التفاعل
125
الجوائز
679
- تاريخ التسجيل
- 2 جويلية 2007
- المشاركات
- 3,498
- آخر نشاط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله:
واعلم أن من الاعمال ما يكون فيه خير , لاشتماله على أنواع من المشروع , وفيه أيضا شر , من بدعة وغيرها , فيكون ذلك العمل خيراً بالنسبة إلى الاعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين .
وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة فعليك هنا بأدبين :
أحدهما : أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطنا وظاهرا في خاصتك وخاصة من يطيعك , واعرف المعروف وأنكر المنكر .
الثاني : أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان .
فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه , فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه , أو بترك واجب , أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه , ولكن إذا كان في البدعة من الخير , فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان .
إذا النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء , ولا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلى مثله أو إلى خير منه , فإنه كما أن الفاعلين لهذه البدع معيبون قد أتوا مكروها , فالتاركون أيضا للسنن مذمومون .
فإن منها ما يكون واجبا على الاطلاق , ومنها ما يكون واجبا على التقييد , كما أن الصلاة النافلة لا تجب ولكن من أراد أن يصليها يجب عليه أن يأتي بأركانها........ ,
ومنها ما يكره المداومة على تركه كراهة شديدة , ومنها ما يكره تركه أو يجب فعله على الأئمة دون غيرهم وعامتها يجب تعليمها والحض عليها والدعاء إليها .
وكثير من المنكرين(1) لبدع العبادات تجدهم مقصرين في فعل السنن من ذلك , أو الأمر به , ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة .
بل الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه , فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه , كما يؤمر بعبادة الله وينهى عن عبادة ما سواه . النقل من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب الجحيم ص405-406 ط دار الفضيلة
===============================
1- قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في شرحه على هذا الكتاب:
بعض الناس ينكر البدع وهذا شيء مطلوب , لكنه لا يكون حريصا على السنن , فالذي ينبغي له الوصفان , إنكار على البدع والحرص على السنن .
فكثيرا من الناس ينكرون البدع وهذا شيء مطلوب , ولكنهم لا ينشطون في السنن , فهم فعلوا شيئا وتركوا شيئا , فينبغي لهم أن يحرصوا على السنن , وهذا حال كثير من الشباب وطلبة العلم منهم في وقتنا الحاضر , فإنهم ينكرون البدع وقد يحكمون أحيانا على بعض العبادات أنها بدعة , كصلاة التراويح وعدد ركعاتها , ثم تجدهم كسالى لا يصلون مع الناس التراويح ولا التهجد وما يحرصون على السنن , وإنما ديدنهم إنكار البدع وهذا شيئا مطلوب لكن ما يكفي هذا , فأنت إذا انكرت البدعة فعوض عنها بالسنة , وإيضا أنت إذا انكرت البدع اغرس محلها السنن في قلبك وفي قلوب الناس , ولا تجعل الأمر فراغاً فالناس سيعملون إما في الخير وإما في الشر , إما اشغلتهم بالسنة وبينتها لهم أو اشتغلوا بالبدعة .
والشيخ - ابن تيمية - نبه على شيء قال بعضهم - ممن ينكرون البدع - قد يكون حاله اسوأ ممن يفعل شيئا مما فيه شيئا من المكروه .
لأن هذا الذي يفعل شيئا من المكروه عنده شيئا من الحرص على العبادة ورغبة في الخير لكنه قد يخطئ , لكن هولاء - المنكرين - يتركون العمل نهائياً .
مزيدا من تعليق الشيخ وفيه فوائد على الرابط
2- أن النجاة من التخليط بين المشروع وغير المشروع يكون بالعلم النافع فهو المؤدي للعمل الصالح النقي من الشوائب .
3- من عرف السنة في عمل ما فليعض عليها بالنواجذ , ولا يكون عاضاً إلا بإدمان العمل بتلك السنة .
4- أن تدعو من تستطيع لما عرفت من السنن والإجتهاد في نشرها بين الناس .
5- النفس لابد لها من عمل , فإن أشغلتها بالسنة وإلا أشتغلت بالبدعة .
6- لا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلى مثله أو إلى خير منه .
7- البقاء على العمل المفضول بل والمكروه أحيانا خير من ترك العمل بالكلية .
8- لا يُنهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه , فالدين أمر ونهي ونفي وإثبات كما في كلمة التوحيد وهي أصل الدين .
والله اعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
والحمد لله رب العالمين
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله:
واعلم أن من الاعمال ما يكون فيه خير , لاشتماله على أنواع من المشروع , وفيه أيضا شر , من بدعة وغيرها , فيكون ذلك العمل خيراً بالنسبة إلى الاعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين .
وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة فعليك هنا بأدبين :
أحدهما : أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطنا وظاهرا في خاصتك وخاصة من يطيعك , واعرف المعروف وأنكر المنكر .
الثاني : أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان .
فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه , فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه , أو بترك واجب , أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه , ولكن إذا كان في البدعة من الخير , فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان .
إذا النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء , ولا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلى مثله أو إلى خير منه , فإنه كما أن الفاعلين لهذه البدع معيبون قد أتوا مكروها , فالتاركون أيضا للسنن مذمومون .
فإن منها ما يكون واجبا على الاطلاق , ومنها ما يكون واجبا على التقييد , كما أن الصلاة النافلة لا تجب ولكن من أراد أن يصليها يجب عليه أن يأتي بأركانها........ ,
ومنها ما يكره المداومة على تركه كراهة شديدة , ومنها ما يكره تركه أو يجب فعله على الأئمة دون غيرهم وعامتها يجب تعليمها والحض عليها والدعاء إليها .
وكثير من المنكرين(1) لبدع العبادات تجدهم مقصرين في فعل السنن من ذلك , أو الأمر به , ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة .
بل الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه , فلا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه , كما يؤمر بعبادة الله وينهى عن عبادة ما سواه . النقل من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب الجحيم ص405-406 ط دار الفضيلة
===============================
1- قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في شرحه على هذا الكتاب:
بعض الناس ينكر البدع وهذا شيء مطلوب , لكنه لا يكون حريصا على السنن , فالذي ينبغي له الوصفان , إنكار على البدع والحرص على السنن .
فكثيرا من الناس ينكرون البدع وهذا شيء مطلوب , ولكنهم لا ينشطون في السنن , فهم فعلوا شيئا وتركوا شيئا , فينبغي لهم أن يحرصوا على السنن , وهذا حال كثير من الشباب وطلبة العلم منهم في وقتنا الحاضر , فإنهم ينكرون البدع وقد يحكمون أحيانا على بعض العبادات أنها بدعة , كصلاة التراويح وعدد ركعاتها , ثم تجدهم كسالى لا يصلون مع الناس التراويح ولا التهجد وما يحرصون على السنن , وإنما ديدنهم إنكار البدع وهذا شيئا مطلوب لكن ما يكفي هذا , فأنت إذا انكرت البدعة فعوض عنها بالسنة , وإيضا أنت إذا انكرت البدع اغرس محلها السنن في قلبك وفي قلوب الناس , ولا تجعل الأمر فراغاً فالناس سيعملون إما في الخير وإما في الشر , إما اشغلتهم بالسنة وبينتها لهم أو اشتغلوا بالبدعة .
والشيخ - ابن تيمية - نبه على شيء قال بعضهم - ممن ينكرون البدع - قد يكون حاله اسوأ ممن يفعل شيئا مما فيه شيئا من المكروه .
لأن هذا الذي يفعل شيئا من المكروه عنده شيئا من الحرص على العبادة ورغبة في الخير لكنه قد يخطئ , لكن هولاء - المنكرين - يتركون العمل نهائياً .
مزيدا من تعليق الشيخ وفيه فوائد على الرابط
وفي السابق واللاحق من المنقول فوائد :
1- أن الكمال في الإتيان بالمشروع الصافي عزيز خصوصا في هذه الأزمان إلا من وفقه الله وقليل ما هم .2- أن النجاة من التخليط بين المشروع وغير المشروع يكون بالعلم النافع فهو المؤدي للعمل الصالح النقي من الشوائب .
3- من عرف السنة في عمل ما فليعض عليها بالنواجذ , ولا يكون عاضاً إلا بإدمان العمل بتلك السنة .
4- أن تدعو من تستطيع لما عرفت من السنن والإجتهاد في نشرها بين الناس .
5- النفس لابد لها من عمل , فإن أشغلتها بالسنة وإلا أشتغلت بالبدعة .
6- لا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلى مثله أو إلى خير منه .
7- البقاء على العمل المفضول بل والمكروه أحيانا خير من ترك العمل بالكلية .
8- لا يُنهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه , فالدين أمر ونهي ونفي وإثبات كما في كلمة التوحيد وهي أصل الدين .
والله اعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
والحمد لله رب العالمين