هل أنت ممن يقول سمعنا وأطعنا .

عبد البر

:: عضو منتسِب ::
السلام عليكم ورحمة الله .




شرعنا الحنيف أوامر ونواهي ، يجب أن نستجيب لها بكل قوة أمرا وتركا .
قال عزوجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ .الأنفال
وفي لزوم اتباع ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام قال تعالى : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً . النساء


والناظر في صفحات التاريخ في سير السلف وحياة الصالحين ليتعجب من سرعة استجابتهم مقارنة بحالنا ولولا أن سيرهم وصلتنا بأسانيد صحيحة لقلنا أنها من وحي الخيال ، قال أحد السلف من أقران الإمام عبد الله بن المبارك ، هذا الجبل الذي جمعت فيه خصال الخير ، قال : كنت أقول في نفسي دائما : بماذا سبقنا ابن المبارك ، حتى يكون له هذا القبول ، حتى اجتمعنا ليلة في بيت مع أصحاب لنا وانطفأ السراج فخرج من يصلحه ، فلما أعاد النور التفت إلى ابن المبارك وكان جالسا عن يميني فإذا هو يبكي ، قال فعلمت حينها أنه سبقنا بالخشية .
في تلك المدة القصيرة – مدة إصلاح السراج – تذكر عبد الله بن المبارك في تلك الظلمة ، ظلمة القبر ، أو ظلمة الصراط ، أو ظلمة النار ، أو غير ذلك ، فاشتغل اللاقط – مثل الصحن يلتقط موجات الأقمار الصناعية – فذرفت عيناه .
فلماذا لا نستجيب نحن لأحكام شرعنا ، هل اللاقط عندنا معطل ، ربما .


تنصح أحدهم أن يترك المحرمات والكبائر فيجيبك : ( ما قدرتش) .
وبعضهم يبتسم مغضبا ويقول : ( انشا الله انشا الله ) ولسان حاله : إليك عني .


ياأختي لما لاترتدين الحجاب ، ألم يأمرك الله به ، أأنت شاكة في وجوبه فتجيبك : ( مارانيش مقتنعا ) ( نديروا أمبعد نفعل كدا وكدا ...).


وزعت هذه الأيام بعض الرسائل المتعلقة بالمولد النبوي على الشباب والطلبة والفتيات فأخبرت أن مراقبة في متوسطة قرأت رسالة عن تحريم تبذير المال في المفرقعات بالأدلة الشرعية ، فقالت بالكلمة ، ( ما نقدرش ما نترتقش المحارق ).


بل نحن جميعا وكل واحد فينا ، يعلم أنه يعج بالمخالفات والمنهيات ، ونعلم يقينا أننا على خطأ وأننا لو متنا على ذلك لعذبنا ، ولكن لا نغير ما بأنفسنا ، إلى متى الغفلة ، ألا نخشى أن يفتننا الله تعالى بنقيض قصدنا .
عن أبي سعد بن المعلى رضي الله عنه ، قال: كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيته، فقال: ما منعك أن تأتيني؟ ألم يقل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ.


هذا الصحابي نهاه النبي عليه السلام لما ترك الاستجابة وقد طلبه لأنه رسول الله ، وربما يكون طلبه عليه السلام دنيويا غير شرعي ، فكيف بترك سنته عليه السلام ، فكيف بترك أمر الله تعالى .
وقد رتب الله عزوجل الوعيد الشديد، لمن ترك الاستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي: فليحذر وليخش من مخالفة شريعة الرسول باطناً وظاهراً، (أن تصيبهم فتنة) أي: في قلوبهم من كفر، أو نفاق، أو بدعة، (أو يصيبهم عذاب أليم) في الدنيا بقتل، أو حد، أو حبس، أو نحو ذلك.

وقال الإمام أحمد رحمه الله: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إن رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.

والفرق بين المؤمنين والمنافقين سرعة الاستجابة لدين الله تعالى قال تعالى : وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ* وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ* وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ* أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ. النور



وأختم في الأخير : ليس المهم أن تُحِب بل المهم أن تُحَب .
ولا تُحَب حتى تكون سميعا مطيعا ، والسمع والطاعة تجمعهما لفظة الاتباع .

ومن كان في أمره متبعا ، وبالحب مستعينا ، كان محبوبه مناه ، ولم يلتفت أبدا إلى سواه ، ويكفيك أن تنظر إلى مجانين الحب في الدنيا ، تعجب وتضحك من أفعالهم ، لكن الخبير يعذرهم ، فكذلك المحب لله صدقا لا ادعاء ، لا يمكن أن يتخلف أو يتردد في أمر دعاه إليه ، فالاتباع دليل الحب ، والحب كثير كثير مدعوه .


اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ، واختم بالصالحات أعمالنا ، والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا .
 
080306081213wUMz.gif
 
لزوم اتباع ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام قال تعالى : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً . النساء


تنصح أحدهم أن يترك المحرمات والكبائر فيجيبك : ( ما قدرتش) .
وبعضهم يبتسم مغضبا ويقول : ( انشا الله انشا الله ) ولسان حاله : إليك عني .

ياأختي لما لاترتدين الحجاب ، ألم يأمرك الله به ، أأنت شاكة في وجوبه فتجيبك : ( مارانيش مقتنعا ) ( نديروا أمبعد نفعل كدا وكدا ...).

وزعت هذه الأيام بعض الرسائل المتعلقة بالمولد النبوي على الشباب والطلبة والفتيات فأخبرت أن مراقبة في متوسطة قرأت رسالة عن تحريم تبذير المال في المفرقعات بالأدلة الشرعية ، فقالت بالكلمة ، ( ما نقدرش ما نترتقش المحارق ).
بارك فيك أخي على هذا الموضوع القيم وجزاك خيرا
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom