التفاعل
6
الجوائز
167
- تاريخ التسجيل
- 6 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 1,333
- آخر نشاط
الآية السابعة قوله تعالى : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { هونا } الهون : هو الرفق والسكون , وذلك يكون بالعلم والحلم والتواضع , لا بالمرح والكبر , والرياء والمكر , وفي معناه قلت : [ ص: 451 ]
تواضعت في العلياء والأصل كابر وحزت نصاب السبق بالهون في الأمر سكون فلا خبث السريرة أصله
وجل سكون الناس من عظم المكر
وقد قال صلى الله عليه وسلم : { أيها الناس , عليكم بالسكينة , فإن البر ليس في الإيضاع } .
وكان عمر بن الخطاب يسرع جبلة لا تكلفا . والقصد والتؤدة وحسن الصمت من أخلاق النبوة . وقد بيناه في قبس الموطأ .
وقد قيل : معناه يمشون رفقا من ضعف البدن , قد براهم الخوف , وأنحلتهم الخشية , حتى صاروا كأنهم الفراخ . المسألة الثانية : قوله تعالى { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
اختلف في الجاهلين على قولين : أحدهما : أنهم الكفار .
الثاني : أنهم السفهاء . المسألة الثالثة : قوله تعالى : { سلاما }
فيه وجهان : أحدهما : أنه بمعنى حسن وسداد .
الثاني : أنه قول سلام عليكم . قال سيبويه : لم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين , ولكنه على معنى قولهم : [ تسلمنا منكم ] ولا خير بيننا ولا شر .
قال الفقيه القاضي أبو بكر رحمه الله : ولا نهوا عن ذلك , بل أمروا بالصفح والهجر الجميل , وقد كان من سلف من الأمم في دينهم التسليم على جميع الأمم .
وفي الإسرائليات : إن عيسى مر به خنزير فقال له : اذهب بسلام حين لم يقل وهو لا يعقل السلام . [ ص: 452 ] فأما الكفار فكانوا يفعلونه وتلين جوانبهم به ؟ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على أنديتهم ويحييهم ويدانيهم ولا يداهنهم . فيحتمل قوله : { قالوا سلاما } المصدر , ويحتمل أن يكون المراد به التحية . وقد بينا ذلك كله في سورة هود .
وقد اتفق الناس على أن السفيه من المؤمنين إذا جفاك يجوز أن تقول له سلام عليك .
وهل وضع السلام في أحد القولين إلا على معنى السلامة والتواد ؟ كأنه يقول له : سلمت مني , فأسلم منك
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { هونا } الهون : هو الرفق والسكون , وذلك يكون بالعلم والحلم والتواضع , لا بالمرح والكبر , والرياء والمكر , وفي معناه قلت : [ ص: 451 ]
تواضعت في العلياء والأصل كابر وحزت نصاب السبق بالهون في الأمر سكون فلا خبث السريرة أصله
وجل سكون الناس من عظم المكر
وقد قال صلى الله عليه وسلم : { أيها الناس , عليكم بالسكينة , فإن البر ليس في الإيضاع } .
وكان عمر بن الخطاب يسرع جبلة لا تكلفا . والقصد والتؤدة وحسن الصمت من أخلاق النبوة . وقد بيناه في قبس الموطأ .
وقد قيل : معناه يمشون رفقا من ضعف البدن , قد براهم الخوف , وأنحلتهم الخشية , حتى صاروا كأنهم الفراخ . المسألة الثانية : قوله تعالى { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
اختلف في الجاهلين على قولين : أحدهما : أنهم الكفار .
الثاني : أنهم السفهاء . المسألة الثالثة : قوله تعالى : { سلاما }
فيه وجهان : أحدهما : أنه بمعنى حسن وسداد .
الثاني : أنه قول سلام عليكم . قال سيبويه : لم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين , ولكنه على معنى قولهم : [ تسلمنا منكم ] ولا خير بيننا ولا شر .
قال الفقيه القاضي أبو بكر رحمه الله : ولا نهوا عن ذلك , بل أمروا بالصفح والهجر الجميل , وقد كان من سلف من الأمم في دينهم التسليم على جميع الأمم .
وفي الإسرائليات : إن عيسى مر به خنزير فقال له : اذهب بسلام حين لم يقل وهو لا يعقل السلام . [ ص: 452 ] فأما الكفار فكانوا يفعلونه وتلين جوانبهم به ؟ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على أنديتهم ويحييهم ويدانيهم ولا يداهنهم . فيحتمل قوله : { قالوا سلاما } المصدر , ويحتمل أن يكون المراد به التحية . وقد بينا ذلك كله في سورة هود .
وقد اتفق الناس على أن السفيه من المؤمنين إذا جفاك يجوز أن تقول له سلام عليك .
وهل وضع السلام في أحد القولين إلا على معنى السلامة والتواد ؟ كأنه يقول له : سلمت مني , فأسلم منك