التفاعل
0
الجوائز
6
- تاريخ التسجيل
- 31 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 149
- آخر نشاط

في تلك الجزيرة الذهبية المطلة من الأفق البعيد ,التي نسجت عليها الشمس خيوطها المشعة لتكون لها وشاحا , هناك رصت عيناي في هذه الأمسية الغريبة , وقفت مطولا أحدق بها من بعيد وصوت الموج الآتى تارة والراحل تارة ,ونسيم عليل يحوك أطياف ذاكرتي حينا وحينا آخر يلاعب خصلات شعري لينعشها من ركودها الدائم ,راقبت الشمش المستعرة غضبا وهي تغرق في البحر العريض ببطء شديد ,وهكذا مرت سويعات تلك الأمسية الغريبة معالمها , هممت بالرحيل تنهدت وإستنشقت نسيم البحر لآخر مرة ,غدوت في الشوارع متثاقلة الخطى ملتفة بوشاحي الأبيض الناعم ,مشيت طويلا لأصل في آخر المطاف إلي مبنى عتيق لا تبدو منه سوى مصابيح تكاد تنطفأ, وصوت قطة حزينةتأبى نسيان عذابها المرير مع الوحدة والبرد , تأملت المبنى لثوان فبادرتني نزغات التمرد فتولدت لدي رغبة بالصياح لولا هدؤ ذلك الليل ,أيقنت أني في آخر الأمر ستحكل قدماي جثتي الهامدة الثقيلة بإنهزام وأدنو نحو اباب المبنى العتيق لأصعدالدرج الخشبي الهرم لأصل إلى الطابق العلوي وسأجد أمامي علبة سأفرغ عليها جم غضبي وأركلها وتصطدم بجدار كاد ينهار , ثم أفتح الباب العتيق ويصدر منه صوت تقشعر له الأبدان فأدخل وأغلقه ليئن مرة آخرى , فأشعل المصباح الذابلة أنواره لتنطلق منه بضعة ألياف من النور ,وأتوجه إلي طاولتي التي تعج بجم الروايات المنسية ,وأبتسم يضجر فينقبض قلبي وتتمزق أوصالي ألما ويآبى الماضي مفارقة ذاكرتي المريضة , ياله من ألم .وتنزل من عيناي الذابلتين دمعتان كأنهما تتسابقان إلي الهطول وكأنهما كانتا سجينتان وها هما سعيدتان بالخروج من سجن عيوني , وأغدو نحو فراشي البارد وأسند رأسي للأوهام وأتغطى بكوابيس الوحدة المرة,لأبحث عن نفسي الحققيقية , وهكذا بقيت حتى سمعت مواء القطة الحزينة تتمسح بزجاج نافذتي الخشن , تنظر إلي بنظرات حادة يخطها حنين يخجل من الظهور ,فنهظت بعد عناء طويل , فتحت النافذة خاطبتها قائلة : مابالك يا صغيرتي؟ هل تريدين الدخول ؟هيا أدخلي ,ــ تتمسح بيدي ويصدر منها أنين خافت ــ ,آه يا صغيرتي هذه هي الحياة ,كل واحد يبحث عن نفسه فلا يجدها , ترينني أمشي بالشوارع كأني أسعد فتاة ولكني في داخلي حائرة تستعمرني الأسئلة التي لا تجد الأجوبة , ها أنا أخاطبك بلغة الحزن لغتي ولغتك, نبحث معا عن وجوهنا البريئة المتعطشة للسعادة , وجوه ملت من الوحدة, وجوه تآبي الإستسلام , فأي وجه آخر يا صغيرتي سترينه يوما ما في مستنقع الحياة البارد .... تقبلوا تحيات آروى ....أنتظروني في منعرج آخر شكرا لكم.....
آخر تعديل: