إسمه صل الله عليه وسلم
محمد صلى الله عليه وسلم، اسم على مسمّى، علم على رمز، ووصف على إمام، جمع المحامد، وحاز المكارم، واستولى على القيم، وتفرد بالمثل، وتميز بالريادة، محمود عند الله لأنه رسوله المعصوم، ونبيه الخاتم، وعبده الصالح، وصفوته من خلقه، وخليله من أهل الأرض، ومحمود عند الناس؛ لأنه قريب من القلوب، حبيب إلى النفوس، رحمة مهداة، ونعمة مسداة، مبارك أينما كان، محفوف بالعناية أينما وجد، محاط بالتقدير أينما حل وارتحل، حمدت طبائعه لأنها هُذّبت بالوحي، وشرفت طباعه لأنها صقلت بالنبوة، فالله محمود ورسوله محمد:
وشقّ له من اسمه ليجلّـهُ فذو العرش محمود وهذا محمّدُ
واسمه أحمد، بشّر بذلك عيسى قومه، واسمه العاقب والحاشر والماحي، وهو خاتم الرسل وخيرة الأنبياء، وخطيبهم إذا وفدوا، وإمامهم إذا وردوا.
صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة و الإنجيل ، المؤيد بـجبريل ، حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، أشرف من ذكر في الفؤاد، وصفوة الحواضر والبوادي، وأجلُّ مصلح وهادٍ، جليل القدر، مشروح الصدر، مرفوع الذكر، رشيد الأمر، القائم بالشكر، المحفوظ بالنصر، البريء من الوزر، المبارك في كل عصر، المعروف في كل مصر، في همة الدهر، وجود البحر، وسخاء القطر، صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه، ما نجم بدا، وطائر شدا، ونسيم غدا، ومسافر حدا.
صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة و الإنجيل ، المؤيد بـجبريل ، حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، أشرف من ذكر في الفؤاد، وصفوة الحواضر والبوادي، وأجلُّ مصلح وهادٍ، جليل القدر، مشروح الصدر، مرفوع الذكر، رشيد الأمر، القائم بالشكر، المحفوظ بالنصر، البريء من الوزر، المبارك في كل عصر، المعروف في كل مصر، في همة الدهر، وجود البحر، وسخاء القطر، صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه، ما نجم بدا، وطائر شدا، ونسيم غدا، ومسافر حدا.
نسبه صل الله عليه وسلم
فالرسول صلى الله عليه وسلم خيار من خيار، إلى نسبه يعودُ كل مخار، وهو من نكاح لا من سفاح، آباؤه سادات الناس، وأجداده رءوس القبائل، جمعوا المكارم كابراً عن كابر، واستولى على معالي الأمور، فلن تجد في صفة عبد المطلب أجل منه، ولا في قرن هاشم أنبل منه، ولا في أتراب عبد مناف أكرم منه، ولا في رعيل قصي أعلى كعباً منه، وهكذا دواليك.. حتى آدم عليه السلام، فهو صلى الله عليه وسلم سيد من سيد يروي المكارم أباً عن جد:
نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودا
وأما موطنه عليه الصلاة والسلام
فقد اختار الله له من بين بقاع العالم ومن بين أصقاعها أحب البلاد إليه سبحانه، البلد الحرام، والتربة الطاهرة، والأرض المقدسة، والوطن المحاط بالعناية، المحروس بالرعاية، فولد صلى الله عليه وسلم في مكة حيث صلى الأنبياء، وتهجد المرسلون، وهبط الوحي، وطلع النور، وأشرقت الرسالة، وسطعت النبوة، وانبلج فجر البعثة، وحيث البيت العتيق، والعهد الوثيق، والحب العميق، فـمكة مسقط رأس المعصوم، وفيها مهد طفولته وملاعب صباه، ومعاهد شبابه ومراتع فتوته، ورياض أنسه.
بلادٌ بها نيطت عليّ تمائمي وأوَّل أرض مسّ جلدي ترابها
ففيها رضع لبن الطهر، ورشف ماء النبل، وحسا ينبوع الفضيلة، وفيها درج، ودخل وخرج، وطلع وولج، فهي وطنه الأول بأبي هو وأمي، وهي بلدته العزيزة إلى فؤاده، الحبيبة إلى قلبه، الأثيرة إلى روحه بنفسي هو.
وحبب أوطان الرجال إليهم معاهد قضاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتْهمُو عهود الصبا منها فحُّنوا لذالكا
فهناك في مكة صنع ملحمته الكبرى، وبث دعوته العظمى، وأرسل للعالمين خطابه الحار الصادق، وبعث لأهل الأرض رسالته المشرقة الساطعة، حتى إنه لما أخرج من مكة ودعها وداع الأوفياء وفارقها وما كاد يتحمل هذا الفراق ((لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ)).