التفاعل
27
الجوائز
1.2K
- تاريخ التسجيل
- 6 فيفري 2010
- المشاركات
- 6,128
- آخر نشاط


لا نملك إلا الخضوع والتأمل أمام سحر الطبيعة التي منحها الخالق لها .
فاعترافنا بالعجز عن التأمل فيها والتفكر فيها هو عين الحقيقة التي يبحث عنها كل ذي عقل .
أمشي في هذه البقاع تحت قبة السماء الزرقاء أتأمل عوالم الأرض بين جبال وهضاب ورمال وصحاري ،أعري نفسي عن بشريتي لأضحي ملاكاً يسبح في هذا العالم .
الجبال الراسيّات هذه التي وقفت بصمود تتحدانا
كنا أبطالاً فهدمناها ولكنها كانت أقوى منّا حينما أثبتت أنها تقف بإعجاز وتبهر كل الخلق بتناسقها وأمكنتها !!
أناظرُ النهرَ الذي ينحدر من أعلى الجبل كأفعى تتلوى لتصطاد فريستها فلا أملك إلا التسبيح بحمد الله !!
أجلس على صخرة اكتسبت دفئاً من الشمس الساطع نورها وأتطلع في هذه السماء التي لافطور فيها ولا تعرج ولا إعوجاج فأزدد عجباً !!
أي قوة رفعتها ؟!
وأي قوة حملتها ؟!
هو الله الواحد الأحد .
قُبتُّها الزرقاء الزاهية تنادي:
أيا متأملي اعتبر واعرف كيف يكون الكمال والجمال
زينت نفسي بالكواكب المتلألئة
وحملت بكوكبين :
الشمس الحار لهيبها
والقمر اللطيف نوره
من بطني ولدا وتحت جناحي يختبأا
تبسمت وأطرقت بالأرض لكنني سافرت ببصري بعيداً حتى الأفق ....
شعرت بأنني في بلاد العجائب ..؟؟!!!!
وتيقنت أن كل شبرٍ بهذا الفضاء الرحب ، وهذه البسيطة الممتدة هي بلاد عجائبٍ لو تأملناه بفكر خالٍ من متاعب الحياة :
كيف بسطت ؟!
وكيف كورت ؟!
تعرجت عندما احتجنا لتعرجها !
واستوت عندما احتجنا استوائها !
دفنت أحجارها !
وقَبَرَت ثرواتها !
ثم نادتنا :
أبنائي استخرجوا ما في بطني فأنا حبلى بكل ما يسعدكم
هذه الأرض الجميلة ببساتينها
تتباهى أمامنا بأشجارها الخضراء لونها ، المختلف أُكُلها ، المتفاوت حجمها ، حتى لكأننا بجنةٍ أرضيةٍ لا يستطيع عقلنا إدراك ماهيتها .
تتماوج مزارعها وترسم خطوطاً متوازية رسمها فلاحو الأرض عندما قرروا أن يزينوها ويجعلوها عروساً فأعملوا فيها محاريثهم فازدانت وتبدّت .
هذه الأرض التي تخرج الخبء بإذن ربها فتجعل منه لوحة رائعة تسافر فيها أحلامنا البريئة .
تجعل منا ربابين باخرة البصيرة فتسحرنا بأقاحيها
أيقظت بي مشاعر اختلفت ؟؟!!
فرددت :
الكون مشحون بأسرارٍ إذا حاولت تفسيراً لها أعياكا
الله في كل الحقائق ماثلٌ إن لم تكن تراهُ فإنّه يراكا
تتغافل نفوسنا عن الخوض في مكنونات هذه الطبيعة لكنها تتيقظ لاستمتاع وراحة فقط ولعله من قصر بصيرتنا .
اقتربت من النهر الذي أصاب قدماي ببعض قطراته أثناء جريانه فرأيت درراً ولآلئاً تتسابق فيه .
صفاء ما بعده صفاء .
تساقطت فيه بعض وريقات الأزاهير والأشجار فأضفت عليه جمالاً فوق جماله .
فصرت كمن يعيش في عالم الخيال الخيالي ؟؟؟!!!!!!!
نعم .. نعم هذه هي اللوحات التي كنت أرسمها بخيالي تجلت أمامي حقيقة
فرددت:
عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة وتسكينة أبداً شاهد
وله في كل شيءٍ آية تدل على أنه واحد
تسللت من بعض الطرق لأراني أمام بحر الصحراء المتماوج !
رمالٌ تحكي آلاف الحكايات !
تنقلت هذه الرمال هنا وهناك عبرَ آلاف وآلاف السنين :
غَيّرت اصطفافها !
وبَدّلت أشكالها لكن بقي مسماها رمال ؟!
نَحتّت بنفسها الصخور فرسمت منها موائدٌ وأشكالٌ يعجز عن نَقشِها أمهر النحاتين !
تاه بين أحضانها الكثير ودفنتهم بين حناياها لكنها بقيت أماً حنوناً لنا ولهم !
بقيت تنادي من يريد أن يستثمر فؤادي ؟ .
قلّبت أقدامي ، وركلت بعض رمالٍ بقدمي
ثم نظرت للسماء ، وفتحت ذراعي ، ودرتُ حول نفسي دورات وأنا فاغراً فَايَ و صارخاً :
يا اللـــــــــــــه
وهنا استذكرت قوله تعالى:
(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين)
صدق الله العظيم . لقمان 11
هذه هي طبيعة الأرض .
وهذه هي رسوم الكون .
لا تتشابه لكننا تشابهنا بتفكيرنا .
فعلينا إطلاق العنان لعقولنا وإعمالها لنكتب أناشيد الطبيعة الرائعة ونتبارك بمكنوناتها المسخرة لنا .
جميع حقوق النشر محفوظة
لمنتدى اللمة الجزائرية
برعاية ناس فور ألجيريا
NASS 4ALGERIA
لمنتدى اللمة الجزائرية
برعاية ناس فور ألجيريا
NASS 4ALGERIA
آخر تعديل: