- الأوسمة
- 2
أحياناً ،، بل ودائماً ،،
نسمع من نبض الحياة أصواتاً مؤلمة
تخبرنا عن رحيل أناس كانوا هنا يوماً ما
كانوا بيننا في ذات الطريق
نعلم أن فلان قد مات ،،
ولكن
لا نشعر بهمسات الألم وفيض الدموع
لا نشعر بنزيف القلب وتمزق الجوارح
ونعلم أن فلان قد مات
فتنزف القلوب قبل نزف العيون
نشعر بأن الدنيا قد ضاقت بنا ألماً
ونفاجأ بأن الكون الواسع بات شديد الضيق بنا
فبصمتهم ،، وحبهم لنا فاق عقول البشر ،!
قدمو أرواحهم من أجل بسمتنا ،، فكانوا لنا نوراً في طرقاتنا
في كل لحظة ،، آلاف من البشر تموت
فلآ نسمع لهم صوتاً ولا همساً
لآ نعلمهم ،، لآ يعلموننا
وآخرون ،، يهتز الكون حزناً على فرقاهم
كيف لآ ، وقد رسموا الحياة بلون مختلف عن باقي الألوان
كيف لآ ، وقد رفضوا إلا أن يكونوا مخلدين في أعماق قلوبنا
كيف لآ ، وقد أحبتهم الروح قبل القلب ونبضه ،،!
رحلوا ،، ولكنهم في أعماق القلب باقون ،
رحلوا ،، ولكنهم ببصمتهم ،، بحروفهم ،، بروعة قلوبهم باقون
رحلوا ،، واختطفوا القلوب معهم ،، ولكنهم بجميل الأثر باقون
رحلوا ،، ودمع العين يرمقهم ،، ولكنهم بجميل الفعل باقون
رحلوا ،، ودعائنا خير رفيق لهم
نعم صدق من قال ،،
مآ أجمل أن تكون غائباً حاضر ،،
على أن تكون حاضراً غائب ،،
والله إن القلب يغبطهم ،،
فمآ أجمل أن تترك أثرك في ملايين البشر
ومآ أجمل أن تفاجأ يوم لقائك بربك
بجبآآل من الأجر الوفير من أناس لم تَخبرهم
فيكون ضآحك الوجه مستبشراً بكل الخير من ربه
ووالله إن القلب ليحن إليهم ،،
أناس صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،،
فأعانهم الله وسدد خطاهم ،، ويسر لهم كل سبيل ،،
أناس دخلوا القلوب دون طرق أبوابها
فهم وهم وحدهم يحق لهم دخولها بلآ استئذان
أخط الحروف ولا أكاد أقدر على إحصاء الكلمات
فكل كلام الدنيا لا يوافيهم ،،
ولا يملك القلب لهم من كلمات ،،
إلا أن يبض بكل ألم خافقاً بحروفه ،،
" اللهم تقبله شهيداً ، اللهم إنه عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، أخلص لك ، وطبع البسمات على وجوه عبادك ، اللهم إنك أنت من أخبرتنا أن أحب الأعمال إليك هي بسمة على وجه عبادك ، اللهم إنه قد أطاع أمرك ، وأسعد قلوباً لا تحصيها الخلائق ولكنك تعلمها ، فارزقه الجنة وأنعم عليه برفقة الحبيب المصطفى ، اللهم ارزقه رؤية وجهك الكريم ،فتلك وحدها سعادة لا وصف لها ، اللهم ارزقه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فأنت ولي ذلك والقادر عليه ، اللهم آآمين آآمين يآآآ الله "
إهدآء ،، إلى معلمي الراحل ،، د.إبراهيم الفقي
رحمه المولى وأسكنه فسيح جنآنه ،،
،، محبتكم ،، =(
_____
wafa
____
