لاتعير أخاك بذنب

صبااح

:: عضو مُشارك ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ان تعييرك لأخيك بذنبه أعظم اثما من ذنبه وأشد من معصيته

لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة

عليها بالبراءة من الذنب وأن أخاك باء به.

ولعل كسرته بذنبه وماأحدث له من الذلة والخضوع والازراء

على نفسه والتخلص من مرض الدعوى والكسر والعجب

ووقوفه بي يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب

أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها والاعتداد بها

والمنة على الله وخلقه بها. فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله

وماأقرب هذا المدل من مقت الله.

وانك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما

وتصبح معجبا.

ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك

ولا تشعر...


من مدارج السالكين لابن القيم

 
موضوع رائع ومفيد

;););):):):):):):):):):):)
شكرااااااا دمت ودام تميزك
;););):):):):):):):):):):)
 
بارك الله فيكم
وهذه اضافة لتعم الفائدة
روى معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ".

الحديث رواه الترمذي ( كتاب صفة القيامة والورع/2429) ، ولفظه : " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " .
والحديث قال عنه الشيخ الألباني في " ضعيف الجامع " رقم ( 5710 ) : ( موضوع ) .
والحديث الضعيف والموضوع لا يُبنى عليهما أحكام ولا يُعمل بهما .
أما معنى الحديث ، فقال الشيخ المباركفوري :
قَوْلُهُ : ( مَنْ عَيَّرَ ) مِنْ التَّعْيِيرِ أَيْ عَابَ ( أَخَاهُ ) أَيْ فِي الدِّينِ ( بِذَنْبٍ ) أَيْ قَدْ تَابَ مِنْهُ عَلَى مَا فَسَّرَ بِهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ ( لَمْ يَمُتْ ) الضَّمِيرُ لِمَنْ ( حَتَّى يَعْمَلَهُ ) أَيْ الذَّنْبَ الَّذِي عَيَّرَ بِهِ أَخَاهُ , وَكَأَنَّ مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ أَيْ عَابَهُ مِنْ الْعَارِ , وَهُوَ كُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ بِهِ عَيْبٌ كَمَا فِي الْقَامُوسِ يُجَازَى بِسَلْبِ التَّوْفِيقِ حَتَّى يَرْتَكِبَ مَا عَيَّرَ أَخَاهُ بِهِ وَذَاكَ إِذَا صَحِبَهُ إِعْجَابُهُ بِنَفْسِهِ لِسَلامَتِهِ مِمَّا عَيَّرَ بِهِ أَخَاهُ .
" تحفة الأحوذي " ( 7 / 173 ) .
هذا ، ولا يعني ضعْف الحديث جواز التعيير لمن وقع في الذنب ، والذي يقع منه الذنب أقسام :
منهم من يتوب ويرجع إلى ربه تعالى أو يقام عليه الحد ، فهذا لا يحل تعييره لأنه طهَّر نفسه بالتوبة أو بالحد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " رواه ابن ماجه ( 4240 ) وصححه البوصيري كما في " الزوائد / حاشية سنن ابن ماجه " .
وقد حل الإمام أحمد العقوبة التي في الحديث على من عيَّر من تاب من ذنبه كما نقل عنه الترمذي بعد تخريجه الحديث قال : قال أحمد : مِن ذنب قد تاب منه .
ومنهم من يعمل الذنب ولا يجهر به ، فيجب على من علم به نصحه والستر عليه .
ومنهم من يجهر بذنبه ، فهذا ينصح كذلك ، ويحذَّر منه حسب المقام الذي يقتضي التحذير .
قال ابن القيم رحمه الله :
ويحتمل أن يريد : أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة عليها بالبراءة من الذنب ، وأن أخاك باء به ، ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع والإزراء على نفسه والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب : أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها والاعتداد بها والمنة على الله وخلقه بها .
فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله ، وما أقرب هذا المُدِّل من مقت الله ، فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تُدِلُّ بها عليه ، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا ؛ فإن المعجب لا يصعد له عمل ، وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدل ، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدِلِّين ، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر ، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو ولا يطالعها إلا أهل البصائر فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر ووراء ذلك مالا يطلع عليه الكرام الكاتبون ، وقد قال النبي : " إذا زنت أمة أحدكم فليُقم عليها الحد ولا يُثرَّب " أي : لا يعير ، كقول يوسف عليه السلام لإخوته { لا تثريب عليكم اليوم } فإن الميزان بيد الله ، والحكم لله ، فالسوط الذي ضُرب به هذا العاصي بيد مقلب القلوب ، والقصد إقامة الحد لا التعيير والتثريب ، ولا يأمن كرات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله ، وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به وأقربهم إليه وسيلة { ولولا أن ثبَّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } وقال يوسف الصديق { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } وكانت عامة يمين رسول الله " لا ، ومقلِّب القلوب " ، وقال : " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه " ثم قال : " اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك " .
" مدارج السالكين ( 1 / 177 ، 178 ) .
والله أعلم.
 
بارك الله فيكم

وهذه اضافة لتعم الفائدة
روى معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ".

الحديث رواه الترمذي ( كتاب صفة القيامة والورع/2429) ، ولفظه : " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " .
والحديث قال عنه الشيخ الألباني في " ضعيف الجامع " رقم ( 5710 ) : ( موضوع ) .
والحديث الضعيف والموضوع لا يُبنى عليهما أحكام ولا يُعمل بهما .
أما معنى الحديث ، فقال الشيخ المباركفوري :
قَوْلُهُ : ( مَنْ عَيَّرَ ) مِنْ التَّعْيِيرِ أَيْ عَابَ ( أَخَاهُ ) أَيْ فِي الدِّينِ ( بِذَنْبٍ ) أَيْ قَدْ تَابَ مِنْهُ عَلَى مَا فَسَّرَ بِهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ ( لَمْ يَمُتْ ) الضَّمِيرُ لِمَنْ ( حَتَّى يَعْمَلَهُ ) أَيْ الذَّنْبَ الَّذِي عَيَّرَ بِهِ أَخَاهُ , وَكَأَنَّ مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ أَيْ عَابَهُ مِنْ الْعَارِ , وَهُوَ كُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ بِهِ عَيْبٌ كَمَا فِي الْقَامُوسِ يُجَازَى بِسَلْبِ التَّوْفِيقِ حَتَّى يَرْتَكِبَ مَا عَيَّرَ أَخَاهُ بِهِ وَذَاكَ إِذَا صَحِبَهُ إِعْجَابُهُ بِنَفْسِهِ لِسَلامَتِهِ مِمَّا عَيَّرَ بِهِ أَخَاهُ .
" تحفة الأحوذي " ( 7 / 173 ) .
هذا ، ولا يعني ضعْف الحديث جواز التعيير لمن وقع في الذنب ، والذي يقع منه الذنب أقسام :
منهم من يتوب ويرجع إلى ربه تعالى أو يقام عليه الحد ، فهذا لا يحل تعييره لأنه طهَّر نفسه بالتوبة أو بالحد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " رواه ابن ماجه ( 4240 ) وصححه البوصيري كما في " الزوائد / حاشية سنن ابن ماجه " .
وقد حل الإمام أحمد العقوبة التي في الحديث على من عيَّر من تاب من ذنبه كما نقل عنه الترمذي بعد تخريجه الحديث قال : قال أحمد : مِن ذنب قد تاب منه .
ومنهم من يعمل الذنب ولا يجهر به ، فيجب على من علم به نصحه والستر عليه .
ومنهم من يجهر بذنبه ، فهذا ينصح كذلك ، ويحذَّر منه حسب المقام الذي يقتضي التحذير .
قال ابن القيم رحمه الله :
ويحتمل أن يريد : أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة عليها بالبراءة من الذنب ، وأن أخاك باء به ، ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع والإزراء على نفسه والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب : أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها والاعتداد بها والمنة على الله وخلقه بها .
فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله ، وما أقرب هذا المُدِّل من مقت الله ، فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تُدِلُّ بها عليه ، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا ؛ فإن المعجب لا يصعد له عمل ، وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدل ، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدِلِّين ، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر ، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو ولا يطالعها إلا أهل البصائر فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر ووراء ذلك مالا يطلع عليه الكرام الكاتبون ، وقد قال النبي : " إذا زنت أمة أحدكم فليُقم عليها الحد ولا يُثرَّب " أي : لا يعير ، كقول يوسف عليه السلام لإخوته { لا تثريب عليكم اليوم } فإن الميزان بيد الله ، والحكم لله ، فالسوط الذي ضُرب به هذا العاصي بيد مقلب القلوب ، والقصد إقامة الحد لا التعيير والتثريب ، ولا يأمن كرات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله ، وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به وأقربهم إليه وسيلة { ولولا أن ثبَّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } وقال يوسف الصديق { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } وكانت عامة يمين رسول الله " لا ، ومقلِّب القلوب " ، وقال : " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه " ثم قال : " اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك " .
" مدارج السالكين ( 1 / 177 ، 178 ) .

والله أعلم.
اضافه طيبه
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom