وقائد الأئمة الأعلام .. ودرة أهل الشام ،
الذي امتلأ به السحر والنحر .. والسهل والقفر .. محدث العصر ، فضيلة الشيخ العلامة :


محمد ناصر الدين الالباني


طيب الله ثراه ، وأسكنه الفردوس الأعلى عند ربه ومولاه.


انصداع الصدر بخبر وفاة محدث العصر


المرثية الالبانبة


لا النظم نظمي ولا الأشعار أشعاري = ولا القريض قريضي يا ابنة الجار
لو تعلمين بأن الشعر أكتبه = وذلك الشعر عن أوزانه عار
لو تعلمين بأن الشعر أكتبه = به المعاني توارت خلف أستار
لو تعلمين بأن الشعر أكتبه والحزن يعصف قلبي عصف إعصار


****​


لو تبصرين رياض الشعر قاحلة = فلم يغرد بها أصناف أطيار
لو تبصرين عيون الشعر غائرة = فليس ينفعها جرْيٌ لأنهار
وكيف أكتب شعراً حين أكتبه = وقد تربص بي مليون غدار
فرب معنىً جميلٍ كنت أكتبه = والآن لا يُرتضى إلا بمقدار
أرى الوجوه وجوه القوم عابسة = وينقلون إلى الأشياخ أخباري


****​


هل قلت إفكاً – معاذ الله – ذاك إذن = شر وبيل وعند الله أسراري
لكنما ذاك قول الحق أعصره = وبالمرارة يُسـقى كل جبار
أليس بالأمس قد ألقيت رائعتي = عن ابن بازٍ وفي الأمصار أشعاري
وأنه فارق الدنيا وزهرتَها = لكنما الموت في أرواحنا سار
وأن ناصر دين الله قاطبةً = غدا مريضاً بجسم منه منهار
وقد أشرتُ إلى أنْ سوف يتركنا = وها هو اليوم قد ولى عن الدار​


****​


قالت : صدقتَ فذاك الشعر نعرفه = لكن قوماً هنا من دون أبصار
فقلت : إني سألقي اليوم رائعتي = أرثي بها شيخَ علمٍ شيخَ آثار
وليس شيطان جنٍّ سوف ينفعني = فينفث الشعر في روعي وأطماري
لكنّ تأييد ربي سوف يدفعني = في صف حسان مثل السلسل الجاري
فإن علمت بأن الشعر أنظمه = فليس مني فتلكم مِنَّةُ الباري



****


خنساء لا تذكري صخراً وسيرته = فإن صخراً تولى نَهج كفار
وقد مضى مشركاً فيما يفارقه = والمشركون غداً يُلقون في النار
لكن تعالي إلى مدح الرسول ومن = بكفه النور أعني صاحب الغار
لكن تعالى إلى وصف الرسول ومن = تحتار في وصفه ألوان أشعاري


****


فقد أتانا بدين الله تقدمه = سماحةٌ قابلت مليون جبار
وصار يدعو إلى الرحمن منهجه = هداية أشرقت عن خير أنوار
فشرعه قائمٌ بل إن سنته = مرفوعة الرأس تعلو كل أقطار
ما مات إلا وقد أرسى قواعدَها = في درب أصحابه من كل أنصاري
وقال : عضُّوا عليها في خفلافكمُ = وأمسكوها بأنيــابٍ وأظفار


****​


وقد توارثها الأجيالُ صافيةً = حتى أتى عصرنا الماضي بأكدار
عصر تناهت إليه كل واقعةٍ = وحادث صار فيه فقد أبرار
ممن لهم نشر هذا الدين في زمنٍ = أضحى مليئاً بأحداثٍ وأقدار
في عقد عشرين حطَّت كل فاجعةٍ = رحالها ، وتولت حين إدبار
في عقد عشرين تبكي العين راضيةً = فدمعها نازلٌ كالغيث مدرار
على شيوخ لهدي المصطفى نشروا = يعلون سنته في كل أمصار​


****
فتلكم السند قد ولى محدثها = بديعها مثل نجم آفل سار
وذي المدينة كم تبكي على عَلَمٍ = يُدعى ابن فلاَّتة يسمو بآثار
وذاك جامينا ولى ويسبقه = عفيفنا بعده حماد الأنصاري
وابن الغصون كذا إسماعيل يقدمه = سندينا ، إن تلكم حكمة الباري
خنساء لو كنت في ذا العصر حاضرة = لقلتِ شعراً بدمع منك مكثار
وكيف يرقأ دمع حين ترسله = عينٌ له لهبٌ في القلب كالنار


****​


إذا ابن باز بيوم الأمس ندفنه = واليوم ندفن شيخ العصر والدار
فقد تواترت الأنباء قاذفة = أسماعنا بثقيل الأمر قهّار
بأن ناصر هذا الدين قد صعدت = أنفاسه بخروج الروح للباري
وأن ناصر هذا الدين قد ذرفت = له العيون وجفّت عين جبار
فالموت لا يترك الأحباب ثانية = فكم يجيء على صحبٍ وأخيار


****
لو كان يخلد فينا عالم أبداً = لَخُلِّد المصطفى في هذه الدار
لكن هو الموت لا يبقى على أحدٍ = وفي توارده رايات تذكار
يا ناصر الدين هل غادرت ساحتنا = فلست تنظر في أهل وأصهار
وكيف تترك داراً أنت تسكنها = تعيش في ظلها من غير أكدار؟
وكيف تترك دوراً أنت تملؤها = بعلمك الجم فيما ينفع القاري؟
وكيف تترك طلاباً وقد نهلوا = من فيض علمك في تحقيق آثار؟
وكيف تترك جيراناً وقد عرفوا = حسْن الجوار وكنت العون للجار؟

****​


يا ناصر الدين إن لم ترض جيرتنا = فقد رضيت بأخرى جيرة الباري
بكت عليك بقاع الأرض قاطبة= وذاب من وجدكم أصلاب أحجار
بكت عليك رياض العلم دامعة = وذات من فقدكم أشياخ أمصاري
يا ناصر الدين شعري لا يطاوعني = فشخصكم فوق ما تبديه أشعاري​


****​


محدث العصر أنّى لي بوصفكمُ؟ = حزت الفضائل في سر وإظهار
أنت الإمام الذي سارت بسيرته = أجيالنا حينما فضتم بأنوار
كم بدعةٍ يا إمام العصر كنتَ لها = سداً منيعاً فصارت وسط أغوار
كم منهجٍ فاسد صيَّرتَ قامته = قصيرةً فاكتوى من ردك الناري
يا ناصر الدين من يبكيك رائعةً = أهل الهوى؟ لا وربي الخالق الباري


****
فليس يبكيك إلا تابعٌ سلفاً = ونَهجه يُستقى من خير مختار
كم شاعر صيَّر الأبيات سلسلةً = في حب ليلى وتمجيد لشطَّار
ولم تحرِّك وفاة الشيخ حافظةً = لديه بل أظهرت أحقاد مكار
يا ناصر الدين عذراً إن قسى قلمي = فذي الحقيقة دقت جَرْس إنذار
إن لم نسخِّر وميض الحرف رائعةً = نرثي لكم فلتلكم وصمة العار​


****
ففي الحجاز ونجد كل فاجعةٍ = وكنت فاجعةً في كل أمصاري
سل الجزائر سل ربات أخدرها = تُنبئك عن حزنِها من داخل الدار
فتلك فتواك يا شيخي مدونةٌ = بخط كل فتاةٍ ذات إسوار
ويسمع اليمن المحبوب فاجعتي = فيحتسي أكؤساً من فقد أخيار
كذاك في الشام أعلامٌ قلوبُهمُ = تفطَّرت حين لبيتم ندا الباري
هذا سليمٌ يواري اليوم دمعته = والحزن في قلبه قد صار كالنار


****
وانظر إلى شقرةٍ ضاعت بلاغته = وكم تلعثم عند الحادث الجاري
وذاك مشهور قد سالت مدامعه = فقداً لشيخٍ عظيم القدر مهصار
أما عليٌّ فلا تنظر لساحته = فإنَّها ساحة من دون أشجار
يا راحلين إلى عمَّان دونكمُ = هذا القريض يريكم بعض أخباري
يا راحلين إلى عمّان دونكمُ = قلبي يتوق إلى بستان أبرار
إني لأكتب شعري حين أكتبه = وكتمة الصدر كم تؤذي بأشعاري


****
كم كنت أرجو لقاء الشيخ أبصره = أرى محيَّاه بدراً في السما ساري
كم كنت أرجو سماع الشيخ يطربني = بصوته عبر تحقيق وآثار
لكنما في المنايا كل قاطعة = لذي الرغائب أو عن نيل أوطاري
يا ناصر الدين إن فارقت دوحتنا = فقد تركتَ علوماً تتحف القاري
قد كنت في الأرض للتعليم جامعة = بشطّها صار يرسو كل بحَّار
تهفو إليك قلوب الخلق طامعةً = بعلمكم فاستقوا من نَهرك الجاري


****
من للسلاسل يذكي نشر طيِّبها؟ = إلا ابن نوحٍ بعلم منه معطار
ومن سيروي غليلاً عند نَهمته؟ = إلا ابن نوحٍ ويعطي دون إقتار
ومن يرد دعاة الغي إن نعقوا؟ = إلا ابن نوحٍ بسيف منه بتار
وكيف يسطيع خصمٌ في مناقشةٍ = نقاش ذالك الهِزَبْر العاقر الضار​


****
كم باحث ناقدٍ في الشيخ خطته = ونقده لا يساوي عشر معشار
يسير خلف ذوي الأهواء مجتهداً = وباعه لا يساوي شبر مغوار
يرميه زوراً بذا الإرجاء في سفه = ونَهجــه خارجي نَهج جزار
لكن أولو الفضل قد شادوا برتبته = وأنه شامةٌ في كل أقطار
مضى ابن نوح إلى الرحمن سيرته = محمودةٌ ، وجبين الخصم كالفار
مضى إلى الله يرجو كل مغفرة = من عالمٍ سرَّه للذنب غفار
فرحمة الله تغشى روحه أبداً = يعلو بها منزلاً في دار أبرار


****
فإن غدت شمسه في الكون آفلةً = فقد بدت ههنا شمس بأمصاري
فذلك الوادعي يمضي بسيرته = يقفو هنا نهجه في نقد آثار
يا وادعيُّ عيون الناس قد شخصت = إلى علومك في حضْر وأسفار
يبغون رِفدَك في التعليم فاتجهت = قلوبهم ترتوي من نبعك الجاري
أبقاك ربي لهذا الدين جامعةً = مبارك الوقت في جسْم وأعمار
والختْم صلى إله الكون ما طلعت = شمس الضحى أو توارت خلف أستار
على نبي الهدى والتابعين له = والمقتدين به في خير مضمار​


كتبت في يوم الأحد الموافق لليوم الثامن من شهر رجب لعام 1420هـ
بدار الحديث بدماج – صعدة – اليمن


بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى


منقوله من موضوع أخي مشرف القسم:

الليث ابا ليث نفع الله به


https://www.4algeria.com/forum/t/304234
 
بارك الله فيكم اخي حزن النبلاء على الاضافة الطيبة
احسن الله اليك
 
رحمه الله تعالى..و جازاه عن الأمة أجرا عظيما.... هو و الله ممن أفنى عمره في خدمة الدين و السنة ... نحسبه كذلك و الله حسيبه . و لا نزكي على الله أحدا....
 
اللهم امين نسال الله ان يلحقنا ووالدينا بهم في جنات النعيم
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom